☦︎
☦︎

مغبوطة هي حياة المسيحيين أنهم يحوزون حتى في الحياة الحاضرة هذه الغبطة بالأمل والرجاء. عندما يترك المسيحيون هذا العالم للحياة الأخرى يشعرون بسعادة أين منها سعادة العالم الحاضر. أن الغبطة في الحياة الأخرى أسمى بكثير من السعادة الحاضرة، أسمى بقدر ما تسمو الحقيقة على الرجاء وبقدر ما تسمو رؤية االله على الإيمان. أن االله يتبنانا وإذاك سيظهر أننا نحن في الواقع أبناء الله فهناك المحبة الكاملة، هناك كمال الغبطة. نتناول نحن المسيحيين أسرار المسيح وبأخذنا لهل نأخذ المسيح ذاته، “أولئك الذين أخذوه أعطاهم سلطاناً ليصيروا أبناء الله الذي يؤمنون باسمه” (يوحنا 1: 12). الأولاد يملكون المحبة التي تطرد كل خوف. من كانت له المحبة لا يخاف الجراحات ولا يخشى خسران أجره. يليق الخوف بالاجراء العبيد أما المحبة فهي من صفات الأبناء. أن النعمة تهب نفوس المسيحيين المحبة الحقيقية العاملة في داخلهم. تهبهم الخبرة وتساعدهم في الوقت نفسه على أن يشعروا بالخيرات الإلهية وأن يتذوقوا الخيرات الكبرى ويرجوا الأمور الكبيرة ويؤمنوا بكل تأكيد بالخيرات التي يتذوقونها وينظرونها، خيرات غير منظورة وخالدة وغير فاسدة.

يطلب المسيح منا أن نحافظ على محبته. لا يكفي أن نحبه فقط وأن نشعل شعلة المحبة الإلهية فقط بل علينا أن نغذيها وننميها. هذا ما يعني أن نثبت في محبة المسيح الذي به كل غبطة. أن نبقى في االله يعني أن يكون االله معنا “الذي يبقى في المحبة يبقى االله فيه” (1 يوحنا 4: 16). عندما نطبق في حيلتنا ناموس االله الذي نحبه ننال ذلك البقاء والثبات في محبته. تحوز النفس على هذه العادة أو تلك خبيئة أو صالحة وفقاً للأفعال والحركات التي نقوم بها. يحدث ما يحدث في المهن تماماً. المهنة التي نتقنها تصبح ملكاً خاصاً بنا. فمن طبق الناموس واعتاد على تطبيقه لا يرغب إلا ما يريده المشترع الأزلي. إن النواميس الأزلية الإلهية تحدد أفعال الإنسان الذي يخضع إرادة االله ولا يريد غير االله. “من حفظ وصيتي يكون يكون في وأكون أنا فيه” (يوحنا 15: 10). والحياة المغبوطة هي نتاج لهذه المحبة الإلهية. المحبة الإلهية تنتزع إرادتنا انتزاعاً من كل الروابط التي ليست للمسيح وتوجهها نحوه. كل ما يتعلق بنا رهن بإرادتنا، اندفاعات الجسد، حركة العقل، وكل ما هو بشري. تقودنا إرادتنا هنا وهناك. كل الأشياء تخضع لها. أنها تحكم الإنسان.

أولئك الذين يحبون المسيح يملكون أفكار المسيح دائماً، يرغبون ويحبون ويطلبون ما يريده. وكل وجودهم وحياتهم يقومان فيه. إرادتهم تكون فعالة وحية لأنها تكون في المسيح الذي به كل صلاح. لا يستطيع المسيحي أن يفعل شيئاً بدون المسيح، كما أن العين لا تستطيع أن ترى بدون النور. الخير لإرادة المسيحي هو كالنور للعين. وبما أن المسيح هو نبع الخيرات فإرادتنا تصبح مائتة خاملة إذا لم تكن خاضعة كلياً له، إذا بقي قسم منها خارج هذا الكنز “من لا يبقى في يطرح خارجاً كغصن الكرمة الذي يجف ويلقونه في النار” (يوحنا :15 6). إذا أرادنا أن نفتدي بالمسيح ونحيا كحياته يجب أن تخضع كل إرادتنا لإرادته. أن إرادة قوية كاملة خاضعة للرب في كل شيء تقود إلى الحياة المغبوطة. أن عقل الإنسان وإرادته يجب أن يكونا متحدين باالله، فالعقل لكي يفكر باالله أما الإرادة فلكي تلتصق به بالمحبة.

هذه هي الحياة في المسيح الظاهرة بنور الأعمال الصالحة، بالمحبة في المحبة يقوم الضياء، ضياء الفضيلة بالمسيح، والحياة في المسيح تفرضها المحبة. لن يخطئ الإنسان إذا سمي المحبة حياة. فالمحبة للمسيح اتحاد به وهذه الوحدة تشكل الحياة الحقيقية، كما أن الانفصال عن المسيح يدفع إلى الموت الروحي ويسببه لذلك يقول “وصيتي حياة أبدية” (يوحنا :14 16)، وتعني الوصية المحبة يقول المخلص “الكلام الذي كلمتكم به هو روح وحياة” (يوحنا 6: 63). فإذا كانت الحياة الروحية هي محبة المسيح فمن الواضح أن المحبة هي القوة الوحيدة التي يجب أن تحرك المسيحي الحقيقي. يقول الرسول بولس إن كل الأشياء ستبطل في الحياة الأخرى أما المحبة فستبقى لأنها ضرورية لغبطة الحياة الأخرى الأزلية في المسيح يسوع الذي يليق له المجد إلى الدهور.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎

information About the page

Titles The article

content Section

Tags Page

الأكثر قراءة

Scroll to Top