يشبه الذي يغذي طفلاً رضيعًا باللبن في حياته الروحية المبكرة، من يعتنى بهؤلاء الذين ولدوا من جديد في الكنيسة، كما يقول الرسول (عبرانيين 13:5). وهو يوزع خبز الحكمة على صاحب الضمير الكامل. “لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين” (1 كو 6:2)، أى أننا ندرب بالتعليم الجيدة حوّاس النفوس لكي تستقبل خبز الحكمة. وتستقبل فكوك(أو حدود) هؤلاء الأشخاص كطعام لها انعكاسات على الحكمة ويجزءونها إلى أجزاء صغيرة. وهذه الفكوك في جسد المسيح لاترضع بعد ذلك من حلمات كلمة الله، ولكنها تتغذى الآن على الطعام الصلب الذى تقول عنه العروس “”خداّّه كخميلة الطيب وأتلام ريّاحين ذكية”. تتكلم العروس عن خدود العريس بعد ما تكلمت عن عيونه، وهي حقيقة واضحة لكل شخص منتبه لكلماتها. والعيون التي توجد بالقرب من ملئ المياه الروحية، لابد أن تًغسل بواسطة اللبن النقي الغير مخلوط مثل الحمامة البريئة، حتى يشارك العريس طيبته ونقاؤه جميع أعضاء الكنيسة. وصعد إشعياء العظيم الجبل العالى، من أجل هذا السبب، وأُمر أن يصرخ بصوت واضح (إش9:40-12) لكي يُعلن: “هذا إلهكم قادم بقدرته وقوته، وذراعة تحكم له، وها أجرته معه ومكافأته أمامه. يرعى قطيعه كراع، ويجمع الحملان بذراعه، وفي أحضانه يحملها ويقود المرضعات برفق. يحوّط السماوات بكف يده، يمسك العالم بقبضة يده، ويعلن أوامرهللشخص الذى جبله المقدس. بعدما تعرفنا على الحق بواسطة غسل عيون الشخص بهذه المياه وبهذا اللبن، يتبع ذلك خدود العريس، فوظيفتها هي طحن الطعام لكي يغذي الجسم.
دعونا نفحص خدود العريس ونستمع للعروس التي تتكلم عنها “خداه كخميلة الطيب وأتلام رياحين ذكية” يعني النص أن خديه يشبهان كوبًا للشرب أو آنية ليست عميقة ولا عالية ويعتبر هذا التشبيه مدحًا. فإذا مدح أى شخص نوع من التعليم المفتوح البسيط النقي مثل هذه الآنية فإن عمقه لا يمكن أن نخطئه. كما يقول النبي: “لا يغمرني سيل المياه ولا يبتلعني العمق ولا تطبق الهاوية عليَّ فاها” (مز 15:69). لذلك نقول أن الحق في بساطتها ليس له دخل في أي خداع داخل التجويف كما هو مشار إليه بالقصعة التي تستعمل في حفظ الأعشاب والتوابل ذات الرائحة الزكية لأنها ليست مصنوعة من فضة أو ذهب أو كريستال أو أي مادة مثل هذه.
يتكلم النشيد، كما هو واضح، عن العيون النقية لأعضاء الكنيسة، إنهم يجهزون الطعام لجسد الكنيسة بتحوله إلى قطع صغيرة بواسطة الفك حتى لا يكون هناك شيء مخفيًا أو خادعًا في كلماتهم. وعيونهم لامعة وحرة وخالية من الغش، تشبه عيون الأطفال. ويقول النبي: “وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب. أمر الرب طاهر ينير العينين. خوف الرب نقي ثابت إلى الأبد. أحكام الرب حق عادلة كلها” (مز 8:19، 9). فإذا كانت الآنية كلمة الله مثل هذه فمن المؤكد أنها ليست مصنوعة من خزف ولكن من الأعشاب العطرة للعريس المذكورة في أول النشيد لأنها أحسن من جميع الأطياب. كان بولس أناءً وقد أثبت نفسه بالشهادة للحق وليس للغش. لقد رفض كل شيء أرضي من خلال العماد الذي أزال القشور من عينيه (أع 18:9) وأصبح طفلاً للروح القدس لأنه تكوّن من طيب رائحته العطرة. بعد ذلك صُنع هذا الآناء من نحاس مُختار وأصبح أناءً يُصب منها خمر كلمة الله. وملآنة بمعرفة أسرار فلا تحتاج إلى عمل إنساني [فلم يأخذ بولس تعاليمه من لحم ودم (غل 16:1)]، ولكنه يُنتج المشروب المقدس ويصبه لمن يريده بينما تُشبه الفضائل المختلفة العطور لرائحة المسيح الزكية. وتُعدل هذه حسب حاجة الأشخاص المختلفة الذين يستقبلون كلمة الله – اليهود واليونانيين، النساء والرجال، الأسياد والعبيد الآباء والأطفال، وكل من كان خاضعًا أو غير خاضع للناموس. وتتحد روّعة هذه التعاليم المتنوعة مع كل فضيلة. ويمزج العطر في الآناء حسب حاجة كل شخص يستقبل كلمة الله. لذلك فالجمال الذي يصف جسد العريس يُمجد أيضًا خديه.
تشهد شفتا العريس التي تعطى توابل عطرة على المديح الذى ينسب إلى خديه: “خداه كخميلة الطيب وأتلام رياحين ذكية” (نش 13:5). يشير المثالين هنا إلى صفتين: الأولى هي الحق الذى يشع من كلماته (لأن السوّسن يرمز إلى النقاء والحق). والثانية هي طريق الحياة الروحية الغير مادية الذي يُعبر عنه بتعاليمه وبالتفكير في دائرة الروحيات التي تضبط الرغبات العالمية أى الرغبات الجسدية. يرمز المرّ إلى الموت، ويفيض من الجسد ويملأ النفوس التي تصبح سهلة الآنضباط. كثيرًا ما يستخدم الكتاب المقدس كلمة المرّ على أنها إشارة إلى الموت. لذلك، فالعين النقية الكاملة تجعل خدودها اناءًا تفيض منها التوابل العطرة. وتظهر براعم السوّسن التي تُزيّن البهاء المقدس وكأنها كلمات فمه. وهكذا يسمى كلمة الله هؤلاء الآنقياء الذين يفوح منهم عطر الفضيلة. ومنهم يقطر المرّ الذى يملأ باِستمرار عقول من يستقبلونه. ونتيجة لذلك فهم ينتظرون باحتقار إلى الحياة المادية. ويعتبرونها ميتة بإهمالهم متطلباتها. فاض بولس بهذا المرّ من فمه وكان ممزوجًا بالنرجس النقي لضبط النفس وملأ به إذان العذراء الطاهرة (وإسمها ثكلا) التي اِستقبلت هذا الفيض في نفسها. فأماتت الإنسان العتيق وأطفأت كل فكر ورغبة جسدية. وبعدما اِستقبلت ثكلا تعاليم الخلاص هذه اختفى جمالها ومات شبابها مع جميع وظائف جسدها. عاش داخلها كلمة الله وحده، ولأجله كانت كل الدنيا ميته بالنسبة لها وماتت هي بالنسبة للدنيا.
فاض أيضًا بطرس العظيم بالسوّسن المنير لكلمة الله عندما كان في منزل كرنيليوس وملأ مستمعيه بالمرّ. وعندما اِستقبلوا كلمة الله دُفنوا المسيح، وأماتوا أنفسهم بالنسبة لهذه الدنيا (أع 34:10-48). وتوجد أمثلة كثيرة في حياة القديسين. لأنهم أصبحوا فم الكنيسة العام وملأوا مُستمعيهم بالمرّ الذي أمات أهواءهم وحملوا ثمارًا بسوّسن الكلمة. وأصبحوا أبطالاً عظامًا للإيمان. واعترفوا الاعتراف الحسن، وامتلأوا بالمرّ أثناء كفاحهم من أجل الإيمان. ولا يوجد الآن لزوم لإطالة البحث في هذا الموضوع لأن استيعابي للنص أصبح واضحًا: فلقد درسنا كيف أصبح فم الكنيسة سوّسنا، وكيف يقطر المرّ من السوّسن وكيف تملأ هذه القطرات نفوس من يستقبلونها.
دعونا الآن ندرس الآية التالية من النشيد: “يداه حلقتان من ذهب مرصعتان بالزبرجد” (نش 14:5). لا تعمل عيون جسد الكنيسة بالكمال إذا لم ترتبط بخدمة الأيدي. ونحن نفهم ذلك بوضوح من بولس العظيم الذي يقول: “لا تقدر العين أن تقول لليد لا حاجة لي إليك” (1 كو 21:12). تشهد أعمال الشخص للعين الحادة الرؤية وتكشف عن الحياة الفاضلة لمحبته في الوصول إلى الجمال الحقيقي. دعونا نبحث موضع العيون وعلامتها بالأيدى في جسد الكنيسة وسوف نحاول تفسير ما يقصده الله بتقديم الكلمات المقدسة في النشيد للمستمعين. “يداه حلقتان من ذهب مرصعتان بالزبرجد”
لقد فهمنا أن النشيد يمدح رأس العريس وأن هذا المديح يتحقق في يديه. والمسيح هو الرأس وفيه حل الله لكي يصالح العالم لنفسه (1 كو 19:5). وحسب ما قاله بولس أظهر المسيح نفسه في الجسد من خلال الفضيلة والمعجزات. فإذا كانت رأس العريس من ذهب نقي فمعنى ذلك أنها خالية من الخطية: “على أنه لم يعمل ظلمًا ولم يكن في فمه غش” (إش9:53). وبنفس الطريقة يقول النص أن يدى العريس من ذهب ويشير ذلك إلى أنه نقي ولا عيب ولاشر فيه. وتعمل الأيدى كأعضاء لادارة احتياجات الكنيسة العامة حسب أوامر الله المقدسة. ومدحها يشبه تمجيد الرأس أى أن كلا اليدين والرأس نقية وخالية من الخطية. وتصبح اليدان نقيتان عندما يُنزع منهما كل شيء منحوت عليه بالذهب فهذا يخفي جمالها. وفي حالة نحت شكل معين في الرخام، يستخدم المثال سكينه(ازميل) للنحت لازالة بعض الأجزاء متى يتكون الشكل حسب النموذج. لذلك يجب أن تُشكل الأيادي الكثيرة لجسد الكنيسة إلى شيء جميل بواسطة النحت الذى يتم عن طريق الكثير من التخيل والتفكير حتى تكون الأيادي من ذهب نقي. ويتضح أن أى شيء يُزول من الأيدى يشوه جمالها أى أن، ما يُدخل السرور للناس مثل حب الظهور والطمع والاِهتمام بالمظهر الخارجي والاِهتمام بالمجد الشخصى واشباع الملذات والتفاخر بأعطاء الأوامر. لذلك يجب إزالة أشياء مثل هذه بواسطة طرق التأمل والتفكير حتى يبقى الذهب النقي الغير مغشوش والذى يُقارن بالرأس المصنوعة من الذهب النقي.
تساعد كلمات الرسول في توضيح نص النشيد، الذى يقول: “نحن وكلاء سرائر الله” زنبحث عن الجديرين بالثقة والأمناء من بين مساعديه وكتب قائلاً: “ثم يُسأل في الوكلاء لكي يُجد الإنسان أمينًا” (1 كو 2:4). لذلك فالوكيل الأمين الحكيم (لو42:12) يعمل عمل أيادي الكنيسة ويُظهر يده الذهبية في تقليده لسيده الحكيم الذى تقول عنه كلمات النشيد أنه يتكون من المثال الآتي: “رأس مكونة من ذهب عظيم”. لم يكن يهوذا بالتأكيد يدًا ذهبية في جسم الرسل، فكان بائسًا حزينًا ومُنفردًا. ولما كان مؤتمنًا على الفقراء، لم ينزع عنه جشعه للمال، بل سرق سرًا من صندوق مال الرسل دون أن يراعي وصية الله. وماذا كانت نتيجة ذلك؟ لقد شنق يهوذا نفسه، فازال نفسه من الحياة، وجلب العار والدمار على روحه، ووضع في قبر صانعى الشر الذى يبقى عبر الأيام. لذلك يلزم أن تتشكل أيدينا بحيث تزيل كل ما ورثناه من شر. فيبقى فقط ما هو من ذهب الذى ينسجم مع جمال الرأس.
تُذكر كلمة زبرجد في الكتاب المقدس ويتحدد معناها حب الوضع الذي ذُكرت فيه. فكثيرًا ما يُقصد بها معنى سلبيًا، وعلى الجانب الآخر قد يقصد بها معنى مقدسًا ونبيلاً. عندما هرب يونان النبي من وجه الله، بحث عن سفينة مسافرة إلى ترشيش (يونان 3:1). وقال داود العظيم أن سفن ترشيش تحطمت بواسطة الرياح القوية (مز 7:48). هبت مثل هذه الريح على التلاميذ وهم مجتمعون في العلية. وتعرفوا عليها أولاً بريح قوية عاصفة، بعد ذلك ظهرت لهم على هيئة ألسنة نار مُضيئة (أع 3:2). تحطم الرياح المتعددة الأشكال الشرور التي تحارب ضد الطبيعة البشرية، وتعرف الرياح بسفن ترشيش. وترمز هذه السفن إلى الشر، وبالرغم من ذلك يعبر حزقيال العظيم في إحدى رؤياه المقدسة عندما يصف ظهور عظمة الله: “كانت هيئة مثل ذلك “ترشيش” (حزقيال16:1، ) وأُستعملت هنا في النبوة لترمز إلى أي شيء روحي وغير جسدي وليس له لون. لذلك، يوجد لدينا معنيان لنص النشيد: تعتبر كلمة ترشيش كما لو كانت ترمز لمعنى إيجابى (لأن أى شيء له ناحية لايُمدح) إذا طبقناها على يدىّ العريس. يلزم أن نزيل باحتراس كل شيء زائد عن الحاجة أو جسدي حتى نتمكن أن ندخل في الدائرة الروحية المقدسة وننفض كل شيء مادي، ثقيل في هذه الحياة. يتبع خبراء صناعة الأحجار الكريمة مثل الزبرجد نفس الطريقة. يزيلوا أولاً الطبقة الداكنة الترابية بواسطة نوع من الحجر الصلب ويبقى الحجر النقي الامع أخضر اللون مثل ريت الزيتون. يُخيّل لي أن الرسول القديس يشرح هذه العملية بأكثر وضوحًا بارشادنا حتى نزيل كل شيء خارج عن رغباتنا لكي نتمكن من رؤية ما قد خفي عنا. “ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي تُرى بل إلى التي لاتُرى. لأن التي تُرى وقتية وأما التي لاتُرى فأبدية” (2 كو 18:4). نحن نفهم هذه الكلمات وكأنها تُطبق على الأيدى. وعندما نزيل أى مُغريات مادية، تصبح أيدينا نقية وتتحول بإرادتنا الحرة إلى ما هو غير مادي وروحي. “يداه حلقتان من ذهب مرصعتان بالزبرجد”.
دعونا ننظر إلى كلمات النشيد التي تشير إلى بطن العريس: “بطنه عاج أبيض مغلف بالياقوت الأزرق” (نش 14:5). سلم مُعطى الوصايا موسى لوحى الشهادة التي نقش عليها الحروف المقدسة. لذلك قال الله لموسى عندما أراد أن يعطى الوصايا: “وقال الرب لموسى أصعد إلىّ، إلى الجبل وكن هناك. فأعطيك لوحى الحجارة والشريعة والوصية التي كتبتها لتعليمهم” (خر12:24). أزال وضوح الإنجيل كل شيء جسدي وأرضي، فلم يعد هناك داع لحروف منقوشة على ألواح الحجر ولكن على عاج ناعم لامع. ويُعرف موضع الوصايا والشريعة “بالبطن” وهي لوح من “العاج على حجر زفير”.
يساعد المثال من جسم الإنسان في زيادة فهم هذه الكلمات من النشيد. يُستخدم خشب الصندوق (puxion) المتين لصناعة ألواح الكتابة، لذلك عندما نسمع عن الواح مصنوعة من هذا الخشب الخفيف نفهم أنها خاصة باستعمال اُلكتاّب لكي ينسخوا عليها. وتُعرف هذه الألواح بأسم بوكسيون، ويسميها النشيد بأسم خشب الصندوق بدلاً من العاج. والألواح التي تُصنع من هذا الخشب تشبه مادة العظم، لاتفسد وذلك لما يمتاز به هذا النوع من الخشب من صلابة ونعومة: فلا يتشقق أو يفسد بمرور الوقت.
يعطى اللون الأزرق الداكن لحجر الزفير راحة للعيون المُتعبة للأشخاص الذين يثابرون باِهتمام في قراءة الحروف على الألواح، لأن بهاء الزفير يُريح العيون. ويمكن تطبيق هذا المثال على “بطن” الكنيسة. لقد سمعت النبي الذي أوحى له الله يقول: “أجابني الرب وقال اكتب الرؤيا وأنقشها على الألواح لكي يركض قارئها” (حب 2:2). تصلح كلمة “بطن” كتعبير جيد لتمجيد جسد السيد المسيح. حفز النص حبقوق لكي ينقش رؤيته على اللوح، لذلك يمكننا أن نسمى اللوح نقاء القلب الذي تنقش عليه ذاكرتنا الرؤى المقدسة. وشبيه بذلك، عندما فتح حزقيال العظيم فمه، ووضعه في درج سفر مليئة بالحروف على كل جانب: “وقال لي يا ابن آدم أطعم بطنك واملأ جوفك من هذا الدّرج الذي أنا مُعطيك إياه فأكلت فصار في فمي كالعسل حلاوة” (حز 3:3). يُسمى الجزء المنطقي من النفس حيث توضع التعاليم المقدسة “بطن” ويمكننا تسمية قلب إرميا العظيم “بطن” الذي امتلأ بالأفكار الحزينة: “أحشائي أحشائي. توجعني جدران قلبي. يئن في قلبي. لا أستطيع السكوت. لأنك سمعتِ يا نفسي صوت البوق وهتاف الحرب” (إر 19:4). وإذا أردنا أن نسوق شاهدًا أعظم من الكتاب المقدس نسجل ما قاله السيد المسيح إلى هؤلاء الذين آمنوا به: أنهار ماء حي ستفيض من كل من يؤمن به “من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي” (يو 38:7). وتُضيف أن القلب النقي يُشار إليه بالتعبير “بطن”. ويصبح لوح للشريعة المقدسة (رو 15:2) كما يقول الرسول. ويوضح تأثير الشريعة المكتوبة في القلب ليس بحبر (2 كو 3:3)، ولكن بروح الله الحي الذي يرسم هذه الحروف في النفس: وليس على ألواح حجرية كما يقول الرسول، ولكن على لوح القلب النقي، الخفيف والمضيء. يلزم أن تُنقش الكلمات المقدسة الموجودة في الذاكرة النقية الصافية، على القدرة القائدة للنفس، بحروف بارزة واضحة. تُشير الزفير في الحقيقة إلى تمجيد بطن العريس فقط باللوح الذي يشع نورًا بلون السماء. ترشدنا هذه الصورة لكي نكون متنبهين للأشياء السماوية، مكان كنزنا (مت 21:6). فإذا ثبتنا في حفظ وصايا الله تتكون لدينا آمال مقدسة تنعش عيون نفوسنا.
ثم تمدح العروس أرجل العريس: “ساقاه عمودا رخام مؤسستان على قاعدتين من إبريز” لبيت الحكمة أعمدة كثيرة مزينة بمواد متباينة (أم1:9)، التي تدعم خيمة الشهادة. وتُصنع رءوس وقواعد الأعمدة من ذهب بينما الأجزاء المتوسطة مُغلفة بالفضة. تقول العروس أن أعمدة الكنيسة من رخام ومثبتة بأحكام على قواعد من ذهب. [الكنيسة بيت كما يقول الرسول: “وأنما إن كان أحد لايعرف أن يدبر بيته فكيف يعتنى بكنيسة الله” (1 تي5:3)]. لذلك تمتلئ كلمات العروس بحكمة بصليئل (خر30:35-33) عندما تصف جمال العريس. تزدان رأس وقاعدة العمود بالذهب، وتوضح هذه الكلمات أنها تشير إلى خيمة الأجتماع. تعلو كل رأس عمودا من الذهب. لذلك فرأس العريس نقية تتكون من ذهب غير ملوث والذى ينظر إلى جماله تكون عيونه نقية (يسمى النشيد هذا الذهب الخالص باسم”كيفاز”)، بينما تؤسس أرجله على قواعد ذهبية. تُلزمنا هذه الفقرة أن نُفسر رمز العمدان، ولانخطئ إذا كنا من تلاميذ القديس بولس الذي استعمل التعبير “عمدان ” ليشير إلى زملاؤه من الرسل بطرس ويعقوب ويوحنا (غلا9:2). أنه من المفيد لنا أن نتعلم من بولس، حتى يمكننا أن نكون مستحقين أن نُسمى عمدان. وأيضًا نتعلم من حكمة بولس أن العمود يلزم أن يستند على أساس من الحق. فالحق من ذهب وقواعده هي أرجل العريس وتزيّن يداه ورأسه. وقد يُفسر الأساس على أنه رخام. ونحن نفهم من كلمات النشيد أن أرجل الجسد عمدان رخام (أى أن هؤلاء الأشخاص الذين يدعون ويحملون جسد الكنيسة حياتهم مثالية وحديثهم فاضل. ومن خلالهم يكون أساس إيماننا قوى ومتين، ويكمل طريق الفضيلة، ويرتفع أعضاء جسد الكنيسة إلى أعلى بأشتياقنا إلى وعد الله). يقود الحق والثبات جسد الكنيسة. يمثل الذهب الحق، الذي يسمى أساس المبني المقدس (المعبد) (“لأنه لايستطيع أحد أن يضع أساسا آخر غير الذي وضع الذي هو يسوع المسيح” (1 كو 11:3) فالمسيح هو الحق وعليه تؤسس “أرجل” عمدان الكنيسة).
يُمثل الرخام بهاء الحياة الحازمة التي لاِتحيد عن رغبتها في الخير. يوجد بخيمة الإجتماع الكثير من العمدان التي تدعم بيت الحكمة بينما يكفي عمودان لتدعيم جسد الإنسان. لذلك يلزم أن نطبق هذا السر على شيء آخر، أى، على الوسائل المختلفة لكي نصل إلى الفضيلة بواسطة الشريعة. يمكن الحصول على الكثير من تعاليم الحكمة بواسطة فحص مع أني الكلمات. تقودنا كلمة الإنجيل الموجزة المفيدة إلى طريق مختصر مركز للكمال الحياة الفاضلة. لذلك يقول السيد المسيح: “بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء” (مت40:22). أنه يقع على عاتقك هذه المسئولية التي اسندت إليك، لأن كلا الوصيتين لها نفس المعنى. فالشخص يرفع الحمل إذا كان معلقا على كتفيه أو على يده. يقول السيد المسيح أن الناموس كله والأنبياء يتعلق على هاتين الوصيتين، بينما تقول العروس أن جسد عريسها يحمله عمودان مثبتان على أساس من ذهب. يجب أن نفهم صواب سر أرجله على أنها تُشير إلى هاتين الوصيتين، لأن السيد المسيح يقول أن الوصية الأولى تشبه الثانية: “تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولى والظمى. والثانية مثلها. تحب قريبك كنفسك” (مت37:22-39).
ثبت بولس هذين العمودين في تي العظيم عندما أراد أن يجهزه كبيت للرب: الإيمان والضمير (1 تي15:3). يؤدي الإيمان إلى حب الله بكل القلب والروح والقوة. أما الضمير الخيّر فيقود صاحبة إلى معاملة الجار بروح طيبة مُحبة. ولا يتعارض فهمنا الحالي للعمدان مع تفسيرنا السابق لها، لأن كل من هذه العمدان تمثل بطرس ويعقوب ويوحنا وأى واحد يكون مستحقًا لهذا الاسم الآن وفي المستقبل.
وحسب ما يقوله الرسول (1 تي 15:3)، فإن الشخص الذي يصل إلى الكمال بهاتين الوصيتين يصير عمودًا ويدعم الحق؟ لذلك فإن جسم الحق كله يرتفع على هذين العمودين التي تدعمها الأرجل. ويتكون أساسها من ذهب، أى أنه، أساس الإيمان الثابت، المستمر والقوى في كل شيء حسن مع الخلق القديم.
يقع على عاتقك هذه المسئولية التي أسندت إليك، لأن كلا الوصيتين لها نفس المعنى. فالشخص يرفع الحمل إذا كان معلقا على كتفيه أو على يده. يقول السيد المسيح أن الناموس كله والأنبياء يتعلق على هاتين الوصيتين، بينما تقول العروس أن جسد عريسها يحمله عمودان مثبتان على أساس من ذهب. يجب أن نفهم صواب سر أرجله على أنها تُشير إلى هاتين الوصيتين، لأن السيد المسيح يقول أن الوصية الأولى تشبه الثانية: “تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولى والظمى. والثانية مثلها. تحب قريبك كنفسك” (مت37:22-39).
ثبت بولس هذين العمودين في تي العظيم عندما أراد أن يجهزه كبيت للرب: الإيمان والضمير (1 تي15:3). يؤدي الإيمان إلى حب الله بكل القلب والروح والقوة. أما الضمير الخيّر فيقود صاحبة إلى معاملة الجار بروح طيبة مُحبة. ولا يتعارض فهمنا الحالي للعمدان مع تفسيرنا السابق لها، لأن كل من هذه العمدان تمثل بطرس ويعقوب ويوحنا وأى واحد يكون مستحقًا لهذا الاسم الآن وفي المستقبل.
وحسب ما يقوله الرسول (1 تي15:3)، فإن الشخص الذي يصل إلى الكمال بهاتين الوصيتين يصير عمودًا ويدعم الحق؟ لذلك فإن جسم الحق كله يرتفع على هذين العمودين التي تدعمها الأرجل. ويتكون أساسها من ذهب، أى أنه، أساس الإيمان الثابت، المستمر والقوى في كل شيء حسن مع الخلق القديم.
تلخص العروس وصف جمال عريسها بقولها: “طلعته كلبنان. فتى كالأرز. حلقه حلاوة وكله مُشتهيات. هذا حبيبي وهذا خليلى، يا بنات أورشليم” (نش 15:5-16). أني أرى أنها تُظهر عريسها بوضوح لأن الجمال الذى تمدحه جمالاً ظاهرًا. ويتبع هذا الظهور كلام الرسول عن الكنيسة كجسد له أطراف (1 كو 12:12). تقول العروس أن هيئته تشمل الأعداد الغير محدودة من الأرز في جميع أرض لبنان. ولايوجد شيء وضيع أو حقير في هيئة جسمه ولكنه يتكون من الأرز العالى الذى ترتفع فممه إلى علو شاهق.
دعونا نختبر مقارنات العريس الأول: “طلعته كلبنان” هنا أختبار بمقارنة الأضداد. بما أن الخير له اسم واحد بالنسبة إلى حقيقة ما يوجد فأى شيء لايشترك معه يكون باطلاً ولا يكون له وجود لاختيار الشخص صاحب الحكم الصائب على الأشياء، ما هو عديم القيمة، بل يحصل على ما هو خير ونبيل. تتكون هيئة العريس من مختارات من أرز لبنان، ويقترح الكتاب المقدس طريقتين لفهم كلمة لبنان: أحدهما رديئة ومرفوضة. كما جاء في النبوة، فهو يشبه العجل الذى لابد أن يتحطم(مزمو29:5،6). أما الشكل الثاني فهو مجيد يناسب الله ويشبهه. نفهم من هذه الكلمات أن هناك ملك واحد وهو خالق الكون كله. بينما على الجانب الآخر يوجد رئيس هذا العالم الذى يسمى نفسه ملك الظلمة. تخدم ربوات من الملائكة الملك الحقيقي،بينما يلتف حول رئيس قوى الظلمة ربوات من الشياطين (كو 13:1). تتبع الرئاسات والسلاطين والفضيلة ملك الملوك ورب الأرباب. وفي الآخرة حين يسلم المسيح المُلك لله الآب بعد أن يكون قد أباد كل رئاسة وكل سلطة وكل قوة للعدو، فإنه لابد أن يملك إلى أن يضع جميع الأعداء تحت موظئ قدميه (1 كو 24:15،25).
يرى النبي حزقيال (حزقيال1:10) رؤية: ملك العظمة جالسًا على عرشه العالي العظيم وموضع العرش فوق النجوم ويشبه عرش الأعلى مقاما. أن صانع الفخار له سلطانًا على الطين، فيصنع من كتلة واحدة إناءًا للاستعمال الرفيع وآخر للاستعمال الوضيع. فماذا إذا إن الله وقد شاء أن يُظهر غضبه ويعلن قدرته، قد احتمل بكل صبر آنية غضب معدة للهلاك وذلك بقصد أن يعلن غنى مجده في آنية الرحمة التي سبق فأعدها للمجد (رو21:9-23). وبالإضافة إلى ذلك، يرسل الله ملائكة إلى قديسيه لنملأهم بالحياة الطيبة والسلام، بينما يرسل إلى العصاة القساة حمم غضبه، وسخطه وغيظه، ويطلق عليهم ملائكة الهلاك. (مز 49:78). لا داع أن نتكلم باسهاب على كيف يقف الشيطان ضد الخير والسلام.
يظهر جبل لبنان لنا من جميع جوانبه وتنمو الغابات الكثيفة تظلل جوانبه المنحدرة ولهذا السبب تتنوع الصور التي كتبت عن جبل لبنان في الكتاب المقدس، لذلك يجب أن نفحص كل واحدة منها على حدة. لذلك يرى الأنبياء لبنان في أوجهها المختلفة، لمدحها ولإدانتها. الرب يكسر أرز لبنان ويقلل من شأنها ويجعلها كالعجل الوحشي الذي يُعبد في الصحراء (مز 5:29-6) (تعلمنا هذه النبوّة أن كل شر يرفع نفسه ضد معرفة الله سوف يذوىة إلى لاشيء). ويمكن أن نضفي معنى أفضل إلى لبنان: “الصديق كالنخلة يزهر كالأرز في لبنان ينمو” (مز 12:92). ينمو الواحد العادل كنخلة عالية لأنه في الحقيقة عادل (السيد المسيح هو الواحد العادل الذي صعد من الأرض إلى السماء من أجلنا). هو نخلة يحمل الكثير من الأوراق. وأصبح السيد المسيح وهو في طبيعتنا البشرية، جبلاً ملأ بالأرز كل من كان مرتبطًا به بالإيمان وناميًا عليه. وعندما نُزرع في بيت الله، ننمو ونزدهر في فناء الله.
الكنيسة هي بيت الله، حسب قول الرسول، (1 تي15:3) وأرز الله ينمو فيها. والأفننية هي خيام الاجتماع في الأبدية حيث تزدهر آمالنا وتتحقق في الحين الحسن. لذلك يكتمل جسد المسيح من خلال كل واحد من أطرافه. (لأنه كما أن الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة وكل أعضاء الجسد الواحد إذا كانت كثيرة هي جسد واحد كذلك المسيح أيضًا” (1 كو 12:12). من أجل هذا السبب، تسمى العروس جمال عريسها “طلعته كلبنان فتى كالأرز” ويتميز ذلك عن لبنان المرفوضة. وعلى حسب قول إشعياء النبي (إش34:10،1:11) تسقط لبنان المرفوضة بينما ترتفع الأخرى عندما يفرخ برعم من جذع يسى. وعندما ينضج ويصبح مسئولا يُغير الأسد والنمر والحية إلى حيوانات أليفة هادئة، فيسكن الأسد مع العجل ويرقد النمر مع الطفل، وسوف يرعاها جميعًا هذا الطفل الصغير الذى ولد لنا. ثم يضع يده على فتحة مرقد الثعبان ويلمس صغاره فيلغى سُميتها. كما يقول إشعياء النبي (إش 34:10) تسقط لنان أمام جبار مهوب. وتوضح النبوّة هذه الأشياء بالرموز. ولايلزم أن نناقشها لأنها واضحة لكل شخص. لأنه من لايعرف أن الطفل الذى ولد لنا لم يلمس الثعبان. ودمرت قدرته الوحوش التي كانت تعيش تحت سقف واحد مع الكائنات الأليفة، غفد أزال طبيعتها المتوحشة. وقد سقطت قسوة لبنان بواسطة أعمال هذا الصبى المولود لنا. فكل من يرفع نفسه ضد الحق سوف يسقط عند إبتدأ الشر. لذلك، تقارن العروس جمال سيدها بأرز لبنان المختار “طلعته كلبنان فتى الأرز”.
تهدى العروس المديح العريس: “حلقه حلاوة وكله مُشتهيات” (نش 16:5). نفس هذه الكلمات كالآتي: يوجد الحلق أسفل الذقن ويصدر الصوت من القصبة الهوائية والحنجرة بواسطة حركة الهواء. بما أن كلمات العريس لذيذة مثل العسل في حلاوتها، فصوته هو عضو الكلمة. وصوته الذي يصدر من الحلق قد يطلق عليه راعٍ ومُفسر للكلمة التي يتكلمةا السيد المسيح. وسوف نتمكن من فهم حلق العريس بهذه الطريقة. عندما سُئل يوحنا المعمدان: من أنت؟ قال: “أنا صوت صارخ في البرية” (يو 23:1). يقدم الرسول بولس برهانًا على أن السيد المسيح يتكلم بداخله وبواسطته أصبح صوته عذبا (2 كو 23:13). قدم جميع الآنبياء أنفسهم كأعضاء الصوت للروح القدس وأصبحت أصواتهم عذبة بتثبيت العسل المقدس في حناجرهم. يأكل الملوك والشعوب العسل لما له من فوائد للصحة. ولا يقلل التمتع بأكله الرغبة في الاستزادة منه. لذلك تُسمى العروس عريسها “أنه هو كله المرغوب فيه دائمًا” ويعتبر هذا تعبيرًا عن من تبحث عنه. كم هي نعمة كبيرة لأرجل العريس التي تجعله مرغوبًا فيه بشدة. فأرجله كاملة في كل شيء خيّر وتتكون هيئته وجمالها المرغوب فيه من جميع أعضاؤه. فهو مرغوب فيه ليس فقط من أجل عيونه ويداه وخصلات شعره بل أيضًا من أجل قدميه ورجليه وحنجرته. فلكل عضو من الأعضاء أهميته الخاصة ولا يقلل من هذه الأهمية ارتفاع أهمية أحد الأعضاء على الأعضاء الأخرى.
“هذا هو حبيبي وهذا هو خليلى يا بنات أورشليم” (نش 16:5). بعد ما ذكرت العروس للوصيفات صفات من تبحث عنه، حتى يتمكنّ من معرفته، أشارت إليه بقولها: “هذا هو الواحد الذي أبحث عنه، قد قام من يهوذا ليكون أخا لنا، وأصبح رفيقًا لمن سقط في أيدي اللصوص، فربط جراحه بعدما صب عليها زيتًا وخمرًا وأركبه دابته وأوصله إلى الحان واعتنى به، وعند مغادرته الحان في اليوم التالي، أخرج دينارين ودفعهما لصاحب الحان وقال له أعتن به، ومهما تنفق أكثر، فإني أفيك ذلك عند رجوعي”(لو 30:10-35). وكل عمل من هذه الأعمال هو في الحقيقة واضح وعندما تصدى للسيد المسيح أحد علماء الشريعة ليجربه وليضع نفسه في كبريائه فوق الآخرين وسأل السيد المسيح قائلاً: “من هو قريبي” (لو 29:10). فشرح كلمة الله على هيئة قصة يظهر فيها محبة الله الكاملة للجنس البشري. فتكلم عن نزول الإنسان من السماء، وهجوم اللصوص عليه، وتعريته من رداء عدم الفساد وجروح الخطية، والاِستمرار في الخطية وانتشارها على نصف الطبيعة البشرية بينما بقيت النفس حيّة. ثم تكلم السيد المسيح عن الناموس الذى أصبح دون فائدة، فلم يرع الكاهن ولا اللاوى جروح من سقط في أيدى اللصوص لأن دم التيوس والعجول ليس قادرا على محو الخطية (عبرانيين 13:9). إلا أن السيد المسيح أخذ طبيعتنا البشرية بالكامل، فكان القطعة الأولى المقدسة من العجين (رو16:11) الذى شمل جزءا من كل جنس: اليهود والسامريين واليونانين والجنس البشري كله وبجسده، أى بدايته التي أسرع بها إلى مكان الشر الذى وقع فيها الرجل، ضمد جراحه وأركبه دابته واحاطه برعايته ومحبته وأوصله إلى مكان الراحة حيث يستريح كل المتعبين والثقيلى الأحمال (مت28:11). فكل من يدخل إليه ويستقبله كما يقول السيد المسيح: “من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه” (يو 56:6).
لذلك، يتمكن الإنسان بقدرته الخاصة أن يستقبل بداخله من لا يمكن احتوائه فأخذ دينارين: محبة الله من كل القلب، محبة الجار مثل محبة النفس وللأجابة على سؤال أحد علماء الشريعة فليس سامعوا الشريعة هم الأبرار أمام الله، بل العاملون بالشريعة يبرون (رو 13:2)، لذلك يجب أن نستلم هاتين العملتين (الإيمان بالله والضمير الحى ناحية اخوّتنا في البشرية)، ونحقق عمل هاتين الوصيتين في أعمالنا فقد قال السيد المسيح إلى صاحب الحان أنه سيفي ما يُنفقه على الرجل المجروح عند رجوعه الثاني. لذلك فالذى أصبح رفيقنا من خلال هذا الحب، تحوّل إلى أخ لنا بانتمائه لنا من يهوذا، أنه هو الذى تعلنه العروس لبنات أورشليم قائلة: “هذا حبيبي وهذا خليلى يا بنات أورشليم” وبفهم هذه الصفات المميزة للعريس سوف نجده ونستقبله بواسطة إرشاد الروح القدس من أجل خلاص نفوسنا. إليه العظمة الآن وكل أوان إلى الأبد آمين.