فيض النور المقدس وشهادة التاريخ الإسلامي له

تحكي وثائق عديدة عن معجزة النور المقدس في أورشليم، وعدد كبير من المؤرّخين والرحالة تناولوها، وعلى سبيل الذكر لا الحصر، البيروني وابن الأثير. فالإثنان يعبّران عن تعجّبهما لما رأيا من ظهور للنور المقدّس في عيد النصارى في القدس. كما تحكي وثائق أخرى عن حضور الأمير صلاح الدين الأيوبي لهذا الاحتفال وتهيّبه لما رأى. أقدم النصوص التي تتناول وصف هذا الحدث يعود للقرن الرابع. وفيما تتميز المعجزات عامةً باستحالة تحديد زمانها ومكانها وشروط حدوثها، فإن هذه المعجزة معروف زمانها ومكانها ومجرى حصولها. ومع تطور وسائل النقل في الزمان الحديث صارت تُنقَل شعلة منها إلى بعض الدول الأرثوذكسية ليُصار إلى استعمالها في الاحتفال بصلاة الفصح أو ما نسمّيه “الهجمة”.

أعجوبة النور المقدسمتى و اين تحدث أعجوبة “النار المقدسة” سنويا ؟

هذه الأعجوبة التي تبهج و تقوي أرواح المسيحين، تحدث في كنيسة القيامة المقدسة في مدينة القدس. الأعجوبة تحدث كل سنة في عيد الفصح الشرقي الأرثوذكسي.

هذه الأعجوبة تحدث سنوياً في الربيع بعد الفصح اليهودي. الفصح الأرثوذكسي يختلف عن الكنائس الكاثوليكية و البروستناتية ،اعتماداً على حساب مختلف.

أعجوبة انبثاق النورالمقدس من القبر المقدس تحدث سنوياً في نفس الوقت و المكان منذ قيامة المسيح، في كنيسة القيامة أقدس مكان في العالم كله، حيث صلب المسيح ومات بالجسد ودفن و قام من القبر المقدس في اليوم الثالث ساحقاً قوة الجحيم.

الاحتفال بانبثاق النور المقدس

تزدحم الكنيسة بعدد كبير جداً من زوار كنيسة القيامة المقدسة، من كافة الجنسيات (اليونانية، الروسية، الرومانية، الاقباط، السريان،………)، بالإضافة الى المسيحين العرب القاطنين في الأراضي المقدسة، منذ يوم الجمعة المقدسة بانتظار انبثاق النور المقدس.

من يوم السبت العظيم المقدس “سبت النور”. منذ الساعة الحادية العشر صباحا، يبدأ المسيحيون بالترنيم بأصوات عالية مسبحين، حيث تعود هذه العادة الى أيام الحكم الاسلامي حيث مُنع المسيحيون من أداء الصلاوات إلا داخل الكنائس. ولكننا مسيحيون و سنبقى كذلك الى الأبد… امين. و تدق فرق الكشافة الطبول و يكون احتفال عظيم، ثم يمر بين هذه الجموع السلطات الحاكمة، التي تكون مهمتها تفتيش القبر المقدس و الحفاظ على النظام.

أعجوبة النار المقدسةكيف ينبثق النور المقدس من قبر المسيح ؟

أريد أن أورد كلام البطريرك الأرثوذكسي ذيذوروس الذي يقول: “أركع أمام الحجر الذي وضع عليه جسد المسيح الطاهر بتقوى، وأواصل الصلاة بخوف وتقوى، وهي صلاة كانت وماتزال تتلى، وعندها تحدث أعجوبة انبثاق النور المقدس ( النار المقدسة) من داخل الحجر المقدس الذي وضع عليه جسد المسيح الطاهر.

ويكون هذا النور المقدس ذو لون أزرق و من ثم يتغير إلى عدة ألوان، وهذا لايمكن تفسيره في حدود العلم البشري، لأن انبثاقه يكون مثل خروج الغيم من البحيرة، و يظهر كأنه غيمة رطبة ولكنه نور مقدس.

ظهور النور المقدس يكون سنوياً باشكال مختلفة، فإنه مراراً يملأ الغرفة التي يقع فيها قبر المسيح المقدس. وأهم صفات النور المقدس أنه لا يحرق، و قد استلمت هذا النور المقدس ستة عشرة سنة، و لم تحرق لحيتي. و انه يظهر كعمود منير، ومنه تضاء الشموع التي أحملها، و من ثم أخرج وأُعطي النور المقدس لأسقف الأرمن و الأقباط، وجميع الحاضرين”.

و النور المقدس يضيء بعض شموع المؤمنين الأتقياء بنفسه، و يضيء القناديل العالية المطفئة أمام جميع الحاضرين.

يطير هذا النور المقدس كالحمامة إلى كافة أرجاء الكنيسة، و يدخل الكنائس الصغيرة مضيئاً كل القناديل.

أريد أن أضع صفات النور المقدس ضمن النقاط الاتية:

  • أ) لايحرق أي جزء من الجسم إذا وقع عليه، وهذا برهان على ألوهية المصدر وأنه له صفات فوق الطبيعة.
  • ب) ينبثق بتضرعات البطريرك الأرثوذكسي.
  • ج) يضيء شموع بعض المؤمنين بنفسه، و ينتقل من جهة إلى أُخرى ليضيء القناديل في الكنيسة المقدسة. ويقول الكثيرون أنهم تغيروا بعد حضور هذة العجيبة المقدسة.

متى ظهر أول وصف لهذه العجيبة؟

صورة من القرن الثامن عشر تظهر الحجاج الروس يشتروون الشموعأول كتابة عن انبثاق النور المقدس في كنيسة القيامة ظهرت في أوائل القرن الرابع، والمؤلفون يذكرون عن حوادث انبثاق النور في أوائل القرن الميلادي الأول، نجد هذا في مؤلفات القديس يوحنا الدمشقي والقديس غريغوريوس النيصي. و يرويان: كيف ان الرسول بطرس رأى النور المقدس في كنيسة القيامة، و ذلك بعد قيامة المسيح بسنة (سنة 34 ميلادي).

و رئيس دير روسي يدعى دنيال يروي في مذكراته التي كتبت ما بين سنة 1106_ 1107عن و صف دقيق لهذه العجيبة، للذي شاهده أثناء و جوده في القدس، و يصف ذلك: “إن البطريرك الأرثوذكسي يدخل إلى الكنيسة حاملاً شمعتين، فيركع أمام الحجر الذي وضع عليه جسد المسيح المقدس، ثم يبدأ بالصلاة بكل تقوى و حرارة فينبثق النور المقدس من داخل الحجر بطيف أزرق (لون أزرق)، ويضيء شمعتي البطريرك، و من ثم يضيء القناديل وشموع المؤمنين.و يرافق هذا الأعجوبة التي تحدث سنويا احتفالات ليتورجية قديمة ترجع إلى القرن الرابع.

الطوائف غير الأرثوذكسية حاولت أن ينبثق النور المقدس في أعيادها على أيدي بطاركتها، و لكن دون فائدة على الاطلاق. وسأسرد لكم محاولات معروفة تاريخيا:معجزة انبثاق النور المقدس

  • 1) في القرن الثاني عشر قام كهنة من الكنيسة الرومانية اللاتينية بطرد البطريرك الأرثوذكسي، والصلاة من أجل انبثاق النورالمقدس ،ولكن لم ينبثق النور على أيديهم، لأن الله عاقبهم.
  • 2) الأعجوبة المثلى حدثت في سنة 1579 مع الأرمن، اذ قام الأرمن بدفع المال للاتراك ليوافقوا على دخول البطريرك الأرمني للقبر المقدس حتى ينبثق النور، وأثناء ذلك كان البطريرك الأرثوذكسي واقفا حزينا مع رعيته عند الباب قرب العمود الذي انشق من الوسط و انبثق منه النور المقدس، وذلك كما تشاهدون في هذه الصورة.

و راى ذلك مؤذن مسلم كان قريباً، فترك الدين الإسلامي وتبع الدين المسيحي. وهناك أيضا رجل عسكر تركي شاهد هذه الأعجوبة اذ كان واقفاً على بناية بالقرب من بوابة كنيسة القيامة، فصرخ بأعلى صوته: “إن المسيح هو الله” و رمى نفسه من علو 10 أمتار، و لم يحدث له شيء من الضرر. وطبعت أثار أقدامه على الحجارة التي صارت تحته لينة كالشمع، وهي شاهدة على هذه الأعجوبة على الرغم من محاولة الأتراك لمحيها، ولم يستطيعوا، فقاموا بحرق هذا الشهيد بالقرب من بوابة كنيسة القيامة في القدس، ثم جمع اليونانيون عظامه ووضعوها في دير بناجيا، وبقيت عظامه حتى القرن التاسع عشر الميلادي، وهي تنشر رائحة طيبة.

وهذه الحادثة حدثت في عهد السلطان مراد الخامس، و في عهد البطريرك صفرونيوس الخامس. وما زال العمود مع الشق الذي فيه شاهداً على هذه الأعجوبة إلى يومنا هذا. و يقوم الزوار الأرثوذكس بتقبيل هذا العمود عند دخول كنيسة القيامة المقدسة.

المسلمون الذين ينكرون صلب المسيح و قيامته، وضعوا موانع في طريق هذه المعجزة، هناك مؤرخ معروف عند المسلمين يدعى البيروني أخبر ـن حاكماً مسلماً وضع فتائل مصنوعة من النحاس بدل الفتائل التي تشتعل لإفشال المعجزة، ولكن عند انبثاق النور المقدس أُضيئت أسلاك النحاس، مجداً للثالوث القدوس.امين

وهناك أيضا مؤرخ انجليزي يدعى”جوتير فينوسيف” وصف ماحدث في سنة 1187.حيث أحب السلطان صلاح الدين أن يحضر هذا الاحتفال الديني (انبثاق النور المقدس) مع انه غير مسيحي، و في ذلك الوقت نزل النور المقدس من الأعلى على حين غفلة. و لكن مساعدي صلاح الدين “القائد المسلم” قالوا بأن النور المقدس نزل بواسطة اصطناعية، و عندها أطفىء القنديل لكنه أضاء ثانية، ولكن صلاح الدين اطفىء القنديل مرة أُخرى ولكنه أضاء أيضاً وعندها صرخ قائلا: “نعم، سأموت قريباً أو أنني سأخسر القدس”.

لما ذا هذه الأعجوبة غير معروفة في بلاد الغرب الاوروبي؟

إن البروستانت لا يؤمنون بالأعاجيب. و لكن الكنيسة الكاثوليكية تؤمن بتقليدها بالأعاجيب، ولكن هذه الأعجوبة غير معروفة لأن هناك سياسة كنسية. ولذلك فإن الاحتفال يجري سنويا بدون مشاركة كاثوليكية رسمية.

صحة وأصالة هذه الأعجوبة:معجزة انبثاق النار المقدسة

كثير من الناس يدعون أن هذه الأعجوبة هي خدعة يستعملها الأرثوذكس للدعاية لهم، و يعتقدون أن البطريرك يقتني أداة للإضاءة داخل القبر المقدس.و لكن تفتيش السلطات الحاكمة (غير المسيحية)، أثبت عكس الادعاء.ونحن نؤمن بهذه الأعجوبة المقدسة التي يقوي بواسطتها إلهنا وربنا “يسوع المسيح له المجد” المؤمنين به و بقيامته إلى الأبد. امين

اللذان قاما بالترجمة: الأخ ابراهيم جورج طنوس والأخت بيرتا جريس بطرس، وهي معلمة للتربية المسيحية، واللغة العربية، والتي سندرج شهادتها في ما يلي، وبها تقول: “عندما كنت معلمة في مدرسة العيزرية (المدرسة الروسية الأرثوذكسية، إصطحبني الارشمندريت ثيوذوسي، إذ كان رئيساً على الدير اليوناني الأرثوذكسي في العيزرية (مدينة قريبة من القدس )، وعندما وصلنا إلى كنيسة القيامة حيث القبر المقدس وقفنا، و انتظرنا حتى بدأ الاحتفال، وبعدها رأيت بعيناي انبثاق النور المقدس من ثقوب الجدران المحيطة، حيث وضع جسد المسيح، وأيضاً شاهدت شموع المؤمنين المنتظرين تُضيء وحدها، ولن أنسى مدة عمري هذا الاختبار، و كم فرحت لهذا المنظر العجيب”.

نقلاً عن
Miracle of Holy Fire which happens every year

{tab title=”شهادة التاريخ الإسلامي” open=”true” class=”orange solid”}

شهادة التاريخ الإسلامي:

نعتذر سلفاً عن وجود بعض الكلمات الجارحة بحق المسيحيين والإيمان المسيحي. ولكن من أجل الأمانة العلمية في اقتباس المراجع، وجدنا أنه من الواجب أن يوضع النص كما ورد عندنا في المراجع الإسلامية. فالرجاء كل الرجاء أن تغفروا لنا هذا العمل، وإن رأيتم أنه من الأفضل حذف الكلمات المسيئة للمسيحية فتفضلوا بمراسلتنا. وبالنهاية كل المحاولات المذكورة لاحقاً، من أجل نقض هذه الحقيقة، ما هي إلا إثبات ممن هم ليسوا مسيحيين على صحة هذه الأعجوبة الإلهية، وعلى حقيقة حدوثها.

الكتاب: مروج الذهب
المؤلف: المسعودي – علي بن الحسين بن علي المسعودي. وكنيته أبو الحسن، ولقبه قطب الدين (~283 هـ – 346 هـ، أي ~896 – 957 م).
الفصل: ذكر شهور السريانيين ووصف موافقتها لشهور العرب وعدة أيام السنة ومعرفة الأنواء شهورهم وأيام كل شهر
الباب: سر تسمية المهرجان

وتشرين الأول أحد وثلاثون يوماً، وفيه يكون المهرجان، وبين النيروز والمهرجان مائة وتسعة وستون يوماً، وعند الفرس في معنى المهرجان أنه كان لهم ملك في قديم الزمان من ملوك الفرس قد عًم ظلمه خواصَ الناس وعوأمه، وكان يسمى مهر، وكانت الشهور تسِمى بأسماء الملوك، فقيل مهرماه، ومعنى ماه: هو الشهر، وأن ذلك الملك طال عمره واشتدت وطأته؛فمات في النصف من هذا الشهر، وهو مهرماه، فسمي ذلك اليوم الذي مات فيه مهرجان وتفسيره نفس مهر ذهبت؛لأن الفرس تقدم في لغتها ما تؤخره العرب في كل أمه ا، وهذه اللغة اللهلوية، وهي الفارسية الأولى، وأهِل المروآت بالعراق وغيرها من مدن العجم يجعلون هذا اليوم أول يوم من الشتاء؛ فتغير فيه الفرش والآلات وكثيراً من الملابس، ولخمس منه – وهو تشرين الأول – عيد كنيسة القيامة ببيت المقدس، وفي هذا اليوم تجتمع النصارى من سائر الأرض، وتنزل عليهم نأر من السماء فيسرج هناك الشمع، ويجتمع فيه من المسلمين خلق عظيم للنظر إلى العيد، ويقتلع فيه ورق الزيتون، ويكون للنصارى فيه أقاصيص، ولهذه النار حيلة لطيفة وسرّ عظيم، وقد ذكرنا وجه الحيلة في ذلك في كتابنا المترجم بكتاب القضايا والتجارب. (ملاحظة: حاولنا العودة لكتاب “القضايا والتجارب ولكننا لم نستطيع العثور عليه”)

الكتاب : تاريخ أبي يعلى أو بما يعرف بـ “ذيل تاريخ دمشق”
المؤلف : أبو يعلى ابن القلانسي {الصاحب العميد أبو يعلى ، حمزة بن أسد بن علي ، التميمي الدمشقي ابن القلانسي (464 هـ -555 هـ)}
فصل: ولاية القائد حامد بن ملهم المذكور أولاً في سنة 399

وقيل في أخبار الحاكم بأمر الله أنه أمر في سنة 398 بهدم بيعة القمامة في بيت المقدس وهي بيعة عند النصارى جليلة في نفوسهم يعظمونها والسبب في ذلك ما اتصل به من هدم الكنائس والبيع بمصر والشام والزم أهل الذمة الغيار ما قيل أن العادة جارية جاريةً بخروج النصارى بمصر في كل سنة في الغيارات إلى بيت المقدس بحضور فصحهم في بيعة قمامة فخرجوا في سنة 398 على رسمهم في ذلك متظاهرين بالتجمل الكبير على مثل حال الحاج في خروجهم فسأل الحاكم ختكين العضدي الداعي وهو بين يديه عن أمر النصارى في قصدهم هذه البيعة وما يعتقدونه فيها واستوصفه صفتها وما يدعونه لها وكان ختكين يعرف أمرها بكثرة تردده إلى الشام وتكرره في الرسائل عن الحاكم إلى ولاتها فقال: هذه بيعة تقرب من المسجد الأقصى تعظمها النصارى أفضل تعظيم وتحج إليها ند فصحهم من كل البلاد وربما صار إليها ملوك الروم وكبراء البطارقة متنكرين ويحملون إليها الأموال الجنة والثياب والستور والفروش ويصوغون لها القناديل والصلبان والأواني من الذهب والفضة وقد اجتمع فيها من ذاك على قديم الزمان وحديثه الشيء العظيم قدر ما لمختلفة أصنافه فإذا حضروا يوم الفصح فيها وأظهروا مطرانهم ونصبوا صلبانهم وأقاموا صلواتهم ونواميسهم فهذا الذي يدخل في عقولهم ويوقع الشبهة في قلوبهم ويعلقون القناديل في بيت المذبح ويحتالون في إيصال النار إليها بدهن البلسان والته ومن طبيعته حدوث النار فيه مع دهن الزنبق وله ضياء ساطع وإزهار لامع يحتالون بحيلة يعملونها بين كل قنديل وما يليه حديداً ممدوداً كهيئة الخيط متصلاً من واحد إلى الآخر ويطلونه بدهن البلسان طلياً يخفونه من الأبصار حتى يسري الخيط إلى جميع القناديل فإذا صلوا وحان وقت النزول فتح باب المذبح وعندهم أن مهد عيسى عليه السلام فيه وأنه عرج به إلى السماء منه ودخلوا وأشعلوا الشموع الكثيرة واجتمع في البيت من أنفاس الخلق الكثير ما يحمي منه الموضع ويتوصل بعض القوام إلى أن يقرب النار من الخيط فيعلق به وينتقل بين القناديل من واحد إلى واحد ويشعل الكل ويقدره من يشاهد ذلك أن النار قد نزلت من السماء فاشتعلت تلك القناديل. فلما سمع الحاكم هذا الشرح استدعى بشر بن سور كاتب الانشاء وأمره بأن يكتب كتاباً إلى والي الرملة وإلى أحمد ابن يعقوب الداعي بقصد بيت المقدس واستصحاب الأشراف والقضاة والشهود ووجوه البلد وينزلا على بيت المقدس وقصد بيعة قمامة وفتحها ونهبها وأخذ كل ما فيها ونقضها وتعفية أثرها فإذا نجز الأمر في ذلك يعملانه محضراً وفيه الخطوط وينفذانه إلى حضرته. ووصل الكتاب إليهما فتوجها للعمل بما مثل إليهما وقد كانت النصارى بمصر عرفوا ما تقدم في هذا الباب فبادروا إلى بطرك البيعة وأعلموه الحال وأنذروه وحذروه فاستظهر بإخراج ما كان فيها من الفضة الذهب والجواهر والثياب ووصل بعد ذلك أصحاب الحاكم فأحاطوا بها وأمروا بنهبها وأخذوا من الباقي الموجود ما عظم قدره وهدمت أبنيتها وقلعت حجراً حجراً وكتب بذلك المحضر وكتبت الخطوط فيه كما رسم وأنفذ إلى الحاكم وشاع هذا الخبر بمصر فسر المسلمونبه ودعوا للحاكم دعاء كبيراً على ما فعله ورفع أصحاب الأخبار إليه ما الناس من هذه الحال عليه ففرح بذلك وتقدم بهدم ما يكون في الأعمال من البيع والكنائس. ثم حدث من الأمور والانكار لمثل هذه الأعمال والاشفاق على الجوامع والمساجد والمشاهد في سائر الجهات والأعمال من هدمها والقصد بمثل العمل لها فوقف الأمر في هذا العزمبه ودعوا للحاكم دعاء كبيراً على ما فعله ورفع أصحاب الأخبار إليه ما الناس من هذه الحال عليه ففرح بذلك وتقدم بهدم ما يكون في الأعمال من البيع والكنائس. ثم حدث من الأمور والانكار لمثل هذه الأعمال والاشفاق على الجوامع والمساجد والمشاهد في سائر الجهات والأعمال من هدمها والقصد بمثل العمل لها فوقف الأمر في هذا العزم

الكتاب: المنتظم في التاريخ
المؤلف: أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (508 هـ – 597 هـ)
الصفحة : ما بين ( 165 و202 )
الباب: ثم دخلت سنة ثمان وتسعين وثلثمائة

في هذه السنة: ورد الخبر بأن الحاكم صاحب مصر هدم بيعة قمامة، وهذه البيعة تجاور بيت المقدس وهي عظيمة القدر عند النصارى، وكانوا يخرجون في كل سنة من المواضع في العماريات إلى بيت المقدس لحضور فصحهم، وربما جاء ملك الروم وكبراء بطارقته متنكراً ويحملون إليها الأموال والثياب والستور والفروش، ويصوغون لها القناديل والأواني من الذهب والفضة، واجتمع فيها مع الزمان مال عظيم، فإذا اجتمعوا يوم الفصح أظهروا زينتهم ونصبوا صلبانهم، ويعلق القوم القناديل في بيت المذبح، ويجعلون فيها دهن الزيتون ويجعلون بين كل قنديلين كالخيط من الحديد متصلاً ويطلونه بدهن البلسان ويقرب بعض القوم النار من خيط منها، بحيث لا يعلم الحاضرون فيشعلونه، وينتقل من القناديل فيشعل الكل ويظن من حضر أنها نار نزلت من السماء فيكثر تكبيرهم وضجيجهم، فلما وصفت هذه الحالة للحاكم تقدم بأن يكتب إلى والي الرملة وإلى أحمد بن يعقوب الداعي بأن يقصدا بيت المقدس ويستصحبا الأشراف والقضاة والشهود ووجوه البلد، وينزلا بيعة قمامة ويبيحا العامة نهبها، وأخذ ما فيها ويتقدما بنقضها وتعفية أثرها.
وبلغ الخبر النصارى فأخرجوا ما في البيعة من جوهر وثياب وذهب وفضة، فانتهب ما بقي وهدمت.

الكتاب: النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية
المؤلف: يوسف بن رافع بن تميم بن عتبة الأسدي الموصلي, أبو المحاسن بهاء الدين, المشهور بابن شداد (539 هـ 632 هـ)
القسم الثاني في بيات تقلبات أحواله وفتوحاته في تواريخه
فصل: ذكر تمام حديث ملك الألمان والحيلة التي عملها المركيس

ولما استقر قدم ملك الألمان في أنطاكية أخذها من صاحبها وحكم فيها، وكان بين يديه فيها ينفذ أوامره، فأخذها منه غيلة وخديعة وأودعها خزائنه وسار عنها في الخامس والعشرين من رجب متوجها نحو عكا في جيوشه وجموعه على طريق اللاذقية حتى إلى طرابلس، وكان قد سار إليه من معسكر الإفرنج يلتقيه المركيس صاحب صور، وكان من أعظمهم حيلة وأشدهم بأساً، وهو الأصل في تهييج الجموع من وراء البحر. وذلك أنه صوّر القدس في ورقة، وصوّر فيه صورة القمامة التي يحجون إليها ويعظمون شأنها وفيه قبة قبر المسيح الذي دفن فيه بعد صلبه بزعمهم، وذلك القبر هو أصل حجهم، وهو الذي يعتقدون نزول النور عليه في كل سنة في كل عيد من أعيادهم.

الكتاب: تخجيل من حرف التوراة والإنجيل
تأليف: صالح بن الحسين الجعفري الهاشمي (581 هـ – 688 هـ)
الباب التاسع: في إثبات الواضح المشهود من فضائح النصارى واليهود

للنصارى عيد بيت المقدس مشهور يعرف بعيد النور، يحجون إليه في يوم من السنة. وإذا اجتمعوا عنده نزلت نار من تجويف القبة فتعلقت بذبالة القنديل فيتقد بسرعة فتكثر الأصوات وتعج بالدعاء والابتهال، فلا يشك الغر ولا يرتاب الغمر أن تلك آية نزلت من السماء دالة على صحة دينهم. ووجه الحيلة في ذلك أن رجلاً يختبئ في أفرير القبة من داخل وهي غلسة جداً. فإذا كان ذلك الوقت الذي يُكمل فيه اجتماعهم وقُرأ الإنجيل والكتب؛ أرسل الرجل قبسا من نار النفط فجرت على خيط مدهون بدهن البلسان فتبتدر الذبالة فيتقد. فيجأرون حينئذٍ بالأدعية.
قال علماؤنا: وقد تفطّن لذلك بعض ولاة بيت المقدس فصار إليهم / (2/68/ب) في ذلك العيد وأراد أن يفضحهم بكشف القصة فبذلوا له مالاً فقنع به منهم وانصرف. ومعلوم أن ذلك لو كان نوراً لم يتقد منه المصابيح. إذ صفة النار الإحراف وصفة النور الإشراق فقط. ولو كان ذلك نازلاً من السماء كما يدعي النصارى لروئي خارج القبة. والدليل على كذبهم أن تلك البقعة أقامت في أيدي اليهود مدة طويلة ثم جاء الله بالإسلام ولم يُرَ شيء من هذا الجنس {ذكر أبو بكر الطرطوشي (474هـ) هذه الحيلة للنصارى، ونقلها عنه ابن القيم في إغاثة اللهفان ص 619، ونقلها المؤلِّف عن كتاب مقامع هامات ص 75، 76، 272.}.

الكتاب : الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح
المؤلف : أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس {661 هـ – 728 هـ}
الجزء الثاني، صفحة 340

ومن حيلهم الكثيرة النار التي يظن عوامهم أنها تنزل من السماء في عيدهم في قمامة وهي حيلة قد شهدها غير واحد من المسلمين والنصارى ورأوها بعيونهم أنها نار مصنوعة يضلون بها عوامهم يظنون أنها نزلت من السماء ويتبركون بها وإنما هي صنعة صاحب محال وتلبيس
ومثل ذلك كثير من حيل النصارى فجميع ما عند النصارى المبدلين لدين المسيح من الخوارق إما حال شيطاني وإما محال

الكتاب: تاريخ الإسلام
المؤلف: الذهبي {محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز، شمس الدين، أبو عبد الله، الذهبي الأثري (673 هـ – 748 هـ)}
الطبقة الأربعون
حوادث سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة:

وفيها هدم الحاكم بيعة قمامة التي بالقدس، وهي عظيمة القدر عند النصارى، يحجون إليها، وبها من الستور والآلات والأواني الذهب شيء مفرط، وكانوا في العيد يظهرون الزينة، وينصبون الصلبان، وتعلق القوام القناديل في بيت المذبح، ويجعلون فيها دهن الزئبق، ويجعلون بين القنديلين خيطاً الحرير متصلاً، وكانوا يطلونه بدهن البلسان، ويتقرب بعض الرهبان، فيعلق النار في خيط منها من موضع لا يراه أحد، فيتنقل بين القناديل، فيرقد الكل ويقولون: نزل النور من السماء فأوقدها، فيضجون، فلما وصفت هذه الحالة للحاكم، كتب إلى والي الرملة، وإلى أحمد بن يعقوب الداعي بأن يقصد بيت المقدس، ويأخذ القضاة والأشراف والرؤساء، وينزلون على هذه الكنيسة، ويبيحوا للعامة نهبها، ثم يخربونها إلى الأرض، وأحس النصارى، فأخرجوا ما فيها من جوهر وذهب وستور، وانتهب ما بقي، وهدمت.

الكتاب : البداية والنهاية
المؤلف: الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل ابن كثير (700 هـ – 774 هـ)
تخريب قُمَامَة في هذه السنة
‏(‏ج/ص‏:‏ 11/ 390‏)‏

وفيها‏:‏ أمر الحاكم بتخريب قُمامة وهي كنيسة النصارى ببيت المقدس، وأباح للعامة ما فيها من الأموال والأمتعة وغير ذلك، وكان سبب ذلك البهتان الذي يتعاطاه النصارى في يوم الفصح من النار التي يحتالون بها، وهي التي يوهمون جهلتهم أنها نزلت من السماء، وإنما هي مصنوعة بدهن البلسان في خيوط الإبريسم، والرقاع المدهونة بالكبريت وغيره، بالصنعة اللطيفة التي تروج على الطغام منهم والعوام، وهم إلى الآن يستعملونها في ذلك المكان بعينه‏.‏

الكتاب : اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء
المؤلف : المقريزي {” أحمد بن علي المقريزي ” المعروف باسم ” تقي الدين المقريزي ” (764 هـ ـ 845 هـ )}
الجزء الثاني>>> الحاكم بأمر الله>>> سنة ثمان وتسعين وثلثمائة

وفيها خرج النصارى من مصر إلى القدس لحضور الفصح بقمامة على عادتهم في كل سنة بتجمل عظيم كما يخرج المسلمون إلى الحج فسأل الحاكم ختكين الضيف العضدي أحد قواده عن ذلك لمعرفته بأمر قمامة فقال هذه بيعة تعظمها النصارى ويحج إليها من جميع البلاد وتأتيها الملوك وتحمل إليها الأموال العظيمة والثياب والستور والفرش والقناديل والصلبان المصوغة من الذهب والفضة والأواني من ذلك وبها من ذلك شيء عظيم‏.‏
فإذا كان يوم الفصح واجتمع النصارى بقمامة ونصبت الصلبان وعلقت القناديل في المذبح تحيلوا في إيصال النار إليه بدهن البيلسان مع دهن الزئبق فيحدث له ضياء ساطع يظن من يراه أنها نار نزلت من السماء‏.‏
فأنكر الحاكم ذلك وتقدم إلى بشر بن سورين كاتب الإنشاء فكتب إلى أحمد بن يعقوب الداعي أن يقصد القدس ويهدم قمامة وينهبها الناس حتى يعفى أثرها ففعل ذلك‏.‏
ثم أمر بهدم ما في أعمال مملكته من البيع والكنائس فخوف أن تهدم النصارى ما في بلادها من مساجد المسلمين فأمسك عن ذلك‏.‏

{tab شهادة العلم}

ماذا يقول العلم في هذه المعجزة؟:

عالم روسي يسجّل أول غياب كامل لأي تسريبات كهربائية (ظاهرة أو مخفية) عند نزول النور المقدّس يوم سبت النور

موسكو، شباط 17، إنترفاكس 2009 – في القسم المخصص لـ”لمسيحية والعلم” في العدد 17 من قراءات الميلاد التعليمية التي أجريت يوم الثلاثاء في موسكو صدرت نتائج اختبار قام به عالم روسي في الأحد العظيم 2008 في كنيسة القيامة في أورشليم.

رئيس معهد الطاقة الذريّة، الدكتور في الفيزياء والرياضيات أندري فولكوف تكلّم عن محاولته قياس إشارات بالبث الإذاعي ذات الذبذبات المنخفضة والموجات الطويلة في كنيسة القيامة في أورشليم وقت حلول النور المقدّس السنوي.

استعمل العالم آلات معدّة خصيصاً لهذا الإختبار. انتظر العالم حوالي ست ساعات ونصف الساعة لحلول النور. أما تحليل ما خَبِر فطال عددة أشهر.

يعتبر فولكوف أن “العجيبة المطلقة” هي الفرق بين الإشارات التي تلقّاها في يوم حلول النور واليوم الذي سبقه. إضافة إلى ذلك، يشير هذا العالِم إلى أن التحاليل التي أجريت على الشقّ الذي في العمود، إلى مدخل الكنيسة، تشير إلى أن الشقّ لا يمكن أن ينتج عن تسريب كهربائي.

أحد منافسي فولكوف، العالِم المتفوق في ميكانيك التدمير، يفجيني موروزوف (Yevgeny Morozov)، وصل إلى النتائج عينها.

رغم أن فولكوف يؤمن بأن القياسات المأخوذة مرّة واحدة لا تشكل دليلاً كافياً لنتائج علمية جدّية إلا أنه يتحمّل المسؤولية الكاملة لما توصّل إليه من النتائج وهو مستعد أن يقدّمها إذا طلبت.

قال العالِم فولكوف: “إذا سألتموني ما إذا كانت هناك أعجوبة أم لا، أقول لكم لا أعرف”.

وقد صدر عن نائب رئيس لجنة موسكو البطريركية، المحاضر في جامعة القدّيس يوحنا الروسي الأرثوذكسية، ألكسندر موسكوفسكي بخصوص هذا الحدث العجائبي التصريح التالي: “أن فولكوف حقّق خرقاً علمياً عندما قام بأول بحث علمي جدّي وموثوق ومسؤول عن النور المقدّس”.

يشار إلى أنّ النور المقدّس يظهر على قبر الرب يسوع المسيح في كنيسة القيامة في أورشليم سنوياً منذ قرون قبل الفصح الأرثوذكسي بقليل. ويؤمن المسيحيون الأرثوذكسيون أن أعجوبة النور المقدّس تشير إلى حقيقة الإيمان الأرثوذكسي القويم، وينقض من لا يؤمن بوجود إله.

نقلاً عن موقع عائلة الثالوث القدوس

المصدر لما نقله موقع دير عائلة الثالوث القدوس
Russian physicist is the first to register electrical discharges during the descent of the Holy Fire

{tab فيديو النور المقدس}

{flvremote}http://blip.tv/file/get/Orthodoxtube-320716.flv{/flvremote}

{flvremote}http://blip.tv/file/get/Orthodoxtube-330491.flv{/flvremote}

{youtube}QOXTIUqeQaM{/youtube}

arArabic
انتقل إلى أعلى