01- رومية 2: 10-16 – من أخطأ بدون الناموس، فبدون الناموس يهلك

النص:

يا أخوة: 10 … َمَجْدٌ وَكَرَامَةٌ وَسَلاَمٌ لِكُلِّ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاَحَ: الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ. 11 لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ. 12 لأَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ بِدُونِ النَّامُوسِ فَبِدُونِ النَّامُوسِ يَهْلِكُ. وَكُلُّ مَنْ أَخْطَأَ فِي النَّامُوسِ فَبِالنَّامُوسِ يُدَانُ. 13 لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ، بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ. 14 لأَنَّهُ الأُمَمُ الَّذِينَ لَيْسَ عِنْدَهُمُ النَّامُوسُ، مَتَى فَعَلُوا بِالطَّبِيعَةِ مَا هُوَ فِي النَّامُوسِ، فَهؤُلاَءِ إِذْ لَيْسَ لَهُمُ النَّامُوسُ هُمْ نَامُوسٌ لأَنْفُسِهِمِ، 15 الَّذِينَ يُظْهِرُونَ عَمَلَ النَّامُوسِ مَكْتُوباً فِي قُلُوبِهِمْ، شَاهِداً أَيْضاً ضَمِيرُهُمْ وَأَفْكَارُهُمْ فِيمَا بَيْنَهَا مُشْتَكِيَةً أَوْ مُحْتَجَّةً، 16 فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يَدِينُ اللهُ سَرَائِرَ النَّاسِ حَسَبَ إِنْجِيلِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.

الشرح:

يظهر الرسول بولس في الرسالة الى اهل رومية ان “اليهود واليونانيين اجمعين تحت الخطيئة … إذ الجميع زاغوا وفسدوا معا، ليس من يعمل صلاحا ولا واحد اذ ليس خوف الله قدام عيونهم” (رومية 2 : 9 – 18) وبذلك يوضح ان ليس لليهود بالضرورة افضلية على الوثنيين كونهم عرفوا مشيئة الله مباشرة من الناموس ويوضح ايضا ان مصير الأمم ليس بالضرورة الهلاك “إذا عملوا بالطبيعة بما هو في الناموس فهؤلاء إن لم يكن عندهم الناموس فهم ناموس لأنفسهم”.

هكذا يأتي نص الرسالة في سياق الإصحاح الثاني من الرسالة الى أهل رومية وبه ينتقل الرسول من الحديث عن خطيئة الأمم الوثنية من جهة الى الحديث عن خطيئة اليهود من جهة ثانية. ففي الإصحاح الأول (آية 18 – 32) يتحدث الرسول عن ضلال الأمم الوثنية إذ بالرغم من ان “معرفة الله ظاهرة فيهم لأن الله اظهرها لهم، ولأن أموره غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مُدركة بالمصنوعات قدرتَه السرمدية ولاهوته” الا انهم “لم يمجدوا الله … وابدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الإنسان الذي يفنى والطيور والدواب والزحافات”. وفي الإصحاح الثاني (آية 17) حتى الإصحاح الثالث (آية 8) يتحدث الرسول عن تعدي اليهود للناموس إذ لم يكونوا امناء على اقوال الله ومشيئته بل بتعدي الناموس أهانوا الله.

نعرف من العهد القديم ان الشعب اليهودي كان مكرسا لخدمة مشيئة الله المعبّر عنها بالناموس ولكن الله “لم يترك نفسه بلا شاهد” (اعمال 14: 17) في الأمم الوثنية “بل في كل أمة الذي يتقيه ويصنع البر هو مقبول عنده” (اعمال 10 : 35) لذلك يقول الرسول بولس “ليس عند الله محاباة للوجوه” اي ليس عند الله تفريق بين الناس بحسب العرق إذ ان المديح من الله يأتي على فعلة الخير من اليهود كانوا او من اليونانيين.

هكذا يوضح الرسول بولس ان محك الدينونة ليس بالضرورة الناموس وذلك ردا على شيعة من المسيحيين المتهودين الذين كانوا (وما زالوا) يجوبون الكنائس وينادون بتطبيق الختان والناموس مع الإيمان بيسوع المسيح للحصول على كمال البر. لم يعد من ضرورة الآن لتطبيق الناموس “لأن بر الله ظهر بدون الناموس مشهودا له من الناموس والأنبياء، بر الله بالإيمان بيسوع المسيح الى كل وعلى كل الذين يؤمنون” (رومية 3: 21-22)، اما يسوع المسيح فهو الذي يبشر به الرسول “بإنجيله”. وكلمة انجيل هي تعريب لفظة “إفانجيليون” اليونانية التي تعني البشرى، وتعني في استعمالها عند بولس فحوى التعليم المسيحي كما كان الرسول يراه (موت المخلّص وقيامته).

يتضح من نص الرسالة ان الله سيدين كل الشعوب لأن لله حضوراً في كل الشعوب إما بالناموس (اليهود) أو بالضمير (الوثنيين). لم يعد من فرق بين يهودي ويوناني او عبد وحرّ او ذكر وأنثى لأن الجميع واحد في المسيح (غلاطية 3 : 28) اذ ان الله أفاض نعمته على الجميع بالرب يسوع المسيح.

نقلاً عن نشرة رعيتي
الأحد 20 حزيران 1993 / العدد 25

arArabic
انتقل إلى أعلى