☦︎
☦︎

أية رياضة، وأية محاولة، وأي جهاد،ٍ وكم من العرق والتفكير والدرس يحتاج المرء ليحوز على نقاوة القلب وقداسة النفس! لا يكفي أن ندرس حياة المسيح فقط لنحوز على هذه النقاوة بل يجب أن تكون الصلاة شغلنا الشاغل وهذيذنا المتواصل. يجب أن نغتصب هذه النقاوة اغتصاباً لنبقي أنقياء القلوب ونفكر بالأمور النافعة وبالروحيات، وان نبقى بعيدين عن كل ما هو مجرم فاسد خاطىء. ان حياتنا مزدوجة، جسدية وروحية. ينجذب الجسد بالأمور المنحطة الخاطئة ويثور ضد الروح في هذه الحالة يصبح الجسد عدواً للنفس. يحدث صراع للسيطرة، صراع بين الجسد المنجذب إلى تحت وبين النفس الراغبة بالحياة النقية السامية. فالرجال الذين يعيشون وفقاً لمتطلبات الحياة الجسدية يتركون قلوبهم للرغبات التي توسخ النفس وتفسد العقل. أما أولئك الذين ولدوا بالمسيح فيتغذون بأفكار وأحلام سامية تقودهم من الأرض إلى السماء.

ان السلام الذي يتكلم عنه الرسول بولس سنربحه بنقاوة القلب. ان المسيح ” هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحداً وحلّ السياج المتوسط” (أفسس 2: 14). لقد صار كل شيء من اجل السلام، والحصول على هذا الخير العظيم يستحق كل درس واهتمام وسينال السلام البولسي أولئك الذين يضعونه فوق كل الخيرات فيطردون الحقد المدمر من نفوسهم، والخطيئة التي تبعد السلام عامة. يقطن السلام في القلوب النقية فقط. السلام هبه عظمى، واالله نفسه الذي صار إنساناً لم يجد ما هو أسمى من السلام لذلك أراق دمه ليعطي للإنسان. لم يجد بين المخلوقات البشرية ما يشتري السلام به لذلك لتخذ جسداً ودماً وأراق دمه ليخلق خليقة جديدة نقيه سلامية، وصار بذبيحته رئيس السلام.

ماذا نطلب نحن الذين نسجد لدم المخلص؟ ماذا نطلب غير تحقيق النقاوة والتقديس اللذين يدخلان السلام المسيحي للنفس؟ أتريد أن ترى ما الجمال؟ أتريد أن ترى ما أشعاع الفضيلة والقداسة؟ ادرس حياة المسيح. فالمسيح وحده بقي نقياً خالياً من كل خطيئة “خطيئة واحدة لم يفعل”. “إن رئيس هذا العالم قد جاء ولم يجد فيه علة” ولم يستطيع حتى أعداؤه الذين ينظرون إليه نظرة اتهام أن يجدوا نقطة دنس في شمس العدالة الروحية. فقد كان ملء القداسة وخلواً من كل خطيئة. يجب أن ندرس حياة المخلص لكي يسيطر فينا الشوق اللاهب لقداسته. أذاك نستطيع أن نتشبه به بالفضيلة ونفهم جماله الروحي. المحبة تنبع الإدراك دائماً. ان حواء رأت الثمرة الممنوعة فأدركتها وانجذبت إليها. “رأت المرأة ان الثمرة صالحة للأكل وأنها حلوة في عينيها وجميلة للفم فأخذت من ثمرها وأكلت” (تكوين 3: 6).

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎

information About the page

Titles The article

content Section

Tags Page

الأكثر قراءة

Scroll to Top