Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎
☦︎

” ..وبربٍ واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد. المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء.”

1. ألوهة الابن:

يؤكّد لنا الفصل الثاني من دستور الإيمان ألوهة الابن، وقد وضع لتثبيت إعتقاد الكنيسة المستقيم تجاه البدعة التي أتى بها كاهن اسكندري يدعى ” أريوس” في أوائل القرن الرابع مدعيًا بأن الابن مخلوق وأنه دون الآب. فاجتمع لدحض أرائه ( التي ورثها ” شهود يهوه” في أيامنا ) مجمع يشمل الكنيسة جمعاء وهو المجمع المسكوني الأول الذي انعقد في مدينة نيقيا سنة 325 ووضع القسم الأكبر من دستور الإيمان الذي نتلوه في كلّ قداس ومن جملته هذا الفصل المتعلّق بألوهة الابن.

ويؤكّد لنا هذا الفصل أن الابن “مساوٍ للآب في الجوهر” أي أن له الطبيعة الإلهية نفسها التي لله الآب. فكما أن الابن البشري يأخذ عن أبيه الإنسان طبيعته الإنسانية. هكذا ابن الله يستمد من الآب طبيعته الإلهية. وكما أن النور الصادر من الشمس له طبيعة الشمس نفسها التي هي نور هكذا الابن الصادر من الآب ( وهذا معنى كلمة ” مولود” ) له طبيعة الآب عينها: ” نور من نور، إله حق من إله حق”.

وينتج من ذلك أن الصفات الإلهية التي للآب كالأزلية والقدرة على كل شيء والمعرفة التامة والقداسة الكاملة. هذه الصفات كلها هي للابن أيضاً. الابن صادر عن الآب ولكنه ” مولود غير مخلوق”. فالمخلوق يخرج من العدم إلى الوجود بإرادة الله. ولكن ابن الله يصدر من صميم الله الآب نفسه. لذلك فإن هوة تفصل الخالق والمخلوق. أمّا ابن الله والله الآب فهما على الصعيد نفسه لأنهما يشتركان كلاهما في الطبيعة الإلهية الواحدة.

البشر يُدعَوْن أبناء الله فقط من أجل محبّة الله لهم وإعتنائه بهم. هذه المحبّة تجتاز الهُوّة التي بين الخالق والمخلوق ولكنها لا تزيلها. أمّا يسوع المسيح فهو ابن الله بطبيعته. أي أنه بحدّ ذاته في وحدة كاملة مع الآب ولذلك دُعِي ” ابن الله الوحيد”. أي أنه وحده ابن الله بالمعنى الكامل لهذه العبارة. بينما نحن لا نُدعى أبناء الله إلا لأن محبّة الله تتبنّانا رغم الهُوْة السحيقة بين طبيعة الله وطبيعتنا المخلوقة. والمخلوق يبدأ في الزمن. أي أنه يكون غير موجود من قبل ثم في لحظة معيّنة من الزمن يظهر في الوجود. ولذلك يكون الابن البشري في البدء دون أبيه، لأن أباه سبقه في الوجود، واكتسب بنموّه ما لم يكتسبه الابن بعد. أمّا ابن الله فلم يكن زمن لم يكن موجودًا فيه.

النور صادر من الشمس، ولكن لا شمس بدون نور. هكذا الابن مولود من الآب ولكن لا آب بدون ابن. وجود الابن، إذًا، ملازم لوجود الآب. كما أن النور ملازم لوجود الشمس ووجود الفكر ملازم لوجود العقل. وبما أن الآب لا إبتداء له. أي أزلي لأنه أصل كل شيء ولا أصل له. كذلك الابن أزلى مثله:” مولود من الآب قبل كلّ الدهور”.

أسئلة :

  1. ما هي العقيدة التي يعبّر عنها الفصل الثاني من دستور الإيمان؟.
  2. من أنكر هذه العقيدة في القديم ومن ينكرها في أيامنا؟.
  3. ما معنى ” مساوٍ للآب في الجوهر”، ” نور من نور”، ” إله حق من إله حق”؟.
  4. ما الفرق بين مولود ومخلوق؟.
  5. نحن أبناء الله ويسوع المسيح ابن االله، فما الفرق بين بنوتنا وبنوته؟ ولماذا دّعى هو ب ” ابن الله الوحيد”؟.
  6. ما معنى عبارة ” مولود من الآب قبل كل الدهور”؟.

2 – شهادات من الكتاب المقدّس على ألوهة الابن:

هذا الإيمان بألوهة الابن تسلمته الكنيسة من الرسل. وقد عُبّر عنه في الكتاب المقدّس بآيات جلية:

أ – فقد أطلق الكتاب المقدس على يسوع المسيح الأسماء الإلهية نفسها التي يطلقها على الله:

فمن ألقاب الله في العهد القديم عبارة ” الأول والآخر”.

مثلاً: [ أَنَا اَلرَّبُّ اَلأَوَّلُ وَمَعَ اَلآخِرِينَ أَنَا هُوَ ] [ أشعياء 41: 4 ].

وأيضا: [‏ هَكَذَا يَقُولُ اَلرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ رَبُّ اَلْجُنُودِ: أَنَا اَلأَوَّلُ وَأَنَا ‏اَلآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي ] [ أشعياء 44: 6 ].

ولكننا نر سفر الرؤيا في العهد الجديد يُطلق اللقب نفسه على يسوع المسيح: [ وَفِي وَسَطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، مُتَسَرْبِلاً بِثَوْبٍ إِلَى الرِّجْلَيْنِ، وَمُتَمَنْطِقاً عِنْدَ ثَدْيَيْهِ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ.. فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي: لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ ] [ رؤيا 1: 13، 17، 18، ].

من ألقاب الله في العهد القديم عبارة ” رب الأرباب”.

مثلاً: [ لأَنَّ اَلرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ إِلهُ اَلآلِهَةِ وَرَبُّ اَلأَرْبَابِ اَلإِلهُ اَلعَظِيمُ اَلجَبَّارُ ‏اَلمَهِيبُ اَلذِي لا يَأْخُذُ بِالوُجُوهِ وَلا يَقْبَلُ رَشْوَةً ‏] [ تثنية 10: 17 ].

ولكننا نرى أيضا سفر الرؤيا في العهد الجديد يطلق اللقب عينه على يسوع المسيح: [ هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ اَلْحَمَلَ، وَاَلْحَمَلُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ اَلْمُلُوكِ، وَاَلَّذِينَ مَعهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ ] [ رؤيا 17: 14 ].

وأيضا: [ وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ { كَلِمَةَ اللهِ }. وَالأَجْنَادُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ كَانُوا يَتْبَعُونَهُ عَلَى خَيْلٍ بِيضٍ، لاَبِسِينَ بَزّاً أَبْيَضَ وَنَقِيّاً. وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ. وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصاً مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: { مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ } ] [ رؤيا 19: 13 – 16 ].

ب – وقد نسب الكتاب المقدس لابن الله الجوهر الإلهي نفسه:

[ فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً ] [ كولوسى 2: 9 ]. أي في جسد المسيح يحل ملء اللاهوت.

وقد تجلّى ذلك الذي ألقاه الرسول بولس على رعاة كنيسة أفسس قبل معادرته إيّاهم: [ اِحْتَرِزُوا إِذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ اَلرَّعِيَّةِ اَلَّتِي أَقَامَكُمُ اَلرُّوحُ اَلْقُدُسُ ‏فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اَللهِ اَلَّتِي اِقْتَنَاهَا بِدَمِهِ ] [ أعمال 20: 28 ]. فالدم الذي سُفك من أجل الكنيسة، دم المسيح، يُدعى هنا دم الله. لأن الطبيعة الإلهية مستقرّة في يسوع المسيح.

ج – وقد نسب له أيضًا الوحدة التامة مع الآب:

فقد صرّح الرب يسوع المسيح: [ أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ ] [ يوحنا 10: 30 ].

وأيضا: [ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا الآبَ؟ ] [ يوحنا 14: 9 ].

وأيضا مخاطبًا الآب: [ وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ وَمَا هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي وَأَنَا مُمَجَّدٌ فِيهِمْ ] [ يوحنا 17: 10 ].

د – أخيرًا نسب الكتاب المقدس للابن الصفات والأعمال الإلهية:

1 – الأزلية:

[ وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ اَلَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ اَلْعَالَمِ ] [ يوحنا 17: 5 ].

وأيضا: [ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: اَلْحَقَّ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ ] [ يوحنا 8: 58 ].

ولنلاحظ كيف لم يقل ” أنا وُجدْت” بلّ ” أنا كائن” للدلالة على أمن وجوده لا بدء له.

2 – السلطة التشريعية:

[ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ ] [ متى 5: 21، 22].

وأيضا: [ أَيْضاً سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَحْنَثْ بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. وَأَمّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلفُوا الْبَتَّةَ لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اَلْلَّهِ ] [ متى 5: 33، 34 ]. هنا يضع يسوع سلطته التشريعية بمنزلة سلطة الله. فيوضّح ويكمّل بسلطته الخاصة الشريعة التي كان الله نفسه قد أعطاها قديمًا بواسطة موسى النى:

[ ثُمَّ قَالَ اَلرَّبُّ لِمُوسَى: ادْخُلْ إِلَى فِرْعَوْنَ فَإِنِّي أَغْلَظْتُ قَلْبَهُ ‏وَقُلُوبَ عَبِيدِهِ لأَصْنَعَ آيَاتِي هَذِهِ بَيْنَهُمْ. ‏ ‏فَقَالَ عَبِيدُ فِرْعَوْنَ لَهُ: إِلَى مَتَى يَكُونُ هَذَا لَنَا فَخّاً؟ أَطْلِقِ اَ‏\لرِّجَالَ لِيَعْبُدُوا اَلرَّبَّ إِلَهَهُمْ. أَلَمْ تَعْلَمْ بَعْدُ أَنَّ مِصْرَ قَدْ خَرِبَتْ؟. ‏فَمَدَّ مُوسَى عَصَاهُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ فَجَلَبَ اَلرَّبُّ عَلَى اَلأَرْضِ رِيحاً ‏شَرْقِيَّةً كُلَّ ذَلِكَ اَلنَّهَارِ وَكُلَّ اَللَّيْلِ. وَلَمَّا كَانَ اَلصَّبَاحُ حَمَلَتِ اَ‏لرِّيحُ اَلشَّرْقِيَّةُ اَلْجَرَادَ ‏‏] [ خروج 10: 1، 7، 13 ]. وهذا يشير إلى أن ليسوع كلّ السلطة الإلهية.

3 – السلطة على غفران الخطايا:

هذه السلطة يملكها الله وحده. لأن كلّ خطيئة مخالفة لله ولذلك لا يستطيع سوى الله أن يغفره. لذلك كان اليهود على حق عندما قالوا: [ فَابْتَدَأَ اَلْكَتَبَةُ وَاَلْفَرِّيسِيُّونَ يُفَكِّرُونَ قَائِلِينَ: { مَنْ هَذَا اَلَّذِي يَتَكَلَّمُ بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اَللهُ وَحْدَهُ؟ }] [ لوقا 5: 21 ].

ولكن يسوع برهن عن لاهوته بممارسته الحق الإلهي في غفران الخطايا: [ وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ اَلإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى اَلأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ اَلْخَطَايَا – قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاِحْمِلْ فِرَاشَكَ وَاِذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ ] [ لوقا 5 : 24 ].

4 – السلطة الإلهية على الحياة والموت:

في العهد القديم أقام إيليا ابن الأرملة وأقام أليشع أيضا ولدًا، ولكنهما فعلا ذلك بقوة الله التي استمدّاها بصلاة وتضرّع. فقد ورد في سفر الملوك: [ فَتَمَدَّدَ عَلَى اَلْوَلَدِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَصَرَخَ إِلَى اَلرَّبِّ: يَا رَبُّ إِلَهِي، ‏لِتَرْجِعْ نَفْسُ هَذَا اَلْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ. فَسَمِعَ اَلرَّبُّ لِصَوْتِ إِيلِيَّا، ‏فَرَجَعَتْ نَفْسُ اَلْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ فَعَاشَ ] [ 1 ملوك 17: 21، 22 ].

أمّا يسوع فقد كانت له في ذاته تلك السلطة المطلقة على الحياة والموت التي يملكها الله وحده. لذلك قال: [ لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي كَذَلِكَ الاِبْنُ أَيْضاً يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ ] [ يوحنا 5 : 21 ].

لذلك نراه يقيم الموتى بلهجة الأمر الذي يملك في ذاته سلطة إقامتهم ولا يستمدّها من غيره. فعندما أقام ابن أرملة نايين قال: [ ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ اَلنَّعْشَ فَوَقَفَ اَلْحَامِلُونَ. فَقَالَ: { أَيُّهَا اَلشَّابُّ لَكَ أَقُولُ قُمْ }. فَجَلَسَ اَلْمَيْتُ وَاِبْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ] [ لوقا 7: 14، 15 ].

كذلك عندما أقام ابنة يايروس: [ فَأَخْرَجَ اَلْجَمِيعَ خَارِجاً وَأَمْسَكَ بِيَدِهَا وَنَادَى قَائِلاً: { يَا صَبِيَّةُ قُومِي }. فَرَجَعَتْ رُوحُهَا وَقَامَتْ فِي اَلْحَالِ. فَأَمَرَ أَنْ تُعْطَى لِتَأْكُلَ ] [ لوقا 8: 54، 55 ].

أسئلة:

  1. هل أطلق الكتاب المقدّس الأسماء نفسها علىالله وعلى يسوع المسيح؟ [ أنظر أشعياء 44: 6 ورؤيا 1: 13، 17، 18 وتثنية 10: 17، ورؤيا 19: 13 – 16 ورؤيا 17: 14].
  2. هل نسب الكتاب المقدس لابن الله الجوهر الإلهي نفسه؟ [ انظر كولوسى 2: 9 وأعمال الرسل 20: 28 ].
  3. هل نسب الكتاب المقدس للابن الصفات والأعمال الإلهية؟
    • الأزلية: انظر يوحنا 17: 5، يوحنا 8: 58.
    • السلطة التشريعية الإلهية: أنظر متى 5: 21، 22 ومتى 5: 33، 34 وقابل مع خروج 20: 1، 7، 13 .
    • السلطة على غفران الخطايا: انظر لوقا 5: 25.
    • السلطة الإلهية على الحياة والموت: أنظر يوحنا 5: 21 و لوقا 7: 14 ولوقا 8: 54 وقابل مع الملوك الأول 17: 21 .

ملحق

لقد أعلن يسوع بوضوح عن ألوهيته ليس بالكلام وحسب ولكن بتصرفاته خاصةً، تلك التصرفات التي كانت تظهر أنه ينسب لنفسه سلطة إلهية، هذا ما يبدو مثلاً في موقفه من الشريعة الموسوية، تلك الشريعة التي كان الله مصدره، وقد كتب بهذا الصدد الأب جان دانيالو عميد كلية اللاهوت الكاثوليكي في باريس في كتاب صدر له:

  • عندما يقول المسيح: أن ابن الإنسان هو رب السبت أيضً، يقول الفريسيون: هذا الإنسان يجدّف. وهم ( من وجهة نظرهم ) محقون، لأن السبت أقيم من الله. إذًا الله وحده رب السبت.كثيرًا ما رويت . ذلك الحديث ( النموذجى ) الذي جرى لى مع حاخام قال لى يوما: يا أبت، هناك أمر نلوم المسيح عليه، هو أنه مسّ الشريعة، لأن الشريعة وضعها يهوه على جبل سين، والله وحده يستطيع أن يعدّل ما وضعه الله. فأجبته: يا سيدى الحاخام، لم يكن بوسعك أن تقول ما يسرّنى أكثر من أقتوالك هذه، لأنه أمر أكيد أن يسوع عدّل الناموس، وهذا يعنى بالفعل، ولا يمكن أن يعنى سوى أمر واحد، وهو أنه، إن كان الله وحده، كما قلت وكما قلت بحق، يستطيع ان يعدّل ما وضعه الله، فهذا يعنى أن يسوع كان يعترف لنفسه بسلطة مساوية لسلطة ذاك الذي وضع الشريعة، أى يهوه على جبل سين، هذا ما كان اليهود تماما ولا يزالون يفهمونه تماما}… (ص 94-95)

لا يمكن لإنسان أن ينسب ألوهة لنفسه إن لم يكن مختل و مخادعًا. ولكن البشر المخلصين، أيًا كان معتقدهم، يجلّون يسوع عن هاتين الصفتين. إن شخصيته الفذة تلاقى إجلالاً ليس من المسيحيين وحسب بل من غير المسيحيين أيضا من مسلمين ويهود وهندوسيين وملحدين. هذا ما يوضحه الكاتب المذكور آنفا:

  • كل الناس دون إستثناء متفقون ليروا في يسوع، بأدنى حدّ، إحدى الشخصيات الأكثر سموًا في التاريخ البشري. وأقول كلّ الناس، لأن هذا الأمر يتفق عليه ليس المسيحيون وحسب بلّ الآخرون أيضا. إقرأوا الكتب التي كتبها عن يسوع يهود كـ “أدمون فلاج” و”روبير آرون” و”جول إسحق” و ” شالوم آش”… إنهم يرون فيه أحد التعابير الأكثر سموًا عن شعب إسرائيل. وها هو هم المسلمون، فيسوع، عيسى، يشغل في القرآن مكانة كبرى، وكان محمتد يرى في يسوع أعظم الأنبياء. وها هم الهنود: كان ” غاندى” و” أوروبيندى” يريان في العظة على الجبل أعلى قمة في الدين البشري. ومعظم الملحدين، كالاشتراكي “بربوس” والوجودي “جانسون” والماركسي ” جارودي” يعترفون بأن يسوع على الصعيد البشري، عظمة ينحنون أمامها…. (ص 96)

Jean Daniélou: Mythes Païens Mystère Chrétien

هكذا لا بدّ من طرح السؤال:

إذا كان يسوع قد نسب لنفسه الألوهة بوضوح، من جهة، وإذا كان – بشهادة غير المسيحيين أنفسهم – شخصية فذّة تُجلّ عن المخادعة و الاختلال العقلي، أفلا يعنى ذلك أن شهادته عن نفسه يجب أن تُصدّق؟.

هذا السؤال الذي لا بدّ لكلّ إنسان مخلص أن يطرحه على نفسه. يجيب عنه المسيحيون بالإيمان بالمسيح إلها متأنس.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
arArabic
انتقل إلى أعلى