☦︎
☦︎

"..And the Church of the one holy apostolic University."

* الروح القدس يحقق الكنيسة جسد المسيح:

في الكنيسة مهمتان: مهمة للمسيح ومهمة للروح القدس. فالمسيح بتجسده، بأبعاد التجسد الكاملة أي الفداء والقيامة، وضع الأساس. [ فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاساً آخَرَ غَيْرَ اَلَّذِي وُضِعَ اَلَّذِي هُوَ يَسُوعُ اَلْمَسِيحُ ] [ 1 كورونثوس 3: 11 ].

والأساس يصل إلينا نحن عن طريق الكلمة أيضاً، الكلمة المعبّر عنها بشتى المظاهر أي الإنجيل مقروءاً، مدروساً، ممثلاً ومسكوباً في طقوس، في خدمة وفي عبادة. هذا هو الأساس.

هذا الأساس ينقله الروح القدس ويبني عليه. الروح القدس هو الذي يُنشئ في العالم هيكل الله أي الكنيسة. هيكل الله، حضور الله في العالم، مؤسس وقائم على هذه الكلمة الواردة إلينا في الإنجيل والتي ظهرت، أولاً، بشخص يسوع. وهذا الهيكل له نمو بالروح القدس الذي يشكل في هذا العالم جسد المسيح. أي أن هذه الكنيسة هي جسد المسيح أي هي محضر المسيح ومكان تجلّيه. من هنا أنه يوجد عملان لا ينفصلان: عمل المسيح البُنياني، الأساسي، ثم عمل الروح القدس الذي لا يأتي بمسيح جديد، بل يشكل المسيح فينا، ونتحته هي التي تنشئ هذا المسيح فينا. لهذا كانت الأسرار وهي مبنية على كلمة المسيح ولكنها محققة بالروح القدس.

مثال على ذلك: المسيح عندما قال ” . خذوا كلوا هذا هو جسدي . واشربوا منه كلكم هذا هو دمي . لمغفرة الخطايا”، أسس سرّ الشكر. كلامه هذا هو كلام التأسيس الذي أوجد هذا السر. أما اليوم، بعد صعود المسيح، فالروح القدس هو الذي يبني على هذا الأساس. أي هو الذي يحوّل الخبز إلى جسد المسيح والخمر إلى دمه. إذاً، فالمسيح يظهر ويشكل إنطلاقاً من خبز وخمر، بنفحة الروح القدس وبنزول هذا الروح على القرابين وعلى الجماعة. كما أن كلام الله للإنسان في الفردوس: ” تكثران وتملآن الأرض” أسس الزواج فجعله ممكناً، إلا أن إتصال الرجل بالمرأة هو الذي يحقق كلمة الله. الروح القدس هو، إذاً، المحقق لحضور المسيح.

* الكنيسة شركة المؤمنين في مواهب الروح:

هذا الروح هو الذي يوحّد أعضاء الكنيسة وقد صاروا أعضاء فيها بالمعمودية. ولكن يجب أن تتعمق عضويتهم وأن يقوى إنتسابهم للمسيح بالقداسة. ما كانت المعمودية سوى مدخل إلى الكنيسة، ولوج إليه. ولكن لايصل الإنسان إلى ملء قامة المسيح، أي لا يحقق الإنسان في نفسه كل أبعاده المسيحية، كل قامته إلا بالنمو اليومي الدائم بالروح القدس. ومعايشة المسيحيين بعضهم بعضاً وتساندهم بالمحبة هما اللذان يجعلان هذه الكنيسة شركة الروح القدس. يقول الرسول بولس: “نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة الروح القدس لتكن معكم”. من هنا أننا نصبح جسداً للمسيح أي نصبح واحداً له ومتجلى وإمتداداً ليس فقط بالمعمودية ولكن على قدر هذا النمو الذي هو، أصلاً، حصيلة سر الميرون. هتذا يعنى أن نموّنا يأتي بالميرون وأننا به ندخل في الميثاق مع الله. فكما أن الإنسان في العهد العتيق كان يولد وفي اليوم الثامن يُختن أي يدخل في ميثاق الله، هكذا، في العهد الجديد، يولد الإنسان للمسيح بالمعمودية ولكن بالميرون يدخل في ميثاق الله أي العهد. معاهدة الله بهذا السرّ وختم الله علينا، ختم موهبة الروح القدس.

روح القداسة هو الأقنوم الثالث. وهذه القداسة تتمّ عن طريق توزيع المواهب المختلفة. الكلمة المستعملة في اللغة اليونانية والتي ترجمت في العربية بكلمة موهبة Charisma وهي مشتقة من لفظة Charis  أي النعمة. والنعمة تعني، طبعاً، العطاء المجاني، أي أن الواحد يعطي الآخر لقاء لاشيء. Charisma تعني، حرفياً، حصيلة النعمة فينا وهي التي ترجمناها بـ ” موهبة”. وكلمة موهبة، في العربية، تدل على الفاعلية والمفعولية. تدل على الواهب ” الله الواهب” – ولهذا يُقال أن فلاناً عنده موهبة للدلالة بذلك على أن الله هو الواهب -، وعلى الشيء الموهوب. والمقصود ب Charisma هنا هو هذا العطاء الذي وُهِبَه الإنسان من الروح القدس، بل إن هذا العطاء هو الروح القدس نفسه. ومعنى هذا أن عطاء الروح القدس لنا ليس شيئاً خارج الله، مستقلاً عنه ولكنه قوة تفيض من الله نفسه. لذلك، كل من أخذ موهبة فقد أخذ الله: ” أخذنا الروح السماوي”، ولكن الله له مفاعيل مختلفة.

* الإكليريكي والعلماني وعضوية شعب الله :

يصف بولس الرسول، في رسالته الأولى إلى أهل كورونثوس، مواهب الروح القدس.
{“فَأَنْوَاعُ مَوَاهِبَ مَوْجودَةٌ وَلَكِنَّ الرُّوحَ وَاحِدٌ. وَأَنْوَاعُ خِدَمٍ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ الرَّبَّ وَاحِدٌ. وَأَنْوَاعُ أَعْمَالٍ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ الَّذِي يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ. وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ. فَإِنَّهُ لِوَاحِدٍ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَمُ حِكْمَةٍ. وَلآخَرَ كَلاَمُ عِلْمٍ بِحَسَبِ الرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلآِخَرَ إِيمَانٌ بِالرُّوحِ الْوَاحدِ. وَلآخَرَ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلآخَرَ عَمَلُ قوَّاتٍ وَلآخَرَ نُبوَّةٌ وَلآخَرَ تَمْيِيزُ الأَرْوَاحِ وَلآخَرَ أَنوَاعُ أَلْسِنَةٍ وَلآخَرَ تَرْجَمَةُ أَلْسِنَةٍ. وَلَكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا يَعمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ قَاسِماً لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ كَمَا يَشَاءُ”. [ 1كورونثوس 12: 4 – 11].}
وثمة في مواضع أخرى ذكر لموهبة الشفاء، مثلاً، وموهبة التدبير وموهبة ترجمة اللغات وموهبة النبوّة وما إلى ذلك.

هناك، إذاً، مواهب متعددة ومنها الموهبة العامة التي هي أن يكون الإنسان عضواً في شعب الله، ويسمّى في العامية علمانياً. وربما أتت هذه اللفظة من السريانية ” عُولِم”، وهي فقط من علم أي الاهتمام بأمر هذه الدنيا. العلماني، في العامية، تعني من ليست له علاقة بالعلوم اللاهوتية الروحية ولكنه يتعاطى العلم الاعتيادي. وإذا أتت من ” عُولِم” فهي تعنى من يتعاطى شؤون هذه الدنيا. هذا التفسير لكلمة علماني خاطئ، طبعاً، وهو صادر عن التفكير اللاهوتي الغربي. علماني تعني Laicos وهذه كلمة يونانية مشتقة من Laos التي تعني شعب. و Laicos اليونانية تعنى العضو، ومن الأفضل تعريبها بكلمة ” عامّي” أي بالنسبة لعامّة الشعب. وهكذا فإن العامي، أي الذي من الشعب، هو عضو في الشعب الإلهي، والحقيقة أن كل إنسان، حتى الإكليريكي، عضو في الشعب الإلهي. الإكليريكي عامي أيضاً، والقول الذي شاع في هذه البلاد، وهو أيضاً هناك إكليريكياً وعلمانياً، قول لا أساس له. فكل من نال الميرون صار من شعب الله، والاكليريكي عندما صار إكليريكياً لم يبطل أن يكون من شعب الله أي علمانياً.

ضمن هذه الشركة المواهب متنوعة، الله ينوّعها. هو الذي يجعل كلاً منّا عضواً في شعب الله، وهو الذي يعطى الحياة الأبدية للمؤمنين، أي أن حياة الله فيهم يعطيها هو بدفق دائم. وإذا تآزرت هذه المواهب تتشكل الكنيسة. أي يخرج المؤمنون من كونهم جماعة زمنية تعيش في هذا التاريخ، جماعة سوسيولوجية، يخرجون من وضعهم الاجتماعي إلى وضع أبدي. أي أنهم يأخذون حجمهم الإلهي عن طريق الروح القدس. أي كما أن ثمة قوة فيهم حتى يشهدوا في العالم، هكذا أيضاً، وبعكس ذلك، فيهم قوة حتى يتصفوا من تقلبات هذا العالم، من خطايا هذا العالم ليصبحوا شعباً لله. وعلى قدر ما يصيرون شعباً لله يعودون ليشغلوا في هذا العالم باستقلال عنه، أي تكون هناك، بينهم وبين العالم، فسحة من الحياة الأبدية. فالحياة الأبدية التي فيهم تجعلهم يحكمون في شيءون هذا العالم ويوجهونه.

ولكن ثمة وجهاً إلى الله أولاً. الروح القدس هو الذي يوجهنا إلى الله. يوجهنا تعني، في العربية، يلفت وجوهنا إلى الله، يديرها حتى تتطلع إليه. وعلى قدر ما تنظر هذه الوجوه باتجاه واحد، على هذا القدر، نكون كنيسة. نصبح كنيسة على قدر ما يلتفت وجه كل واحد منا ليتطلع إلى الله. ولكن، عندما نتطلع إلى الله ونحن نمارس الخدمة، تبقى لكل من موهبته الخاصة. عندنا جميعاً موهبة العلمانية، أي موهبة الميرون، وهي أن نكون مختومين لله، محفوظين للمسيح، مخصصين له. فإذاً، إذا كنا نحن مختومين ليسوع المسيح معنى هذا أننا ننفتح له فقط، فبهذا الاتجاه الواحد إلى الله، ونحن في هذا العالم، نشكل الكنيسة. الكنيسة إذاً، هى، دائماً، متجهة إلى الله التي إليها، وهي، بسبب الخدمة من أجل تحويل هذا العالم، متجهة على العالم.

* مواهب الروح ومعية الكنيسة :

من هنا أننا نحتمل بعضنا بعضاً، كما يقول الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية، ليس لمحاكمة أفكار، ونحمل بعضنا لاثقال بعض ولا ندين أحداً بل نقبل الموهبة التي في الآخر. نقبل، مثلاً، أن فلاناً واعظ كبير وأن فلانا مدبّر صالح. ولذلك، لا يفتش الواعظ الكبير عن أن يصبح مدبراً أي إدارياً، وإذا فعل ذلك فإنما هو يضيع وقته لأن الروح القدس لم يعطه هذه الموهبة. وايضاً، لا يفتش الإدارى الكبير عن أن يصبح واعظ. الإنسان لا يستطيع أن يأخذ شيئاً لم يعطه إيّاه الله، أساساً. تبقى هناك، طبعا، جهود بشرية. كل الأمور التي بمتناول الإنسان يجب السعى إليها. الوعظ، مثلاً، يُتعلّم كتقنية، كفن، ولكن قد يستمر الواحد عشرين سنة في تعلّم الفن وقد يُتقن خطاباً سياسياً وأدبياً دون أن يتوصّل إلى إتقان عظة دينية إذا لم تكن عنده النفحة لذلك.  أنا لا أقول أن لا يدرس الإنسان الفنون المختلفة التي تسند المواهب لتنفَّذ؛ ولكن، في الأساس، يجب أن يعرف كل إنسان موهبته وأن يضعها في خدمة الكنيسة، من هذه المواهب: الكهنوت أو الأسقفية.

الأسقفية، أساساً، تجمع مواهب في الكنيسة مختلفة كالتعليم والإدارة، وما إلى ذلك. والأسقفية ليست سلطة وإمتيازاً ولكنها موهبة. والإنسان لا يعمل، في الأساس، شيئاً حتى ينال الموهبة. فهو لا يستطيع أن يصنع نفسه كاهناً. فإمّا أن يكون، من بطن أمه، كاهناً أولا يكون. وهو يستطيع أن يكتشف ذلك فيما بعد إذا كان موهوباً له، والمطران يقول له ذلك والكنيسة جمعاء تستطيع أن تقول له ذلك. يبقى أن أصحاب المواهب يتبنّون بعضهم بعضاً، يقبلون بعضهم بعضاً ويقبلون تنوعّهم. هذه عملية من أصعب ما في الدنيا: أن أقبل أن يكون فلان إدارياً بينما أنا لست إدارياً، وأن يكون فلان معلماً بينما أنا لست معلماً. والخطأ يكون عندما يهيّج كل منا نفسه ليجمع المواهب كلها. نحن نقبل التنوع لأننا نقبل الله مصدراً للكلّ.

لا شك أننا، في الكنيسة، حتى نكون معيّة يجب أن ننمي المواهب في كل إنسان. فالذكي مثلاً يجب أن لا نطمسه حسداً ولكن نظهره لأن المسيح يستفيد من ذكائه، ولأن القضية التي نحملها تنجح بالاشتراك. بالمحبة، إذاً، والتشجيع نجعل الآخرين يتقدمون. إذا كانت تهمنا، فعلاً، مصلحة المسيح، فيهمنا بالتالى أن يبقى فلان تقياً لا أن نقص له جوانحه وننمّ عليه. ومن أجل هذا نستر بعضنا عيوب بعض. من واجبنا، طبعاً، أن نوقظ المواهب في الناس، ذلك أن الإنسان لا يعرف نفسه موهوباً. المحبة الأخوية هي القوة التي توقظ المواهب. فنحن، إذاً، نحيط الناس بعناية وعطف حتى تستفيق فيهم مواهب الروح القدس لتنمو بالتنوّع. من هنا اننا لا نستطيع، إعتباطاً، أن نقرّر ما هو الأكثر فائدة للكنيسة في هذا البظرف أوذاك. أي أننا لا نستطيع نحن أن نقرّر، مثلاً، أن الكنيسة، اليوم، بحاجة إلى إداريين فنأتي بأحسن الإداريين ونجعلهم رؤساء، وإكليروسً وغير ذلك. هذا تفكير خاطئ. لا نستطيع نحن ان نقرّر أن الكنيسة بحاجة إلى لاهوتيين أكثر مما هي بحاجة إلى ناس عملييّن. الكنيسة بحاجة إلى مواهب متنوعة ومتعددة كما رسمها الله على لسان الرسول بولس. نحن ليس لنا أن نقرّر ما هو المهم وما هو غير المهم. ما يكشفه الله أنه مهم هو المهم. وبالتالي فإن هذه المواهب تتآزر ونوقظها نحن في الناس.

* شركة المواهب وشركة المائدة :

إذا عرفنا ذلك فنحن نعرف أن هذه الشركة بين أصحاب المواهب تتوطد على قدر إلتفافنا حول المائدة، مائدة القرابين حيث يتغذى أصحاب المواهب لينتقلوا إلى العالم. عندما نأكل جسد المسيح ونشرب دمه نكون، بالتالي، في حالة التقوى بمواهب الروح كل حسبما وُهب.

في المادة الخامسة من النظام الأساسي الجديد للكرسي الأنطاكي أن الإكليروس والعلمانيون يشتركون معا في حياة الكنيسة حسبما أُعطي كل منهم من مواهب الروح. الاشتراك الأمثل والضروري جداً والذي لا حياة لنا بدونه هو الاشتراك بجسد ابن الله في كل قداس إلهي حيث تكون ال “ييرارخيا” Hérarchie. وال “ييرارخية” كلمة يونانية ليست لها ترجمة في أيّة لغة، وهي تعني الجماعة المتشاركة. إنها مشتقة من كلمة تعني القدسي. وهي تعني هنا المبدأ القدسي. وباتصال الكلمتين صارت تعني المشاركة حسب رتب مختلفة. ال ” بيرارخية” عندما صورها ديونيسيوس الأريوباغى – راهب من القرن السادس، وهو على الآرجح، سوري – صوّر المائدة المقدسة وحولها الأسقف والكهنة والشعب المؤمن وتسع طغمات منها المعمودية والميرون، وهذه الطغمات صورها واقفة حول المذبح. وفي السماء أيضاً تسع طغمات ملائكية حول العرش الإلهي. الرتب هنا على الأرض تناسب التي في السماء. هذا يعني، بكلمة ثانية، أن عمل الله ينبث من القرابين، من المذبح، وهكذا إلى هذه الحلقات الملحقة حول جسد ابن الله. هذا ما يسمّى بال ” بيرارخيا”.  فيما بعد أسيء استعمال الكلمة وصارت تُطلق على الاكليروس وحده فحددوا الرتب الكنسية، بالمطران، الكاهن والشماس، وهذا التحديد ليس في الكنيسة ما يشير إليه. الرتب الكنسية رتب ضمن الحياة الكنسية. والعلمانية، أيضاً، رتبة من رتب الميرون. والذي نال الميرون صار في ال” بيراخيا” العامة في الكنيسة. فجسد ابن الله، إذاً، هو المصدر، ولكنه يأتي أيضاً بحلول الروح القدس أي يشكله الروح القدس. وبالتالي، فإن تناولنا لجسد ابن الله هو تناولنا للروح القدس، لقوة الروح القدس. بالنتيجة، إن جسد ابن الله يجمعنا بمعنى أن كلاً منا يزداد في موهبته، وهكذا يرتفع مستوى الكنيسة.

ليست غاية المناولة، إذاً، أن يُسر الواحد به أو يشتاق إليها فقط، غاية المناولة أن تتشكل الكنيسة. أن تصير موحدة لأننا بتناولنا الجسد والدم ننضم إلى ابن الله الجالس في السماوات. ينمو جسده وينمو كل منا بموهبته الخاصة وتنتقل الكنيسة من جسم مبعثر غارق في الدنيويات والشهوات إلى جسم مُرَوْحَن أكثر فأكثر أي معبأ بقوة الروح.

* Holiness is the goal:

The Christian, then, is the one who walks the path of holiness in the company of brothers. No one understands except to the extent that he is sanctified. Understanding is not by the brain, it is by the Holy Spirit if He descends upon you. Your brain does not advance or delay this, it explains and clarifies some things for you, and clarification and interpretation are only to organize and arrange things and do not create divine effectiveness. Just as if I explain a painting before you, the mere explanation will not create in you a feeling of beauty unless you have a sense of beauty. The issue is not in explanation, and the Christian life is not in lectures, but rather in God descending upon you or not. The issue is a matter of divine grace that comes upon man and according to his holiness he understands. And since man cannot be sanctified alone, he must love in order to be sanctified - for he who does not love has nothing - and he must live with the community in practical service. And to the extent that this community supports each other, they become one man, that is, they become Christ. If this community here truly and deeply loves one another, and if each one of them is purified of his lusts, then it becomes Christ, and therefore, capable of understanding because Christ understands.

The Orthodox process is like this: “Let us love one another so that with one accord we may confess and acknowledge the Father, the Son, and the Holy Spirit…” Love is the condition of knowledge and the key to knowledge. Therefore, for me to indulge in my various passions, hatred, malice, envy, temptation, etc., and then go to a religious gathering, this is not possible, because people who have some insight realize that my words are repetitive, chewed over, and that they are merely copied from the books and do not come from within me and pass through all my bones, because I still maintain my passions and therefore I cannot speak or serve. Therefore, the question: Why are Christians lazy and indolent? The answer is: Because they do not love God and because their sins prevent them from being active. There is no other explanation. And in Orthodoxy there is no other existential explanation than this.

So this company and this companionship are strengthened by daily practical love.

*With the saints:

The communion among believers, by the one Holy Spirit in them, is not interrupted by death. “Love is stronger than death” (Song of Songs). What is called the communion of saints, and we translate here as the company of saints - and company is a very beautiful Arabic word that has no equivalent in any language, and it means here the saints on earth and the saints in heaven, so that the Apostle Paul calls Christians, here on earth, saints, and since the saint is the one who is dedicated to Christ and consecrated to Him, and the saint is not the hero, Christianity has no such thing as heroism - this company means that there are unbreakable ties between those on earth and those who have passed on to God. Protestantism, when it abolished the mention of the glorified saints, deprived itself of a priceless treasure. It deprived itself of remaining one with the processions, with these righteous generations that preceded us. For if Christ is one, if Christ conquered death, then His conquest is now taking place, otherwise it is nothing. If we say that we are all dead and perish in the graves and that Christ will only bring us back to Him on the last day, then this statement means that there is a gap between the resurrection of the Savior and the last day and that this gap cannot be filled by anyone.

The fundamental error of Protestantism is that it does not know fellowship. It knows that man is only with his Lord. But the truth of man is that he is with another man and God is the uniter between them. It is not true that I am with God alone. I am with you and we are all, one with the other, with God. This is humanity, this is the body of Christ. Christ is in those who love him, these members are inseparable from each other. And God the Father is the father of this family and Christ forms it and the Holy Spirit is poured into it. This is the truth of the Gospel. If Christ has truly risen, then he is, from now on, dominant over this community; that is, his resurrection, his saving of man from sin and corruption, this resurrection is effective. Otherwise, this means that the last day is separated from the resurrection, as if Christ were a memory that we dwell on. That is, there is a huge gap between the first coming and the second coming if there are no saints, if there are no people connected to each other. The Church, therefore, in one aspect, is this continuity between the first and second comings, and this continuity is represented by the Holy Chalice when, after the Communion of the faithful, we place in it the parts of the living and the dead, so that the living members are mixed, that is, the living ones who live here, and the members who have passed on to God, who are mentioned, and the saints represented by the nine orders on the left of the Lamb, and the Mother of God who is on the right of the jewel in the paten. These are united by the divine blood. This means that the blood of Christ that was poured out has been poured out in the world and gathers together the living and the dead, gathers together those who have been glorified in declared holiness and those who have passed on and have not been glorified in declared holiness but who share in the life of God and those who, on earth, are striving. All of these are bound together by the blood of the divine Lamb and are a company.

So man is not just the son of today. Man is supported. I have been connected, for two thousand years, to people who preceded me, to these successive processions of witness, blood, episcopate, and continuous sacrifice.

* Intercession of the Saints:

For this reason, the invocation of the saints - which they call intercession, and here, it means prayer - is a logical consequence of their being: [He is not the God of the dead, but of the living, for all live to him] [Luke 20:38]. And the author of the Song of Songs says: [I sleep, but my heart is awake] [Song of Songs 5:2]. So these people sleeping in the graves are not dead, their hearts are awake. And if you want to make a philosophical distinction between soul and body, the souls of these people are already rising from death. Their souls are rising by the act of Christ, their bodies are dissolved, and this tomb we sealed with holy water, and thus we indicated in this symbolic way that it is the beginning of the resurrection, it is a beginning, an expectation. This expectation is a look forward to what will be.

But here we have two things: We have - and this is an Orthodox opinion, not a doctrine - that some bodies do not perish but remain fresh, for example: Bishop Sadaqa, who was placed in the Monastery of Mar Elias - Shuba, and he died about one hundred and fifty years ago and the flesh and hair were still on his body. About such a state, Symeon the New Theologian says that it is an intermediate state and that there is an awaiting of the Kingdom of Heaven, such that the body does not decay and remains in an intermediate state to indicate that these bodies will be resurrected. Apart from this opinion, which is not practiced in the whole Church, but in some of them - such as the Russian Church, which takes it completely - apart from this opinion, there is another important matter, which is the remains of the relics of the saints and the remains of the martyrs, which are preserved in the Church and placed in the antimension and on the Holy Table, also, when it is built, to indicate that these bodies will rise and that the Holy Spirit embraces them.

The important thing here is that we confirm this togetherness with all these symbols and actions, confirming this one togetherness between us and those who have gone, confirming that the one Holy Spirit unites them and us.

Therefore, the Orthodox position in the intercession of the Virgin and the saints, that is, asking for their prayers for us, the Orthodox position in this is not that they are a bridge that leads us to God - for God is closer to us than they are to us, and this image that God is far away and that they are bringing us closer to Him is a false image - but rather that they are with us in one prayer. The issue is only the issue of people arranged around the throne of God. We can say that those who preceded us to divine glory have finished their struggle, they have completed the good struggle. From this point of view, they have remained steadfast in the stillness of God. We consider them so in that we consider ourselves sinners and that we are still in the struggle while they have completed the struggle. This position of intercession is no different from any request for intercession. For example, when one of us presents an offering to the church on the feast of a saint, he asks the priest to mention his name. So asking for intercession in the name of this saint or that is because the request of the righteous is very powerful in its action. The righteous pray, of course, in church, and I am not talking about the ritual prayer that the priest presides over in terms of function, but I am talking about the special prayer in which we ask for the intercession of the righteous. From this point of view, we ask for the intercession of the first ones, those who belong to the first row of these rows that, in the end, all gather around the Lord Christ.

* Jesus Christ the only intercessor:

Hence, this question becomes superficial: Why do we pray for the intercession of the Virgin Mary with God when the only intercessor with God is Jesus Christ? Christ is the only intercessor between God and people, not in the sense that He excludes us, but in the sense that He excludes the intercession of the Old Testament. That is, Moses cannot be an intercessor between people and God, for people in Judaism remained separated from God until Christ came and united them with Him. Therefore, the only mediator who unites God and people is Jesus Christ, as the Apostle Paul says. That is, He is the one who was hung on the tree. This is what we mean by the man Jesus Christ. Because He was raised on the tree, died, and then rose again, He made God stick to people. This means that there is no sticking between God and people through Judaism, but through the New Testament. Thus, the phrase “the only intercessor” does not exclude Mary or the rest of the saints. The word “the only” is to exclude those who came before, that is, to exclude the legitimacy of the Jews. Therefore, Christ remains the only intercessor between God and people, and we are in Him.

So, this one intercessor between God and men is the growing Christ, the giant, who grows from now until the end of time. And he who receives the body and blood of Christ adheres to Him and becomes a part of Christ and becomes in Christ. So, he who has become in Christ risen from the dead, who is nourished by the resurrection and becomes a resurrected man, this man prays in Christ, from the belly of Christ he prays and remains in this intercessory unity, remains in this one being who intercedes for men.

* ملحق: المناولة المتواصلة – للأرشمندريت أفسابيوس مثوبولوس:

أقوال السيد المسيح عن المناولة المتواصلة:

قال السيد المسيح مبيناً الفائدة الكبرى التي نجنيها من تناولنا الأسرار المقدسة بصورة متواصلة: “من يأكل جسدي ويشرب دمي له الحياة الأبدية”. ووقال أيضاً: “من يأكل جسدي ويشرب دمي يحيا فيّ وأنا فيه”. فهذه الكلمات تدلنا على أن السيد المسيح يوصينا بأن نتناول الأسرار المقدسة بصورة دائمة لأنه قال: “من يأكلل.. ويشرب…” ولم يقل من “أكل… وشرب…”. وهذه الألفاظ تظهر جليةً إذا راجعنا الأصل اليوناني لأنها تدل في اللغة اليونانية على عمل متواصل.

وهكذا فسر الرسل أيضاً أقوال المسيح هذه، فلا شك في صحة تفسيرنا لأن الرسل سمعوها من فم السيد له المجد عندما أعلن له سر المناولة العظيم في ساعة تأسيسه.

المناولة المتواصلة في الكنيسة منذ تأسيسها:

إن التفسير الذي أعطاه الرسل لأقوال السيد المسيح خرج إلى حيّز التطبيق منذ وجود الرسل، وإننا إذا فتحنا أعمال الرسل (2: 42) نقرأ ما كتبه لوقا الإنجيلي: “وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات”.

فالمسيحيون الأولون الذين آمنوا بالسيد المسيح واعتمدوا باسمه القدوس، كانوا يداومون بحرارة واندفاع على تطبيق تعاليم الرسل. كانوا يعملون الخير ويساعدون من كان منهم محتاجاً، آخذين الخبز السماوي بواسطة سر الشكر أي من جسد الرب ودمه، وكلهم يحب قريبه كما أمر السيد المسيح ويصلي.

وهكذا، في القداس الإلهي، كان المؤمنون بتقدمون لتناول جسد الرب ودمه، ليس الحاضرون فقط، بل الغائبون لمرضى أو سبب قاهر إذ كان الشمامسة يذهبون إليهم ليناولوهم الأسرار الطاهرة. ويشهد لهذا القديس يوستينوس الفيلسوف.

القوانين الكنسية التي تفرض المناولة المتواصلة:

ورثت الكنيسة منذ أول عصورها التقليد القاضي بالمناولة المتوصلة من الرسل والمسيحيين الأولين. ولم تحافظ على في العصور الأولى فحسب بل أوصت به وفرضته على كل مسيحي في قوانينها المقدسة. فالقانون الثامن والقانون التاسع الرسوليان اللذان أكدهما المجمع المسكوني السادس يذكران المناولة المتواصلة مشددين على ضرورتها. يقول القانون التاسع الرسولي: “كل من حضر إلى الكنيسة لسماع الكتاب المقدس ولم يمكث حتى الصلاة والمناولة، يجب أن يُفرز لأنه يخرق نظام الكنيسة”. ويعلق عليه زوناراس الشارح المعروف قائلاً: “إن هذا القانون يطلب من كل الذي حضروا القداس الإلهي أن يشتركوا فيه حتى النهاية بالصلاة والمناولة، لأنه في ذاك الزمان كان مطلوباً من عامة الناس وليس فقط من الإكليروس أن يتناولوا الأسرار الطاهرة دون إنقطاع”. ويعلق بلسامون هكذا: “إن هذا القانون صارم وقطعي، فهو يفرز كل من جاء إلى الكنيسة ولم يبقَ حتى نهاية القداس ولم يتناول”. هذا وأن القانون الثاني لمجمع أنطاكية المكاني الذي ثبّته المجمع السادس المسكوني يذكر: “كل من دخل الكنيسة… وامتنع عن المناولة يتصرف بصورة غير حسنة وغير نظامية ويجب أن يفرز من الكنيسة إلى أن يعترف بخطأه ويظهر آثار الندم ويطلب المسامحة”. ويُعلق زوناراس على هذا القانون هكذا: “إن جميع الذين يدخلون الكنيسة ويمتنعون عن المناولة لا لسبب معقول ولكن للتشويش، يجب أن يفرزوا من الكنيسة أي أن يبعدوا عن جماعة المؤمنين. ولا يقصد الآباء بقولهم “يمتنع عن المناولة” من يبغضها بغضاً ولكن من يتجنبها ربما بدافع التقوى أو عن تواضع مثلاً لأن الذي يبغض الأسرار الطاهره لا يفرز فقط بل يحكم عليه باللعن-أنثيما”.

وقد أوصت الكنيسة بالمناولة المتواصلة في القانون السادس والستين للمجمع المسكوني السادس، حيث يفرض على المسيحيين أن يتناولوا جسد الرب ودمه طيلة أيام الأسبوع الذي يتبع أحد الفصح المجيد. ودونكم هذا القانون: “منذ يوم قيامة السيد المسيح المقدسة حتى الأحد الجديد، وخلال كل هذا الأسبوع دون استثناء، على المؤمنين أن يأموا الكنائس المقدسة معلنين فرحهم بالسيد المسيح ومنشدين المزامير والتراتيل الروحية، ومعطين إنتباههم لقراءة الكتاب المقدس وقابلين “بلذة” الأسرار الطاهرة”.

أقوال الآباء القديسين حول المناولة المتواصلة:

إن آباء الكنيسة المشهورين بالفضيلة والحكمة يوصون هم أيضاً بالمناولة المتكررة. فالقديس باسيليوس الكبير يقول مثلاً: “إنه لحسن جداً ومفيد أن يتناول الإنسان كل يوم جسد المسيح ودمه المقدسين، فالسيد قد قال لنا بوضوح: <<من يأكل جسدي ويشرب دمي له الحياة الأبدية>>. فمن يشك بعد ذلك أن من يشترك بصروة دائمة في الحياة لهو يحيا بصورة متنوعة؟ ونحن (أي المسيحيين القاطنين في منطقة القديس باسيليوس) نتناول الأسرار الطاهرة أربع مرات في الأسبوع، الأحد والأربعاء والجمعة والسبت، وأيام الأعياد”. (باترولوجيا – ميني الجزء 32- الرسالة 93).

أما بخصوص الرهبان والعوام في الإسكندرية ومصر، فإن القديس باسيليوس يشهد في نفس الرسالة (93) بأن “الرهبان المقيمين في الصحراء حيث لا يوجد كهنة يحفظون القرابين الطاهرة عندهم ويتناولونها بأنفسهم”.

والقديس يوحنا الذهبي الفم في القسم الثالث من رسالته إلى أهل أفسس، يندد بالذين يحضرون القداس الإلهي ولا يشتركون في المناولة.

وقد أجاب القديس إيرونيموس-جيروم عندما سئل عما إذا كان من الضروري أن يتناول المسيحيون كل يوم، بأنه يجب علينا أن نأخذ الأسرار المقدسة دون انقطاع (الباترولوجيا اللاتينية، جزء 63، صفحة 672). كما أن المغبوط أوغسطينوس يقول مخاطباً المسيحيين بأنه وجب عليهم أن يتناولوا كل يوم (الجزء 38، الصفحة 1099).

وهكذا فإن كل مسيحي يستطيع أن يستخلص من كلمات معلّمي الكنيسة القديسين التي أوردناها كل الأهمية التي كان يعقلها هؤلاء الآباء والمسيحيون الأولون قاطبة على المناولة المقدسة المتواصلة.

خدمة القدسات السابق تقديسها تهدف إلى المناولة المتواصلة:

إن قداس (البروجيازمينا) أي القدسات السابق تقديسها الذي تقيمه الكنيسة أثناء الصيام الكبير قد أوصى به المجمع المسكوني السادس في قانونه الثاني والخمسين وذلك لهدف واحد وهو أن يستطيع المؤمنون أن يتناولوا دون إنقطاع. لأنه في الصيام لا يقام القداس الإلهي كاملاً مع الذبيحة إلا يومي السبت والأحد، فأمر الآباء القديسون أن يحفظ الكاهن جزءاً من الخبز والخمر المستحيلين في قداس سبت أو أحد وأن يضعه على المائدة أثناء خدمة (البروجيزمينا) كي يستطيع المؤمنون أن يتقدموا للمناولة. وهذا ما يعني أن الآباء القديسين كانوا يعتقدون أن المناولة يومين في الأسبوع أي السبت والأحد لا تكفي وأنه من المفيد والضروري أن يتناول المؤمنون في يومي الأربعاء والجمعة أيضاً.

الهدف الأساسي من القداس الإلهي هو المناولة:

ماهي بالفعل الغاية من خدمة القداس الإلهي؟ إن الغاية هي أن يتمم سر الشكر ويتناول المؤمنون جسد الرب ودمه. وأن هذا الهدف الأساسي تؤكده الصلوات التي تتلى أثناء القداس. يقول الكاهن وهو يصلي: “فليعطنا الرب نحن الذين نصلي معاً أن نتقدم في الإيمان والحياة وفي المعرفة الروحية. أعطهم يارب أن يسجدوا لك بطهارة وخوف ومحبة وأن يشتركوا دون خزي في أسرارك المقدسة وأن يكونوا مستحقين لملكوتك الساوي”. ويقول أيضاً: “واحسبنا مستحقين أن يوزع لنا بقدرتك جسدك الطاهر ودمك الكريم وبواسطتنا إلى كل الشعب (أي إلى “كل الشعب” الحاضر في الذبيحة)”.

وبعد أن يتناول الكهنة الذين يخدمون القداس، يتقدم الشماس أو الكاهن حاملاً الكأس المقدس ويدعو المؤمنين هم أيضاً ليتناولوا جسد الرب ودمه قائلاً: “بخوف الله وإيمان ومحبة تقدموا”. وأن هذه الدعوة (تقدموا) الموجهة إلى جميع المؤمنين الحاضرين لهي إثبات واضح غير قابل للمناقشة على أن الهدف الأساسي من القداس الإلهي هو مناولة المؤمنين. ولأجل هذا فقد كان المسيحيون الأولون يتناولون جسد الرب ودمه في كل قداس، ولأجل هذا السبب أيضاً يختتم الشماس أو الكاهن القداس بصلاة الشكر هاتفاً: “إذ قد تناولنا أسرار المسيح الإلهية المقدسة الطاهرة غير المائتة السماوية المحيية الرهيبة، فلنقف مستقيمين ونشكر الرب باستحقاق…”.

فنحن نرى هكذا أن الغاية الأساسية من القداس الإلهي هي أن تناول المؤمنون.

Conclusion:

وهكذا فإنه يظهر مما تقدم، أي من أقوال السيد المسيح، وعادات الكنيسة في عصورها الأولى، والقوانين المقدسة وأقوال آباء الكنيسة وخدمة القدسات السابق تقديسها، وخدمة القداس الإلهي العادية، قلت يظهر بوضوح من كل هذا أن المناولة المتواصلة ليست فقط أمراً مسموحاً به بل هي أيضاً مفروضة على جميع المسيحيين. وأنه لمن الجهل التام وخطأ كبير أن نعتقد بأن المناولة على هذه الطريقة ممنوعة من الكنيسة.

وكنتيجة لهذا أنه يرتكب خطيئة عظيمة كل من يمنع مسيحيين مستعدين الإستعداد المناسب من أن يتناولوا بصورة مستمرة بإيمان وندامة وتقوى. إنه يرتكب خطيئة كبيرة لأنه يقاوم ما أمر به السيد المسيح بنفسه وبواسطة تلاميذه وكنيسته التي تعبر عن رأيها في قوانينها المقدسة وأقوال آبائها القديسين ونصوص خدمها الطاهرة.

ملحق: مقتطفات من القانون الأساسي للكرسي الأنطاكي

فليراجع في مكانه من الكتاب…. الشبكة

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎

information About the page

Titles The article

content Section

Tags Page

الأكثر قراءة

Scroll to Top