كتاب المورمون

“كتاب المورمون” أو “كتاب مورمون” هو الكتاب الملهم الثاني بعد الكتاب المقدس لدى المورمون. وفي الحقيقة يعتبر المورمون أن “كتاب المورمون” يفوق الكتاب المقدس لأن هذا الأخير قد تعرّض للتبديل والحذف عبر الترجمات المختلفة بحسب رأيهم. يقول جوزيف سميث مؤسسة شيعة المورمون: “أخبرتُ الأخوة بأن كتاب المورمون هو أكثر الكتب صحةً على الأرضي، وأنه حجر أساس دياتنا، وأن الإنسان يقترب أكثر من الله بالالتزام بوصاياه أكثر من أي كتاب آخر” (01). يدّعي سميث مؤسس المورمونية بأن ملاكاً ظهر له من الله العام 1823 ودلّه على مكان وجود ألواح ذهبية مطمورة، ومكتوب فيها “كتاب المورمون” بلغة “مصرية مُصلَحة”. قام سميث بحسب روايته بترجمة هذه الألواح إلى الإنكليزية ونشر “كتاب المورمون” العالم 1830 في الولايات المتحدة وهو العام الذي أسّس فيه رسميا “كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة” أو كنيسة المورمون. أعتذر من القارئ سلفاً على إضاعة وقته بتلخيص محتوى “كتاب المورمون” هنا لأن هذا المحتوى مبني على قصص خيالية أشبه بالأساطير الوثنية.

يقصّ “كتاب المورمون” قصة هجرتين كبيرتين من الشرق الأوسط إلى القارتين الأمريكيتين. تمّت أولاها في العام 2250 ق.م إلى أمريكا الوسطى حيث أسّس المهاجرون حضارة ومدناً لكنهم حاربوا بعضهم بعضاً فيما بعد في معارك مات فيها ملايين الرجال والنساء والأطفال ولم ينجُ إلا اثنان أحدهما هو النبي إيثر Ether. الهجرة الثانية هي هجرة ليهاي (وهو يهودي من قبيلة منسَّى) وحدثت من أورشليم العام 600 ق.م إلى أمريكا الجنوبية ومن ثم هاجر نسل لامان (أحد أولاد ليهاي Lehi) إلى أمريكا الشمالية حيث أسسوا حضارة وبنوا مدناً. عاش أولاد ليهاي وأولاد نيفاي Nephi، أخيه، 200 سنة إلى أن اندلعت الحروب بينهم حتى الحرب الأخيرة، معركة تل كوموراه Cumorah، في الولايات المتحدة، التي قُتل فيها كل أتباع نيفاي إلا واحداً وهو موروني Moroni الذي كان اسم أبيه مورمون Mormon.

كتب مورمون، في القرن الرابع ق.م، قصة شعبه، أتباع نيفاي، على ألواح ذهبية. وكان نيفاي قد بدأ بها من قبل. وبعد معركة موكوراه أضاف موروني إليها ثم طمرها حتى أظهرها الملاك لجوزيف سميث.

الانتقادات كثيرة على كتاب المورمون. منها عقائدية (راجع الفروق الرئيسية بين الأرثوذكسية والمورمون)، ومنها لغوية وتاريخية. فلغة الألواح هي “المصرية المصلحة” وهي لغة مجهولة لأي إنسان. والله لا يستعمل لغة مجهولة لنقل وحيه. ومن غير المعقول أن يكتب يهود، مثل نيفاي وسواه، بلغة كهذه، هي في الأصل ليست لغة ألفبائية، وأقل تطوّراً من اللغة العبرية. واللوحات الأصلية غير موجودة لدراستها ونقد ترجمتها (كما هي الحال مع مخطوطات الكتاب المقدس الأصلية). فضلاً عن أن المورمون يدّعون بأن ترجمة جوزيف سميث هي خالية من الأخطاء وملهمة من الله وبالتالي ملزمة ولا يمكن تعديلها (02). بينما لو قارنا “كتاب المورمون” في طبعته الأصلية العام 1830 وبيت الطبعات اللاحقة، طبعة 1950 مثلاً، لوجدنا الكثير من التصحيحات اللغوية والعقائدية! أيضاً يحتوي “كتاب المورمون” على 2700 كلمة مأخوذة تماماً من طبعة الكتاب المقدس الإنكليزية King James. فهل يُعقل أن تُترجم الألواح الذهبية بإلهام إلهي بلغة مطابقة لطبعة King James؟

في حزيران شاهدتُ لأول مرة “كتاب المورمون” بطبعته العربية في لبنان، مما يعني بأن المورمون قد بدءوا بنشاطهم التبشيري في الشرق الأوسط على نطاق واسع، وبتمويل إسرائيلي، لأن إسرائيل هي صاحبة المصلحة العليا في نشر هذه الهرطقات الوثنية المتسترة بلباس مسيحي لتحطيم المسيحية الرسولية ولتخلق أناساً في الشرق يؤمنون بعودة اليهود الحرفية إلى فلسطين كما يؤمن أتباع المورمون علناً.

 

عن كتاب سألتني فأجبتك
س 158
د. عدنان طرابلسي

 

 


(01) Teachings of the Prophet Joseph Smith; ed., Joseph Fielding Smith., Salt Lake City: Desert Book Co., 1958; p. 194.

(02) Talmage: Vitality of Mormonism.

arArabic
انتقل إلى أعلى