ولد برنابا في جزيرة قبرص وكان لاويّا. اسمه الأصلي “يوسف” ولكن الرسل دعوه “برنابا” ويعني اسمه “ابن النبوة”، ولكن لوقا يترجمه “ابن الوعظ او ابن التعزية”. “يوسف الذي دعي من الرسل برنابا الذي يترجم ابن الوعظ وهو لاوي قبرصي الجنس” (اعمال الرسل 4: 36). ويبدو انهم دعوه “برنابا” لمقدرته الفذة على تعزية الآخرين وتشجيعهم.

لا يذكر الكتاب المقدس شيئا عن تاريخ ايمانه بيسوع المسيح. الا انه كان عضوا بارزاً وعاملاً في الكنيسة الاولى في اورشليم. كان اول من اقتنع بحقيقة إيمان شاول “بولس الرسول” -مضطهد الكنيسة- فقدمه للرسل وبذلك قبلته الكنيسة في اورشليم “ولما جاء شاول الى اورشليم حاول أن يلتصق بالتلاميذ. وكان الجميع يخافونه غير مُصدقين انه تلميذ. فأخذه برنابا وأحضره الى الرسل وحدثهم كيف ابصر الرب في الطريق… فكان معهم يدخل ويخرج في اورشليم ويجاهر باسم الرب يسوع” (اعمال الرسل 9: 26-28).

بعدما وصلت الى اورشليم أخبار كنيسة الأمم التي ازدهرت في انطاكية، اختار الرسل برنابا كأفضل من يمكنه مساعدة الإخوة في انطاكية “فسمع الخبر عنهم في آذان الكنيسة التي في اورشليم فارسلوا برنابا لكي يجتاز الى انطاكية” (اعمال الرسل 11: 22). فتكللت مهمته بالنجاح “الذي لما أتى ورأى نعمة الله فرح ووعظ الجميع ان يثبتوا في الرب بعزم القلب. لانه كان رجلا صالحا وممتلئا من الروح القدس والايمان. فانضم الى الرب جمع غفير” (اعمال الرسل 11: 23-24).

رأى برنابا ان مجال العمل في انطاكية ملائم للرسول بولس، فذهب الى طرسوس وجاء به الى انطاكية، وعملا معا مدة سنة، “ثم خرج برنابا الى طرسوس ليطلب شاول (بولس). ولما وجده جاء به الى انطاكية. فحدث انهما اجتمعا في الكنيسة سنة كاملة وعلّما جمعا غفيرا. ودعي التلاميذ مسيحيين في انطاكية اولا” (اعمال الرسل 11: 25-26).

بعد ان قضيا مدة سنة في انطاكية، نزل عليهما إلهام من الروح القدس “وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه” (اعمال 13: 2). بدأ برنابا وبولس رحلتهما التبشيرية فسافرا الى قبرص “فهذان اذ أُرسلا من الروح القدس انحدرا الى سلوكية ومن هناك سافرا في البحر الى قبرص” (اعمال الرسل 13: 4). أمضى الرسولان مدة سنتين في تبشير قبرص وآسيا الصغرى، وقبل ان يعودا الى انطاكية رجعا الى زيارة الكنائس التي أسساها : “ثم رجعا الى لسترة وايقونية وانطاكية (بيسيدية) يشددان أنفس التلاميذ ويعظانهم أن يثبتوا في الإيمان وانه بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله” (اعمال الرسل 14: 21-22) .

بعد عودتهما الى انطاكية، واصلا خدمتهما معا “اما بولس وبرنابا فأقاما في انطاكية يعلمان ويبشران مع آخرين كثيرين ايضا بكلمة الرب” (اعمال 15: 35). بعد ذلك وافق برنابا على اقتراح بولس بالقيام برحلة تبشرية ثانية “ثم بعد ايام قال بولس لبرنابا لنرجع ونفتقد اخوتنا في كل مدينة نادينا فيها بكلمة الرب كيف هم” (اعمال الرسل 15: 36)، لكن اصرار برنابا على ان يأخذ يوحنا مرقس معه، أدى الى خلاف مع بولس، “فأشار برنابا أن يأخذا معهما ايضا يوحنا الذي يدعى مرقس. واما بولس فكان يستحسن أن الذي فارقهما من بمفيلية ولم يذهب معهما للعمل لا يأخذانه معهما. فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق احدهما الآخر” (اعمال الرسل 15: 37-39).

هنا ينقطع الحديث عن برنابا في الكتاب المقدس بعد ان افترق عن بولس وذهب مع يوحنا مرقس الى قبرص. وبحسب التقليد استشهد برنابا مرجوماً من اليهود في قبرص حوالى العام 51م. ويضيف التقليد انه في عهد الامبراطور زينون 488 وجد جسده وعلى صدره انجيل متى مكتوبا باليونانية بخط يد برنابا نفسه. تعيّد له الكنيسة في 11 حزيران.