Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎
☦︎

هذا الأحد هو الأحد الرابع من آحاد الاستعداد للصوم، ويختم هذه الفترة من الاستعداد. إنه اليوم الأخير منها، إذ ندخل ابتداء من الاثنين في الصوم نفسه. ويحمل هذا الأحد اسم (أحد مرفع الجبن)، أو (البياض) لأن تقليد الكنيسة يدعو إلى الامتناع عن الحليب والسمن والجبن بعد هذا اليوم مباشرة.

أمّا السبت السابق لهذا الأحد فمكرّس لتذكار القديسين والقديسات الذين التزموا الحياة النسكية. فنحييهم ونحن على عتبة الصوم، كملهِمين وشفعاء في طريق التوبة الشاق.

تحثنا رسالة القديس بولس إلى أهل رومية (11:13- 1:14- 4) التي تُتلى في قداس هذا الأحد على الخروج من الظلام، ولبس أسلحة النور، والسلوك في وضح النهار، هاربين من السِكر والعهر ورغبات الجسد. ويربط بولس موضوع الجسد هذا بموضوع الصوم. فمن الناس من يعتقد أن له أن يأكل كل شيء، ومنهم من لا يأكل إلاّ بقولاً. فلا يزدر الذي يأكل بمن لا يأكل ولا يدن الذي لا يأكل من يأكل. من أنت حتى تدين إنساناً آخر ؟ فأنت نفسك وهذا الآخر، خاضعان للمعلّم الواحد بعينه.

يبتدئ إنجيل القداس الإلهي، المأخوذ من القديس متى (14:6- 21)، بوصيّة المغفرة: (إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أبوكم السماوي، وإن لم تغفروا للناس لا يغفر لكم أبوكم زلاتكم). يظهر اختيار الكنيسة لهذه الجملة لاستهلال إنجيل اليوم أنها تريد أن تجعل من المغفرة فكرة هذا الأحد السائدة (6). إنه لصحيح أن باقي إنجيل اليوم كله يتكلم عن الصوم، ولكن حرف المعنى الذي يصل في اللغة اليونانية الآيات المتعلّقة بالصوم بالآيات المتعلّقة بالمغفرة يبدو عليه أنه يجعل الآيات الأولى في وضع خضوع بالنسبة للآيات التالية. فالرب يسوع يوصي الذين يصومون بأن لا يعبسوا، ويكلحوا وجوههم كما يفعل المراؤون ليظهروا للناس أنهم صائمون. أمّا أنت، فإذا صمت فادهن رأسك واغسل وجهك. فالآب الذي يرى في الخفية يجازيك علانية. ليكن كنزك وقلبك، لا في الأرض، بل في السماء.

إن ترانيم صلاتَيْ المساء والسَحَر تقارنان غبطة الفردوس بحالة الإنسان البائسة بعد السقوط. لكن موسى طهّر بالصوم عينيه وجعلهما أهلاً للرؤية الإلهية. وكذلك، فليسعفنا صومنا، الذي يدوم أربعين يوماً كصوم موسى، في كبح أهواء الجسد، (مرتقين بخفة نحو الطريق السماوي). لنلاحظ هذه الكلمة: (بخفة). لا يجب أن تكون توبتنا شيئاً ثقيلاً. فعلينا أن نجتاز هذا الصوم بصورة خفيفة تجعلنا بنوع ما نمت بصلة إلى الملائكة.


(6) كان يسمى هذا الأحد، في روسيا الأرثوذكسية (أحد الغفران). وتقضي العادة الروسية بأن يلتمس كل واحد، في هذا اليوم المغفرة من الذين يمكن أن يكون قد أساء إليهم.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF

معلومات حول الصفحة

عناوين الصفحة

محتويات القسم

الوسوم

arArabic
انتقل إلى أعلى