Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎
☦︎

لمَن كتب القديس أثناسيوس مقالة تجسد الكلمة؟

مقالة ” تجسد الكلمة ” هي الجزء الثاني من كتاب كتبه القديس أثناسيوس ليكمل به الجزء الأول الذي يحمل عنوان ” ضد الوثنيين “. المقالتان دفاعيتان كبيرتان ورد ذكرهما معاً في الكتابات الآبائية، فعلى سبيل المثــال يذكر القديس جيروم (ق4) أنهما كتاب واحد من فصلين (1) “ Adversus genetes Libri dou “.

وفي الواقع أنه رغم أن كل من المقالتين يحمل عنواناً مختلفاً، إلاّ أنه توجد علاقة بين محتوى هاتين المقالتين. ويشير القديس أثناسيوس بنفسه إلى هذه العلاقة في بداية هذه المقالة الثانية عندما يقول ” اكتفينا بما أوضحناه في بحثنا السابق مع أنه قليل من كثير، ببيان ضلال الأمم في عبادة الأوثان وخرافاتها… وأيضاً بعد أن أشرنا قليلاً لبعض الأمور عن ألوهية كلمة الآب وتدبيره لكل الأشياء “ (2)، كما يقول أيضاً لمَن يكتب له: ” يلزم أن تستحضر للذاكرة كل ما سبق أن قيل (يقصد المقالة ضد الوثنيين)، حتى تستطيع أن تدرك سبب ظهور كلمة الآب، كُلىَّ العظمة والرفعة في الجسد “ (3).

يوجّه القديس أثناسيوس كلامه في مقالة ” تجسد الكلمة ” لقارئ ما لا يذكر اسمه بالتحديد بل يدعوه ” بالطوباوي “ (4)، و ” بالمحب للمسيح ” (5)ويصفه بأن لديه غيرة للدراسة والتعلّم (6). ويخصه بالتعاليم التي تضمنتها الفصول من (1ـ32)، لذا يدعوه في بداية الفصل الأول قائلاً:” تعال ـ أيها الطوباوي ـ يا محباً للمسيح بالحقيقة، لنتتبع الإيمان الحقيقي، ونتحدث عن كل ما يتعلّق بتأنس الكلمة، ونبيّن كل ما يختص بظهوره الإلهي بيننا” (7). غير أن الظهور الإلهي أو التجسد الإلهي كان موضوع سخرية واستهزاء لكل من اليهود واليونانيين (الأمميين)، لذا نجد أن القديس أثناسيوس يخصص الفصول (33ـ40) لدحض عدم إيمان اليهود بالمسيح كلمة الله الذي قد جاء في الجسد. والفصول (41ـ55) للرد على دعاوى اليونانيين ـ وهم مَن كان يدعوهم القديس أثناسيوس ” غير المؤمنين “ (8) ـ بعدم إمكانية تجسد كلمة الله باعتباره عملاً غير لائق بالله.

وربما توقع القديس أثناسيوس أن يقرأ كتابه هذا ليس فقط غير المسيحيين، بل والمسيحيون أيضاً، إذ يقول في مطلع الفصل25 ” وهذا يكفى للرد على الذين هم من خارج الذين يحشدون المجادلات ضدنا، ولكن لو أراد أحد من شعبنا أن يسأل لا حباً في الجدل بل حباً في التعليم..الخ (9).

لذلك يمكننا القول أن هذا العمل لم يوجهه القديس أثناسيوس لأحد بالتحديد مثلما فعل في رسائله اللاحقة الموجهة إلى أشخاص بعينهم مثل سرابيون ومكسيموس وابكتيتوس وأدلفيوس وغيرهم، بل كان موجهاً لجمهور من الشعب داخل الكنيسة وخارجها. وفي توجيه مقاله إلى كل من المسيحيين واليهود والوثنيين لم يكن القديس أثناسيوس هو أول مَن وسع نطاق الدفاع المسيحي التقليدي وتفنيد الوثنية، إذ أنه بعد مرسوم التسامح الصادر عام 313م والمعروف بمرسوم ميلانو، كانت الغالبية العظمى من شعب الإمبراطورية الرومانية مازالت تنتمي للوثنية. فكتب أوسابيوس أسقف قيصرية (260ـ399م) العديد من الكتب، بهدف أن يربح هذا الشعب. ومن أشهر هذه الكتب ” التمهيد للإنجيل ” و ” برهان الإنجيل “، وكان الغرض من هذه الأعمال أن يقرأها مَن قد اعتنق المسيحية. وكان تأثير أوسابيوس على القديس أثناسيوس واضحاً وذلك في تفاصيل معينة، وأيضاً في طريقة مناقشة وعرض الأفكار (10). لكن الاختلاف في الرأي بينهما كان عنيفاً حول المسائل المتعلّقة بدور الإمبراطور في الكنيسة وأيضاً استقامة آراء آريوس، وتعاليم وقرارات مجمع نيقية. فلقد كان يوسابيوس صديقاً للامبراطور ومؤيداً لتدخله في الأمور الكنسية ومناصراً لآريوس في تعاليمه، ورفضه لتعبير هوموسيوس. بل إنه لم يوقع على قرارات مجمع نيقية إلاّ بأمر الإمبراطور نفسه (11).

لذلك يرى بعض المهتمين بالدراسات الآبائية أن القديس أثناسيوس قد تعمد محاكاة أسلوب كتابات يوسابيوس الواسعة الانتشار وخصوصاً كتاب ” الظهور الإلهي “ (12) الذي عرض فيه يوسابيوس ـ وبشكل دفاعي ـ عمل كلمة الله قبل التجسد حسب فكره وتعاليمه. ولهذا أراد القديس أثناسيوس من خلال مقاله هذا عرض التعليم الأرثوذكسي عن شخص السيد المسيح ومفهوم الفداء.

متى كتب القديس أثناسيوس مقاله تجسد الكلمة؟

يعتبر معظم العلماء تقريباً أن كتاب ” ضد الوثنيين ” و ” تجسد الكلمة ” هو أول ما كتبه القديس أثناسيوس، غير أن الآراء تختلف حول زمن كتابته. فبسبب عدم وجود أي ذكر فيه للهرطقة الآريوسية تلك التي دحضها البابا أثناسيوس الرسولي بكل قوة في كتاباته العقيدية الأخرى، فقد افترض الكثيرون أن هذا الكتاب قد كُتب قبل عام 323م. غير أنه توجد شواهد كثيرة تناهض هذا الرأي منها:

أولاً: أن القديس أثناسيوس يشير في كتابه هذا إلى ” أولئك الذين يريدون أن يقسموا الكنيسة “ (13). وقد تشير هذه العبارة إلى الإنشقاق الذي حدث قبل مجمع نيقية والذي تزعمه ميليتوس مطران أسيوط، إلاّ أن القديس أثناسيوس كان يستخدم هذه العبارة دائماً في كتاباته الأخرى مشيراً بها إلى الآريوسية. وترتبط هذه العبارة في مقالة ” تجسد الكلمة ” بمفهوم جسد المسيح الغير منقسم (14)، وهو موضوع نجده فقط في الرسائل الفصحية التي كتبت قبل وبعد نفي البابا أثناسيوس لأول مــرة وذلك في عـام (335م) (15).

ثانياً: لقد قصد القديس أثناسيوس أن تكون طريقة الكتابة ومناقشة الأفكار في كتابه ” ضد الوثنيين ” و ” تجسد الكلمة “، مشابه لكتاب الثيوفانيا الذي كتبه يوسابيوس أسقف قيصرية، كما سبق القول. وكان يوسابيوس قد كتب كتابه هذا قبل عام 335م، وبعد أن كان الإمبراطور قسطنطين قد انفرد بالامبراطورية في عام 323م (16).

وأخيراً فهناك عبارة ذكرها القديس أثناسيوس في كتابه ” ضد الوثنيين ” و ” تجسد الكلمة “ (17) تدل على أن هذه المقالة قد كُتِبَت قبل وفاة قسطنطين في عام 337م وكان قسطنطين هو آخر إمبراطور صدر الحكم رسمياً باعتباره إلهاً.

ثالثاً: يذكر القديس أثناسيوس في بداية الجزء الأول من كتابه هذا، أنه لم يكن بين يديه ” في الوقت الحاضر مؤلفات معلّمينا لنبعث إليك كتابة ما تعلّمناه منهم عن الإيمان “ (18). يقود هذا القول إلى التساؤل: إن كان القديس أثناسيوس قد كتب هذه المقالة وهو شماساً للبابا الكسندروس، فكيف لم يكن متاحاً له إمكانية الوصول لمثل هذه الكتب الهامة وهو الشماس الواعد في الكنيسة؟

الأرجح أنه يكون قد كتب هذه المقالة وهو بطريرك وفي فترة نفيه الأول ما بين عامي 335 إلى 337م، وكان النفي هو السبب في عدم توافر هذه المؤلفات بين يديه عند كتابته لهذه المقالة وهو في المنفى. وهذا الرأي يؤيده ليس فقط العالِم Tillemont في القرن 18، بل أيضاً كثيرون من العلماء المحدثين مثل Schwartz، Ch. Kannengiesser (19).

النص اليوناني في المخطوطات

بعد انتقال القديس أثناسيوس، حاول الكثيرون من أتباع الهراطقة استغلال اسمه وكتاباته لترويج أفكارهم المضللة (20). لهذا تداولت بعضاً من كتابات هذا الأب المعلّم في نسختين. النسخة الأصلية التي تعكس فكره وتعاليمه السليمة، ونسخة أخرى أجريت عليها تعديلات بالزيادة أو الحذف لخدمة أفكار وتعاليم معينة. فبالإضافة إلى رسالته إلى ابكتيتوس، والتي تداولت منها نسخة أخرى محرّفة بواسطة الأبوليناريون(21). نجد أيضاً أن المخطوطات العديدة قد احتفظت لنا بنصين لمقاله عن ” تجسد الكلمة “. نص مطول وهو المشهور والثابت نسبه للقديس أثناسيوس والذي أجريت عليه دراسات نقدية عديدة، وتم نشره وترجمته لكثير من اللغات، ونص آخر مختصر وقصير (22)، بيّنت الأبحاث عدم أصالته، وأنه قد أضيفت له بعض الكلمات والعبارات، وحذفت الأخرى لتعضيد تعاليم لم يعلّم بها القديس أثناسيوس (23).

النص اليوناني المنشور

تم نشر النص المطول لمقالة ” تجسد الكلمة ” في عدة طبعات نقدية، وأيضاً تم نشر دراسات وترجمات لها بعدة لغات منها اليونانية الحديثة والإنجليزية والفرنسية والألمانية؛ وذلك بالإضافة إلى النص المنشور في مجموعة باترولوجيا ميني مجلد 25 باللغة اليونانية.

هذه الترجمة:

دبر الله في صلاحه أن يكون عنوان الرسالة التي قدّمتُها وحصلتُ بها على درجة الدكتوراه من كلية اللاهوت بجامعة أثينا عام 1994، هو:

القديس أثناسيـوس الرسولي
مصـدر التعاليـم اللاهوتيـة للأسقف بولس البوشي
أسقف مصر (ق13)
(عن التجسد) (24).

تطلّب الإعداد لهذه الدراسة القراءة الدقيقة لكتابات القديس أثناسيوس باللغة اليونانية، وخصوصاً ما كتبه عن تجسد الكلمة، بالإضافة إلى الدراسات التي تمت على هذه النصوص، وحول هذا الموضوع العميق سواء ما جاء باللغة اليونانية أو بلغات أخرى.

ولأن الدراسة اعتمدت في ـ الجزء الثاني منها ـ على مقارنة النصوص وتحليلها لاهوتياً ولغوياً، لإيضاح تأثير تعاليم القديس أثناسيوس اللاهوتية على تعاليم الأسقف بولس البوشي. فقد كان لزاماً علىَّ أن أنقل إلى اليونانية كل ما كتبه البوشي باللغة العربية عن التجسد. وهكذا إنشغلت لفترة كافية بنص مقالة ” تجسد الكلمة ” للقديس أثناسيوس ومقالة ” التجسد ” للبوشي.

كانت الترجمة التي قام بها الأب الموقر المتنيح القمص مرقس داود لمقالة ” تجسد الكلمة ” للقديس أثناسيوس (25) عن الإنجليزية من ضمن النصوص التي قرأتها أثناء الدراسة. وكان قد سبق لي قراءتها قبل ذلك بسنوات عديدة، غير أن القراءة هذه المرة كانت مختلفة، فقد كان أمامي النص الأصلي باللغة اليونانية، وليس النص الإنجليزي الذي صدر عام 1891م والذي ترجم عنه ـ وبكل إتقانٍ ودقة ـ المتنيح القمص مرقس داود هذه المقالة.

والترجمة التي بين أيدينا هي محاولة أمينة لنقل نص يوناني محقق لهذه المقالة الهامة، وقد دعمّنا الترجمة بهوامش وتعليقات على النص كنا قد سجلناها أثناء إعداد الرسالة. وقد احتفظنا بمقدمات الفصول التي جاءت في ترجمة القمص مرقس داود، إذ هي ملخصات جيدة لفصول المقالة، كما أبقينا أيضاً على تقسيم وترقيم الفقرات بدون تغيير.

الترجمة العربية الحالية:

تمت ترجمة هذه المقالة عن النص اليوناني المنشور في مجموعة آباء الكنيسة اليونانية (EPE) الصادرة في تسالونيكي 1973 المجلد رقم 1 ص226ـ375.

كما أننا رجعنا لهذه النصوص:

1- BEP 30, 75-121. (نص يوناني)

2- P.G. 25,96-197. (نص يوناني)

وأيضاً رجعنا للنصوص والترجمات التالية، كما استعنا بالدراسات المصاحبة لها لكتابة التعليقات على النص المترجم:

3- Charles Kannengiesser: Athanase d’ Alexandrie, sur L’ Incarnation Du Verbe, introduction, texte critique, traduction notes et index. Sources Chretiennes, vol. 199. Paris 1973.

4- E.P.Meijering: Athanasius, De incanation verbi, einleitung – ubersetzung – kommentar. Amsterdam 1989.

5- N.P.N.F, second series, vol 4, USA 1994, pp.36-67

6- Robert W. Thomson: Athanasius, Contra Gentes and de Incarnatione, Edition, and translation, Oxford 1971.

الاختصارات

BEP

:

Biblioq»kh ‘Ell»nwn Patšrwn ka… ‘Ekklhsiastikîn Suggrafšwn

(œkd.; ApostolikÁj Diakon…aj tÁj ‘Ekklhs…aj tÁj Ell£doj), AqÁvai 1955 ™x 

EPE

:

”Ellhnej Patšrej tÁj ‘Ekklhs…aj, Paterika… ™kdÒseij, « GrhgÒrioj Ð Palam©j » , Qessalon…kh 1972 ™x.

 

N.P.N.F

:

Nicene and Post- Nicene Fathers, Edited by Philip Schaff, D.D., LL. D. and Henry Wage, D.D. U.S.A. 1994.

 

Mansi

:

J.D. Mansi, Sacrorum Conciliorum nova et anplissima Collecti, Florenz 1759 ™.˜.

 

P.G.

:

J. P. Migne, Patrologiae Cursus completes, series Graeca, Paris 1857- 1866.

س: الترجمة السبعينية للكتاب المقدس.

م: مقدمة الكتاب.

ف: فهارس.

 

عرض لمحتويات المقالة:

تشمل المقالة على 57 فصلاً يمكننا تقسيمها حسب مضمونها والعناصر الرئيسية التي جاءت بها إلى مقدمة وخمسة أقسام كالآتي:

مقدمة:

وجاءت في الفصل الأول وهي تلخيص لما سبق أن كتبه القديس أثناسيوس في الجزء الأول من الكتاب وهى مقاله ” ضد الوثنيين “. ثم عرض هدف الجزء الثاني الذي هو مقاله ” تجسد الكلمة “.

 

I ــ القسم الأول: الــخلـــــــق والــسقــــــوط (فصول 2 ــ 5)

  1. دحض الأفكار الكاذبة للأبيكوريين عن الخلق والتعاليم الأفلاطونية الخاطئة عن الخليقة والماركونية عن الخالق (فصل2).
  2. لقد خلق الله بسبب صلاحه العالم وخلق الإنسان على صورته ومثاله، وأعطاه إمكانية الحياة الأبدية، لو أنه أبقى الله في معرفته ولم يخالف الوصية (فصل3).
  3. بالسقوط فقد الإنسان هبة خلقته على صورة الله ومثاله وصار مصيره إلى الموت والهلاك (فصل4).
  4. وبعد السقوط تكاثرت الخطية جداً (فصل5).

 

II ــ القسم الثاني (القسم الرئيسي) التجسد والفداء ـ موت الكلمة بالجسد على الصليب وقيامته. (فصول 6 ــ 32)

  1. بالتجسد هُزم الموت (الفصول 6ــ10)
    • أ ـ بعد السقوط كان لابد لله أن يتدخل ليس فقط بسبب صلاحه، بل بسبب مسئوليته عن رعاية خليقته، ولو كان الله قد ترك البشر في الموت والهلاك لتعارض هذا مع صلاحه (فصل6).
    • ب ـ كان الله سيكون غير صادق، ولو كان الإنسان لا يموت بعد أن قال الله أنه سيموت إن أخطأ. والتوبة لا تصلح لخلاص الإنسان، فهي لا تغير طبيعته التي فسدت بالموت بعد السقوط. كلمة الله وحده هو القادر أن يأتي بالفاسد إلى عدم فساد، وهو وحده القادر أن يصون صدق الآب من جهة الجميع (فصل7).
    • ج ـ لكي يستعيد للإنسان كينونته على صورته ومثاله اتخذ الكلمة جسداً من العذراء مريم، لكي يقبل الموت فيه نيابة عن الكل وبهذا ينتصر على الموت (فصول 8ـ9).
    • د ـ الكلمة اتخذ الجسد كأداة لإبطال الموت فيه. البراهين الكتابية على تجسد الكلمة (فصل10).
  2. التجسد جعل الله معروفاً مرة أخرى بين البشر (فصول 11 ــ 19)
    • أ ـ فخلقة البشرية على صورة الله ومثاله، كانت تمكنها من معرفة الله، لكنها بالسقوط استبدلت معرفة الله وخدمته بخدمة الآلهة الغريبة (فصل11).
    • ب ـ وبواسطة التوافق والتناسق الحادث في الطبيعة، وعن طريق الأنبياء، فتح الله طرقاً أخرى تساعد الإنسان على معرفته، غير أن الإنسان لم يستخدم هذه الطرق ولا استغلها لمعرفة الله (فصل12).
    • ج ـ فلو لم يستطع الإنسان أن يتعرف على الله، لكانت خلقة الإنسان على صورة الله ومثاله بدون هدف. ولهذا فكلمة الله إذ هو صورة الآب وهو الخالق، كان قادراً على أن يعيد للإنسان معرفته بالله (فصل13).
    • د ـ وكان ذلك مستحيلاً أن يتم لا بواسطة البشر؛ لأنهم هم خُلقوا على مثال تلك الصورة، ولا بواسطة ملائكة لأنهم ليسوا صوراً لله، لهذا أتى كلمة الله بشخصه، كي يستطيع وهو صورة الآب، أن يجدد خلقة الإنسان على مثال تلك الصورة (فصل13).
    • هـ لم تعد شهادة الخليقة لخالقها ذات نفع للإنسان بعد أن طُمست بصيرته (فصل14).
    • و ـ التجسد هو تنازل الله إلى ضعف البشرية، لكي يستطيع كل مَن يفكر أن الله قد حل في جسد مادي أن يدرك الحق عن طريق الأفعال التي يقوم بها الرب بواسطة جسده الخاص، وعن طريق الابن يدرك الآب (فصل15).
    • ز ـ كلمة الله حاضر في كل الخليقة (فصل16).
    • ح ـ الكلمة عندما اتخذ جسداً، لم يُحدّْ في هذا الجسد، ولم ينتقص بحلوله فيه (فصل17).
    • ط ـ الكلمة اتخذ جسداً حقيقياً واستخدمه كأداة، وبه ظهر أنه الخالق الحقيقي من خلال الأعمال المعجزية التي أتمها به (فصول 18ـ19).
    • ى ـ تلخيص لما سبق عن أسباب ظهوره في الجسد (فصول20 ـ 21أ).
  3. ضرورة وحتمية الموت والقيامة في اليوم الثالث (فصول 21ب ــ 26)
    • أ ـ الموت علانية (فصل21). جسد المسيح لم ير فساداً بسبب اتحاد الكلمة به (فصل 21 ب).
    • ب ـ السيد المسيح لم يهرب من الموت الذي فرضه عليه اليهود، بل قبل الموت بإرادته لأجل البشرية (فصل22).
    • ج ـ ضرورة الموت علانية على الصليب لإعلان حقيقة القيامة (فصل23).
    • د ـ ضرورة احتمال الموت بالصليب، حتى يمكن البرهنة على أنه أقوى من كل صور الموت (فصل24).
    • هـ موت السيد المسيح على الصليب وحّد في شخصه كل من اليهود والأمم… وفتح لنا الأبواب الدهرية (فصل25).
    • و ـ القيامة في اليوم الثالث هو الوقت المناسب؛ لا قبل ذلك ولا بعد ذلك (فصل26).
  4. إثباتات من الواقع على نصرة السيد المسيح على الموت بموته على الصليب وبقيامته (فصول 27ــ32).
    • أ ـ بصليب السيد المسيح انتهى فزع الموت لدى المسيحيين، وأصبحوا مستعدين للموت إذا لزم الأمر (فصول 27ـ29).
    • ب ـ التغييـر في حيــاة المسيحييــن نتيجــة إيمانهم بالقيامـة (فصول 30ـ32).
III ــ القسم الثالث: أدلة أخرى لحقيقة التجسد ضد دعاوى اليهود (فصول 33 ــ 40).
  1. نبوات من العهد القديم عن ميلاد المسيح (فصل33).
  2. نبوات من العهد القديم عن موت المسيح (فصل34).
  3. نبوات من العهد القديم عن موت المسيح على الصليب (فصل 35أ).
  4. إثباتات أن النبوات التي جاءت في العهد القديم عن ميلاد الرب كانت تشير إلى ميلاد المسيح (فصول 35ب ـ 36).
  5. أدلة أن الأعمال التي أتمها السيد المسيح والتي جعلت الله معروفاً لدى البشر، قد تنبأ عنها العهد القديم (فصل38).
  6. أدلة بوقائع على أن النبوات قد تمت، وأنها لم تكن تشير إلى المستقبل. فأورشليم قد خربت، والتنبؤ قد بَطُل، ولا يوجد في إسرائيل اليهود كهنوت ولا مملكة. والأمم قد آمنوا (فصول 39ـ40).

IV ــ القسم الرابع: إثباتات على حقيقة التجسد ضد دعاوي اليونانيين (فصول 41 ــ 50)

 

  1. إثباتات ببراهين معقولة (فصول41 ــ 45)
    • أ ـ كون أن الكلمة ظاهر في كل الخليقة يجعل ظهوره في جزء من الخليقة ـ الذي هو الجسم البشري ـ أمراً معقولاً (فصول21ـ42).
    • ب ـ ظهور كلمة الله في جسد بشري كان أمراً حتمياً؛ لأن الإنسان وحده هو الذي أخطأ (فصل43).
    • ج ـ لو كان الموت قد أبعد عن الجسد بمجرد أمر من الكلمة، لبقي الجسد قابلاً للموت بحسب طبيعة الأجساد (فصل44).
    • د ـ تجسد الكلمة أبطل أعمال الآلهة الكاذبة التي أضلت الإنسان (فصل45).
  2. إثباتات مبنية على أمور تحدث بالفعل (46 ــ 55)
    • أ ـ منذ ظهور المسيح فإن عبادة الأوثان بَطُلَت والشياطين طُردت، والسحرة والعرافين فُضحوا والفلسفة اليونانية كُشفت (فصول 46ـ48أ).
    • ب ـ المسيح ليس مجرد إنسان وليس ساحراً ولا شيطاناً، لكنه بألوهيته قد أبطل تعاليم الشعراء وضلالات الشياطين وحكمة اليونانيين (فصل 48ب).
    • ج ـ أعمال السيد المسيح وهو في الجسد فاقت كل أعمال أسكيليبوس وهيرقل (فصل 49).
    • د ـ المسيح فعل ما لم يفعله الفلاسفة: فقد أنقذ البشر من الهلاك والضلالات (فصل50).
    • هـ المسيح وحده هو الذي غيّر طباع البشر الوحشية وميلهم للقتل والحرب، إلى محبة السلام والفضيلة (فصول 51ـ52).
    • و ـ أعمال السيد المسيح في الجسد تشهد لألوهيته (فصل53).
    • ز ـ كلمة الله صار إنساناً لكي يؤلهنا نحن وأظهر نفسه في جسد لكي نحصل على معرفة الآب غير المنظور (فصل54).
    • ح ـ ملخص لأعمال السيد المسيح القائم (فصل55)

V ــ القسم الخامس: ختـــــــــــــــام (فصول 56 ـ57)

  1. أهمية الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة والتي منها نتكلم عن تجسد المسيح وأيضاً عن ظهوره الثاني المجيد (فصل 56).
  2. طهارة النفس والحياة الصالحة تؤهلنا لدراسة ومعرفة الكتب المقدسة معرفة حقيقية (فصل 57).

هذا الكتاب من ترجمة الكنيسة القبطية: وهذا يعني أن ليس كل ما جاء في تعليقات المترجم أو المعد نتفق معه وأحياناً نختلف معه وأحياناً في متن النص (أي ترجمة توضيحية أو إضافة إلى متن النص توضع بين قوسين). فالرجاء تنبيهنا في حال وجود شيء من هذا القبيل أو غير مفهوم… ولقراءة النص باللغة الإنجليزية، الرجاء اضغط هنا

وهذا هو العمل الذي انشغل به الدكتور جوزيف في السنوات الأخيرة لإعداد هذه الترجمة عن اللغة اليونانية التي كتب بها القديس أثناسيوس، إذ أن كتاب ” تجسد الكلمة ” كان أحد النصوص التي قام الدكتور جوزيف بدراساتها في رسالته للدكتوراه عن القديس أثناسيوس وبولس البوشي بجامعة أثينا عام 1994م.

هذه الترجمة الجديدة تتميز بمقدمة وافية، وبملاحظات كثيرة في الهامش، من إعداد الدكتور جوزيف. وألحق بها في نهاية الكتاب فهارس متعددة للكلمات والمصطلحات والأماكن … الخ. وقد كان لي نصيب من البركة أن أشترك معه في ترجمة النصف الثاني من هذا الكتاب.

هذا الكتاب للقديس أثناسيوس يستحق اهتماماً كبيراً ومدققاً من كل مسيحي مثقف، ويحتاج للقراءة المتأنية، وأن تُعاد قراءته أكثر من مرة، فهو يعالج قلب الإيمان المسيحي ومحوره ” المسيح الإله المتجسد “.

فليبارك الرب في هذا العمل، وليعوض الدكتور جوزيف عن المجهود الضخم الذي بذله في ترجمة وإخراج هذا الكتاب بهذه الصورة الجيدة.

19 أغسطس 2002م

الموافق 13 مسرى 1817ش

عيد تجلى السيد المسيح

على جبل طابور

دكتور نصحي عبد الشهيد

مؤسسة القديس أنطونيوس

المركز الأرثوذكسى للدراسات الآبائية

قامت الشبكة بحذف بعض ما جاء في مقدمة الناشر، وعدلت في بعض فصول المقدمة كأن وضعت مقدمة الناشر بعد مقدمة المترجم. وقد قمنا بتعديل حرف “ى” عندما يجب أن يكون حرف “ي”، لأن المصريين من عادتهم كتابة حرف “ى” كمرادف لحرف “ي”. كما قمنا في بعض الأحيان بالتدقيق اللغوي بالنسبة للهمزة.

هذا وقد حافظنا على أرقام الحواشي السُفلية كما هي في الكتاب مع إضافة الترقيم الإلكتروني، لأنه في كثير من الأحيان يقوم المترجم بربط بين الحواشي بعضها ببعض أو بربط متن النص بحاشية سابقة أو لاحقة معتمداً على الترقيم الوارد في الكتاب.

كما نود أن نلفت انتباهكم، أن التقسيمات التي اتبعناها لوضع الكتاب على الشبكة، هي تقسيمات توخت الحذر بأن يكون حجم الصفحات واحد. ولذلك هي ليست تجميع اقسام مع بعضها البعض بل تم الاختيار بشكل يحافظ على طول الصفحة.

 

 


(1) De viris illustribus 87.

(2) 3 تجسد الكلمة فصل 1/1.

(3) 4 تجسد الكلمة فصل 1/3.

(4) 1 تجسد الكلمة فصل 1/1.

(5) 2 تجسد الكلمة فصل 1/1.

(6) 3 تجسد الكلمة.

(7) 4 تجسد الكلمة فصل 1/1.

(8) 5 فصل 1/2.

(9) 6 فصل 25/1.
 

(10) M. J. Rondeau, “ une nouvelle preuve de l’influence littéraire d’Eusèbe de Césarée sur Athanase: l’interprétation des psaumes “ Recherches de Science religieuse 56 (1968) 385-434

(11) 2 معظم محتوى هذا الكتاب هو اعادة لما جاء في الكتابين الدفاعيين ” التمهيد للإنجيل ” و ” برهان الإنجيل “.

(12) S. papadÒpoulou, patrolog…a B/. AqÁnai 1990.s.126.

(13) 2 تجسد الكلمة فصل 24/4.

(14) 1 المرجع السابق.

(15) Ch. Kannengiesser, “ L’témoignage des Lettres Festales de Saint Athanase sur La date de L’apologie Contre les paiens, sur L’incarnation du verbe “, Recherches de science religieuse 52 (1964), 91-100.

(16) R.W. Thomson, Athanasius, Contra Gentes and De Incarnatione. Oxford 1971. P.xxii.

(17) 4 ” ولا تعجب، بل لا تظن أن ما نقوله صعب التصديق، إذا ما قررنا أنه إلى عهد قريب ـ ولو لم تستمر هذه الحالة للآن ـ كان مجلس الشيوخ في الإمبراطورية الرومانية يصوت للأباطرة الذين حكموهم من البداية لكلهم أو لمَن يشاءون ويقررون ليعطوهم مكاناً بين الآلهة ويأمرون بعبادتهم ” ضد الوثنيين فصل 5:9.

(18) 1 ضد الوثنيين 3:1.

(19) Bl. P. Cr»stou: Ellhnik» Patrolog…a. tÒmoj G/. qessalonok» 1987. s. 501.

(20) bl: S. papadÒpoulou, patrolog…a b/, Aqhnai 1990, s: 310.

(21) R.W. Thomson. Ibid.p. xxviii.

(22) cf: J. Quasten, Patrology. vol III. P.25.

(23) Ch. Kannengiesser, Athanase d ‘Alexandrie sur L’incarnation du verbe, sources Chrétiennes. Nº.199. Paris 1973.p32.

(24) 3 جوزيف موريس فلتس: القديس أثناسيوس الرسولي مصدر التعاليم اللاهوتية للأسقف بولس البوشي. أسقف مصر (ق13) عن التجسد. رسالة دكتوراه باللغة اليونانية، أثينا 1994م.

(25) 1 تجسد الكلمة للقديس أثناسيوس الرسولى ـ نقله إلى العربية القمص مرقس داود. صدر عن دار التأليف النشر للكنيسة الأسقفية بالقاهرة. الطبعة الثانية يناير 1960م (الطبعة الأولى كانت سنة 1942).

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
arArabic
انتقل إلى أعلى