بطريركية روسيا

بطلب ودعوة قيصر فلاديمير وزوجته أولغا أُرسلت من القسطنطينية كليريكيين على ضفة نهر دنيبر في مدينة كييف أوكرانيا عمدوا جماعياً أُلوفا من الشعب الروسي و أولهم القيصر.

وهكذا اُنشئت الكنيسة في روسيا التي كانت في البداية متروبولية تابعة لبطريركية القسطنطينية حتى عام 1589، والتي فيما بعد ارتقت إلى درجة بطريركية،وتحتل المكان الخامس بين البطريركيات الأرثوذكسية بعد بطريركية أورشليم، والبطريرك أخذ لقب بطريرك موسكو و سائر روسيا.وفي عام 1700 بعد وفاة بطرك روسيا العاشر قام القيصر بطرس بتعديل النظام الإداري الكنسي في روسيا من بطريركية إلى سينودس يعني شؤون الكنيسة و كانت تدار من مجمع الأساقفة (سينودس)، من غير بطريرك. وفي يوم 18 نوفمبر 1917 مجمع الأساقفة و ممثلين إكليروس و شعب،أعاد النظام الكنائسي إلى بطريركي، و مقرها موسكو، وذلك بإنتخاب بطريرك تيخون اللذي أصبح قديس ورعى الكنيسة إلى سنة 1925، بعد ذلك سجن واستشهد. خلفه بعد ذلك البطريرك سيرجيوس من 8 سبتمبر 1943 إلى 15 مايو 1944، وبعده بطريرك اليكسيوس الأول(1945-1970)، بعده البطريرك بيمين (1971-1989)، خلفه البطريرك اليكسيوس الثاني من 7 يونيو 1990 إلى يومنا هذا.

بطريركية روسيا تشمل اليوم 150 أُسقفاً و 242 دير. عدد رعايا الكنيسة الروسية حالياً نحو 255 مليون في العالم و 125 مليون في روسيا بحسب ويكي بيديا القسم الإنجليزي.

هناك دراسة موسعة جداً قام بها سيادة المطران كاليستوس (تيموثي) وير حول وضع الكنيسة الروسية في الفترة الشيوعية. يمكنك مراجعة كتاب “الكنيسة الأرثوذكسية في الماضي والحاضر” من صفحة (206 – 212). وحول وضع الكنيسة الروسية في ظل المغول راجع من صفحة (112 – 117).
من الكنائس الشبه مستقلة عن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية : كنيسة اليابان

الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا:
فترة كييف: لم يبقى فوتيوس من جهته مكتوف الأيدي تجاه تنصير السلافيين في روسيا. ففي نحو 864 أرسل أسقفاً إلى كييف أهم المدن الروسية آنذاك، لكن أول جماعة مسيحية أفنيت العام الـ 878 على يد أوليغ الذي كان يتولى السلطة في كييف. وظلّت روسيا رغم ذلك تتعرض لتأثير مسيحي شديد، قادم من بيزنطية وبلغاريا واسكندينافيا، ومن المؤكد أنه كان يوجد كنيسة في كييف منذ العالم الـ 945. واعتنقت الأميرة أولغا الدين المسيحي السنة الـ 955، لكن ابنها سفياتوسلاف رفض النسج على غرارها، مخافة التعرض لسخرية رجال البلاط إن هو اقتبل المعمودية. ونحو السنة الـ 988 تنصر فلاديمير (حكم بين 980 – 1015) حفيد أولغا واقترن بأنا شقيقة إمبراطور بيزنطية. وأصبحت الأرثوذكسية حينئذ دين الدولة في روسيا، وظلّت على هذه الحال حتى السنة الـ 1917. وقد عمل فلاديمير بجهد كبير لتنصير مملكته، فجاء من الخارج بالكهنة والذخائر والآنية المقدّسة والأيقونات. وتلقى الناس المعمودية جماعات في الأنهر. وأنشئت المحاكم الإكليريكية كما أقرّ مبدأ العشر لصالح الكنيسة. ودُحرج الصنم الكبير الممثل للإله بيرون (Perun) برأسه الفضّي وشاربيه الذهبيين إلى قعر التلّة التي كان يشرف منها على كييف. “وراحت أبواق الملائكة وأصداء الإنجيل تتعالى في جميع المدن. وأصبح الهواء يتقدس بالبخور المتصاعد نحو الله. وقامت الأديرة فوق الجبل. وكان جميع الناس، رجالاً ونساء، صغاراً وكباراً يملأون الكنائس المقدسة”. هكذا وصف المتروبوليت هيلاريون الحدث بعد ذلك بستين سنة.

مؤسس كنيسة أوكرانيا بحسب بعض الدراسات هو الرسول أندراوس، في عام 1990 حصلت أوكرانيا على شبه استقلال لكنها ما تزال تابعة لروسيا، الأسقف الحالي هو  سيادة المتربوليت فلاديمير سابودان. اسمه العلماني فيكتور سابودان من مواليد أوكرانيا عام 1935م في عائلة من الفلاحين، درس اللاهوت في اوديسا، ثم درس في سان بطرسبرغ في روسيا، وتخرج من الأكاديمية. وفي عام 1962 ترهب قداسته وحصل على اسم “فلاديمير”. في عام 1965 أكمل دراسات عليا في المعهد اللاهوتي في موسكو، وبعد التخرج عين عميد المعهد اللاهوتي في اوديسا ورقي إلى رتبة أرشمندريت.

الكنيسة الأرثوذكسية في كوريا:
البعثة الروسية إلى كوريا، تأسست السنة الـ 1898 وظلت مقتصرة على نطاق ضيق. وأول كاهن أرثوذكسي كوري جرت رسامته في السنة الـ 1912. وفي السنة الـ 1934، كان في كوريا 820 أرثوذكسياً لكن عددهم تقلص فيما بعد (الفترة الشيوعية) لكن من المؤكد أن العدد يتزايد.

الشهداء الصينيونالكنيسة الأرثوذكسية في الصين:
تأسست البعثة الصينية السنة 1715 في بكين، لكنها بالفعل تعود بتاريخها إلى السنة 1686، حين انخرطت جماعة من الكوزاك في الحرس الامبراطوري الصيني، وكان كاهنهم معهم. إلا أن العمل التبشيري المنظم لم يبدأ قبل نهاية القرن التاسع عشر. وفي سنة 1900م تم قتل مجموعة كبيرة من الأرثوذكس. وفي السنة الـ 1914 لم يكن هناك أكثر من 5,000 مهتد جديد، على الرغم من وجود عدد من الكهنة الصينين ومدرسة اكليريكية. (كانت سياسة بعثات التبشير الأرثوذكسية تعتمد على الدوام جعل الاكليروس من أهل البلاد حالما تسنح الفرصة). وبعد ثورة 1917، لم يتضاءل النشاط التبشيري بل أنه ازداد بفضل عدد كبير من المهاجرين الروس ومن بينهم كهنة فروا شرقاً من سيبريا. في السنة 1939 كان في الصين ومنشوريا 200,000 أرثوذكسي، يرعاهم خمسة أساقفة ولهم جامعة أرثوذكسية في خاربين.

وتغير الحال تماماً منذ السنة الـ 1945، حين أمرت الحكومة الصينية الشيوعية جميع المبشرين غير الصينيين بمغادرة البلاد، ولم تستثن الروس من هذا التدبير. فأعيد كل الاكليروس الروسي مع معظم المؤمنين إلى الاتحاد السوفياتي فيما عدا الذين فروا إلى أميركا. في الخمسينات كان يوجد في الصين أسقف واحد على الأقل و 20,000 مؤمن. واليوم لا تعترف الحكومة الصينية بالأرثوذكس، هذا هو اكبر عائق لعدم نشر الأرثوذكسية في الصين. وهناك عدد من المواطنين الصينيين يدرسون حالياً في المدارس الأرثوذكسية في روسيا، بنية العودة إلى الصين.

arArabic
انتقل إلى أعلى