وُلد بندلايمون حوالي عام 284 ميلادية في مدينة نيقوميدية و سُمي بندوليونتا. كان أَبوه أَفستورجيوس وثنيا وأَمه إفوليس مسيحية وقد توفيت عندما كان لايزال صغيرا في السن. وعندما بلغ سن الرشد أَرسله أَبوه ليتعلم الطب على يد الطبيب الشهير إَفروسينوس.
كان بندلايمون شاباً وسيماً متواضعاً يتكلم بلطافة حتى أن كل من تحدث إليه شعر بالأطمئنان والسعادة. رآه الأمبراطور ماكسيمان في قصره فأَعطى أَمراً لمعلمه إَفروسينوس بتعليمه حتى الدرجة العالية ليصير طبيب القصر الملكي.
تعرّف اليه كاهن كنيسة نيقوميدية الاب أَرمولاوس (26 تموز) وارشده الى الإيمان بالمسيح الذي يمنح نعمة صنع العجائب لكل من يلجأ اليه بإيمان.
وحدث ان يوما ً من أَلأيام وبقدرة إلهية خلـّص بندلايمون صبياً من الموت بعدما لسعه ثعبان، فأَراد أَن يعتنق الدين المسيحي، فأَتى الى الاب أَرمولاوس فاعتمد منه وبقي معه مدة سبعة أَيام يتعلم حقائق أَلإيمان. وأَجرى أَلله على يده آيات عظيمة منها أَنه رسم إشارة الصليب على عيني أَعمى، فبرئت عيناه في الحال وعاد اليه بصره.
وكان بندلايمون يشفي المرضى من دون مقابل ولكن يطلب منهم أَن يؤمنوا بأَن السيد المسيح هو الشافي. وكان يوزع أَمواله على الفقراء. احتج ّباقي الأطباء الحسودين لدى أَلأمبراطور واخبروه بأن بندلايمون هذا الذي ينفق على تعليمه صار مسيحياً يهدي الوثنيين الى الإيمان بالمسيح ويشفيهم باسمه. فأَمر أَن يأَتوا به الى القصر لكي يعبد الأصنام معه ولكن بندلايمون رفض وأعترف بأَنه مسيحي. فلاطفه بانواع كثيرة ووعده بأَموال، فلم يغير قراره. وهدده بأَنواع العذابات فلم يتزعزع، فعاقبه بعقوبات شديدة في أَيام مختلفة، تارة بالضرب والتعليق وأَخرى بإلقائه في البحر والنار، فكان السيد المسيح يظهر له ويقويه.
وبعد ذلك أَمر الأمبراطور بضرب عنقه. ولما تقدم إلى المكان المعد لذلك صلى وابتهل الى السيد المسيح، فسمع صوتاً من العلاء يبشره بما أَعد له في النعيم السماوي، وقائلا له بأَنه سوف يكون معروفاً بإسم بندلايمون الرحوم الشافي وليس ببندوليونتا. وقد سمح للجنود بأَن يقطعوا رأَسه لكي يستحق تاج الشهادة. فقطعوا رأَسه في الحال. وهكذا أَعطى بندلايمون حياته من اجل المسيح في 27 تموز عام 304 ميلادية عن عمر 29 سنة.
ويقال بأَن شجرة الزيتون التي رُبط بها وقت إستشهاده أَعطت ثمارها في الحال، وعندما علم الأمبراطور بذلك أَعطى أَمرا بقطعها وبحرق جسده، ولكن الجند لم يعودوا الى القصر بل أَخذوا جسد القديس بندلايمون وطيبوه ودفنوه خارج المدينه إذ أَنهم إعترفوا بديانته. وقد أَعلمنا القديس يوحنا الدمشقي بأَن رفات بندلايمون القديس نقلت إلى القسطنطنية.
تُعيد له الكنيسة في 27 تموز
طروربارية باللحن الأول
أيها القديس اللابس الجهاد، والطبيب الشافي بندلايمن، تشفع إلى الإله الرحيم، أن ينعم بغفران الزلات لنفوسنا.
قنداق باللحن الخامس
بما أنك مماثل لرحيم يا لابس الجهاد، وشهيدٌ للمسيح الإله، فقد نلت منه نعمة الأشفية، فبطلباتك اشفِ أمراض نفوسنا. مقصياً دائماً شكوك المحارب، عن الهاتفين بغير فتور: يارب خلّصنا.