Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
Email
☦︎
☦︎

10- “الذي من اجلنا”

        الجزء الاول خاص بلاهوت يسوع. الجزء القادم خاص بناسوته: “الذي من اجلنا نزل من السماء”.

يسوع تجسد – ابن الله نفسه هو الذي نزل من السماء وتجسَّد. فعلُ تنازله غمرنا فوضع رؤوسنا ارضاً. الذي تجسَّد هو واحد لا اثنان.

شخص يسوع واحد. كان يحوي اللاهوت قبل حبل العذراء به.

في لحظة الحبل صنع الروح القدس من أحشاء مريم العذراء ناسوتاً (اي طبيعة بشرية)، فضمَّها يسوع الى شخصه الالهي.

الموضوع دقيق جداً، ويحتاج الى عون الهي لكي نستقبله بخشوع.

بولس قال ان الملائكة تعلَّمته من الكنيسة (اف3 : ز1). فكم انا في امسِّ الحاجة الى معونة الله لكي اكتب عنه. يسوع! أسعفني أحمني من الزلل، فان نارك تهدّدني بالفناء، ان لم اخشع عند التفكير في جلالك.

لاهوت وناسوت: قلنا سابقا: ان يسوع اله تام مثل الاب والروح القدس. وهو شخص مثلهما – وبالاشتراك معهما – كل اللاهوت.

ولما شاء الثالوث القدوس ان يخلِّصنا، ضمَّ الروحُ القدسُ الى شخص الابن ناسوتاً. فصار شخص يسوع يحوي اللاهوت والناسوت. بقي شخصا واحداً. لم يصر شخصين، إنما صار صاحب طبيعتين. الطبيعة الالهية غير مخلوقة. اما الطبيعة البشرية (اي الناسوت) فقد خلقها الروح القدس يوم البشارة.

شخص واحد في طبيعتين وو. . . :

فيجب – اذن – ان يكون يسوع شخصين لا شخصاً واحداً.

لا! ان كان للاهوت يسوع شخص ولناسوته شخص، كان التجسد وهماً، كان اتحادُ الناسوت واللاهوت سطحيا، كان مجاورة لا اتحاداً. اتحاد الشخصين اتحاد ادبي معنوي. اما اتحاد الطبيعتين في شخص يسوع فاتحاد حقيقي.

تقول الكنيسة ان ليسوع شخصاً واحداً. هذا الشخص الالهي الواحد ضمَّ اليه ناسوتاً، فصار شخصه الالهي شخصاً لناسوته، صار شخصاً لللاهوت والناسوت : مذ ان صارا موجودين معاً في هذا الشخص الواحد صار شخص اللاهوت قواماً للناسوت.

كيف؟ هو يعلم. انما الكنيسة تقول بان اللاهوت والناسوت لم يمتزجا، ولم يستحلْ ايّ منهما. ليس احدهما منفصلا عن اللآخر، ولم يتجاورا كما يتجاور الماء والزيت في كوب الماء.

وتعلّم الكنيسة ان اللاهوت أوعب الناسوت جذريا. استنار ولكن لم يتبدل جوهره. صار مسكناً للنور الالهي الذي شعشع فيه على جبل ثابور.

وهكذا بقي اللاهوت ذا فعل الهي ومشيئة (ارادة) الهية، وبقي الناسوت ذا فعل بشري وارادة بشرية.

علَّمتنا الكنيسة اذن : المسيح اقنوم (اي شخص) واحد في طبيعتين (الهية وبشرية)، وفعلين (الهي وبشري)، ومشيئتين (الهية وبشرية).

وأعطت حلاَّ لمسألة الشخص الواحد، فقالت:

التقنيم: اقنوم الابن قنَّم الناسوت اي ان الناسوت صار صاحب اقنوم، لان اقنوم الابن ضمَّه اليه، وجعل اقنومه الالهي اقنوماً لطبيعته البشرية. وبفضل هذا التقنيم (85) انضوى اللاهوت والناسوت في شخص يسوع متحدين اتحاداً وثيقاً لا ينفصم ابداً الى أبد الأبدين، اتحاداً حقيقيّاً.

كيف اتحدت الطبيعتان؟ طريقة اتحاد الطبيعتين عجيبة: اللاهوت غير مخلوق. الناسوت مخلوق. كيف اجتمع غير المخلوق مع المخلوق في شخص واحد بدون ان يطغى اللاهوت على الناسوت: بما انه اعظم منه بما لا يُقاس؟

انه سرّ رحمة الله. لما شاء ان يخلّصني لم يسحقني. ترك الطبيعة البشرية فيه

كاملة في فعلها وارادتها وحكمتها وعلمها وحريتها. وهي تمتلئ بصورة حرة من انوار اللاهوت.

طريقة الاتحاد فتحت لي باب الاقتراب من الله بدون ان يسحقني جلال الله. طبيعتي لا تحتمل اللاهوت. طريقة اتحاد اللاهوت والناسوت في شخص يسوع فريدة.

اللاهوت يؤثر في الناسوت. ولكن الناسوت لا يؤثر في اللاهوت، لان اللاهوت ثابت سرمديا. ولا يستطيع الناسوت ان ينفذ الى جوهر اللاهوت لان الاول محدود ومخلوق اما الثاني فغير محدود، وغير قابل لاي من الاعراض التي تعتري الخلائق.

يسوع ضمّ الناسوت الى اللاهوت. ولكن الاهوت لم ينل اي شيء يضاف اليه، وإلا كان ناقصاً قبل التجسّد، فحصل على كماله في التجسّد. حاشا لله ذلك! اللاهوت هو فوق الكمال منذ الازل والى الابد.

التجسّد عمل صدر عن ارادة الآب والروح القدس.

الآب سُرَّ مرتضياً، الابن اتى متنازلاً، الروح القدس خلق الناسوت وضمَّه الى اللاهوت.

طبعا لم يكن ناسوت يسوع موجوداً قبل يوم البشارة: قبل لحظة التجسّد. فهو مخلوق في حينها.

نزل من السماء: يقول الدستور: “نزل من السماء” (86).

الله لا ينتقل لا في الزمان ولا في المكان.

ولكن اللفظة “نزل” هامة جداً. نزول يسوع من السماء هو تنازل من مقام العُلى الى مقام أدنى. انما هو تنازل الأب الحنون الشفوق.

يسوع عمل المستحيل بل اقصى المستحيل، من اجل ذرية آدم الساقطة المتمردة على الله. قرن اللهَ والانسانَ باسلوب تخشع له ابصار الملائكة في ذهول ما بعده من ذهول.

هو ابن الله: يسوع هو معا ابن الله وابن الانسان. في كلا الحالتين هو ابن الله (87).

لذلك ما كان يليق التجسد الا بالابن من بين الاقانيم، ليبقى الابن ابناً: ابن الله، وابن الانسان.

الابن وحده تجسَّد: ولكن كيف نقول ان جوهر اللاهوت واحد، ونقول من جهة اخرى ان الابن وحده تجسد قارناً اللاهوت والناسوت؟ ان شخص الابن هو الذي تجسَّد (الدمشقي 6:3 و11).

قلنا سابقاً ان اقنوم الآب يلد اقنوم الابن، وان اقنوم الروح القدس ينبثق من الآب.

وهنا: اقنوم الابن يضمّ اليه الناسوت. الاتحاد الاقنومي في شخص يسوع بين الطبيعتين يؤول الى صيرورة الآب أباً ليسوع الاله – الانسان وصيرورة العذراء مريم نفسها أماً ليسوع الإله – الانسان لأن شخص يسوع واحد بلا انفصال. والمسيحيون الأعضاء في جسد يسوع (أي الكنيسة) يصبحون أولاد الله بالتبني: “لما حان ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من قبل امرأة لننال التبني (غلا 4:4-6 ورومية 15:8). فالآب تبنّانا في ناسوت ابنه واعطانا روح التبني أي الروح القدس الذي ينادي فينا الآب “ابَّا الآب”، و”ابانا الذي في السموات” (غلا4:4-6 ورو 15:8 ومتى 9:6 ولوقا 2:11). فيصير الناسوت ابن الله بالتبني. فالآب تبنَّانا في ناسوت ابنه. ولكن جوهر اللاهوت واحد. وعلي هنا ان اكسر القلم وأجلمَ عقلي ولساني مستسلماً الى رحمة الله، لعلًّه يعوّض عليَّ عن هذا العجز في الفهم، بادخالي في الظلمة الالهية الاكثر ضياءً من كل نور. فيها يستريح عقلي وقلبي من عناء التحليل العلمي البارد. علم الله هو غير علم البشر.

فيا يسوع ضع بلسمك على شروخ عقلي المنبَّت. أدخلني الى حجالك مغلقاً علي الباب، فأستريح من عقلي، وأنصرفَ الى الذهول بك. ولكنك انت تشاء ان ابشر بك اخوتي. فانصاع لامرك طائعاً، لعلي ألقى لديك رحمة تشفع في ذلي وحقارتي وجريمتي.

فاتنا حتى الآن ان نشرح لفظة “تأنس”، وجملة “الذي من اجلنا نحن البشر ومن اجل خلاصنا”.

تأنس: “تأنس” تعني انه صار انساناً. وهكذا قطع الآباء الطريق على هرطقتي آريوس وأبوليناريوس القائلين بأن الناسوت هو جسد بلا نفس عاقلة. فالانسان جسد ونفس عاقلة.

11- الذي ……ومن أجل خلاصنا

عبارة “الذي من اجلنا نحن البشر ومن اجل خلاصنا” تعني ان يسوع تجسد لسببين: 1- لاجلنا نجن البشر. 2-لاجل خلاصنا.

لماذا تجسد: للآباء القديسين تفسيرات. بعضهم يقول ان التجسد كان سيقع ولو لم يخطأ آدم. ولكن بسبب خطيئته، تألم يسوع ومات وقام. بدون خطيئة آدم، كان التجسد سيقع بدون حاجة الى الفداء بالصليب والقيامة.

بطل هذا الرأي مكسيموس المعترف. هاوسهر (88) نوَّه بنص من اسحق السرياني النينوي يؤكد ذلك، وزاد ان هذا الرأي وجد له متحمسين بين الصوفيين Mystiques. فهو يعتمد على الإيمان بمحبة الله الفائقة.

ديمتري ستانيلواي (رومانيا) يخالف وايَّانا هذا الرأي (89) المتطرف.

اثناسيوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتي وابيفانيوس قبرص وكيرللس الاسكندراني وسواهم قالوا: بان يسوع تجسَّد ليفتدينا بالموت… نكتفي بآخرهم كيرللس:

“صار الكلمة جسداً وحلَّ فيما بيننا (يوحنا 14:1) فقط لكي يعاني موت الجسد، وينتصر هكذا على الرئاسات والقوات ويلاشي ذاك الذي يقبض على سلطان الموت اي الشيطان؛ لكي يرفع الفساد، ويقضي ايضا معه على الخطيئة التي كانت تطغى علينا، وتعطيل مفعول اللعنة التي عانتها طبيعة الانسان في آدم كما في باكورة الجنس (البشري) وفي الجذر الاول (90). بولس الرسول قال: “جاء يسوع ليخلص الخطأ الذين أولهم أنا” (91) (اكور 15:1) وأيضاً رسالة يوحنا الأولى (92) (5:3)، يوحنا الدمشقي هو خلاصة التراث الآبائي. لم يأخذ برأي مكسيموس بل قال في (12:3) إنَّ الخلاص هو سبب التجسد الإلهي. التراتيل جميعاً تؤيد هذا الرأي. مثلاً: في القداس نقول: “تجسّدت لأجل خلاصنا”. ترنيمة اللحن الخامس تقول: “المولود من العذراء لأجل خلاصنا”. ترنيمة السجود للإيقونة تقول: “اتى لخلاصنا”. ومثل هذا كثير جداً. في مؤتمر الللاهوتين الأرثوذكس في أثينا العام 1936 اتُّخذ قرارٌ يقضي باحترام الرأي الغالب لدى الآباء القديسين. ذكرنا زعماء الآباء القديسين الممثلين الكبار للتقليد الكنسي.

يوحنا الدمشقي هو ميزان الذهب في اللاهوت. أخذ برأي الآباء القدامى لا برأي مكسيموس الذي اخذ به حديثاً استاذ يوناني في مجلة Contacts فخالفه الاب ديمتري ستانيلواي. الدمشقي مع التقليد القديم الاصيل أعلاه وهذا ما تؤيده الترانيم: “يا كلمة الله لقد قبلت ان تتجسد من أجل خلاصنا” . “صار انساناً بسبب سقطتنا”.

الذي من اجلنا: ولكن ما معنى “الذي لاجلنا”؟ فهي حتماً غير “من اجل خلاصنا”.

ليس خلاصنا من آثار جريمة آدم هو كل شيء في عمل يسوع الخلاصي. تجسُّد يسوع قرن الاله والانسان. بذلك فتح لنا الباب لنتّحد نحن ايضا بالله. فقد صار الاله انساناً لكي يصير الانسان إلهاً. صار ابن الله ابن الناس ليصير الناس ابناء الله.

التأله: النعمة التي افاضها لاهوت يسوع على ناسوته أَلَّهت الناسوت.

هذه النعمة تمتد الينا متى صرنا اعضاء في جسد يسوع (اي الكنيسة).

النعمة: يسوع هو اله بالطبيعة. نحن نصير آلهة بالنعمة. فما هي النعمة؟ انها قوى الهية جوهرية صادرة من جوهر الإله. ولكنها ليست جوهر الله. هذه النعمة هي نور الهي. ان حلَّت فينا اشتركنا في الحياة الالهية، في حياة الله.

يسوع قنّم الطبيعة البشرية في اقنومه الالهي. ونحن نقنّم النعمة الالهية الصادرة من طبيعة الله في اشخاصنا. ينصب التقنيم على الطبيعة. وهكذا يكون التجسد انتصاراً على ضعف طبيعتنا التي سقطت وأظلمت، فجبرت النعمة الالهية الكسور التي ابتلتنا بها خطيئة آدم. التجسد سدَّ الهوة التي كانت تفصل بين الله والانسان. ذهب اثناسيوس الكبير إلى ان آلام الرب وموته وقيامته كانت أموراً قادمة ما دام التجسد قد حصل. فالتجسّد هو الخطوة التي اقتحمت المستحيلات.

الصليب بدايةً – يسوع مصلوب منذ البداية. تنازله ليتجّسد هو الصليب الأكبر: كيف يسكن الله في إنسان…؟ يا لعجائب الله الباهرة…! الصليب يلحقه منذ الأزل. هو الخروف المذبوح عنا في مقاصد الله، قبل كل الدهور.

التجسد أعظم – التجسّد الإلهي لم  يُعدنا إلى الفردوس بل رفعنا فوق الفردوس. جسد يسوع هو في الأعالي عن يمين الاب. به ارتفعنا الى الآب السماوي. فأين فردوس آدم الأرضي من جلوسنا في السماء عن ميامن الأب. لذلك فالتجسد هو أعظم من خَلْقِ العوالم جميعاً بما لا يقاس.

آلامه و… – أما خلاصنا فقد تم في كلِ حياة يسوع وعلى الأخص في آلامه وصلبه ودفنه وقيامته. فالتجسد خلاصي أيضاً. نسميه “التجسد الخلاصي”، إنما يسوع انقذنا بآلامه من الآلام، وبموته من الموت، وبدفنه من الدفن، ليعيدنا – يوم قيامته – مولودين جديدين مخلوقين لأعمال البر وقداسة الحق. كل ما عاناه يسوع عاناه بالنيابة عنا لكي يمحو الحكم الصادر علينا بمعاناته. شفى بجراحه جراحاتنا، وبآلامه آلامنا. بموته اقامنا، واجازنا معه من الأرض إلى السماء.


(85) استعمل الشيخ ناصيف اليازجي لفظة التقنُّم. ولكن الاستعمال غير ناجح. فليس الثالوث تحت تقنُّم. هم اقانيم. قال: “للآب لاهوت ابنه، وكذا ابنه وكذا هما والروح، تحت تقنُّم” (الروائع، ص31).

في المعجم السرياني الامر شبيه باستعمالي. القس يعقوب اوجين منَّا قال في معجمه السرياني العربي “قنَّم”. لا “أقنم” كما زعم بعض الذين لم يراجعوا المعجم السرياني.

(86) عندما نقول “نزل” لا نعني ان الله يتحرك من مكان الى مكان. فيها معنى التنازل الحنون ليتخلَّى المتنزل عن العلو ليدنو من أسفل.

(87) الجسد هو جسد الابن يسوع لا جسد الآب والروح القدس كما يتخيل بعض. كيف جمع يسوع الناسوت الى تمام طبيعته الالهية في شخصه وحده دون شخصي الآب والروح القدس؟ هذا سرّ من اسرار الله العظمى. العقل عاجز عن فهم الإلهيات الا بقدر ما يكشف له يسوع  (متى: 27:11). لا ندرك الله بالعقل وحده، بل بنور الروح القدس الحالّ في العقل. نحن دخان وعشب، فكيف ندرك الله بدون عون الله؟

(88) راجع كتابنا “سر التدبير الالهي” والحاشيتين 1و2 .

(89) Hausherr, Etudes de spiritualite orientale, Roma 1969 p.15.

(90) كيرللس، مين اليوناني 897:74 أو ايضا غريغوريوس اللاهوتي الخطبة 29:40 و22:45 ؛ اثناسيوس، في التجسد 20-21؛ وابيفانيوس، مين اليوناني 708:41 أو…

لا تناقض تاماً بين الرأيين. انما في الرأي الاول، نفحة صوفية عالية جداً تجد في موت المسيح على الصليب، حباً بنا، دعماً رائعاً.

(91) كرر يوحنا فم الذهب هذا الكلام في صلاة المطالبسي. وقال باسيليوس في دعاء الساعة الثالثة: “أرسلت ابنك الوحيد لخلاص جنسك البشري”. بعد كل هذه النصوص يصبح راي مكسيموس رأياً خاصاً لا تقليداً آبائياً.

(92) يوحنا فم الذهب كرر كلام بولس في صلاة المطالبسي. وقال في خدمة القداس: “ولمّا اتمّ كل التدبير الذي لأجل خلاصنا…” وقال باسيليوس في دعاء الساعة السادسة: “أرسلتَ ابنك الوحيد لأجل خلاصنا…”. فهل بعد هذة الثقات من مجال لفكرٍ خاصّ لم تعتمده الكنيسة؟

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎

معلومات حول الصفحة

عناوين المقال

محتويات القسم

وسوم الصفحة

انتقل إلى أعلى