كان اندراوس قائداً لإحدى الفرق المرابطة على الحدود الشرقية من الامبراطورية الرومانية، في زمن الامبراطورية (حوالي 305) ولم يكن قد نال سر المعمودية، إلا أنهُ كان يعيش حياة الفضيلة. في تلك الفترة اجتاحت الجيوش الفارسية الحدود الشرقية للامبراطورية الرومانية، فُأرسل اندراوس وفرقتهِ إلى المعركة لدحر الغزاة. وفي المعركة حثَّ اندراوس جنودهُ على الإيمان بالمسيح خالق السماء والأرض، وتمكنوا من إلحاق الهزيمة بالجيوش الفارسية بقوة ذكرِهم لاسم المسيح، وهكذا أصبح كل الجنود الذين معهُ يؤمنون بالمسيح.
فبدل أن يكافئهم أحالهم على المحاكمة. كان يستشيط غيظا. قرأ عليهم المراسم الملكية وذكرّهم بأعيان المسيحيين الذي فتك هو بهم وطلب من اندراوس وجنوده العودة إلى الهة الأمبراطورية وتقديم الذبائح لها. أجابه أندراوس إن هؤلاء الشهداء قد حققوا الظفر عليه وإن العذابات التي أنزلها بهم صارت لهم ميداليات في ملكوت المسيح. سخر أنطيوخوس منه وأمر بتمديده على سرير من البرونز المحمّى. حدّة الإيمان والمحبة، اللذين تلظيا في قلب أندراوس، جعلته أقوى من الحروق فلم يُحسّ بها. بذا وجد سرير التعذيب راحة حقيقية. إثر ذلك، بعض من برزوا من فرقة أندراوس، سُمّرت أيديهم على عوارض خشبية. هذا بثّ في قلوبهم فرحا سماويا أنهم أُهِّلوا للإشتراك في آلام الرب يسوع حتى قبل أن يعتمدوا.
صمدت المجموعة ولم تخُر، فعمد أنطيوخيوس إلى إلقاء الجنود في السجن، وكتب إلى الإمبراطور يسأله إذا كان مناسبا إعدام ضابط بقيمة أندراوس، الأمر الذي قد يجرّ إلى تمرّد بين العسكر وإلى ثورة الشعب الذي يعتبره بطلا. أجابه مكسيميانوس بأن يتخلص منه سرا، بالحيلة، ولا يسمح للديانة الجديدة أن تشق طريقها إلى الجيش.
أطلق أنطيوخوس سراح أندراوس ورفاقه وتظاهر بأنه يتركهم يذهبون حيث يشاءون . لكن أخطر روح الرب القديس الشهيد بحيلة أنطيوخوس، فانتقل إلى طرسوس، مع رجاله وطلب من الأسقف بطرس أن يعمدهم. فلما علم أنطيوخوس برحيلهم كتب إلى حاكم كيليكيا العسكري، سلوخوس، بأمره بإيقافهم، في أسرع وقت ممكن، وبإبادتهم إن قاوموا. أسرع سلوخوس، وقد كان هو نفسه مضطهدا متعصبا للمسيحيين، أقول أسرع إلى طرسوس، على رأس مُفرزة مهمة. أندراوس ورفقته كانوا قد اعتمدوا وكانوا يجتازون جبل طوروس هربا من ملاحقيهم في اتجاه مليتين الأرمنية. لم يكف سولخوس عن البحث عنهم.
وإذ تلقّى وشاية في شأنهم تمكن من الوصول إليهم عند أحد مضايق جبل كوروس. فيما كان الجنود المُغيرون يستعدون للانقضاض عل أندراوس ورفقته. ولما هب الجنود للدفاع عن أنفسهم، أمرهم اندراوس بأن يلقوا اسلحتهم، ودعاهم إلى ان يرفعوا اياديهم ويصّلوا إلى الله من أجل اعدائهم ومن اجل سلام كل العالم ووقع أندراوس على ركبتيه، سأل الله طويلا من أجل اعدائه وخلاص العالم. وحالما أنهى صلاته هاجمهم جنود سلوخوس وأتوا عليهم كالنعاج البريئة من العيب لا تبدي مقاومة. فلما انتهوا منهم وانصرفوا جاء بطرس، أسقف طرسوس، ونونوس، أسقف بيريا وبعض الإكليريكيين ورفعوا أجسادهم.
فكان لهم ذلك نصراً عظيماً في هذه المعركة، لأﻧﻬم نالوا اكليل الظفر واﻟﻤﺠد. تعيّد لهم الكنيسة المقدسة في 19 آب.