ديمتريوس متروبوليت روستوف

القديس ديمتريوس أسقف روستوف

القديس ديمتريوس أسقف روستوفهو أحد القديسين البارزين في الكنيسة الروسية الأرثوذكسية. ولد في العام 1651 م بالقرب من مدينة كييف. ولما كان والده في الجندية كثير التغيّب عن بيته، فإن والدته هي التي ربّته وكان لها التأثير الأول في تنشئته على الفضيلة ومحبة المسيح.

دخل ديمتريوس المعهد الكنسي في كييف وهو في الحادية عشرة من عمره ظهرت لديه موهبة الكلمة. سيم كاهناً وهو في الرابعة والعشرين. أضحى واعظاً ومدبراً لعدد من الأديرة. حاول أكثر من مرة أن يعتزل ليصبح راهباً لكن حاجة الكنيسة إليه أقنعته بالعدول عن رغبة قلبه. ولما كانت غزوات التتار قد قضت، فيما قضت، على العديد من المؤلفات الروحية في الأرض الروسية، ومن بينها حياة القديسين، فقد وقع الخيار على القديس ديمتريوس ليقوم بالدراسات والأبحاث اللازمة لإعادة كتابة سير القديسين.

استغرق انجاز هذا العمل الجبّار منه خمسة وعشرين عاماً أبدى خلالها غيرة ودقة في العمل مميّزين. كان يقضي معظم وقته، خارج الصلاة والتأمل، في مراجعة المصادر المتبقية ودراستها في أدق تفاصيلها. ملأت عِشرَة القديسين وجدانه إلى حد أن البعض منهم كان يظهر له ويعينه في عمله. من ذلك مثلاً ظهور القديس الشهيد أوريستوس له في اليوم العاشر من شهر تشرين الثاني من العام 1685. قال له الشهيد “لقد كابدت من العذابات لأجل المسيح أكثر مما أوردت”، وأخذ يريه جراحاته في أنحاء مختلفة من جسمه، ثم قال له: “أترى؟ لقد تألمت أكثر مما كتبت!”.

اختير القديس ديمتريوس أسقفاً على مدينة روستوف في العام 1702 م. فانكب على تقويم ما اعوج وإنهاض ما انحط من اعتقادات شعبه وممارساته الكنيسة. بقي ثابتاً على نسكه وصرامته المعتادة مع نفسه ونظام صلواته رغم علل بدنه الكثيرة. إليه يعود عدد كبير من المؤلفات الروحية القيّمة. ينقل معاصروه عنه أنه عّلم بمثاله أكثر مما عّلم بعظاته وتدريسه. سلوكه في الصلاة والصيام والرأفة والرحمة كان له أثر كبير في نفوس الأشرار والصالحين في آن معاً.

قبل ثلاثة أيام من وفاته اطلع من كان حوله على قرب مغادرته. جمع الخدّام والمرّتلين وسجد أمامهم فرداً فرداً وطلب منهم أن يسامحوه. ثم أقفل على نفسه في قلايته قائماً في الصلاة. في اليوم التالي، الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول من العام 1709 م، جاءه أهل بيته مستفحصين فوجدوه قد فارقهم وهو في وضع السجود والصلاة. كان قد بلغ من العمر ثمانية وخمسين سنة.

ومرت الأيام، خمساً وأربعين سنة على وفاته، فوجد جثمانه سليماً لم ينحلّ. وقد أجرى الله بواسطته آيات شفاء عديدة إلى أن أعلنت الكنيسة الروسية قداسته رسمياً في العام 1757 للميلاد.

تُعيد له الكنيسة في 28 نشرين الأول، وفي 21 أيلول في ذكرى الكشف عن ذخائر القديس، وفي 23 أيار عيد جميع قديسي روستوف

arArabic
انتقل إلى أعلى