مكرينا القديسة البارة

القديسة مكرينا

القديسة مكريناهي الأخت الكبرى للقديس باسيليوس الكبير وغريغوريوس النيصصي، عاشت في القرن الرابع. ولدت في قيصرية كبادوكيا ( شرقي تركيا الحالية ) والدها باسيليوس ووالدتها اميليا. دعيت مكرينا لكن والدتها كانت تسميها تقلا في الخفاء. اجتازت سن الطفولة وكانت بارعة في كل الدروس ونمت في الدراسة التي أرادها والداها لها. سهرت والدتها على تعليمها الكتاب المقدس, وكانت مكرينا تردد أقوال المزامير في كل وقت, عندما تنهض من النوم أو تبتدئ بعمل جديد أو تنهيه, عندما تأكل أو بعد الأكل وعندما تذهب لتننام . نمت مكرينا في القامة وتعلمت الأعمال اليدوية وكانت بارعة الجمال.

تقدم كثيرون للزواج منها, فاختار والدها احدهم ووعده بالزواج منها, لكن الشاب توفى قبل ذلك. فضلّت مكرينا الا تتزوج وكانت تردّ كل من عرض عليها الزواج وتقول أنها تحفظ الأمانة للذي توافقت معه بحسب قرار أهلها. بقيت مع والدتها تلازمها دائما خاصة بعد موت والدها تتعاونان على ادارة شؤون العائلة وتربية الاخوة والاخوات وهم تسعة اربعة شبان وخمس بنات غير مكرينا. اصبحت مكرينا مثالا لوالدتها بسيرتها فجذبتها رويدا رويدا إلى الحياة الرهبانية. ولما رجع باسيليوس الكبير بعد سنوات طويلة في دراسة الفلسفة, تقرّبت منه مكرينا وجلبته إلى الفلسفة الحقيقية والى الحياة الرهبانية.

بعد أن تحررت الام من تربية  أولادها وزعت عليهم أملاك العائلة وكانت غنية جدا, ثم دخلت الدير مع ابنتها وجعلت  إماءها ( عبداتها) السابقات أخوات لها. لم تعرف حياتهما الغضب أو الحسد أو الكره أو الكبرياء. عاشتا سنين طويلة زاهدتين بالامور الباطلة كالكرامة والمجد, كانت العفة غذاءهما, ومجدهما الا يعرفهما احد, وغناهما الفقر. شجّعت مكرينا والدتها لما توفى أخوها نفكراتيوس وكان راهبا متوحدا على مواجهة الحزن بهدوء.

لما حصلت مجاعة كبيرة أسرع الناس إلى المكان الذي نسكوا فيه للحصول على إحسانات كان يوزعها الاخوة الثلاثة مكرينا وباسيليوس وبطرس الاخ الاصغر. وكان بطرس قد ازدرى بتعلم الفلسفة واتخذ اخته مكرينا مثالا لكل صلاح ولم يقلّ عن باسيليوس فضيلة. كانت والدتهم اميليا قد شاخت جدا وانتقلت إلى الرب وهي بين  يدي ولديها مكرينا وبطرس.

القديسة مكرينااصبح باسيليوس في تلك الأثناء رئيس كهنة قيصرية وشرطن أخاه بطرس كاهنا وأسقفا على سبسطية الذي ازداد جهاده ونسكه بحصوله على رئاسة الكهنوت. لما مات باسيليوس عن 49 سنة حزنت مكرينا وتحمّلت الفاجعة وبقيت مجاهدة.

بعد وفاة باسيليوس أتى أخوها القديس غريغوريوس أسقف نصص لزيارتها في منسكها بمناسبة اشتراكه في مجمع في أنطاكية وكان له ثماني سنوات لم يرها لانه كان منشغلا بمحاربة الهرطقة الآريوسية. وجد مكرينا مريضة لكنها استقبلته وتحدثت معه طويلا مسترجعة احداث طفولتها وصباها ونسكها وكل ما يتعلق بافراد العائلة وحياة الدير. توفيت بحضور اخيها ودفّنها مع الأسقف المحلي والكهنة وكل الراهبات في كنيسة الشهداء حيث دفن اهلها.

ذكرت عجائب عديدة صنعت على يد القديسة منها شفاء مرضى وان القمح لم يفرغ أثناء المجاعة واهمها الحياة التي سلكتها وارشادها لكل من حولها.

كتب سيرتها بالتفصيل أخوها القديس غريغوريوس. نقل السيرة إلى العربية الارشمندريت يوحنا يازجي, منشورات النور, سلسلة القديسين, رقم 8, سنة 1984.

 تعيّد لها الكنيسة في 19 تموز

طروبارية باللحن الثامن
بكِ حُظت الصورة باحتراث وثيق، أيتها الأم مكرينا، لأنك قد حملت الصليب فتبعتِ المسيحي، وعملتِ وعلّمتِ أن يُتغاضى عن الجسد لأنه يزول، ويُهتم بأمور النفس غير المائتة. فلذلك أيتها البارة تبتهج روحكِ مع الملائكة.

arArabic
انتقل إلى أعلى