☦︎
☦︎

أن ختم الروح القدس يفعل فعله عند كل الممسوحين ولكن الشعور بهذه المواهب لا يكون واحداً عند الجميع ولا يعملون على توزيع هذا الكنز بالسرعة التي يستحقها وذلك لأنهم لم يصلوا إلى سن الإدراك، أو لأنهم يفتقرون إلى الاستعداد والقابلية وقت قبول المعمودية، ومع ذلك برهن البعض بدموع ندامتهم وحياتهم على أنهم قبلوا النعم الممنوحة لهم بالسر. وقد كتب الرسول بولس إلى تلميذه تيموثاوس يقول: “احذر من أن تهمل النعمة التي فيك” (تيموثاوس :4 14)، لأن النعمة المهملة لا تفيد شيئاً وأن الكد والسهر مفروضان على الذين يريدون لأرواحهم مغنماً روحياً من هذا السر.

إذا رأينا إنساناً فاضلا يمتاز بالمحبة ويتميز بالنقاوة الخلقية وبعظم تواضعه وكثرة تقواه أو بأي فضيلة أخرى مطبقة تطبيقاً يثير الإعجاب فالسبب هي المسحة المقدسة التي أعطيت له وقت إتمام السر عن استحقاق والتي شعر بمفعولها فيما بعد. وينطبق هذا القول على الذين يكشفون المستقبل والذين يشفون المرضى والمعتوهين وأمراضاً أخرى بدون الالتجاء إلى المهن وعلى الذين يقومون بأشياء عجائبية أخرى. ما قيمة المسحة إذا كانت لا تفعل فعلها وقت إتمام السر؟ ما قيمتها إذا كنا لا نستطيع أن ننسب لها أفعالاً خارقة يقوم بها المؤمنون فيما بعد؟ ما هو فعلها إذا كانت لا تحقق ما نرجوه من إقتبالها؟

فلا نقولن انه على حساب هذه الأعمال الخارقة ننال أموراً أخرى لأننا إذا لم ننل ما هو معلن وما ترمي إليه الأشياء وما يطلبه مكمل وما يؤكده وما يجب أن يناله الممسوح فمن العبث أن نطلب شيئاً آخر، “ليست بشارتنا عبثاً ولا إيماننا”. يجب أن نستنتج أن كل عملية تفوق الطبيعة، كل ما يدخل في نطاق مواهب الروح القدس يجب أن يعطى للصلوات والمسحة.

لم يعط شيء للمصالحين مع االله إلاّ وكان العاطي من كان وسيطاً بين االله والبشر، ولا يمكن أن نصل إلى الوسيط بدون الأسرار للاتصال به أننال المواهب. فالأسرار هي التي تخلق هذا التجاذب بين دمه ودمنا وتجعلنا مشاركين له بآلامه ونعمه تجسده الإلهي. علاوة على ذلك يجب أن نعرف أن الشرطين الأساسيين اللذين يحققان مصالحتنا مع االله وسلامنا الأبدي هما اشتراكنا في الأسرار المقدسة وعمل الفضيلة. ثانياً الجهود الشخصية التي ترمي إلى الحفاظ على خيرات الممنوحة وعدم تبديد كنوزهما. أن فضيلة الأسـرار وحدها تحقق لنا هذه الخيرات وهذه الكنوز. كل سر له مفعول الخاص وكذلك إعطاء الروح القدس ومواهبه. فإعطاء الروح القدس يتم بواسطة المسحة المقدسة لذلك لا يجوز أن ننظر بعين الشك والريبة إلى مبدأ الأسرار حتى ولو كانت مفاعيل مواهبها لا تظهر أثناء القيام بالطقس، وكذلك الاستنارة الناتجة عن المعمودية. عند بعض الأشخاص الحاري الإيمان لا تظهر إلا بعد زمن وذلك عندما تتنقّى أبصارهم بالتعب والعرق ومحبة المسيح لهم.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎

information About the page

Titles The article

content Section

Tags Page

الأكثر قراءة

Scroll to Top