☦︎
☦︎

أن سر المسحة المقدس يوزع على المعمدين مواهب الأشفية والنبوة والكلام، أما الأسـرار الأخـرى فتظهر قدرة المسيح الفائقة الطبيعة للجميع. كانت هذه العلامات الخارقة ضرورية في عصر تأسـيس الكنيسـة وتوطيد المسيحية ومنذئذ صار بعض المسيحيين في الماضي القريب. وفي وقتنا الحاضـر من المحظيين فقالوا في المستقبل وطردوا الشياطين وشفوا المرضى بابتهالاتهم، لا وهـم علـى قيـد الحياة بل وفي قبورهم. فالقوى الخارقة لا تترك أجساد المغبطين حتى بعد الموت.

إن سر المسحة يعطي المسيحيين على مدى الزمان المواهب النافعة جداً للنفوس والتقوى والابتهالات والمحبة والنقاوة وخيرات كثيرة قد تغيب عن أذهان المؤمنين أما لأنهم يجهلون فاعلية السر، أو كما تقول الأعمال” يشكون إذا كان الروح القدس موجوداً” (أعمال 19: 2) وأما لأنهم لم يعطوا وزناً لقبول المواهب لان السر أعطي قبل سر النضج وأنهم عندما صاروا في سن الإدراك ضلوا وأعموا عيونهم الروحية. وصحيح القول بأن الروح القدس يعطي مواهبه للمختومين “موزعاً على كل إنسان حسب مشيئته” (قور 12: 2). إن معلمنا لا يتعب من إجبارنا وهو الذي وعدنا بأن يكون معنا إلى منتهى الدهر. ومع هذا كله فالطقس لا يذهب سدى فكما انه بالتنقية ننال مغفرة الخطايا ونأخذ من على المائدة المقدسة جسد المسيح وأن هذه الأفعال ستبقى إلى المجيء الثاني لمعطيها، كذلك لا مجال للشك بأن المسيحيين يستخلصون من ختم الروح القدس الإمتيازات الملازمة له، مواهب الروح القدس.

أيمكن أن تكون لبعض الأسرار أفعال وللأخرى لا؟ أيمكن أن يكون االله باراً بوعده في كل الأسرار ما عدا المسحة المقدسة؟ لا يجوز أن نقلل من قيمة أي سر فإذا قللنا من قيمة سر واحد نقلل من قيمة كل الأسرار لأن القوة الفاعلة في كل الأسرار واحدة. فالذبيحة ذبيحة الحمل ذاته، والميت هو االله والدم هو نفس الدم الذي يهب الفاعلية للجميع. أن الروح القدس كما يقول الرسول بولس يعطي للبعض مواهب من أجل منفعة القريب فالبعض يتنبأون بالمستقبل والبعض يبشرون بالأسرار والبعض يشفون المرضى… ومن أجل بنيان الكنيسة والبعض الآخر يعطيهم المواهب لتشرق فيهم التقوى وتكمل نقاوتهم ومحبتهم وتواضعهم (1كورنثوس 14: 5).

من الممكن أن يكون الإنسان عاقلاً وأن يكون من أصحاب العادات التي لا غبار عليها فيعمل الخيـر ويعظ، وأن يكون فاضلاً يقوده العقل وصقلته التجارب، كما يكون رجلاً من أصحاب الإيرادات القوية التي تتمكن أن تتغلب على الأهواء، وأن يكون محباً ومطبقاً لكل عدالة وأن يمتثل في كل شيء للحـق والعدالة ولكن مواهب الروح القدس هي التي تنقل له كمال المواهب فكما أن بعض الغرائز الحيوانيـة تنتقل إلى الممسوسين والمملوكين بالأرواح الشريرة كذلك الفضائل الفائقة الطبيعية تُنقل إلـى الـنفس بواسطة الروح القدس. هكذا أحب الرسول بولس الذي كتب إلى أهل فيليبي يقول أنه يحبهم في أحشاء المسيح وكذلك قيل عن داود” وجدت رجلا حسب قلبي” يقوم بأعمال الوداعة. وكذلك فعـل قديـسون آخرون وبرهنوا عن كمال يفوق قواهم. إن الإيمان هو موهبة الروح القدس الذي طلبه الرسـل مـن المخلص “زد إيماننا” (يوحنا 17: 17) ويستجيب االله لمن يرجوه. ويتوسـل الـروح بتنهـدات فائقـة الوصف (رومية 8: 26) واهباً فضيلة الغنى لتضرعاتنا.

هذا باختصار: إن الروح القدس هو روح حكمة، روح فهم، روح مشورة، روح قوة، روح تقوى. إنه مواهب عديدة توهب لمن يقبله.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎

information About the page

Titles The article

content Section

Tags Page

الأكثر قراءة

Scroll to Top