ألوهية وشخصانية الروح القدس في الكتاب المقدس

المقدمة

من الصعب علينا أن نتكلم عن الروح القدس، أو أن نحاول وصف هذا السر الذي لا نعرف اسمه، فهو يعلن عن ذاته بأسماء عديدة: الريح، المسحة، الروح، القدوس، المعزي، السلام، الفرح، المحبة… إلا أن ما لا شك فيه هو أن طبيعة الروح القدس سامية وكاملة. وشبيهة تماماً لطبيعة الآب والابن ليس لأن الروح يحمل الأسماء نفسها فقط، وليس لأنه شريك معهما في كل العمل، بل لأنه أيضاً مثلهما غير مدرك بالمشاهدة. وكما أن لاهوت الآب والابن يفوق التفكير البشري، كذلك هو لاهوت الروح القدس (يو14: 17) الذي هو قداسة الله بالذات.أنه، كما يقول آباء القرن الرابع، يعبّر في “شركة” الأقانيم، عما هو” مشترك في الطبيعة الإلهية”. فيه يُكمل ملء الوحدة في التعدد والتعدد في الوحدة. وكما يقول القديس أثناسيوس الإسكندري: “فيه الثالوث يجد كماله”[1]. إن الاتحاد القائم بين الروح القدس والأقنومين الآخرين هو اتحاد كياني، والروح القدس هو شخص قائم بحد ذاته في الله، ومتحد معه كيانياً في آن واحد. فهو الشخص (الأقنوم) والإله، متحد مع الآب والابن في الجوهر وله كما لهما استقلال شخصي.

في هذا البحث المتواضع سنتناول موضوع التأكيد على ألوهية وشخصانية الأقنوم الثالث للثالوث الأقدس بحسب آيات الكتاب المقدس. حيث سنبدأ بعرض الصفات والأعمال الإلهية والشخصانية التي يتميز بها الروح القدس في كلا العهدين مثبتيّن إياها بأهم الآيات الكتابية المتعلقة بكل منها.وفي النهاية سنعرض لائحة بأهم المراجع التي استخدمناها، التي يمكن لمن يهمه الأمر العودة إليها بهدف التوسع وإعطاء معلومات إضافية حول موضوع ألوهية وشخصانية الروح القدس والتي لم تسمح لنا إمكانية هذا البحث المتواضع من الإشارة إليها أو التعمق بها.

أولاً – ألوهية الروح القدس:

أن دستور إيمان الكنيسة الأرثوذكسية، يصف الأقنوم الثالث من الثالوث القدوس بأنه: “الروح القدس، الربّ، المحيي، المنبثق من الآب، الذي هو مع الآب والابن مسجود له وممجد، الناطق بالأنبياء”. إن هذه الشهادة هي إعلان واضح من قبل الكنيسة الأرثوذكسية بألوهية الروح القدس، وقد استخلصت الكنيسة هذه العقيدة من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد وطبعاً من التقليد الشريف. فالروح القدس هو هو في العهد القديم والجديد، تكلم بلسان الأنبياء قديماً قبل المسيح (2صم23: 2). وبعد مجيء المسيح انحدر على الرسل يوم العنصرة (أع2: 1-4). أما الآن سنعرض بقراءة سريعة الآيات التي تؤكد على ألوهية الروح القدس في العهدين القديم والجديد:

1 – في العهد القديم:

قارئين أسفار العهد القديم قرأه روحية صادقة، طالبين من الله أن ينعم علينا بروحه القدوس لكي يفتح قلوبنا وينير أذهاننا، لابد وأن نجد العديد من الآيات التي تؤكد لنا وبشكل قاطع لاهوت جوهر الروح القدس الذي هو جوهراً إلهياً. فالروح القدس في العهد القديم يمتلك صفات وأعمال إلهية تامة:

هو الله ذاته:

إن للروح القدس جوهر واحد مع الآب والابن. فكلمة ” روح الله” أو”روح الرب” الواردة في الكثير من آيات الكتاب المقدس تدل على أنه ليس من العدم بل هو من جوهر الله ومستقر فيه[2]، فهو إذاً إله:

يدعى روح الله:
  • “وكانت الأرض خاليةٌ وروح الله يرف على وجه المياه” (تك1: 2)
  • روح الله صنعتني ونسمة القدير أحيتني” (أيو33: 4)
  • “لن أحجب وجهي عنهم لأني قد أفضت روحي على آل إسرائيل” (حز39: 29)
يدعى روح الرب:
  • روح الرب ملأ أقطار الأرض” (حكمة1: 7)
  • “يحل عليك روح الرب فتتنبأ معهم وتتحول إلى رجل آخر” (1صم10: 6)
  • “فكان عليه روح الرب وقضى لإسرائيل…” (قضاة3: 10)

الوجود في كل مكان:

وهي صفة من صفات الله وحده (أر23 :24)، (1مل8 :27). وبما أن هذه الصفة تنطبق على الروح القدس بحسب آيات العهد القديم، فلا شك في كونه إلهاً تاماً:

  • “روح الرب ملأ أقطار الأرض” (حكمة1: 7)
  • “أين أذهب من وجهك ومن روحك أين أهرب، إن صعدت إلى السماوات فأنت هناك، وإن فرشت في الهاوية فها أنت. إن أخذت جناحي الصبح وسكنت في أقاصي البحر فهناك أنت أيضاً” (مز139: 7-9)
  • “هكذا قال السيد الرب هلمَّ أيها الروح من الرياح الأربع……” (حز37: 9)

الخلق:

الله هو الخالق، لقد ارتبطت هذه الفكرة مع اسم “يهوة” فهو الذي يعطي الوجود. وهو الذي صنع وخلق كل شيء (تك1: 1)، (أمثال8: 22-31)، (مز8،104).نجد إن هذه القوة الخاصة بـ “يهوة” لها نفس درجة الخصوصية بالروح القدس في العهد القديم:

  • “ترسل روحك فيخلقون وتجدد وجه الأرض” (مز103: 30)
  • “روح الله هو الذي صنعني ونسمة القدير أحيتني” (أيو33: 4)
  • “وجبل الإله الرب الإنسان ونفخ في أنفه نسمة الحياة فصار الإنسان نفساً حيةً” (تك2: 7).

وهكذا نجد أن روح الله هو أيضاً مصدر الكائنات والحياة، فهو إذاً هو إله.

المعرفة التامة:

إن الله وحده له المعرفة التامة فهو يعرف كل شيء، يعرف شعبه (عا3: 2)، يعرف الأنبياء حتى قبل أن يولدوا (أر1: 5)، ويعرف كل الذين اختارهم بقضائه الأزلي (خر33: 17). انطباق هذه الصفة الإلهية على الروح القدس يشير إشارة واضحة على أن الروح القدس هو لاشك إله:

  • “إن روح الرب يملأ المسكونة والذي به يتماسك كل شيء له علم بكل كلمة” (حكمة1: 7-8).
  • “ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة وتقوى الرب” (أش11: 2).

القداسة والصلاح:

إن القداسة أمراً متصلاً بسر الله، فهي الصفة الأساسية التي تميز الله نفسه فاسمه قدوس (مز33: 21،خر3: 14). وكما دعي الله في العهد القديم، كذلك دعي الروح (روح الله). ولطالما اقترنت صفة القداسة مع صفة الصلاح، الله هو صالح ” لأنك أنت يارب صالح” (مز86: 5)، “احمدوا الرب لأنه صالح لأن إلى الأبد رحمته” (أي16: 34). فكون صفتين من صفات الله وحده هما صفات للروح القدس، هذا يدل على أن العهد القديم يؤكد على ألوهية الروح القدس:

  • “من أمام وجهك لا تطرحني وروحك القدوس لتنزعه مني” (مز51: 13)
  • “ومن الذي علم بمشيئتك لو لم تؤت الحكمة وترسل روحك القدوس” (حكمة9: 17)
  • “ولكنهم تمردوا وأحزنوا روح قدسه فتحول لهم عدواً وحاربهم” (أش63: 10)
  • روحك الصالح يهديني في أرض مستقيمة” (مز143: 10)
  • “وأعطيتهم روحك الصالح لتعليمهم” (نح9: 20)

الحكمة:

أكدت آيات العهد القديم على أن الله هو مصدر الحكمة، فهو الحكيم بالذات. خرجت الحكمة من فمه كنسمة، فهي ضياء النور الأزلي، ومرآة عمل الله النقية (حكمة:25-27). فهي تسكن السماء (سيراخ24: 7) وتجلس على عرش الله وتحيى علاقة حميمة معه (حكمة9: 4 و8: 3). هذا يدل على أن الحكمة هي بلا ريب من لدن الله، إذاً هي إلهية، وقد دعي الروح القدس روح حكمة مما يشير على تأكيد العهد القديم على ألوهية الروح القدس:

  • “لذلك صليت فأُتيت الفطنة ودعوت فأتاني روح الحكمة” (حكمة7: 7)
  • “وتكلم جميع حكماء القلوب الذين ملأتهم روح حكمة” (خر28: 3)
  • “ومن الذي علِم بمشيئتك لو لم تـؤتِ الحكمة وترسل من العلى روحك القدوس” (حكمة9: 27).

وإذا أردنا التوسع بموضوع علاقة الحكمة بالروح القدس يمكن مراجعة الآيات التالية: (حكمة1: 6، 7:7 و22-23، 9:9)، كل هذه الآيات تؤكد ارتباط الحكمة الوثيق بالله فهي نفَسه وروحه. إذاً فالروح القدس له جوهر إلهي بلا شك.

القدرة على كل شيء:

إن إله إسرائيل قادر على كل شيء في السماء والأرض (تثنية4: 23-93)، وليس عليه من أمر عسير ( أرميا32: 17)، (تكوين18: 14)، إن لكلامه القدرة الكاملة (حكمة18: 15). هذه القدرة هي ذاتها لروحه أيضاً:

  • “بكلمة الرب تشددت السماوات وبروح فيه كل قواتها” (مز33: 6)
  • “بنفخته السماوات مسفرة ويداه أبدأتا الحية الهاربة” (أيو26: 13)
  • “روح الله هو الذي صنعني ونسمة القدير أحيتني” (أيو33: 4)

إقامة الموتى:

الله هو الوحيد القادر على إقامة الموتى، فله وحده سلطة الحياة والموت (1صم2: 6) لأن له قدرة على الجحيم ذاته (عا9: 2). فهو الذي سيجعل الأموات يحيون، والذين يرقدون في التراب يستيقظون (أش26: 19)، (مز41: 3، 80: 19). وقد أُعطي للروح هذا السلطان ذاته، فهو إذاً إله مساوي للآب في الجوهر:

  • “كانت عليّ يد الرب فأخرجني بروح الرب وأنزلني في وسط البقعة وهي ملآنةٌ عظاماً يابسةً، هكذا قال السيد الرب للعظام. ها أنا ذا أُدخل فيكم روحاً فتحيون… فقال لي تنبأ يا ابن أدم وقل للروح هكذا قال السيد الرب، هلمَّ يا روح من الرياح الأربع وهبّ على هؤلاء القتلى ليحيوا……فهب فيهم الروح فحيوا وقاموا على أقدامه جيشٌ عظيم جداً جداً ” (حز37: 1، 5، 9، 10)

2 – في العهد الجديد:

بعد القراءة السريعة التي أجريناها لبعض آيات العهد القديم والتي تشير بشكل جليّ إلى ألوهية الروح القدس، يأتي العهد الجديد ليؤكد بدوره على هذه الألوهية. فتمتلئ صفحاته بالإشارات القوية جداً والواضحة غاية الوضوح عن شخصية الروح القدس الإلهية وفاعليته. تؤكد آيات الأناجيل وأعمال الرسل والرسائل هذه الألوهية من خلال صفات وأعمال إلهية أعطتها للروح القدس مساويةً إياه بالأقنومين الآخرين الآب والابن وقد ورد بعض هذه الآيات على لسان الابن نفسه:

هو الله ذاته:

  • “لماذا ملأ الشيطان قلبك (الكلام موجه لحنانيا) حتى تكذب على الروح القدس. أنت لم تكذب على الناس بل على الله” (أع5: 3-4)، ” ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب” (أع5: 9)
  • الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا” (يو4: 24).

يقول بولس الرسول في الإصحاح الثالث من رسالته الأولى إلى أهل كورنثس ” أما تعلمون أنكم هيكل الروح وروح الله يسكن فيكم” (3: 16)، ويكمل : كلامه في الإصحاح السادس فيقول: ” أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لتسم لأنفسكم” (6:9)

يدعى روح الله:

  • “أما تعلمون أنكم هيكل الله ورح الله يسكن فيكم” (1كو3: 16)
  • “فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء. وإذا السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً عليه مثل حمامة” (متى3: 16)
  • “ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء” (أف4: 30)
  • “وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح إن كان روح الله ساكناً فيكم” (رو8: 9)
  • “إن كنت أنا بروح الله أُخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله” (متى12: 28)

وبخصوص “روح الله” يمكننا راجعة الآيات التالية: (1كو2: 10-12)، (متى12: 18)، (1كو11:6)، (1بط11:1)،(يو13:4)……الخ.

الحضور في كل مكان:

كما في العهد القديم، كذلك في العهد الجديد فروح الله حاضر في كل مكان كما هو الله تماماً:

  • “الروح يهبُّ حيث يشاء ويُسمع صوته… هكذا كل من ولد من الروح” (يو3: 8)
  • “وأنتم لستم في الجسد بل في الروح إن كان روح الله ساكن فيكم” (رو8: 9)
  • “غير أن الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلاً إن وثقاً وشدائد تنتظرني” ( أع20: 23).

الولادة الروحية والتجدد:

كما كان الروح القدس حاضراً أثناء خلق العالم مع الآب والابن (العهد القديم)، كذلك هو في العهد الجديد. مع فرق أنه في العهد الجديد لم يكن هناك من حاجة لخلق عالم آخر، وإنما الحاجة كانت لإعادة ولادة هذا العلم ولادة روحية متجددة -بعد أن كانت الخطيئة قد عاثت فيه فساداً- كي يستطيع من الدخول إلى ملكوت الله.

بالروح القدس يتحقق اتحادنا بالابن لنصير أبناء الله بالتبني وذلك طبعاً بحسب النعمة لذلك يقول بولس الرسول:

  • “لا في أعمالٍ بالبر عملنها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس” (تيطس3: 5)

هذا ما قصده السيد المسيح نفسه في حديثه مع نيقوديمس: ” الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت السماوات” (يو3:5). طبعاً هذه الولادة ليست ولادة جسدية كما فهمها نيقوديمس (3: 4) بل ولادة روحية بها يُضم المؤمنون إلى المسيح بالروح القدس حيث يهبهم الابن حياته التي هي نتيجة الميلاد الروحي الجديد (الولادة الروحية).

فمن يستطيع أن يلد العالم ولادة روحية جديدة ومن يستطيع أن يوحد المؤمنين بالله سوى الله ذاته. وهذا دليلاً آخر على أن ألوهية الروح القدس.

المعرفة التامة:

  • “وأما المعزي روح الحق الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم” (لو14: 26)
  • “وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق……” (يو16: 13)
  • “لأن الروح يفحصّ كل شيء حتى أعماق الله……لا يعلم أحد أمور الله إلا روح الله” (1كو2: 10،11).

القدرة على كل شيء:

“فإنه لواحد يُعطى بالروح كلام حكمة، والآخر كلام علم بحسب الروح الواحد. ولآخر إيمان بالروح الواحد. ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد. ولآخر عمل قواتٍ ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح. ولآخر أنواع ألسنة. ولآخر ترجمة ألسنة. ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء” (1كو12: 8-11)

السلطة على الحياة والموت:

  • “وإن كان الروح الذي أقام يسوع من بين الأموات ساكناً فيكم فالذي أقام المسيح من بين الأموات سيحي أجسادكم الميتة أيضاً بروحه السكن فيكم” (رومية8: 11)
  • “فمن زرع لجسده حصد من الجسد الفساد، ومن زرع للروح حصد من الروح الحياة الأبدية” (غلاطية6: 8)
  • “إن الروح هو الذي يحيي، وأما الجسد فلا يجدي نفعاً، والكلام الذي كلمتم به هو كلام روحٍ وحياة” (يو6: 63)

مساواة الأقنومين الآخرين:

إن للروح القدس المرتبة ذاتها التي للآب والابن، فهو مساوي لهما في كل شيء. ولطالما وضعَ العهد الجديد الأقانيم الثلاثة بنفس الدرجة مؤكداً على جوهر واحد للأقانيم الثلاثة، وقد جاء هذا على لسان السيد المسيح نفسه:

  • ” اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس” (متى28: 18)
  • “نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الآب وشركة الروح القدس لتكن مع جميعكم” (2كو13: 14)
  • “الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك القدوس المولد منك يدعى ابن الله” (لو1: 35).

الكرامة الإلهية:

في العهد القديم كان وجود مجدف واحد في الشعب كافي لتدنيسه (لاوين24: 26) لذلك استحق الموت كل من جدف على الله (خر20: 7). فاسم الله له حرمة كبيرة ولا يمكن المساس بها. تجدد هذا الأمر في العهد الجديد مع الابن والروح القدس، بل نلاحظ أن من جدف على الابن يمكن أن يغفر له، إلى أساس يمكن أن يقع الشخص في خطأ من جهة هوية ابن الإنسان ( متى12: 32)، وتعتبر هذه خطيئة من قبل الجهل (لو23: 34). لكن التجديف على الروح القدس، لا يمكن أن يغفر لا في هذا العالم، ولا في العالم الآخر. لأن في هذا التجديف رفض إرادي للوحي الإلهي عن طريق نسب العلاقات التي كان يعملها الابن بالروح -مثلاً- للشيطان (متى12: 24، 28). طبعاً هذا دليلاً هاماً على المكانة الإلهية التي يتبوءوها الروح القدس في الثالوث، فهو إلهاً تاماً له هيبته وكرامته الإلهية:

  • “الحق أقول لكم أن جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها، ولكنت من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد بل هو مستوجب دينونة أبدية”
  • “فكم عقاباً أشر تظنون أن يُحسَب مستحقاً من داس ابن الله وحسبَ دم العهد الذي قدس به دنساً وازدرى بروح النعمة” (عب10: 29)

غفران الخطايا:

إن الله هو إله غفران (خر25:20)، فهو إله رحيم ورؤف (دا9: 9). يغفر الذنب والمعصية والخطيئة (لو15). إلا أن هذا السلطان هو وقف على الله (مر2: 7)، فمن يستطيع أن يغفر خطايا المخلوق سوى الخالق. العهد الجديد يعطي حق ممارسة هذا السلطان للآب (متى6: 1)، (أف24: 3)، وكذلك للابن (متى2: 10، 26: 28)، (كولوسي3: 3)، وأيضاً للروح القدس مؤكداً بذلك على تساوي الأقانيم الثلاثة في الألوهة:

  • “وهكذا كان أناس منكم. لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا” (كولوسي6: 11)
  • “فقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا” (أع2: 38)

يعطي وصايا:

  • “وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه” (أع13: 2)
  • “فجاء إلينا وأخذ منطقة بولس وربط يدي نفسه ورجليه وقال هذا يقول الروح القدس. الرجل الذي له المنطقة هكذا سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي الأمم” (أع21: 11)

يتكلم في الكنيسة:

من له الحق أن يتكلم في الكنيسة كمن له سلطان سوى الله نفسه الذي أسس الكنيسة:

  • “من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس. من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله” ( رؤ2: 7)

ثانياً- شخصانية الروح القدس:

إنّ البعض يدّعون أن الروح القدس ليس إلهاً إنما هو ” فعل أو قوة” الآب والابن. هذا الكلام مردود سلفاً. فالآب يرسل الروح القدس باسم الابن (يو14: 26) ويدعوه معزياً آخر (14: 16) وهو يحيي مثل الآب والابن (1يو33: 4)، (تك33: 6). والمتفق عليه أن القوة اللا شخصية لا تُرسل. لذلك فإن الروح القدس قوة إلهية ذات كيان ووجود شخصي، مثل كلمة الله وحكمته[3]. فهو شخص كامل يشكل مع الآب والابن، الإله الواحد المثلث الأقانيم. وهو لم ينفصل عن الابن في التجسد. فمحبة الروح القدس، مثل محبة المسيح، ليست محبة مجردة، إنما هي محبة شخصية وتامة. وهذه المحبة طبعاً لا تكون إلا بين الأشخاص[4]. فيما يلي سنورد بض الآيات من العهدين القديم والجديد والتي تؤكد على |أن الروح القدس له كيان ووجود شخصي:

1- في العهد القديم:

إن العهد القديم ينسب للروح القدس شخصية مفردة قائمة بحد ذاتها مع الله نفسه حاضرة وفعالة في العالم أو في الإنسان على حد سواء. ويُفهم من أسفار العهد القديم أن الروح القدس هو ” الله الفعّال بالقوة” إذاً فهو شخصية ذات صفات خاصة، كما تُنسب إليه أعمال شخصية، فالروح في العهد القديم شخص في نطاق كونه الله. والروح القدس يظهر في العهد القديم بصفات شبه مستقلة أحياناً، التي تقترب من حدود الشخصية المميزة وهذه الصفات لا يمكن أن تنطبق إلا على شخص[5].

ينطق بالأنبياء:

  • “روح الرب تكلم بي وكلمة الرب على لساني” (2صم23: 2)
  • “أما أنا فهذا عهدي معهم قال الرب. روحي عليك وكلامي الذي وضعته في فمك لا يزول من فمك……قال الرب من الآن وإلى الأبد” (أِش59: 21)
  • “فدخل فيّ الروح وأقامني على قدميّ. اذهب أغلق على نفسك في وسط بيتك. فإذا كلمتك افتح فمك فتقول لهم هكذا قال السيد الرب. من يسمع فليسمع ومن يمتنع فليمتنع. لأنهم بيت تمرد” (حز3: 24، 27)
  • “وتكلم جميع حكماء الأرض الذين ملأتهم روح حكمة” (حز28: 3).

يرشد يتكلم:

  • “روحك الصالح يهديني في أرضٍ مستقيمة” (مز143: 10)
  • “حسب الكلام الذي عاهدتكم به عند خروجكم من مصر وروحي قائم في وسطكم” (حج2: 5)
  • “قال (موسى) إن لم يسر وجهك أمامنا فلا تصعدنا من هاهنا” (خر33: 15)
  • “روح الرب تكلم بي وكلمته على لساني……إليَّ تكلم صخرة إسرائيل” (2صم23: 2)

يتنبأ، يعلم:

  • “فيحل عليك روح الرب فتتنبأ معهم وتتحول إلى رجل آخر” (1صم10:6)
  • “ليت كل شعب الرب أنبياء بإحلال روح الرب عليهم” (عد11: 29)
  • “وأعطيتهم روحك الصالح لتعليمهم” (نح9: 20)
  • “وأجعل روحي فيكم فتحيون وأجعلكم في أرضكم فتعلمون أني الرب تكلمت وأفعل يقول الرب” (حز37: 14)
  • “وأجعل روحي في داخلكم وأجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي وتعملون بها” (حز36: 27).

يبشر، يعزي:

  • “روح السيد الرب عليَّ لأن الرب مسحني لأبشر المساكين… لأنادي بسنةٍ مقبولة للرب وبيوم انتقام لإلهنا لأعزي كل النائحين… لأعطيهم جمالاً عوض الرماد… ونداء تسبيح عوض عن الروح البائسة فيدعون أشجار البر غرس الرب للتمجيد” (أش61: 1-3)

يحكم، يقضي:

  • “ويحل عليه روح الرب… فلا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع أذنيه. بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بغضب فمه ويميت النافق بنفخة شفتيه، ويكون البر منطقة متنيه والأمانة منطقة حقويه” (أش63: 10).نستشف من هذه الآيات أيضاً أن الروح عادل، بار، منصف، يغضب عند الحاجة، هي صفات بحت شخصية.

يختار رجال الله:

  • “هو ذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرّت به نفسي. وضعت روحي عليه فيُخرج الحق للأمم” (أش42: 1)
  • “فكان عليه روح الرب وقضى لإسرائيل وخرج للحرب فدفع الرب ليده كوشان رشتاعيم ملك آرام واعتزت يده عليه” (قض3: 10)
  • “فأخذ صموئيل قرن الدهن ومسحه في وسط أخوته. وحلَّ روح الرب على داوود من ذلك اليوم فصاعداً ثم قام صموئيل وذهب إلى الرامة” (1صم16: 12)
  • “روح السيد الرب عليَّ لأن الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق” (أش61: 1)
  • الروح القدس هو شخص طالما أننا نستطيع أن نحزنه: ” لكنهم تمردوا وأحزنوا روح قدسه فتحول لهم عدواً وهو حاربهم” (أش63:10).

2 – في العهد الجديد:

بعد التأكيد على شخصانية الروح في العهد القديم، تأتي آيات العهد الجديد المختصة بالروح القدس لتؤكد الواحدة بعد الأخرى عن حقيقة هذا الأقنوم الإلهي. أعطى الآب ذاته كلياً للابن الحبيب وفي حبه اللامتناهي أراد منحه شيء آخر ولكن لا يستطيع أن يمنحه سوى شخص هو نفسه هبة، وهذا الشخص هو الروح القدس[6] الذي سيكون بعد العنصرة شخص الاتصال الدائم والحيّ والفعّال بين المؤمنين والمسيح:

يعلم ويذكر:

  • “وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم” ( يو14: 26)

يبكّت على الخطيئة:

  • “ومتى جاء ذاك يبكّتى خطيئة وعلى بر وعلى دينونة” (يو16: 8)

ينطق العالم على الكتب:

  • “أيها الرجال الأخوة كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا الذي صار دليلاً للذين قبضوا على يسوع” (أع1: 16)

ينطق بالأنبياء:

  • “لأنه لم تأتي نبؤة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقون من الروح القدس” (2بط21:1)

يخاطب الرسل:

  • “فقال الروح لي فيلبس تقدم ورافق هذه المركبة” (أع8: 29)
  • “وبينما بطرس متفكر في الرؤيا قال له الروح هو ذا ثلاثة رجال يطلبونك” (أع10: 19)

يقيم أساقفة:

  • “احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم فيها الروح القدس أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه” (أع20: 28)

يدعو إلى عمل الرب:

  • “وبينما هم يخدمون الرب ويصمون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه” (أع13: 2)

يعيق أعمال محدده:

  • “وبعد ما اجتازوا في فرجية وكورة غلاطية منعهم الروح القدس أن يتكلموا بالكلمة في أسيا. فلما أتوا إلى ميسيا حاولوا أن يذهبوا إلى بيثينية فلم يدعهم الروح”(أع16: 6)

يقود المؤمنين:

  • “لأن كل الذين ينقادون بروح الله أولئك هم أبناء الله” (روم8: 11)

يفحص أعماق الله:

  • “فأعلنه الله لنا نحن بروحه. لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله”(كو2: 10)

يصلي من أجلنا:

  • “وكذلك الروح أيضاً يعين ضعفاتنا. لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا توصف” (روم8: 26)

يتنبأ:

  • “فانصرفوا وهم غير متفقين بعضهم مع بعض لما قال بولس كلمة واجدة أنه حسناً كلم الروح القدس آبائنا بأشعياء النبي” (أع28: 25)
  • “ولكن الروح يقول سريعاً أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواح مضلة وتعاليم شياطين” (1تيمو4: 1)
  • “غير أن الروح القدس يشهد في كل مدينة أن وثُقاً وشدائد تنتظرني”(أع20: 23).

الروح القدس هو شخص طالما أننا نستطيع أن:

  • نقاومه: “يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان أنتم دائماً تقاومون الروح القدس. كما كان آبائكم كذلك أنتم” (أع7: 51)
  • نهينه: “لذلك أقول لكم كل خطيئة وتجديف يغفر للناس. وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس” (متى12: 31)
  • نجرّبه: “فقال لها بطرس ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب. هو ذا أرجل الذين دفنوا رجلك على الباب وسيحملونك خارجاً” (أع5: 9)
  • نزدري به: “فكم عقاباً تظنون أنه يُحسب مستحقاً من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي يقدس به دنساً وازدرى بروح النعمة” (عب10: 29)
  • نكذب عليه: “فقال بطرس يا حنانيا لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس وتختلس من ثمن الحقل” (أع5: 3)
  • نحزنه: “ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء” (أفس4: 30)

خاتمة

هكذا نجد من خلال ما سبق من آيات كتابية أنها تؤكد على ألوهية وشخصانية الروح القدس في العهدين القديم والجديد على حد سواء. فالروح القدس_ ليس كما يدعي البعض _ غريباً عن طبيعة الآب، وكيف يكون غريباً وهو الذي يأتي من جوهره. هذا ما يؤكده القديس يوحنا الدمشقي: ” ينبغي الاعتراف، بتقوى، أن الروح القدس موجود في الطبيعة الإلهية البسيطة وغير المركبة، ولا يجوز أن نعتبر أن الروح القدس غريباً يدخل إلى الله من الخارج، كما يحدث إلينا نحن المركبين ( جسد وروح). لأننا لما سمعنا عن كلمة الله، لم نعتبر أنه بلا وجود شخصي. فهو لا يُكتسب بالتعلم ولا يُلفظ بالصوت ولا يتبدد في الهواء فيختفي، إنما هو موجود من حيث الجوهر، ويملك إرادة حره وفعلاً وقوة كلية. ولما تعلمنا عن الروح القدس الذي يرافق الكلمة ويُظهر فعله، لم نعتبر أنه روح بلا وجود شخصي، لأن عظمة الطبيعة الإلهية تكون محتقرة ذا اعتبرنا أن الروح القدس الذي يملك وجوداً وكياناً مشابهاً لروحنا التي لا كيان ووجود لها”[7].

ويتساءل القديس باسيليوس: ” كيف يمكن لمن يعرف الأمور التي لا يُنطق بها أن يكون غريباً عن الله أو معادياً له؟ وهل يقدر أن يناقض الكتاب المقدس، ما دام الكتاب المقدس يقول أن الله يسكن فينا بالروح (أف2: 22)؟ أ وليس القول بأن الروح لا يشارك بالألوهية فيه شيء من عدم التقوى؟”[8]. فالروح القدس إذاً _ كما اتضح لنا من الكتاب المقدس_ هو نسمة الحياة الإلهية. هو روح الله الذي يلهم الأنبياء. وهو أيضاً ذاك الذي يقدس المؤمنين. أرسله لنا الابن من عند الآب ليس مجرد سمة إلهية لكن أقنوم إلهي نعيش به ومعه، ونسأله كما تفعل الكنيسة في الساعة الثالثة يومياً: ” أيها الملك السماوي المعزي، روح الحق، الحاضر في كل مكان، والمالئ الكل، كنز الصالحات ومعطي الحياة، هلمَّ واسكن فينا واطهرنا من كل دنس وخلص أيها الصالح نفوسنا”.

 

الطالب [*] رومانوس داود
أسقف البرازيل حالياً

 

المصادر

_الكتاب المقدس، النسخة الكاثوليكية، دار المشرق ش م م، طبعة خامسة، بيروت_لبنان.

المراجع

_ أفلاطون، مطران موسكو، الخلاصة الشهية في أخص العقائد الأرثوذكسية، ت. الخوري يوحنا حزبون، منشورات النور، بيروت-لبنان، 1957.

_ الفغالي، بولس(الخوري)، الروح القدس روح الله، سلسلة محطات كتابية13، جمعيات الكتاب المقدس، الرابطة الكتابية، لبنان_1998.

_ إفدوكيموف، بول، الروح القدس في التراث الأرثوذكسي، سلسة الفكر المسيحي بين الأمس واليوم8، ت.المطران الياس نجمة، منشورات المكتبة البوليسية والمنشورات الأرثوذكسية، لبنان-بيروت، 1989.

_ المسكين، متى(الأب)، القديس أثناسيوس الكبير، مطبعة دير القديس أنبا مقار، القاهرة-1981.

_ أليفيزوبولس، أنطونيوس(الأب)، زاد الأرثوذكسية، سلسلة تعرف إلى كنيستك18، ت.الأب قسطنطين ينّي، منشورات النور1980.

_ بوست، جورج، فهرس الكتاب المقدس، طبعة خامسة، رابطة الكنائس الإنجيلية في الشرق الأوسط، بيروت-لبنان، 1981.

_ مجموعة من المؤلفين، الروح القدس، سلسلة تعرف إلى كنيستك15، منشورات النور، 1983.

_ معجم اللاهوت الكتابي، دار المشرق ش م م، طبعة رابعة، جمعيات الكتاب المقدس، بيروت-لبنان،1999.

_ يعقوب ملطي، تادرس(القمص)، الروح القدس بين الميلاد المجيد والتجديد المستمر، مطبعة دار العلم العربي-القاهرة، 1981.

_ عطية، جورج(الأب)، أمالي مادة العقائد1، غير منشور.

_ كركور، سرافيم(الشماس)، كرّاس ضد شهود يهوة، غير منشور.

– Orphanos, Markos, The Procession of The Holy spirit, Athens, 1979.

– Styliano Ppoulos, Theodore, Spirit of Truth, Holy Cross, Orthodox press, Massachusetts, 1986.

 

 


[1] مجموعة من المؤلفين، الروح القدس، سلسلة تعرف إلى كنيستك15، منشورات النور،1983،ص80.

[2] عطية، جورج (الأب)، أمالي مادة العقائد، غير منشور، ص63.

[3] آليفيزوبولس، أنطونيوس (الأب)، زاد الأرثوذكسية، سلسة تعرف إلى كنيستك18، ترجمة الأب قسطنطين ينّي، منشورات النور1983، ص109.

[4] المرجع السابق، ص115.

[5] المسكين، متى (الأب)، القديس أثناسيوس الرسولي، مطبعة دير القديس أنبا مقار، القاهرة، 1981، ص579.

[6] مجموعة من المؤلفين، الروح القدس، سلسة تعّرف إلى كنيستك15، منشورات النور1983. ص10

[7] زاد الأرثوذكسية، ص108.

[8] المرجع السابق، ص112.

[*] هذه الصفحة، قد أعطانا إياها سيادته عندما كان شماساً وأخبرنا أنها كانت من أعماله أثناء الدراسة في البلمند. ولم نسأل سيادته حينها عن تاريخها وفي أي سنة كان يدرس.
وقد وضعنا لقب “الطالب” قبل اسم سيادة الأسقف، لكي ننوه إلى أن هذه الدراسة لم يكتبها كأسقفاً بل كطالباً في البلمند. وسيادته الآن يحمل شهادة الدكتوراه في اللاهوت من اليونان… (الشبكة)

arArabic
انتقل إلى أعلى