Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎
☦︎
☦︎

يركز شهود يهوه ضلالهم حول بتولية مريم على آيات من العهد الجديد يفسرونها على طريقتهم. من هذه الآيات: “لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر” (متى 1: 25)، وحول أخوة يسوع “أليس هذا ابن النجار؟ أليست أمه تدعى مريم وأخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا” (متى 13: 55)، “وجاء إليه أمه وإخوته ولم يقدروا أن يصلوا اإيه” (لوقا 8 :19).

إن تعليم الكنيسة الأرثوذكسية يؤكد على بتولية مريم قبل الولادة وفي الولادة وبعد الولادة. فمريم جمعت مفخرتين: البتولية والأمومة.

أ- البتولية قبل الولادة:

كان حبل مريم بيسوع المسيح حبلاً بتولياً أي بدون مباشرة رجل، وهذا التعليم ماخوذ من الكتاب المقدس: “ها أن العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعى عمانوئيل” (اشعيا 7: 14)، “… يا يوسف بن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس. فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم” (متى 1: 20-21، راجع ايضاً لوقا 1: 26 -38). توضح هذه الآيات الترابط بين التجسد وبتولية مريم. فالكنيسة بتأكيدها على حبل مريم البتولي تهدف أولاً إلى إعلان إيمانها بان يسوع المسيح هو “ابن الله”، لأن المسيح الذي تجسد من أجل خلاص العالم لم يستمد الطبيعة البشرية من مصدر بشري خاضع للخطيئة، بل من الروح القدس أي من مصدر إلهي. كما تشير بتولية مريم إلى الدور الذي تحتله البشرية في سر التجسد، ألا وهو الطاعة والقبول لعطية الله.

ب- البتولية أثناء الولادة:

تؤكد الكنيسة من خلال أقوال الآباء على بتولية مريم اثناء الولادة. فالقديس غريغوريوس النيصصي يقول: “يا للمعجزة الرائعة، العذراء تصير أماً وتبقى عذراء، لا البتولية حالت دون الولادة ولا الولادة أزالت البتولية… هذا ما سبق لموسى فرآه في النار التي ألهبت العليقة دون أن تحرقها، فكما أن العليقة كانت ملتهبة ولم تحترق كذلك ولدت البتول النور دون أن يعتريها الفساد”. أما القديس ايرونيموس (جيروم) فيقول: “أتريد أن تعرف كيف ولد المسيح من العذراء وبقيت أمه عذراء بعد الولادة؟ عندما دخل يسوع على تلاميذه من بعد قيامته كانت الابواب مغلقة، لا تعرف كيف حدث ذلك لكنك تقول: هذه قدرة الله، وكذلك عندما تعلم أن يسوع ولد من العذراء وبقيت أمه عذراء أثناء الولادة قل: هذا عمل قدرة الله”.

ج- البتولية بعد الولادة:

لقد دافع الآباء عن هذه النقطة بسبب التفسير الخاطئ لبعض نصوص العهد الجديد مثل آية “لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر” (متى 1: 25). يستند شهود يهوه على كلمتي “حتى” و”البكر”  ليفسروا بأن يوسف عرف مريم بعد أن ولدت يسوع. إن هذه الآية هي توضيح لما حدث قبل ولادة يسوع، أي أن يوسف لم يعرف مريم قبل ولادتها يسوع، وأن يسوع وُلد بشكل بتولي، وهذا لا يعني مطلقاً أنه عرفها بعد الولادة. ولنا دليل على هذا من الكتاب المقدس نفسه: “ولم تلد ميكال ابنة شاول حتى ماتت” (2 صموئيل 6: 23)، من المستحيل أن تكون ميكال قد ولدت بعد موتها.

أما “البكر” فلا تعني أن ليسوع أخوة أصغر منه. فالبكر في الكتاب المقدس، هو الولد الذي لم يولد قبله آخر، سواء ولد بعده أو لم يولد. لذلك يسميه الكتاب المقدس تارة “البكر” وأُخرى “فاتح الرحم”.

أما فيما يتعلق بـ إخوة يسوع (متى 13: 5 و لوقا 8 :19). ففي الكتاب المقدس تستعمل لفظة “اخ” لأولاد العم والأخوة على السواء. فابراهيم يدعو ابن اخيه لوطاً “أخاً” (“… لأننا نحن أخوان”؛ تكوين 13 :8)، وأيضاً لابان يدعو ابن أخته يعقوب “أخاً” (“ثم قال لابان ليعقوب: ألأنك أخي تخدمني مجاناً؟”؛ تكوين 29 :15). من جهة أُخرى يذكر إنجيل متى أسماء إخوة يسوع (13: 55) وهم “يعقوب، ويوسي، وسمعان، ويهوذا”. والدليل على أن هؤلاء ليسوا أولاد مريم هو أن إنجيل متى أيضاً يذكر لنا أمهم التي هي مريم زوجة كليوبا: “وبينهن مريم المجدلية ومريم ام يعقوب ويوسي…” (متى 27: 56). واخيرا نرى يسوع وهو على الصليب يوصي الرسول يوحنا بمريم أمه “فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفاً قال لأمه: يا امرأة هوذا ابنك. ثم قال للتلميذ: هوذا امك” (يوحنا 19: 26-27)، الأمر الذي لا يفهم لو كان لها أولاداً غير يسوع.

الأحد 30 تموز 1995، العدد 31

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
arArabic
انتقل إلى أعلى