وإن كان شهود يهوه يقولون أن مصدر تعليمهم ومعلوماتهم هو الكتاب المقدّس، لكن هل هذا صحيح؟ كلا! كيف نعرف؟ هذان مثلان:
- في كتابهم “قيثارة الله” ( ص 203 ) قالوا: “أما الجسد الذي بذله يسوع على الصليب ودفن في القبر فقد أخرجه الملاك من القبر بقوة الله الخارقة وأخفاه”. من أين جاؤوا بهذا الكلام؟ أمن الكتاب المقدس؟ كلا، أبداَ!
- وفي كتابهم “هذه هي الحياة الأبدية” ( ص 289 ) قالوا: “إن يسوع المسيح هو الملاك العظيم الموفد من قبل الله….إنه رئيس الملائكة المدعو ميخائيل”. أين نجد في كل الكتاب المقدّس أن يسوع المسيح هو رئيس الملائكة ميخائيل؟ ولا في مكان!
ماذا نستنتج إذاً؟ نستنتج بكل بساطة أن شهود يهوه كذّابون.
ويدّعي شهود يهوه – كما في مجلة برج المراقبة (ص 187 ) من عدد كانون الأول 1955 – “إن الدين الواحد الباقي بعد الغربلة هو الدين الصحيح الذي يعتنقه شهود يهوه وحدهم”. وفي نظرهم أن الدين الصحيح هوالذي ينسجم تماما مع الكتاب المقدس “الحق الذي يقود إلى الحياة الابدية” (ص 15). إذاً، يدّعي شهود يهوه أن تعليمهم منسجم تماماً مع الكتاب المقدّس “الحق الذي يقود إلى الحياة الأبدية” ( ص 15). لنرَ إذا كان هذا الكلام صحيحاً أم لا!
عام 1920 نشر القاضي روذرفورد (الرئيس الثاني للجماعة) كتاباً عنوانه “ملايين من الذين هم أحياء اليوم لن يموتوا أبدا”. في هذا الكتاب قال: “إننا نتوقع بتأكيد أن تكون سنة 1925 وقت رجوع ابراهيم واسحاق ويعقوب وقدماء الأنبياء المؤمنين إلى حالة الكمال الإنساني” (ص96). وأضاف في الصفحتين 103 و104 أنه “بناءً على المواعيد الظاهرة في الكلمة الإلهية يجب أن نصل إلى نتيجة أكيدة لا ترد وهي أن ملايين من الذين هم أحياء اليوم لن يموتوا ابدا”. ثم ختم في الصفحة 106 بالقول:” عندما يبتدىء التجديد، كل الموتى يبعثون من قبورهم ويعادون إلى الحياة بالترتيب”.
هذا الكلام كان له في ذلك الزمان أثر كبير في نفوس شهود يهوه. لماذا؟ لأن روذوفورد كان يعتبر نفسه وكان أتباعه يعتبرونه نبيّاً ملهماً من الله.
فماذا تحقَّق من تنبؤاته جاء العام 1925. فأين هي المواعيد الظاهرة التي رأوها في الكلمة الالهية؟ أين هم ابراهيم واسحاق ويعقوب وقدماء الأنبياء المؤمنون؟ وأين هم الملايين الذين لن يموتوا أبداً؟ وأين هم الأموات، كل الأموات الذين سيبعثون من قبورهم؟
أين وأين؟! كل ذلك لا أثر له إلا في مخيلة شهود يهوه !
على الأقل يتوقع المرء أن يكون روذرفورد قد بقي حياً… إلى الأبد. لكنه مات في 8 كانون الثاني 1942.
ماذا نستنتج إذاً؟ نستنتج أن شهود يهوه معلمون مدّعون ومفسّلرون مزيّفون.
ويلوي شهود يهوه آيات الكتاب المقدّس في الاتجاه الذي يرغبون. يركّبون الأبيض على الأسود ليصلوا بك أحياناً إلى استنتاجات ولا أغرب. ثم يقولون لك: هذا ما يقوله الكتاب المقدّس!
أنظر هذه العيّنة مثلاً لترى:
موضوع الدم – والكلام مستعار من كتابهم “الحق الذي يقود إلى الحياة الابدية” (ص164 –170).
يقولون إن الله حرّم أكل دم الحيوان لأن الحياة هي في الدم. هذا استناداً إلى الإصحاح 17 من سفر اللاويين. ثم يقولون أن دم الإنسان هو أيضاً محرّم أكله لأنه ليس أقل قداسة من دم الحيوان. بعد ذلك يقولون أن نقل الدم إلى إنسان مريض هو طريقة من طرق الأكل بدليل أن الإنسان الذي لا يستطيع تناول الطعام عن طريق الفم يُعطاه مصلاً عن طريق العِرق. لذلك يستنتجون أن شريعة الله تمنع نقل الدم من إنسان إلى إنسان.
إذا سلّمنا بما يدّعون كان علينا أن نقول إن الأب الذي يرى ابنه – فلذة كبده – يصارع الموت، وهو بحاجة إلى دم أبوه قادر أن يعطيه أياه، هذا الأب يجب ان يترك ابنه يموت لكي لا يخالف شريعة الله. هذا كلام مجانين! كيف يترك الأب ابنه يموت إذا كان قادراً على إنقاذه؟ ألا يوجب عليه حبه لابنه أن يبذل، ولو دمه، لإنقاذ حياته؟! أليس إعطاء الأب ابنه بعضا من دمه فعل محبة؟ أليست المحبة غاية الشريعة ( 1 تيموثاوس 1: 5)؟ فكيف يمكن أن تكون المحبة مخالفة للشريعة؟! كيف يمكن أن يكون عمل الأب مخالفا للشريعة؟! بل إن لم يُعطِ الأب ابنه من دمه في هذا الوقت الحرج يكون مخالفاً للشريعة!
ماذا نستنتج إذاً؟ نستنتج أن شهود يهوه فاسدو الأذهان يلعبون على الكلام ويحوّرون الكتاب المقدس. وقد صدق فيهم قول الرسول بولس إلى تلميذه تيموثاوس ( 2 تيموثاوس 3) أنه في الأيام الأخيرة سيأتي أزمنة صعبة لأن الناس يكونون خائنين لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها يدخلون البيوت ويقاومون الحق. أناس فاسدة أذهانهم ومن جهة الايمان مرفوضون، وهم أشرار مزوّرون يتقدّمون إلى اردأ مُضلِينِّ ومُضَلِّين. وأمّا أنت فاثبت على ما تعلّمت وأيقنت عارفاً ممن تعلّمتْ.
الاحد 17 أيار 1992، العدد 20