Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
Email
☦︎
☦︎

إبراهيم سبق فرآه:

44 – وأيضاً يقول موسى، إن ابن الله نزل بالقرب من إبراهيم وتكلّم معه ” وظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار. فرفع عينيه ونظر وإذا ثُلثة رجال واقفون لديه. فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض. وقال يا سيد أن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك”(1). وبعد ذلك تكلّم مع الرب والرب تحاور معه. اثنين من هؤلاء الأشخاص كانا ملاكين، لكن واحد كان ابن الله(2)، الذي تحدّث معه إبراهيم وهو يتوسط بأن لا يُدمر سكان سدوم، لو وجد فيها حتى عشرة أبرار على الأقل. وبينما هما يتحدثان، انتقل الملاكان إلى سدوم حيث قبلهما لوط، ثم بعد ذلك يضيف الكتاب: ” فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتاً وناراً من عند الرب من السماء”(3)، أي أن الابن(4)، الذي تحدّث مع إبراهيم، وهو “الرب” أخذ سلطاناً أن يعاقب سكان سدوم وعمورة من رب السماء، الآب الذي هو سيد الكل. هكذا، كان إبراهيم نبياً، ورأى(5) تلك الأمور التي سوف تحدث في المستقبل، أي أن ابن الله سيأتي في الشكل البشري وأنه سوف يتحدّث مع البشر(6)، ويأكل معهم، وبعد ذلك يجلس ديّاناً لهم، هذا هو الذي أخذ من الآب ورب الكل سلطاناً ليعاقب سكان سدوم وعمورة.

يعقوب سبق فرآه:

45- كذلك يعقوب وهو ذاهب إلى ما بين النهرين رآه في حلم واقفاً على سُلّم(7)، وكان السلم منتصباً من الأرض إلى السماء، الذي هو كمثال الصليب. إذ يصعد المؤمنون به إلى السماء، حيث إن آلام ربنا هي بمثابة طريق صعودنا إلى فوق. كما أن الرؤى المتعددة تشير إلى ابن الله وهو يتحدّث مع البشر ويحيا بينهم. لأن الآب الذي لم يره أحد من العالم وخالق الكون ليس هو الذي قال: ” السموات كرسي والأرض موطئ قدمي. أين البيت الذي تبنون لي وأين مكان راحتي”(8). والذي ” كال بكفه المياه وقاس السموات بالشبر وكال بالكيل تراب الأرض ووزن الجبال بالقبان والآكام بالميزان”(9). وليس هو الذي نزل إلى ذلك الركن من الأرض لكي يتحدّث مع إبراهيم، بل إن كلمة الله، هو الذي كان دائماً مع جنس البشري، قد أعلن مسبقاً ما سوف يحدث في المستقبل وعلَّم البشر أمور الله(10).

الابن تحدّث مع موسى:

46 – هكذا تحدث في العليقة المشتعلة(11) مع موسى قائلاً: ” إني قد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر وسمعت صراخهم من أجل مسخرينهم. إني علمت أوجاعهم”(12). هذا هو الذي صعد ونزل لخلاص الحزانى (المتألمين)، لكي ينقذنا من استعباد المصريين، أي من كل عبادة للأوثان ومن كل فجور، لكي ينقذنا من البحر الأحمر، أي لكي يحفظنا من معارك الأمم الدامية، ومن عثرة تجديفاتهم المرّة. هكذا أتى كلمة الله(13) لكي يعايش ظروفنا، وأظهر لنا مسبقاً ما سوف يحدث في المستقبل، وهو نفسه الآن قد حرَّرنا من عبودية الأمم القاسية وفجَّر ماء بوفرة من الصخرة في الصحراء، والصخرة كانت هو نفسه (المسيح)(14). وأعطانا أيضاً اثني عشر ينبوعاً، أي تعليم الرسل الاثني عشر. فالذين لم يؤمنوا به قد ماتوا في الصحراء، أما الذين آمنوا، وكانوا أطفالاً في الشر، هؤلاء صاروا مقبولين في ميراث الآباء. هذا الميراث الذي أعطاه لنا يسوع – وليس موسى هو الذي حرَّرنا من عماليق – ببسط ذراعيه على الصليب، وهو أيضاً الذي يقودنا إلى ملكوت أبيه(15).

الآب والابن كلاهما ربٌ وإله:

47 – فالآب إذاً رب والابن رب، الآب إله والابن هو إله، لأن الذي يُولد من إله هو إله(16). هكذا إذن فبحسب كيانه وقوته وجوهره هو إله واحد. ولكن بحسب تدبير خلاصنا يوجد آب واحد وابن واحد. وحيث إن أبا الجميع هو غير منظور وغير مدرك من المخلوقات، فمن الضروري على من يريدون أن يقتربوا إلى الله أن ينالوا نعمة القدوم إلى الآب بالابن(17).

الابن هو الله:

ويتحدّث داود بوضوح عن الآب والابن فيقول: ” كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك. أحببت البر وأبغضت الاثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك”(18). طالما أن الابن هو إله بالحقيقة فهو يأخذ عرش الملكوت الأبدي من الآب أي من الله ويُمسح بدهن الابتهاج أكثر من رفقائه. “ودهن الابتهاج” أو زيت المسحة هو الروح الذي مُسح به، ورفقائه هم الأنبياء، والأبرار والرسل وجميع الذين ينالون شركة في ملكوته، أي تلاميذه.

الابن هو الرب:

48 – ويقول داود أيضاً: ” قال الرب لربي(19) اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك. يرسل الرب قضيب عزك من صهيون. تسلط في وسط أعدائك. شعبك منتدب في يوم قوتك في زينة مقدسة من البطن قبل كوكب الصبح ولدتك. أقسم الرب ولن يندم. أنت كاهن إلى الأبد على رُتبة ملكي صادق. الرب عن يمينك يُحطم في يوم رجزه ملوكاً. يدين بين الأمم. ملأ جثثاً أرضاً واسعة سحق رؤوسها. من النهر يشرب في الطريق لذلك يرفع الرأس”(20). بهذه الكلمات يتضح تماماً أن المسيح كائن قبل الكل، وأنه يسود على الأمم وأنه يدين كل البشر والملوك الذين يضطهدون اسمه الآن، لأن هؤلاء هم أعدائه، وإذ يدعوه كاهن الله الأبدي، فهذا إعلان بأنه الحي الذي لا يموت. وعندما يقول: “من النهر يشرب في الطريق لذلك يرفع رأسه” فهو يشير إلى تمجيد ناسوته وصعوده بعد المهانة والذل.

المسيح هو الابن والملك:

49 – إشعياء النبي يقول: ” هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمماً”(21)، وأما كيف أن المسيح يُدعى ابن الله وملك الشعوب (الأمم)، أي ملك كل البشر، وأنه يُسمى – كما أنه هو فعلاً وبالحق – ابن الله وملك الأمم فهذا ما يتكلم عنه داود هكذا: ” الرب قال لي أنت ابني أنا اليوم ولدتك. اسألني فأعطيك الأمم ميراثاً وأقاصي الأرض مُلكاً لك”(22). هذه الأقوال لم تُوجه لداود، لأنه لم يملك على الأمم وعلى أقاصي الأرض، بل على اليهود فقط. إذن من الواضح أن الوعد المُعطى “للممسوح” بأن يملك حتى أقاصي الأرض إنما هو لابن الله الذي يعترف به داود نفسه قائلاً: ” قال الرب لربي اجلس عن يميني…”. فهو يقول إن الآب يتحدث مع الابن، كما رأينا ذلك سابقاً في إشعياء، الذي تكلّم هكذا قائلاً: “هكذا يقول الرب لمسيحه… الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمماً”. إن النبوءتين تتحدّثان عن نفس الوعد بأنه يكون ملكاً، وبالتالي فكلام الله مُوجه إلى شخص واحد بعينه، أي إلى المسيح ابن الله. وعندما يقول داود: ” قال الرب لربي”، فيلزم أن نعترف بأنه لا داود ولا غيره من الأنبياء، يتحدّث عن ذاته. لأن الإنسان لا ينطق بالنبوات، إنما روح الله، يتكلّم في الأنبياء بكلمات تخص أحياناً المسيح وأحياناً أخرى الآب(23).

عبد الرب مجبول من البطن:

50 – وهكذا فإن المسيح يقول بطريقة ملائمة جداً بواسطة فم داود، إن الآب يتحدّث معه، ويكرز أيضاً بحقائق عن نفسه بواسطة الأنبياء. وهذا ما نقرأه على سبيل المثال في إشعياء: ” والآن قال الرب جابلي من البطن عبداً له لإرجاع يعقوب إليه فينضم إليه إسرائيل فأتمجد في عيني الرب، وإلهي يصير قوتي. فقال قليل أن تكون لي عبداً لإقامة أسباط يعقوب ورد محفوظي إسرائيل. فقد جعلتك نوراً للأمم لتكون خلاصي إلى أقصى الأرض”(24).

51 – إن الوجود الأزلي للابن يُستنتج من حقيقة أن الآب يتحدث معه وبهذا أُعلن عنه للبشر قبل ولادته. ثم بعد ذلك نستنتج أنه لابد له أن يولد إنساناً بين الناس، طالما أنه سوف ينحدر من البشر(25) والله نفسه سيجبله من البطن، أي أنه سيُولد من العذراء بروح الله، وأنه سيكون رب جميع الناس ومخلّص المؤمنين به، اليهود والأمم. لأن الشعب اليهودي في اللغة العبرية يُدعى إسرائيل نسبة ليعقوب أب الآباء الذي كان هو أول من دُعي إسرائيل(26)، أما كل البشر فيدعوهم “الأمم”. وقد دُعي الابن “خادم” الآب، بسبب طاعته للآب، فهذا هو نفس ما يحدث بين البشر، أن كل ابن هو خادم لأبيه.

52 – فَلنَر بعد ذلك ما تشهد به الكتب: أن المسيح الكلمة ابن الله الكائن أزلياً عند الآب، والذي لا يزال كائناً عند الآب؛ قد ظهر بين البشر وكوَّن علاقة معهم، وهو ملك الكون كله، حيث إن الآب أخضع الكل تحت سلطانه وأنه هو مخلّص الذين يؤمنون به. كما أنه من الصعب أن نُحصي كل نصوص الكتاب المقدس التي تشير إلى هذا الموضوع، وهي كلها متشابهة، فينبغي عليك أن تؤمن بالمسيح وتطلب من الله فهماً وحكمةً لكي تفهم ما قيل بواسطة الأنبياء.

 

 


(1) تك1:18-3.

(2) هذا التفسير أيضاً عند يوستينوس في حواره مع تريفو Di£logoj 56,22

(3) تك24:19.

(4) نفس الأمر يقوله القديس كيرلس الأورشليمى عن الكلمة في العهد القديم مؤكداً أن: [الرب (الكلمة) الذي هو مع الآب، عمل معه في حالة سدوم أيضاً إذ يقول الكتاب المقدس “فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتاً وناراً من عند الرب من السماء” (تك24:19)] كيرلس الأورشليمى، المرجع السابق، المقال العاشر، ص201.

(5) يعلق القديس إيريناوس على قول الرب يسوع لليهود: ” إبراهيم أبوكم تهلل بأن يرى يومى فرأى وفرح” (يو56:8)، قائلاً: [ … وهكذا إبراهيم أيضاً، إذ عرف الآب من خلال الكلمة، الذي ابدع السماء والأرض، اعترف بإلوهيته، وإذ تعلّم باستعلان أن ابن الله سيصير إنساناً بين البشر، وأنه بمجيئه سيصير نسله كنجوم السماء، اشتهى أن يرى ذلك اليوم، لكي يعانق هو نفسه أيضاً المسيح، وإذ رآه بروح النبوة، تهلّل…] (AH4:7:1).

(6) يؤكد العلامة أوريجينوس على أن المسيح قد افتقد البشرية قبل مجيئه في الجسد، قائلاً: [لم يكن هناك البتة حقبة زمنية (فى تاريخ البشرية) فيها لم يفتقد المسيح العالم بالخلاص الإلهي، ويعلن عن ذاته لقديسيه. فكلمة الله تجسد وصار بشراً في آخر الأزمنة (أي الأزمنة المحددة لاستعلان الخلاص الكامل)، وأعلن عن نفسه في يسوع المسيح. ولكن قبل هذا المجيء المنظور في الجسد كان كائناً، ولكن بدون أن يتخذ هيئة إنسانية (كما اتخذها في سر التجسد)، فهو الوسيط الدائم بين الله والناس] تفسير إنجيل يوحنا 12:20، PG14, 1297.

(7) أيضاً يفسر القديس كيرلس الأسكندري ما رآه يعقوب في حلمه بأن المسيح هو الذي كان جالساً في أعلى السُلّم، معتمداً في هذا على قول المسيح: ” الحق أقول لكم من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان” (يو51:1) انظر جلافيرا على سفر التكوين المقالة الرابعة تحت النشر.

(8) إش1:66.

(9) إش12:40.

(10) انظر يو8:1

(11) يقول القديس يوستينوس: [ فكلمة الله هو ابن الله، وقد دُعي ملاكاً ورسولاً، لأنه أعلن لنا ما ينبغي أن نعرفه، وقد أُرسل ليكشف كل ما يجب أن يُستعلن، كما قال الرب نفسه: ” الذي يسمع منى يسمع الذي أرسلنى” (لو16:10). ومن كتابات موسى أيضاً يظهر هذا الأمر واضحاً، لأنه مكتوب فيها “وخاطب ملاك الرب موسى من لهيب النار من وسط العليقة قائلاً: أنا الكائن بذاتى، إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب، إله آبائك. انزل إلى مصر واخرج شعبي من هناك”. وإذا أردت أن تعرف ما جاء بعد ذلك، فيمكنك أن تفعل ولكن ما أكثر المكتوب لكي يبرهن على أن يسوع المسيح هو ابن الله ورسوله الذي هو الكلمة منذ القدم، الذي ظهر أحياناً في هيئة نار وأحياناً اخرى شبه ملاك، ولكنه الآن صار إنساناً، بإرادة الله، من أجل جنس البشر] (ANF Vol. I, p. 184).

(12) خر7:3. راجع القديس إيرينيوس AH4:23:1.

(13)  يقول القديس إيريناوس في موضع آخر: [ لا يوجد إلاّ إله واحد وحيد: هو الله الآب، وكلمته الفاعلة والحاضرة مع البشرية على الدوام، وإن كان بأنواع وتدابير مختلفة، أو بمعاملات متعدّدة الأشكال، مخلّصاً منذ البدء كل الذين شملهم الخلاص، أي أولئك الذين يحبون الله، والذين بحسب مقتضيات زمانهم – يتبعون كلمته..] (AH4:28:2) (SC.100, 758). كما يقول أيضاً بأكثر وضوح: [إن المسيح لم يأتِ فقط لأولئك الذين بدأوا يؤمنون به منذ أيام طيباريوس، والآب لم يفتقد بعنايته الإلهية أُناس اليوم (المسيحيين) فحسب. وإنما رعايته هي لكل البشر بلا استثناء، الذين منذ البدء كانوا، بقدر طاقتهم وإمكانيات عصرهم، يخافون الله ويحبونه، ويمارسون البر والعطف تجاه القريب (كل إنسان)، ويشتهون أن يروا المسيح ويسمعوا صوته] (AH4:27:2) (SC.100, 688).

(14) راجع خر 6:17. 1كو 4:10.

(15) يجمع الآباء على أن نزول الله إلى شعبه لكي يخلّصهم هو إشارة إلى تجسد الكلمة لكي يخلّص الجنس البشري، فيقول مار افرآم السريانى: [قال الله: إني نظرت تعب شعبي وضيقهم واستعباد المصريين لهم، ونزلت لكي اخلصهم. الله متعالٍ عن كل كذب، وقوله: “نزلت”، لا يمكن تحقيقه في الطبيعة الإلهية، لأن الذي لا يسعه مكان ولا يخلو منه موضع ولا نهاية له ولا حدّ، كيف يمكن أن يصِح له نزول؟ لأن المكان الذي يُقال أنه نزل منه هو لم يزل فيه. بل كان هذا القول إشارة إلى تجسده وظهوره على الأرض من أجل خلاص جنس آدم ونجاتهم من استعباد المصريين العقليين، أعنى إبليس وجنوده الذين كانوا يستعبدونهم في الأعمال الشريرة المُهلكة وبعد ذلك يحدرونهم إلى الجحيم. فتجسد الله الكلمة هو نزول حقيقي، وذلك أن الطبيعة غير المنظورة اتحدَّت في الأقنوم بطبيعة منظورة. والطبيعة غير المحدودة اتحدَّت بطبيعة محدودة، وصار غير المنظور بالحقيقة منظوراً، وغير المحدود بالحقيقة محدوداً من حيث إنه صار جسداً. وهذا هو نزول واتضاع حقيقي فعله لخلاصنا] في تفسيره للخروج، المخطوطة رقم 112ه- بمكتبة اكسفورد.

(16) راجع أيضاً القديس إيرينيوس AH1:1:18. وعن كون أن الابن هو الله، يقول القديس كيرلس الأورشليمى: [نقول إن الله حقيقي لا يلد إلهاً باطلاً، ولا هو تمعن وبعد ذلك وَلدَ، بل وَلدَ أزلياً بأكثر سرعة من ولادة كلماتنا وأفكارنا، إذ نحن نتكلّم في زمان ونستهلك زماناً، لكن بالنسبة للقوة الإلهية، فالميلاد هو بلا زمن…] كيرلس الأورشليمى، المرجع السابق، المقالة الحادية عشر: 14، ص218.

(17) انظر أف18:2 و12:3.

(18) انظر مز6:45-7، عب8:1و9.

(19) يعلق القديس كيرلس الأورشليمى على هذه الكلمات مبرهناً على إلوهية الابن، بقوله: [الرب قال هذا للرب، لا لعبد، بل لرب الكل، ابنه الذي أخضع كل شيء له: ” ولكن حينما يقول إن كل شيء قد أُخضِع فواضح أنه غير الذي أخضع الكل له” وماذا يلى هذا؟ ” كي يكون الله الكل في الكل”. الابن الوحيد هو رب الكل، لكن ابن الآب المُطيع لم يحصل على لاهوته كأنه لم يكن له بل هو ابن بالطبيعة] كيرلس الأورشليمى، المرجع السابق، المقالة العاشرة، ص203.

(20) مز109 (سبعينية).

(21)  إش1:45.

(22) مز7:2-8.

(23) راجع الدفاع الأول ليوستينوس 36,2.

(24) إش5:49-6.

(25) يشرح القديس كيرلس الأورشليمى – بطريقة رائعة وواضحة – كيف أن الابن هو الإله الأزلي وكيف أنه بالتجسد صار ابن داود، قائلاً: [ هو ابن داود في ملء الأزمنة، ولكنه ابن الله قبل الدهور بلا بداية. قد تقَبَل البنوة (لداود) إذ لم تكن له، أما البنوة للآب فهي له سرمدياً. إن له أبان؛ داود حسب الجسد، والآخر أي الله أباه في اللاهوت (أي بالطبيعة). بكونه ابن داود يخضع للزمن وللتدبير والتنازل النسبى، لكن من جهة اللاهوت فلا يخضع لا لزمان ولا لمكان] كيرلس الأورشليمى، المرجع السابق، المقالة العاشرة ص231.

(26) راجع تك28:32.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎
انتقل إلى أعلى