Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎
☦︎

ليس المال، في ذاته، بشيء. موقفك منه يجعله شيئًا مهمًّا. وقد يرتبط كيانك به لدرجة أنّه يصبح لك إلهًا. إذ ذاك يملك عليك وتصير له عبدًا عابدًا!

المال شيء ميت. في العهد الجديد يُعرف بـ”مَمُون“؛ ولهذه اللّفظة، بلا شكّ، في اللّغات السّامية، علاقة بلفظة “منون” الّتي تعني “موت“! هكذا، أيضًا، اعتبره الفلاسفة الإغريق والرّومان، أمثال أرسطو وأفلاطون وبلوتارك وسينيكا وشيشرون. ولا يُسمح لما هو ميت، بين الأحياء، أن ينمو. في هذا الخطّ، بقيت تجارة المال، وبالتّحديد الرّبا، محظَّرة لدى المسيحيّين، حتّى نهاية القرون الوسطى. الأمر عينه كان عليه ولا زال لدى المسلمين. وحدهم اليهود تعاطوا الرّبا وطوّروا تجارة المال فصار “الميت” محور انحراف الحياة الدّنيا، اليوم، فَشَغُفَ العالم بالرّبح فوق كل شغف. هكذا أحبّ النّاس المال، كما لم يحبّوه في كلّ تاريخ البشريّة؛ ومع عِشق ما هو “ميت” اندلقت، في العالم، كلّ الأهواء والمفاسد، لأنّ “محبّة المال أصل لكلّ الشّرور” (1 تيم 6: 10)! وبات الإنسان حيوانَ استهلاك بامتياز!

الأكثرون فَسُدوا وأَفسَدوا، ولكنْ برز قوم، قلّة، أوغلوا في الفساد والإفساد إلى ما يفوق كلّ تصوّر، في حدود المكان والزّمان؛ هؤلاء هم الّذين نعرِّف عنهم بـ”النّخبة الماليّة اليهوديّة العالميّة“. والأخصّ الأخصّ، بين هؤلاء، عائلة روثشايلد، بدءًا من العام 1791 وامتدادًا إلى يومنا هذا.

رأسُ عائلة روثشايلد هو موسى أمْشِل بوير من فرانكفورت (ألمانيا)، صاحب محلّ حسابات ودائن. أنجب سنة 1743، مائير أمْشِل بوير، الّذي غيّر اسم عائلته من بوير إلى روثشايلد أي الدّرع الأحمر، بالألمانيّة. هذا هو واضع أسُسِ أرهب أمبراطوريّة ماليّة في التّاريخ، ضمن تسلسل عائليّ يهوديّ ذكوريّ!

ثروة عائلة روثشايلد، اليوم، لا يعرفُ أحد كم تكون. ليست في القيود ولا هي خاضعة للتّدقيق ولا للضّريبة. ثمّة، فقط، مَن يهمس، هنا وهناك، أنّها تُقدَّر بمئات آلاف المليارات من الدّولارات الأميركيّة!!! وهي ليست قائمة على أساس الأوراق النّقديّة – هذه لا قيمة لها في ذاتها؛ هذه أصلاً، إيصالات نقديّة، وليست نقدًا(!)– بل على أساس الذّهب والماس المستخرَجَين، بخاصّة، من القارّة السّوداء!!!

الأدلّة تشير إلى أنّ مائير أمْشِل روثشايلد هو الّذي خطّط، عام 1770، لتأسيس المنظّمة السّرّيّة، المعروفة بالـ”Illuminati“، ثمّ كلّف آدم وايشوبت بتنظيمها وإنمائها! ثمّ كان أن اتّحدت منظّمة الـ”Illuminati” بالماسونيّة العالميّة سنة 1782!

أيّة خطّة اتّبعتها “النّخبة الماليّة اليهوديّة العالميّة” للسّيطرة على عالم المال، ومن ثمّ على اقتصاد العالم؟

السّيطرة على أوروبا، وعلى أميركا، ومن ثمّ على العالم، بدأت بالسّيطرة على إنكلترة. كيف كان ذلك؟

أطاح أوليفر كرومويل الملك تشارلز الأوّل سنة 1649. اليهود، كأرباب تجارة المال، كانوا معروفين. أدخلهم كرومويل إلى بلاده عام 1656. في أواخر القرن السّابع عشر، بعدما خاضت إنكلترة حروبًا مضنية ضدّ فرنسا وهولندا، أُرهِق اقتصادُها. اضطُرّت للاستدانة من البنوك الكبرى بشروط قاسية. قيمة الدّين الأساسيّة كانت، على الورق، مليونًا وربع المليون من اللّيرات الإنكليزيّة. فعليًّا، الدّين كان 750.000 ليرة إنكليزيّة. الباقي فوائد! شرط من شروط الدّين كان السّماح للبنوك الخاصّة بأن تنشئ بنك إنكلترة، أي البنك المركزيّ لإنكلترة. هذا رُبِط إصدارُ العملة الإنكليزيّة، بشكل مطلق، به. وقد سُمِح للبنوك المعنيّة بإنشاء بنك إنكلترة، وهي بنوك يهوديّة، بحفظ الإحتياطيّ الذّهبيّ والإدانة، بإيصالات ورقيّة، حتّى إلى عشرة أضعاف قيمة الذّهب المودَع لديها بفائدة 5%. هذا أمّن للبنوك الخاصّة مداخيل هائلة: الفائدة على كلّ قيمة ذهبيّة تستدان لم تكن خمسة في المائة، بل خمسين! أمّا الدّيون المترتّبة على المملكة فتطوّرت على النّحو التّالي: في العام 1698 قفز الدّين العامّ من مليون وربع المليون من اللّيرات الإنكليزيّة (على الورق!) إلى ستّة عشر مليونًا فعليًّا! وفي العام 1815، بلغ الدّين العامّ 885 مليونًا. وفي العام 1945، وصل إلى 22 مليارًا ونصف المليار. وفي العام 1960 بلغ 28 مليارًا. وفي العام 1990 وصل إلى 300 مليار ليرة إنكليزيّة!!!

كيف سيطر ناثان روثشايلد على الاقتصاد الإنكليزيّ؟

بحلول العام 1815، كان لـ آل روثشايلد، في أوروبا، خمسة بنوك، واحد منها في لندن وآخر في باريس، والبقيّة موزّعة هنا وهناك. اندلعت الحرب بين نابوليون بونابرت الفرنسيّ وولينغتون الإنكليزيّ. مَن موّل نابوليون؟ يعقوب روثشايلد في باريس! ومَن موّل ولينغتون؟ ناثان روثشايلد في لندن! هذا أمّن لعملاء روثشايلد، ولهم وحدهم، من هنا ومن هناك، معابر سرّيّة ويُسْرًا في تمرير البريد السّريع بين يعقوب وناثان! ولمّا كانت مخابرات روثشايلد، من الجهتين، على معرفة بسير المعارك في واترلو، فقد تيسّر لناثان روثشايلد الاطّلاع، أوّلاً بأوّل، على الوضع العسكريّ على الأرض. فلمّا أخذت دفّة الإنكليز تميل، أوعز ناثان إلى عملائه في السّوق الماليّة (البورصة)، في لندن، ببيع سندات الخزينة لديه بسرعة! فما إن فعلوا حتّى اضطرب السّوق وهبطت أسعار السّندات وتهافت عملاء الشّركات على بيعها بأيّ ثمن، ظنًّا منهم أنّ إنكلترة لا بدّ أن تكون قد خسرت الحرب! إذ ذاك تحرّك عملاء ناثان روثشايلد من جديد واشتروا كلّ سندات الخزينة الّتي وقعت أيديهم عليها. فلمّا بلغ لندن الخبرُ أنّ ولينغتون ربح الحرب، كان عملاء روثشايلد قد جمعوا قسمًا كبيرًا من سندات الخزينة! للحال ارتفعت الأسعار! فحقّق ناثان روثشايلد أرباحًا هائلة، عشرين إلى واحد، قيمة السّندات، وتمكّن من السّيطرة على الاقتصاد الإنكليزيّ! وبالنّتيجة فرض على إنكلترة إنشاء بنك جديد لإنكلترة (بنك مركزيّ) جعله تحت سيطرته!

فيما بعد، في طفرة الشّعور بالنّصر، قال ناثان ماير روثشايلد: “لست أبالي أيَّة دمية يجعلونها على عرش إنكلترة لتسوس الأمبراطوريّة الّتي لا تغيب عنها الشّمس. الرّجل الّذي يسيطر على السّيولة الماليّة يسيطر على الأمبراطوريّة البريطانيّة، وأنا مَن يسيطر على السّيولة الماليّة البريطانيّة“!!!

[“I care not what puppet is placed on the throne of England to rule the Empire, … The man that controls Britain’s money supply controls the British Empire. And I control the money supply…(الشبكة)]

ما أهمّيّة السّيطرة على بنك إنكلترة، ومن ثمّ على كلّ بنك مركزيّ؟

لست ضليعًا في المال والاقتصاد، لكن الواضح أنّ آل روثشايلد استماتوا، بكلّ الطّرق الممكنة، بما في ذلك إثارة الأزمات الاقتصاديّة والسّياسيّة والحروب، وأخذ الحكّام بالتّرغيب والتّرهيب، ابتغاء السّيطرة على مال العالم من خلال السّيطرة على منابع السّيولة، في البنوك المركزيّة. دونك ما قاله بعض من الّذين كانوا يدركون أبعاد المؤامرة الماليّة على بلادهم والعالم، ولمّا يسكتوا:

* الرّئيس الأميركيّ الثّالث توماس جيفرسون (1743 – 1826). “البنك المركزيّ هو مؤسّسة ذات عداء فتّاك لشكل دستورنا ومبادئه. لو كان الشّعب الأميركيّ ليسمح للبنوك الخاصّة بأن تسيطر على إصدار سيولته الماليّة، فإنّه بالتّضخّم، ومن ثمّ بالكساد، لسوف تنشأ بنوك وشركات من حول تلك البنوك الخاصّة، لتحرم الشّعب الأميركيّ من كامل ملكيّته إلى أن يصحو أولادنا شُرَّدًا على أرض القارة الّتي اقتناها آباؤهم”.

* زعيم حزب العمّال البريطانيّ (1891)(*). “إنّ فريق مصّ الدّماء هذا كان مصدر أذى وشقاء لا يُوصفان خلال القرن الحالي؛ وقد كدّس غناه الهائل، بصورة أساسيّة، من إزكاء الحروب بين الدّول الّتي ما كان يجب أن تدخل، بدءًا، في خصام فيما بينها. أنّى كان هناك اضطراب في أوروبا، وحيثما سرت إشاعات الحرب، وَسَطَا على عقول النّاس القلق الشّديد والخوف من التّغيير والكارثة، فبإمكانك أن تكون على يقين أنّ ثمّة روثشايلد يزجّ بأنفه في لعبة ما قريبًا من منطقة الشّغب”!

* السّناتور الأميركيّ باري غولدووتر (1964، من كتابه With No Apologies). “إنّ لقوى الرّأسماليّة النّقديّة هدفًا آخر على المدى البعيد، ليس أقلّ من خلق نظام عالميّ للسّيطرة الماليّة وجعله في أيدٍ خاصّة قادرة على الهيمنة على النّظام السّياسيّ لكلّ دولة وعلى اقتصاد العالم برمّته. وقد رُسم أن تتمّ السّيطرة على هذا النّظام، بصورة إقطاعيّة، بواسطة بنوك العالم المركزيّة العاملة في انسجام، تبعًا لاتفاقات سرّيّة فيما بينها، تمّ التّوصّل إليها إثر اجتماعات ومؤتمرات خاصّة متكرّرة. ذروة هذا النّظام هو بنك التّسويات الدّوليّة (Bank for International settlements)، في بازل – سويسرا؛ وهذا بنك خاصّ تملكه وتسيطر عليه بنوك العالم المركزيّة، الّتي هي، بدورها، شركات خاصّة. إنّ نموّ رأس المال النّقديّ أتاح إمكان الوجود لمركزيّة سيطرةٍ اقتصاديّة عالميّة، ولاستعمال هذه القوّة للمنفعة المباشرة لأصحاب المال، ما أدّى إلى الأذيّة غير المباشرة لكلّ التّجمّعات الاقتصاديّة الأخرى”!

على هذا تركّز همّ آل روثشايلد في الضّغط على البلدان كافّة لترضخ وتُسْلِم بإنشاء بنوك مركزيّة لديها تكون في عهدة البنوك الخاصّة بآل روثشايلد وشركائهم…

المحاولة الأولى للسّيطرة على المال الأميركيّ كانت العام 1791. استمرّت عشرين عامًا. المحاولة الثّانية لعشرين عامًا أخرى كانت في السّنة 1816. الأميركيّون قاوموا. أخيرًا، في أيّام الرّئيس الأميركيّ ودرو ويلسون، العام 1913، فُرض ما يُعرف بـ”Federal Reserve System” على الشّعب والدّولة، بحماية القانون؛ وقَبض آل روثشايلد ومَن معهم على السّيولة الأميركيّة، ومن ثمّ على الدّولة الأميركيّة إلى اليوم! اليوم يدفع الشّعب الأميركي رسوماً سنويّة لهذا البنك الفدراليّ المزعوم تزيد على الـ150 مليار دولار؛ كما يدفع للبنوك الخاصّة المهيمنة على البنك الفدراليّ فوائد، على الدّيون المترتّبة على الدّولة الأميركيّة لديها، بقيمة 450 مليار دولار!!!

الأسلوب الّذي اتّبعته “النّخبة الماليّة” هذه، لفرض البنوك المركزيّة على الدّول، هنا وثمّة، وعلى تأمين واستمرار سيطرتها عليها، كان ولا زال الابتزاز الاقتصاديّ أو السّياسيّ، أو الاثنين معًا. تسلِّمون تَسْلَمون! وإلاّ تنزل بكم الأزمات الاقتصاديّة والسّياسيّة والحروب…

هكذا استمرّت سياسة السّعي إلى السّيطرة على البنوك المركزيّة، ومن ثمّ على مال العالم واقتصاده، بصورة أكيدة وحثيثة، سنة بعد سنة، منذ أواخر القرن الثّامن عشر. في العام 2000 كانت هناك، بعدُ، سبع دول تمنّعت: أفغانستان، العراق، إيران، كوريا الشّماليّة، السّودان، كوبا، ليبيا. الحرب على أفغانستان والعراق قلّصت العدد، في العام 2005، إلى خمس. ثمّ أُغرِق السّودان في الهموم ومُزِّقت ليبيا فخضعتا! لذلك لم يبق، اليوم، في العام 2012، إلاّ ثلاث دول: إيران وكوبا وكوريا الشّماليّة. إيران، اليوم، بخاصّة، هي الدّولة الّتي تسعى “النّخبة الماليّة اليهوديّة العالميّة“، من خلال مطارق الغرب المُخضَع لها، إلى جعلها تركع! لذا تُصوَّر إيران، حاضرًا، وكأنّها الخطر النوويّ الأوّل على السّلام العالميّ!

بعد مائة وسبعة وتسعين عامًا من الغزو الماليّ، خناقُ الوحش الاقتصاديّ يكاد يُطبق على العالم بأسره بصورة كاملة!

ملاحظة لمزيد من التّفاصيل راجع، بخاصّة، على الإنترنت موضوعَي:

– New World Order & Federal Reserve.

– Rothschild’s Control of Central Banks.


(*) حزب العمال تأسس في سنة 1900 بعد إندماج عدة أحزاب لتؤسس هذا الحزب. وبما أنه لا يوجد اسم القائل ولم يتم ذكر اسم الحزب الأم -أي قبل الاندماج- وقد يكون هذا الشخص قد قال كلمته هذه قبل تسلّم رئاسة الحزب لاحقاً بعد تأسيسه. ولذلك ارتأينا، أي الشبكة، أن نبحث عن مصدر المعلومة ونضع لكم المرجع، وهذه المعلومة وردت في كتاب:

Andrew Carrington Hitchcock, The Synagogue of Satan: The Secret History of Jewish World Domination.

يمكنكم تحميل الكتاب من هنا
وبحثنا أكثر عن مصدر المعلومة في الكتاب وكانت هذه الكلمة قد نشرت في:

Newspaper of Britain on December 19, 1891

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
arArabic
انتقل إلى أعلى