Sola Scriptura – عقيدة الكتاب المقدس حصراً – مناقشة لاهوتية


طبيعة التقليد:

في الدفاع عن عقيدة “الكتاب المقدس حصراً”، يدّعي البروتستانت أن الكنيسة الكاثوليكية تقبل بمصدرين للتعليم هما الكتاب المقدس والتقليد، وأن هذا التقليد قد جٌعل مساوياً للكتاب المقدس. ويقولون إن اعتماد الكنيسة الكاثوليكية على التقليد قد أدّى إلى عقائد مستحدثة مثل الحبل بلا دنس، وعصمة البابا، لهذا يستنتج البروتستانت أن عقيدة “الكتاب المقدس حصراً” هي الوحيدة التي تضمن عدم تطور عقائد مخالفة للكتاب المقدس.

بادئ ذي بدء الكنيسة الأرثوذكسية ترفض العقائد الكاثوليكية السابق ذكرها (الحبل بلا دنس، عصمة البابا وأولويته، المطهر، إلخ) لأنها لا تنتمي إلى التقليد الكنسي الأرثوذكسي. أيضاً، الكنيسة الأرثوذكسية لم تقبل بمصدرين للسلطة في الكنيسة. فالكنيسة الأرثوذكسية تميّز مصدراً واحداً للسلطة ألا وهو التقليد الرسولي الذي يشمل في قدس أقداسه التقليد الرسولي الكتابي أي الكتاب المقدس (وهو المصدر المكتوب للوحي الإلهي الذي لا يتغيّر ولا يتبدّل عبر العصور)، والتقليد التقليد الرسولي غير الكتابي (وهو مكتوب وشفوي).

لننظر ماذا يقول العهد الجديد في التقليد أو التقاليد. لنبدأ بمثال موضح من الترجمة الإنكليزية “الترجمة العالمية الجديدة” NIV للعهد الجديد وهي من أكثر أكثر الترجمات المستعملة لدى البروتستانت (وهي من أشهر الترجمات الإنكليزية بعد ترجمة King James) حيث نجد عشرة أماكن عن “التقليد” وهي: متى15: 2، 3، 6؛ مر7: 3، 5، 8، 9، 13؛ وغلا1: 14 وكول2: 8. في كل حالة من هذه الحالات يُقدَّم التقليد على أنه شيء سلبي ويعاكس الحقيقة الإلهية. الأمر نفسه حاصلٌ تماماً في ترجمة فان دايك البروتستانتية العربية المشهورة. مثلاً في مر7: 8: “لأنكم تركتم وصية الله وتتمسكون بتقليد الناس”. على ضوء هذا ليس من المستغرب أن نجد أن البروتستانت يجدون صعوبة في إيجاد أي شيء إيجابي يمكن أن يقولوه في التقليد. لكنهم يجهلون أو يتجاهلون صعوبة أنه بالإضافة إلى النصوص السابقة توجد ثلاثة نصوص أخرى في العهد الجديد (تغفلها الترجمات البروتستانتية) تذكر التقليد على أنه شيء إيجابي. وبالحري فإن هذه النصوص الثلاثة تأمرنا أن نحفظ التقاليد الشفوية التي استلمناها من الرسل. البروتستانت يجهلون هذه الآيات، جزئياً لأنهم يعيرون انتباهاً كبيراً للآيات الأخرى، وجزئياً لأنهم يستعملون ترجمات بروتستانتية تحرّف الآيات التي تعاكس التعاليم البروتستانتية كما سنُظهر في هذا المثال الموضح. لو عدنا إلى العهد الجديد اليوناني، لوجدنا أن كلمة التقليد اليونانية paradosis وتأتي 13 مرة في العهد الجديد وليس 10 مرات! ومن اللافت للنظر أن ترجمة NIV تترجم كلمة paradosis اليونانية بكلمة “تقليد” في كل مرة إلا في ثلاث آيات هي: 2تسالونيكي2: 15، 2تسالونيكي3: 6 و1كورنثوس11: 2. فالمثال الأول هنا جاء في النص العربي (ترجمة فان دايك البروتستانتية) والنص الإنكليزي (الترجمة العالمية الجديدة): “فاثبتوا إذاً أيها الأخوة وتمسكوا بالتعاليم التي تعلّمتموها، سواء كان بالكلام أم برسالتنا”. بينما في النص اليوناني لم ترد كلمة “تعاليم” بل كلمة “تقاليد paradosis” وهذا ما نجده في ترجمة King James الإنكليزية المشهورة أيضاً. فتصير الآية: “فاثبتوا أيها الأخوة وتمسكوا بالتقاليد التي تعلّمتموها، سواء كان بالكلام أم برسالتنا”. كلمة “تقاليد paradosis” اليونانية هنا مشتقة من فعل paradidomi اليوناني الذي يعني “يسلّم أو ينقل أو يتناقل” (36). من السهل لأي إنسان عارف باللغة اليونانية معرفة عادية أن يدرك أنه يوجد تحريف في الترجمة لتغيير المعنى ولإبعاد أي معنى إيجابي في ذهن القارئ مرتبط بكلمة “تقليد” أو “تقاليد”. فالمترجمون البروتستانت هنا حرّفوا النص اليوناني لكي يطابق عقائدهم ولم يغيّروا من عقائدهم لتتوافق من النص الإلهي المكتوب. من الواضح أن الترجمة العالمية الجديدة NIV قد حرصت على إبقاء كلمة “تقليد” أو “تقاليد” في النص الإنكليزي في كل مرة تأتي هذه الكلمة بالمعنى السلبي، ولكنها تحرص في الوقت نفسه على استبدال الكلمة اليونانية نفسها paradosis بكلمة أخرى غير “تقليد” أو “تقاليد” بل بكلمة قريبة منها مثل “تعليم” أو “تعاليم” في كل مرة تأتي هذه الكلمة اليونانية بالمعنى الإيجابي (37)! لو كان الكتاب المقدس فعلاً يفسّر نفسه بنفسه وكافٍ بحد ذاته فلماذا يلجأ البروتستانت إلى تحريف بعض النصوص الإنجيلية في ترجماتهم لتوافق هواهم ولاهوتهم؟ أو هل يفهم البروتستانت تعليم القديس بولس عن السلطة بصورة أفضل منه؟ هذا المثال هنا عن كلمة “تقليد” وترجمتها تعطينا نقطة مهمة جداً: لا بدّ لكل إنسان يقترب من الأسفار أو من الكتاب المقدس أن يقترب ضمن تقليد معين، وكل ترجمة للكتاب المقدس لا تتم إلا ضمن تقليد معيّن وتعكس جوانب هذا التقليد. فتوجد ترجمة بروتستانتية وأخرى كاثوليكية وأخرى أرثوذكسية وهكذا. أيضاً، كل تفسير للكتاب المقدس يُقدَّم ضمن إطار أو تقليد معيّن ويختلف هذا التفسير عن غيره بحسب خلفية التقليد الذي ينطلق منه هذا التفسير (38). لنتذكّر هنا: المراقب هو جزء من الحدث.

2تسالونيكي2: 15 يقول: “فاثبتوا إذاً أيها الأخوة وتمسّكوا بالتقاليد التي تعّلمتموها، سواءٌ كان بالكلام أم برسالتنا”، و2تسالونيكي3: 6 يقول: “ثم نوصيكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنّبوا كل أخٍ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التقليد الذي أخذه منّا”. وفي 1كورنثوس11: 2 يقول: “فأمدحكم أيها الأخوة على أنكم تذكرونني في كل شيء وتحفظون التقاليد كما سلّمتها إليكم”. هذه الآيات تناقض ظاهرياً ما قاله بولس في كولوسي2: 8 “انظروا أن لا يكون أحدٌ يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطلٍ حسب تقليد الناس، حسب أركان العالم وليس حسب المسيح”. هذا يعني أنه يوجد نوعان من التقليد بالنسبة لبولس الرسول. النوع الأول هو تقليد أو تقاليد الناس، والثاني هو تقليد أو تقاليد الكنيسة أو الرسل. فعلى المسيحيون أن يبتعدوا عن تقاليد الناس وأن يلتصقوا بتقاليد الرسل كما استلموها. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم في مواعظه (4: 2) على الرسالة الثانية لتسالونيكي: “فاثبتوا إذاً أيها الأخوة وتمسكوا بالتقاليد التي تعلّمتموها، سواءٌ كان بالكلام أم برسالتنا. هنا، من الواضح أنهم لم يسلّموا كل شيء بالرسالة بل كان يوجد الأكثر أيضاً، الذي لم يُكتب. وعلى نسق ما قد كُتب، فإن ما لم يكتب يستحق التصديق أيضاً. لنعتبر تقليد الكنيسة أيضاً مستحق التصديق. أهو تقليد؟ لا تسأل أكثر”.

المسألة أو المشكلة هنا هي أنه يوجد تباين كبير بين البروتستانت من جهة وآباء الكنيسة من جهة أخرى بخصوص مفهوم وطبيعة المسيحية. فالمسيحية بالنسبة للبروتستانت هي “جملة من الحقيقة” محفوظة “بدون عيب” في الكتاب المقدس حصراً. أما بالنسبة لآباء الكنيسة الأرثوذكسية، ليست المسيحية “جملة” أو “نظاماً”، بل هي “الحياة في المسيح”. هذه الحياة لا يمكن أن تُحال أو تُحوَّل إلى مجموعة مُثُل أو أفكار مكتوبة أو إيديولوجية نظرية. القديس بولس نفسه يوضح هذا قائلاً في 2تسالونيكي3: 6: “ثم نوصيكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنّبوا كل أخٍ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التقليد الذي أخذه منا”. ومن ثم يشرح ماذا يعني بوصفه طريقته في الحياة معهم، وكيف عمل بحيث لا يكون عبئاً عليهم، حتى ولو كان يحق له كرسول أن يعيش على نفقتهم. لقد أعطى هذا الرسول العظيم مثالاً حياً لأهل تسالونيكي عليهم أن يعيشوا وفقه وهذا المثال صار جزءاً من التقليد الحي الرسولي. هذا هو ما تعنيه الكنيسة بالتقليد. فالتقليد ليس جملة من العقائد تسير بصورة متوازية للعقائد المذكورة في الكتاب المقدس. لكنه الحياة التي سلّمها المسيح لرسله، وهم بدورهم سلّموها للكنائس التي أسسوها. فقط ضمن هذه الحياة (أو التقليد) يمكن للمرء وبصورة صحيحة أن يفهم ما هو مكتوب في الأسفار الإلهية. لهذا السبب كان الرسول بولس ملحّاً أن يحفظ أهل تسالونيكي التقاليد، أي الحياة التي سلّمها لهم. فقط بهذه الطريقة يمكنهم أن يفصلوا الرسائل الصحيحة عن الدخيلة. فقط بهذه الطريقة يمكنهم أن يفهموا بحقٍ ما قد كتبه الرسول بولس لهم.

القديس باسيليوس الكبير (القرن الرابع) في مقالته “في الروح القدس” يُظهر بوضوح حقيقة كون التقليد المقدس هو أكثر من كونه مجموعة من الأفكار أو المثُل. رداً على هرطقة محاربي الروح القدس (المكدونيين) القائلين بأن المجلة: “المجد للآب والابن والروح القدس” ليست كتابية، يجيب القديس باسيليوس أنه إذا كان شيءٌ لم يُكتب فلا يعني أنه ليس عنصراً أصيلاً من التقليد الرسولي:

“بالنسبة لتعاليم الكنيسة، سواء المُعلنة علناً (البشارة) أو المحفوظة لأعضاء بيت الإيمان (العقائد)، فإننا تسلّمنا بعضها من مصادر مكتوبة، بينما أُعطيت المصادر الأخرى لنا سراً، بالتقليد الرسولي. للمصدرين معاً قوة متساوية في الديانة الحقة. فلا أحد ينكر أي مصدر، لا أحد بأي حال إن كان متآلفاً ولو قليلاً مع قوانين الكنيسة. إذا هاجمنا العادات غير المكتوبة، مدّعين بأنها ذات أهمية قليلة، فسوف نشوّه الإنجيل بصورة مميتة، مهما كانت نيّاتنا أوب بالحري، سوف نُنقص تعاليم الإنجيل إلى كلمات عارية”. الرسل بنوا الكنائس عقائدياً وروحياً فأوصى بولس بالحفاظ على ما وضع من بنية (غلا1: 8-9). في هذه البنية نزل الكتاب المقدس كقلادة. ليس هو البنية. البناء قام قبله وبدونه. هو هرياً في المنزل ولكنه ليس المنزل. المنزل هو ما بناء الرسل شفوياً. لهذا، فالمسيحية هي الحياة في المسيح، وليست جملة من العقائد والتعاليم. إنها المسيح في المسيحي والمسيحي في جسد المسيح أو الكنيسة. لهذا ليست المسيحية ديانة كتاب، بمعنى أنها ليست ديانة مرتبطة ومعرَّفة بتعاليم محتواة في كتاب ما، بل هي المسيح في المسيحيين. لهذا إنقاص المسيحية إلى مجرد ديانة كتاب هو نحر المسيحية ونحر الإنجيل نفسه الذي يتعارض لاهوته مع القول إن المسيحية هي ديانة كتاب، لأن “الحرف يقتل لكن الروح يُحيي” (2كور3: 6). المسيحية ليست الكتاب المقدس. الكتاب يتكلّم عن المسيح والمسيحية. المسيحية هي في الكنيسة. في الكنيسة (لا في الكتاب) يعتمد المرء ويُمسح بالميرون ويتناول جسد الرب ودمه، ويجاهد ضد الأهواء والخطية حتى الموت. ويشرح القديس باسيليوس لماذا بقيت هذه الممارسات الكنسية غير مكتوبة حتى يومنا الحالي:

“أليست هذه الأمور كلها موجودة في تعاليم غير منشورة وغير مكتوبة، والتي حرسها آباؤنا بصمت، آمنة من التطفل والفضول التافه؟ لقد تعلّموا درسهم جيداً؛ فأفضل طريقة لتشجيع توقير الأسرار هي الصمت. فلم يكن يُسمح للمبتدئين بحضور الأسرار؛ فكيف يمكنك أن تتوقع أن يتم استعراض هذه التعاليم في وثائق عامة؟. هذا يذكّرنا اليوم بقاعدة أنه لا يجوز إلا للمؤمنين (أعضاء الكنيسة المعتمدين) بحضور الجزء من القداس الإلهي الذي يُدعى “قداس المؤمنين”.

في النهاية عقيدة “الكتاب المقدس حصراً” أو Sola Scriptura كانت وليدة غيرة ولكن ليس بحسب المعرفة تجاه التجاوزات البابوية. ربما لا يقصد البروتستانت (أو معظمهم) أن ينتهي الأمر بهم إلى هذه النتائج الوخيمة، لكن الحقيقة لا يمكن كبتها أو تغطيتها. المطلوب اليوم هو العودة إلى إيمان الكنيسة الأولى، كنيسة العهد الجديد، كنيسة الرسل والشهداء والآباء المدافعين والمعلمين والنسّاك، إلخ… وليس العودة إلى الاجترارات الفكرية الفلسفية بغية الربح بعلم باطل. كل البروتستانت الذين تحوّلوا إلى الأرثوذكسية في الولايات المتحدة (وسواها)، وعددهم الآلاف، تجمعهم خبرة واحدة مشتركة: لقد وجدوا في الكنيسة الأرثوذكسية اللؤلؤة الضائعة، حبة الخردل، الخميرة الدفينة في العجين، النور الساطع للعالم. وعندما أقول الكنيسة الأرثوذكسية لا اقصد فلاناً من المطارنة أو البطاركة أو الكهنة. حاشا! وإنما أقصد أو يقصدون بالحري الكنيسة الأرثوذكسية كجسد المسيح الحي الذي حفظ عبر العصور السابقة وبدون تبدّل الإيمان الرسول الذي سلّمه إلينا رسل المسيح يسوع له المجد والسجود إلى الآبد. آمين.

 

نقلاً عن كتاب: سألتني فأجبتك
د. عدنان طرابلسي


(26) أيضاً، لماذا استغرق الأمر 1100 سنة أخرى قبل أن تأتي جماعة من المسيحيين (الإصلاحيين) وتقرّر بأن الكتب اليونانية للعهد القديم لم تكن مُلهمة؟ (أي الكتب السبعينية اليونانية التي لم تكن موجودة في القانون العبراني و التي لم يقبل بها يهود مجمع Jamin سنة 90م، والتي يشير إليها الإصلاحيون بأنها قانونية ثانوية).
(27) خلال حياة مارتن لوثر نفسه ظهرت ما لا يقل عن 12 فئة مختلفة فيما بينها تدعي الإيمان “بالكتاب المقدس حصراً”. “ناكروا المعمودية” تحدّوا لوثر بناء على “الكتاب المقدس” فحاربهم اللوثريون وقتلوا الآلاف منهم.
(28) وهو الذي يتمسّك بحرفية الناموس.
(29) دحضت الكنيسة كل الهرطقات بكونها مخالفة لما هو ساري المفعول فيها. الهرطقة إحداث طارئ شاذ مخالف لقانون الإيمان. قبل ظهور العهد الجديد آمنت الكنيسة بفضل بشارة الرسل الشفوية. قَبِلَت العهد الجديد لأنه موافق لإيمانها. رفضت المزوّرات لأنها مخالفة له. هي القاضي. هي مالكة الكتاب المقدس الذي تحفظه بالروح القدس (2تيمو1: 14).

(30) Oscar Cullmann: Baptism in the New Testament، The Westminster Press، Philadelphia، 1950.
(31) G.R.Beasley-Murray: Baptism in the New Testament، Eerdmans Publication Co،. Michigan، USA، 1990.
(32) Joachim Jeremias: Infant Baptism in the First Four Centuries. The Wsetminster Press، 1960.

(33) أخطر ما في البروتستانتية هو الفردية، بينما الكنيسة هي جسد المسيح الواحد والمؤمنون هم أعضاؤه. هي تفكّك هذا الجسم ليصبح كل بروتستانتي كنيسة مستقلة. ولكنه كنيسة اسماً لا فعلاً. يحذف نفسه من الوحدة.
(34) مرة أخرى نقول إن هذه عملية بتر جديدة. يسوع هو رأس الكنيسة. بتروا الرأس فبقيت الكنيسة جيفة. منطقهم الأعوج يهودي: الله لا يتجلّى في التاريخ والبشر. يبقى قابعاً في علياته. بترو سر التجسد الإلهي بينما نؤمن نحن أن العنصرة هي استمراره فينا إلى الأبد. البروتستانتية تنفي يسوع إلى السماء بينما نحن نستقر فيه كما قال هو في إنجيل يوحنا. الكنيسة هي مسكن الله على الأرض ومكانه إنجيله. حذفوها فحذفوه من وجودهم. لذلك الخلاف الكبير هو قرب الله وبعده. المسيحية قرّبته. هم عادوا إلى اليهودية وخوفها من يهوه. يجب تطهيرهم من اليهودية.
(35) البروتستانت نفروا من سلطات البابا غير المعقولة وامتيازاته الخيالية فرفضوا الكنيسة جملةً وتفصيلاً. نفروا من المبالغة في تكريم العذراء فرفضوا لقبها “والدة الإله” وبتوليتها الدائمة وشفاعتها. نفروا من رجال الدين فرفضوا الأسرار الإلهية بما فيها سر الكهنوت. نفروا من صكوك الغفران والاستحقاقات و..و.. فرفضوا الإيمان العامل بالمحبة ونادوا بعقيدة “الكتاب المقدس حصراً” و”الإيمان حصراً”. رفضهم للكنيسة وللقب “والدة الإله” يعني رفضهم للتجسد الإلهي (وهم لم يقصدوا ذلك لا سمح الله).
(36) كلمة “تقليد” أفضل من “تسليم”. يُقال: قلّده الوسام، والمنصب والقضاء والسيف. والقلادة….
(37) في 2تسالونيكي3: 6 كلمة “تقليد” اليونانية تم استبدالها بكلمة “تعليم” في ترجمة فان دايك البروتستانتية العربية وترجمة NIV الإنكليزي. الأمر نفسه نراه في 1كور11: 2، حيث استبدلت كلمة “تقاليد” اليونانية بكلمة “تعاليم”. النصان يحضّان القارئ على التمسّك بالتقليد أو التقاليد التي سلّمها بولس الرسول للمؤمنين والتي أخذوها منه.
(38) هذه قاعدة عامة تنطبق على الحياة بجوانبها المختلفة. فالمراقب جزء من الحدث وينقله بصورة مختلفة عن غيره. هذا ما نراه بأجلى بيان في تباين الأخبار المنقولة عبر مراسلين تختلف تقاليدهم بعضها عن بعض.

arArabic
انتقل إلى أعلى