القديس أرميلُس:
هو الشماس أرميلس المولود زمن الإمبراطور ليسينيوس، في مسيفيدونم، القريبة من بلغراد. افتُضح أمرهُ أنهُ مسيحي فجاء إليه الجند فاستقبلهم على الرحب والسعة. استاقوه إلى حضرة الإمبراطور فأجاب بجرأة ورباطة جأش عن الأسئلة التي وجهها إليه، ساخراً من فعل عبادة الأوثان، فمزَّقوا خدَّيه. ولما ألقي في السجن جاءَهُ ملاك الرب فعزّاه وقوّاه ودعاه إلى الثبات في الجهاد إلى المنتهى.
أوقفوه من جديد أمام الطاغية فبدا متشدداً، ثابتاً في الإيمان بالمسيح يسوع، على غير ما كانوا يتوقَّعون. انهال عليه ستة من الجلادين ضرباً بالسياط فتكبد ما نزل به من دونِ تذمُّر. اكتفى بالصلاة إلى ربِّه أن يؤهله للمشاركة في آلامه الخلاصية، فجاءه صوت من السماء يعده بإكليل المجد في غضون ثلاثة أيام.
القديس استراتونيكُس:
هو واحدٌ من الجلَّادين السَّتة الذين عذَّبوا أرميلس. هذا تحرَّك قلبه لمرأى أرميلس ونفذت نعمة الرَّب فيه فوجد نفسه مائلاً إلى الإيمان بمن يؤمن أرميلس به. ولكن كانت الشجاعة تنقصهُ ليجاهر بالمسيح ويخوض غمار الشهادة. فلما كان الغد، جيء بأرميلس مُجدَّداً وأنزل الجلّادون به عذابات مرهبة فلم يتمالك استراتونيكس نفسه أمام فظاظة المشهد وانفجر باكياً. كانوا قد مدَّدوا من أضحى صديقه على الأرض وانهالوا عليه بسياط لها في أطرافها مثلثات حديدية مسَّننة، وتمزَّق جلده حتى إلى الأحشاء بمخالب حادة.
فلمّا رأى الجنود ما آلت إليه حال استراتونيكس استجوبوه. كانت ساعته قد دنت، فاعترف ولم ينكر أنه لا يحسب نفسه صديقاً وحسب بل مؤمناً بمن يؤمن هو به، وهو مستعد لأن يشترك وإياه في الموت من أجل محبة المسيح. للحال أوقف استراتونيكس وحُكمَ عليه بالجلد فتقوّى بنعمة الله ومرأى أرميلس وسأله الصلاة من أجله ليثبت إلى النهاية السعيدة. فلمَّا أعيد الصديقان إلى السجن جاءهما صوتٌ من السماء يقول لهما: “غداً تظفران بإكليل المجد”.
استشهادهما:
فجر اليوم التالي، أخذوا أرميلس وعلّقوه على خشبة راغبين في تقطيعه وبعدما تبين لهم أنه لا فائدة من محاولة إعادة استراتونيكس إلى الوثنية لأنه كان ثابتاً في عزمه وإيمانه، أخذ الجلادون الاثنين معاً ووضعوهما في زنبيل وألقوهما في نهر الدانوب. هكذا أكمل شهيدا المسيح شوطهما وتكلّلا بالمجد. وقد تمكن المسيحيون من التقاط جسديهما فأخذوهما بفرح عظيم ودفنوهما بإكرام جزيل على مقربة من المدينة.
تُعيد لهما الكنيسة في 13 كانون الثاني
طروبارية باللحن الرابع
شهيداكَ يا رب بجهادهِما، نالاَ منكَ الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهما أحرزا قوَّتك فحطما المغتصبين، وسحقا بأسَ الشياطين التي لا قوَّة لها، فبتوسلاتهما أيها المسيح الإله خلص نفوسنا.