Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎
☦︎

للنّخبة الماليّة العالميّة والمنظّمات السّرّيّة، عمليًّا، شعاران أساسيّان. هذان باللاّتينيّة هما: “Lux ex tenebris“، أي “النّور من الظّلمة“؛ و”Ordo Ab Chao“، أي “النّظام من الخواء“. بكلام آخر، القصد واحد وهو العملُ على تقويض أركان الوجدان الإنسانيّ القائم والاستعاضة عنها بأركان أخرى نحو وجدان مصنَّع لا أساس إنسانيًّا له!

الأركان المقصود تقويضها، إلى المنتهى، هي، أوّلاً، الإيمان بالرّبّ يسوع المسيح، ومن ثمّ العائلة، والمحبّة، والأخلاق، والحرّيّة المسؤولة، والنّظام العادل، وقاعدة القانون فوق الجميع وما يتبع ذلك وما يرتبط بذلك من قريب أو من بعيد… وهذه لا زال يجري تقويضها، من قِبَل تلك الجماعة، من سنوات طويلة، بشكل مدروس ومركّز ومنظّم ومتواتر، بخلاف ما يظنّ الأكثرون أنّه واقع وممكن، وباعتماد أسلوب إطلاق الإيديولوجيّات الواعدة المجوّفة الّتي يخدع بها “خفافيشُ الظّلمة” النّاسَ، ليتسلّطوا على نفوسهم وأجسادهم، باسم العقل والعِلم، ويستعبدوهم لهوى السّلطة وعبادة الذّات المتأجِّجَين في قلوبهم! مَن يكمن وراء هذا المسرى؟ هم لا يعرفون تمامًا. ما يتصوّرونه غير ما هو حاصل! يتصوَّرون أنّ العقل والعِلم يقضيان بذلك! إنّه الكذّاب المضلِّل! يَخدعون النّاس ويخدعُهم أبو الكذّاب، في مظهر نورانيّ يدغدغ به عِشقهم لذواتهم وغرورهم ليصرفهم عن النّور الحقّ، الّذي هو الرّبّ يسوع المسيح له المجد، ويستغلَّهم ويستعبدهم ويصيِّرهم له عملاء يُفسِد بهم العالمين، كأبناء له؛ أمّا هم فيعملون عمله، لهلاك أبديّ يحقِّق به المضلِّل قصدَه، بإزاء خالق السّموات والأرض، كإله في الشّرّ!!! هذه متعته وهذا إسّ وجوده السّاقط!!!

كيف تستبين هذه السّتراتيجيّة في الخليقة المستهدَفَة؟

1)  الإيمانُ بالرّبّ يسوع المسيح سعى “خفافيشُ الظّلمة” إلى ضربه، بخاصّة، بالتّرويج لنظريّة تشارلز داروين بشأن التّطوّر (Evolution) وإيديولوجيّة الأنسانويّة (Humanism). فأمّا نظريّة التّطوّر فيتبيّن، يومًا بعد يوم، أنّها خرافة علميّة وخدعة! رغم ذلك تغلغلت، كالنّار في الهشيم، في الأوساط الجامعيّة والمدرسيّة، وأُسْبِغَت عليها شرعيّة علميّة على مدى أجيال! عالِم الفيزياء الفلكيّة البريطانيّ، سير فْرِدْ هويل (Hoyle)، توصّل إلى نتيجة علميّة مؤدّاها أنّه لا يمكن الكون إلاّ أن يكون محكومًا بذكاء فائق! سنة 1978 سفّه هويل نظريّة التّطوّر تمامًا. عن زعم داروين أنّ الخليّة الحيّة الأولى خرجت من الوجود الغاشم لما يسمّيه داروين “بحر الحياة”، وهو بحر أوّليّ غير محدّد المعالم، ولا علاقة له بالله، عن هذا الزّعم، قال هويل: “الحياة كما نعرفها، تعتمد، فيما تعتمد، على مركّب في منتهى الدّقّة لما لا يقلّ عن ألفين من الأنزيمات المختلفة! كيف أمكن القوى الغاشمة للبحر الأوّليّ المزعوم أن تجمع العناصر الكيماويّة في تمامها وكمالها لبناء الأنزيمات المقصودة هذه” (من كتاب “الكون الذّكيّ“، سنة 1983)؟! وأضاف هويل، في مقال نشره في مجلّة “Nature“، أنّ إمكانيّة حدوث ذلك، وفق حساباته، هي كإمكانيّة الحصول على الرّقم عينه إذا ما ألقيتَ النّرد خمسين ألف مرّة تباعًا ( “On Evolution” in Nature 12 Nov. 1981)! أمّا في شأن القول بأنّ أجدادنا هم مَن يُعرَفون بـ”Neanderthals“، الّذين يقرِّبوننا من القردة، فالعلماء، اليوم، أبانوا أنّ الـ DNA الخاصّ بأولئك أكّد أنّهم من أجناس مختلفة عن الإنسان (Natur & Vetenskap, No 9, 1997, p.11)!

هذا بشأن نظريّة التّطوّر. أمّا بشأن “الأنسانويّة” الّتي طوّرها داروين، أيديولوجيًّا، فلم يكن القصد منها تأكيد ما للإنسان، إنسانويًّا، بل إبعاد الإنسان عن الإيمان بالله إلى الإلحاد والمادّيّة! داروين، كما لا يعرف الأكثرون، نشأ في مناخ منظّمة سرّيّة عُرفت بـ”الجمعيّة القمريّة“، تكلّم عليها “إيان تايلور” في كتابه: “في عقول النّاس: دارون والنّظام الجديد للعالم(1)، مينيابوليس، 1984! هدف هذه المنظّمة كان إطاحة الممالك وتقويض الإيمان بالله! جدّ تشارلز داروين، المدعو إيرازموس، كان عضوًا في هذه الجمعيّة، وكتب في الموضوع الّذي توسّع فيه حفيده فيما بعد!

وكما رعت المنظّماتُ السّرّيّةُ الدّاروينيّةَ وقدّمتها، على كلّ صعيد، لصرف نظر النّاس عن الإيمان بالله كأمر متخلّف رجعيّ غير عقلانيّ وغير علميّ، هكذا عملت على تشويه نظرة الإنسان إلى الطّبيعة البشريّة، ومن ثمّ إلى نفسه، لمّا دفعت، بقوّة، نظريّة سيغموند فرويد، بشأن التّحليل النّفسيّ، في الأوساط الجامعيّة والعلميّة! الدّكتور دانييل سْتِرن (Stern) في (Svenska Dagbladet June 7. 1990) دحض، من بين عديدين، نظريّة فرويد وأبان خرافيّتها ولا واقعيّتها. من جهة أخرى، أبان بيتر غاي في كتابه “Freud“، في استوكهولم، سنة 1990، أنّ فرويد كان من المتقدّمين في الجمعيّات السّرّيّة اليهوديّة، وبالتّحديد من جماعة “بني بريت“! تأكيدُه المفرِط لدور “الجنس”، في النّظريّة الّتي قدّمها، بين العامَين 1880 و1890، مردّه استعماله اليوميّ للكوكايين. والكوكايين مثير جنسيّ قويّ، وهو كتب أناشيد له!!!

لا شكّ أنّ الارتداد الكبير عن الإيمان بالرّبّ يسوع، لا سيّما في أوروبا، وبخاصّة إثر الثورة الفرنسيّة، مردّه لا فقط الأخطاء الّتي ارتكبها رجال الكنيسة هناك، والصّراع الكاثوليكيّ البروتستانتيّ، منذ مطلع القرن السّادس عشر وتداعياته. هذه لا شكّ حصلت بشكل أو بآخر، بقدر أو بآخر. الارتداد الكبير مردّه، بصورة خاصّة، تضخيم وتعميم مقولة بشاعة رجال الكنيسة قاطبة والتّبشير بتخلّف الكنيسة عن المقاربة العقليّة والعلميّة للأمور، وإلقاء “المنظّمات السّرّيّة” أوروبا، في آن، في بحر من المادّيّة النّفسانيّة الإلحاديّة المتجلببة بثوب علميّ زائف، وذلك إمعانًا في تعميق الهوّة ما بين الشّعوب والكنيسة، وإفراغًا للنّفوس من مضامين الإيمان بالرّبّ يسوع المسيح والتّقى، وإعلان الحرب على مسيح المسيحيِّين!!!

إلى ذلك، وكما حصل ويحصل في ديارنا، مثلاً، اخترقت المنظّمات السّرّيّة، بادّعاء الإنسانويّة والحداثة، أوساط المثقّفين والفعاليّات الاجتماعيّة وشجّعتها على العمل الاجتماعيّ وتأسيس المدارس استقطابًا للعقول وأصحاب المال والّذين في السّلطة، من ناحية، وللمباعدة، باسم العمل الإنسانيّ والعلميّ والثّقافيّ، ما بينهم وبين الكنيسة من ناحية أخرى! كذلك عملت المنظّمات السّرّيّة على اختراق رجال الإكليروس بالمال والسّلطة والمجد الباطل، ابتغاء إفساد الكنيسة، من الدّاخل، من خلال رعاتها!

أيضًا وأيضًا، شجّعت “المنظّمات السّرّيّة” على إشاعة التّشويش الإيمانيّ في الكنيسة من خلال اختلاق ودعم ودفع حركات البِدَع إلى غزو الكنائس التّراثيّة دون اليهوديّة. مثل ذلك شهود يهوه والمورمون. تشارلز تيز راصل وخلَفُه جوزف فرانكلن رازرفورد، كلاهما من الجماعات السّرّيّة، وكذلك جوزف سميث وبريغهام يونغ، مؤسّسا جماعة المورمون!

والطّعن بالإيمان بالرّبّ يسوع المسيح كان ولا زال يجري على قدم وساق من خلال أفلام هوليود والمسرحيّات والمجلاّت والمسلسلات التّلفزيونيّة والإذاعات وما سوى ذلك. كم من وسيلة إعلاميّة تجدِّف على اسم الله وتسعى لإعطاء النّاس صورة أنّ مسيح الرّبّ كان متزوِّجًا أو منحرفًا! حتّى الآثار المزيّفة والوثائق المزوّرة تُستعمل للطّعن بشخص الرّبّ يسوع! لا يمرّ شهر إلاّ تتحفنا “المنظّمات السّرّيّة” بهجوم مجدِّف على المسيح وصليبه وكنيسته! الحملة الأخيرة الشّرسة على الفاتيكان بشأن التّعدّي على الأطفال (2)، لا تترك المنظّمات بوقًا من أبواقها الإعلاميّة إلاّ تنفخ فيه لتطيح مسيح الرّبّ وكنيسته في النّفوس إلى المنتهى! القصد هو محو ذِكر المسيح من النّفوس والتّاريخ! الوجه المسيحيّ للأصول الأوروبيّة أصرّوا وأصرّوا، خلافًا للعقل والعِلم والتّاريخ، على تجاهله في دستور الوحدة الأوروبيّة! مسيح الرّبّ هو، عمليًّا، العدوّ الأوحد لهم! يحاربون في السّرّ وفي العلن، بالعِلم الشّكليّ وخلافًا لكلّ عِلم، بادّعاء العقلنة وخارج حدود كلّ منطق! يحاربونه في كلّ شيء! الحقد التّاريخيّ على مسيح الرّبّ يتفجّر في كلّ اتّجاه!!! “فغَضِبَ التّنّين على المرأة [الكنيسة] وذهب ليفتح حربًا مع باقي نسلها الّذين يحفظون وصايا الله وعندهم شهادة يسوع المسيح” (رؤ 12: 17)!

2)  لا فقط محاربةُ المسيح في العباد، حتّى لا يخلصوا، مَلَك على أهل المنظّمات، بل، أيضًا، الإمعان في تشويه النّفوس خلافًا، لا فقط للنّظم الاجتماعيّة القائمة، بل، بالأحرى، للطّبيعة البشريّة عينها! العائلة يضربونها بكل ممكن لأنّها ناقلة التّراث الرّوحيّ والإنسانيّ والأخلاقيّ والتّاريخيّ والاجتماعيّ… لا فقط الطّلاق في ازدياد بل المساكنة عوض الزّواج الحلال تصير القاعدة! أكثر من عشرين في المئة من الأطفال في الولايات المتّحدة الأميركيّة لهم أمّهات وليس لهم آباء معروفون! العلاقات المفتوحة تُشيَّع! العلاقات المنحرفة تُطبَّع! مَن ليس كذلك معقَّد! السّينما تمطرك بالعنف والفجور! التّلفزيون والإنترنت يشدّانك شدًّا إلى كلّ شاذّ كأنه أمر عاديّ! أفلام الإفساد أكثر النّاس باتوا يتعاطونها؛ حتّى صارت هناك أفلام لإفساد مَن هم في التّاسعة أو العاشرة من العمر فما فوق، ولحشو أذهانهم بكلّ صورة وفكر وسلوك شيطانيّ! أفلام الكرتون تحشو أذهان الصّغار بكلّ ما يبعث على الاضطراب!

أكثر المستهدَفين الجيل الطّالع! أَفْسِدْهُم تُخضِعْهم وتصرفهم عمّا لا تريدهم الخوض فيه! حركة الهيبّيّين أسّسها وقادها اثنان من أهل المنظّمات من اليهود: هربرت مركوز وجيري رابن! دفعوا، من خلالهما، إلى تطبيع استعمال المخدّرات بين الشّباب! وتعاونوا، بصورة وثيقة، مع المافيا، والمخابرات، هنا وهناك، لترويجها! موسيقى الرّوك! ثقافة الشّباب “Youth Culture” لضرب الشّباب! الحرّيّات المتفلّتة! الرّقص الخليع! المشروبات المنشّطة! إلهاء الأجيال الصّاعدة والإخلال بالتّوازن الوجدانيّ لديهم بالألعاب والتّسليات العدميّة التّوجّه والمغامرات المثيرة المشوِّشة الخطرة! إفراغ نفوس الشّباب من كلّ قيمة روحيّة وإنسانيّة وأخلاقيّة وشحنها بكلّ غريب ومشوَّه؛ وإشاعة الانطباع أنّ هذه هي طريقة الحياة العصريّة الحرّة؛ وأنّ ما عداها ناشئ عن عِقَد في النّفس وعن رجعيّة في المسير وتخلّف في النّظرة!

3)  “النّخبة الماليّة العالميّة” و”المنظّمات السّرّيّة” هم عرّابو أهل الأرض، اليوم، إلى عبادة المال. كلّ شيء مال! لا قيمة لشيء إلاّ مرتبطًا بالمال! الأخلاق أو، بالأحرى، اللاّأخلاق، في خدمة المال! الرّبح صار فوق كلّ اعتبار! موضوع البَرَكة لم يعد له أيّ اعتبار! الكسب جعل كلّ حرام حلالاً! عبادة المال أحالت الإنسان حيوانًا مستهلِكًا! لا جذور، لا تراث، لا تاريخ، لا جغرافيا، لا روح، لا مبادئ، فقط مال! المال هو الوطن الجديد بامتياز! العقل للمال، الصّحّة للمال، التّعب للمال، الحياة للمال! المال عوض الرّوح! المحبّة لا وجود لها في عالم المال! الإحسان، كما عبّر “L’abbé de Raynal“، من الجماعات السّرّيّة، هو إيّاه أن تكون عليلاً!!! النّاس للمال، الأجساد للمال، الضّمائر للمال لأنّك بالمال تشتري النّاس والأجساد والضّمائر! فلا عَجَب إن تعاطى الإنسان خيرات الأرض، اليوم، بقصد الرّبح أوّلاً وأخيرًا! خيرات كثيرة: حبوب، أبقار، حليب الخ… تُتلف لحفظ مستويات الأسعار! النّاس يموتون جوعًا في أمكنة، وخيرات الأرض تُلقى في البحر في أمكنة أخرى، تأمينًا لأرباح أوفى بأقل تعب!!! الإنسان في خدمة المال، والمال يملك على النّاس، على حياتهم وعلى مماتهم! عندك مال تأكل، ليس عندك مال تموت!!! بدل أن يكون الحبّ هو الرّابط في المجتمع صار المال هو الرّابط! بدل أن يكون الانتاج والتّآخي والتّعاون قوّة الاقتصاد صار المال هو الاقتصاد! ديون وفوائد تصاعديّة لا حدّ لها على الدّول والأفراد! الاقتصاد هو ما لك من مال وما عليك من مال!!! بدل أن تكون الأخلاق والبذل هما إسّ العمل السّياسيّ، صار المال هو أصل العمل السّياسيّ والأخلاق السّياسيّة وهدف السّياسة!!! ولك من الأيديولوجيّات والشّعارات والأقوال الملاح، بعد المال، ما لذّ وطاب ووعد وخدّر!

4)  طريقة الحياة المعاصرة، الّتي طبّعت كلّ فساد وإفساد، أوهنت إرادة الإنسان إلاّ إلى طلب المال والاستهلاك غير المحدود؛ ما أدّى إلى استبدال الإنسان والجماعة بالجماهير الّتي لا وجه لها. هذه تصنعها وسائل الإعلام وتشكّلها بالشّكل الّذي ترغب وتدفعها في الاتّجاه الّذي تريد. قطيع وقطعان تَسِمُها، فكريًّا ونفسيًّا، بالسّمة الّتي تشاء! لذلك قبل أن تكون مشكلة سمة الوحش “666“، الّتي تكلّم عليها سِفر الرّؤيا (الإصحاح 13) مطروحة، على اليد اليمنى أو على الجبهة، فإنّها مطروحة، من زمان، في قلوب النّاس! أكثر النّاس، من المعتبرين مؤمنين بيسوع أو غير مؤمنين به، موسومون في نفوسهم ونواياهم وأفكارهم وقلوبهم بسمة الوحش! الوحش صار في الدّاخل، في داخل الإنسان والمجتمع! أكُثُرٌ هم الّذين يرغبون أو يقدرون أن يتوبوا عن الوحش الّذي استوطن فيهم؟! إذًا ما قيمة الخوف من علامة الوحش الخارجيّة إن كنّا لا نشاء أن نتغيَّر!!! يكون المضلِّل وعمّاله قد بلغوا مُناهم، وتكون السّمة على اليد اليمنى والجبهة مجرّد تكريس لواقع حال!!!

5)  بإزاء الجماهير والرّأي العامّ، في عالم عبادة المال، بات النّاس أدنى إلى الأرقام، والأرقام المزعجة والخطرة! لهذا السّبب يتحدّثون عن ضرورة تقليص عدد سكّان الأرض، وجعله خمسمائة مليون، أي واحد إلى أربعة عشر من الموجود، ابتغاء حفظ التّوازن بين الإنسان والبيئة! وقد أقاموا لأجل ذلك وغيره، عن النّظام الجديد للعالم، سنة 1979، نصبًا حجريًّا في ولاية جيورجيا الأميركيّة يُعرف بـ”Georgia Guidestones“! كيف تقلِّص عدد سكّان الأرض؟ بالإقناع؟ مستحيل! إذًا بالقوّة! سيروس فانس (Cyrus Vance)، الّذي كان وزير خارجيّة الولايات المتّحدة زمن الرّئيس كارتر، وهو أحد البارزين في المنظّمات السّرّيّة؛ أوضح، في تقرير له، من 600 صفحة صدر العام 1975 بعنوان “Global 2000“، أنّ بين الطّرق الممكن اتّباعها لتقليص عدد سكّان العالم: الحروب والمجاعات، والأمراض… وقد كان فانس يتطلّع، باعتماد هذه الطّرق، إلى تقليص عدد سكّان الأرض إلى 2.5 مليار إنسان بحلول العام 2000!!!

جاك إيف كوستو، من كبار رجال المنظّمات، قال في “بريد اليونسكو“، في تشرين الثّاني 1991، ص 13: “لكي نصل إلى مستوى متوازن لسكّان العالم، علينا التّخلّص من 350.000 إنسان كلّ يوم. هذا أمر فظيع قوله، لكن الامتناع عن التّصريح به هو بنفس القدر من الفظاعة!(3)

توماس فرجيسون، من وزارة الخارجيّة الأميركيّة لشؤون السّكّان (OPA)، قال في العام 2000 في (Executive Intelligence Review. June 25): “هناك موضوع واحد وراء كلّ عملنا: تقليص مستويات عدد السّكّان… الطّريقة الأسرع… هي المجاعة… تهمّنا حاجاتنا السّتراتيجيّة… هذا أمر لا مفرّ منه… لذا لا بدّ من اتّخاذ خطوات عمليّة…”. (4)

في علاقة الأرض بسكّانها عندك حلّ من اثنين: إمّا تهتمّ بالانتاج ويتقاسمه النّاس بالحبّ والتّعاون فيما بينهم فيعيش الجميع بسلام ووئام، وإمّا تكتفي بالنّخبة لتحظى بكلّ شيء ويكون لها عبيدها، وتتخلّص من باقي النّاس! يبدو أنّنا، اليوم، بإزاء الحلّ الأخير لمشكلة تزايد عدد سكّان الأرض! لذا العمل، فعليًّا، جار على قدم وساق لتقليص عدد السّكّان: بالحروب، بالمجاعات، ببثّ الأطعمة والأدوية المؤذية، بالأدوية الزّراعيّة السّامّة، بالمخدّرات، بكلّ ما من شأنه أن يفضي إلى العقم والأمراض والموت!

في غمرة ما عُرف بـ”GFC” أو “الأزمة الماليّة العالميّة“، أو الـ”GR” “الكساد الكبير”، الّذي بدأ العام 2008، ليس ما يمنع، لا بل ثمّة ما يؤكّد، أنّنا قد بدأنا المسير نحو حروب تتكثّف، هنا وهناك، ونحو تناقص في الموارد سوف تتكشّف، ليس بعد زمان بعيد، عن مجاعة عالميّة تقلِّص عدد السّكّان بشكل كبير، وتنفرج عن نظام جديد مفروض للعالم، كأمر واقع يخضع له الأكثرون، أو حتّى يرغبون فيه حيث لا حلّ آخر يتراءى لهم!

أتكون الأزمة الاقتصاديّة الرّاهنة هي الضّربة الموافقة الّتي سبق أن تحدّث عنها دافيد روكفلر لإدخال نظام جديد للعالم في الصّورة؟! هذا لا يبدو مستبعدًا!

في زيارة لجبل آثوس عام 2007، تسنّى لي، أن أزور الشّيخ يوسف فاتوبيذي، وهو من كبار الآباء القدّيسين هناك. أوّل ما جلسنا إليه قال: قريبًا تبدأ المجاعة في العالم!

أنّى يكن الأمر، هناك تمخّض مصيريّ غير عاديّ يحصل في العالم كلّه، اليوم، والولادة تبدو على الأبواب، فما العمل؟!

 

 


(1) تستطيع تحميل الكتاب من هنا…. (الشبكة)

(2) قدس الأب توما لا يعني أن هذا ليس خطأ، فهو يُسميه “التعدي على الأطفال”. ولكن ما يريد أن يقوله أن هناك حالة من التربّص بالأخطاء في المسيحية حتى يتم استخدامها إعلامياً وتضخيمها وصبغ أخطاء البشر على الكنيسة وسيدها…. (الشبكة)

(3) هو جاك كوستو عالم البحار، المرجع هنا…. (الشبكة)

(4) المرجع هنا…. (الشبكة)

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
arArabic
انتقل إلى أعلى