Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎
☦︎

الفصل السادس والأربعون

افتضاح العبادة الوثنية، واستشارة الأوثان، والأساطير الخرافية، والأعمال الشيطانية، والسحر، والفلسفة الوثنية، منذ وقت التجسد. وبينما نرى العبادات القديمة محصورة في أماكنها المحلية ومستقلة بعضها عن بعض، نرى عبادة المسيح جامعة وعلى نسق واحد.

1 ـ فمتى بدأ الناس يهجرون عبادة الأوثان إلاّ عندما أتى كلمة الله الحقيقي(1) بين البشر؟ أو متى بطلت استشارة الأوثان(2) بين اليونانيين وفى كل مكان وصارت بلا معنى إلاّ عندما أظهر المخلّص نفسه على الأرض؟

2 ـ أو متى ظهر أن أولئك الذين دعاهم الشعراء آلهة وأبطالاً وهم ليسوا في الحقيقة إلاّ مجرد بشر مائتين إلاّ حينما أكمل الرب نصرته على الموت وحفظ الجسد الذي اتخذه غير فاسد، ولذلك أقامه من بين الأمـوات؟(3)

3 ـ متى صارت خداعات الشياطين وجنونهم محتقرة(4) إلاّ عندما تنازل قوة الله ـ الكلمة ـ الذي هو سيد الكل وسيدها أيضاً(5)، تنازل من أجل ضعف البشر(6) وظهر على الأرض ؟ أو متى بدأت حرفة السحر وتعليمه تُداس بالأقدام إلاّ بعد أن صار الظهور الإلهي للكلمة بين البشر؟(7)

4 ـ وباختصار، متى صارت حكمة اليونانيين جهالة(8) إلاّ حينما أظهر حكمة الله الحقيقي نفسه على الأرض؟ ففي القديم ضّل العالم كله منقاداً في كل مكان لعبادة الأوثان، وكان البشر يعتقدون أن الأوثان وحدها هي الآلهة، أما الآن(9) فإننا نجد البشر في كل مكان يهجرون خرافة الأوثان ويأتون للمسيح، وإذ يعبدونه إلهاً لهم فإنهم بواسطته يعرفون الآب أيضاً الذي كانوا يجهلونه.

5 ـ والأمر المدهش أنه بينما تنوّعت المعبودات وتعدّدت ـ إذ كان لكل مكان صنمه الخاص، والذي كان يُعتبر إلهاً بينهم، لم يكن لهذا الصنم سلطان على المكان المجاور ليقنع الشعوب المجاورة بعبادته، بل كان بالكاد يُعبد بين شعبه فقط، إذ لم يكن أحد يعبد إله جاره قط، بل بالعكس كان كل واحد مرتبطاً بوثنه الخاص ومعتقداً أنه سيد الكل، فإننا نرى المسيح وحده هو الذي يُعبد بين كل الشعوب إلهاً واحداً للجميع في كل مكان. وما لم تستطع الأوثان الضعيفة أن تفعله، أي إقناع الذين يعيشون في مناطقهم بعبادتها ـ فَعَله المسيح إذ أقنع ليس فقط من يعيشون بالقرب منه بل أقنع كل المسكونة ليعبدوه رباً واحداً فقط، وبه يعبدون الله أباه(10).

الفصل السابع والأربعون

القضاء بعلامة الصليب على العرافات المتعددة والأشباح التي يتوهمون ظهورها في أماكن عبادتهم الخ. البرهان على أن الآلهة القديمة ما هي إلاّ مجرد بشر. افتضاح السحر. وبينما لم تستطع الفلسفة أن تقنع بالخلود والصلاح سوى جماعة محدودة محلية، فإن بعضاً من البشر ذوي الكفاءة المحدودة استطاعوا أن يقنعوا الجماهير العديدة في كل الكنائس بمبدأ الحياة التي تفوق الطبيعة.

1 ـ وبينما في القديم امتلأ كل مكان بخداع التنجيم وما اشتهرت به دلفى ودودنا وبوتيا وليكيا وليبيا ومصر، وما كان يُعجب به الناس من أعمال العرافة في كابرى وبيثيا، فإنه قد بَطُل الآن هذا الجنون، منذ أن بدأ التبشير بالمسيح في كل مكان، ولم يعد أحد من بين البشر يُنجِّم بعد(11).

2 ـ وبينما أضلّت الشياطين عقول البشر قديماً باستخدامها الينابيع والأنهار(12) والأشجار والحجارة(13)، وهكذا أثرّت على بسطاء الناس بغواياتها فإن خداعاتها بَطُلت الآن بعد الظهور الإلهي للكلمة، لأنه حتى الإنسان العادي يستطيع بعلامة الصليب فقط أن يفضح ضلالاتها(14).

3 ـ وبينما كان البشر في السابق يعتقدون في زفس(15) وكرونوس(16) وأبوللو(17) والأبطال المذكورين في أشعارهم أنهم آلهة، وضلوا بعبادتهم لها(18) فالآن بعد أن ظهر المخلّص بين الناس فقد انكشف أمر أولئك، وظهر أنهم بشر مائتون، وعرف البشر أن المسيح وحده هو الإله الحقيقي كلمة الله.

4 ـ أو ماذا نقول عن السحر الذي كان يُدهش البشر؟ فإنه قبل مجيء الكلمة بيننا كان السحر له قوته وتأثيره بين المصريين والكلدانيين والهنود وكان يثير الرهبة في كل من شاهده، أما بعد مجيء الحق وظهور الكلمة فقد دُحض السحر تماماً وأُبطل كلية.

5 ـ وأما عن الحكمة اليونانية وثرثرة الفلاسفة وضجيجهم فلا أظن أن أحداً يحتاج أن نقدم له براهين من جانبنا. ذلك لأن الأعجوبة واضحة أمام أعين الكل. فبينما عجز حكماء اليونانيين عن أن يقنعوا ولو نفراً قليلاً بواسطة كتاباتهم الكثيرة عن حقيقة الخلود(19) والحياة بحسب الفضيلة(20)، فإن المسيح وحده بلغته العادية، وبأشخاص غير فصحاء في الكلام، قد أقنع جماعات كثيرة من البشر أن يحتقروا الموت ويهتموا بالأمور التي لا تموت ولا تفنى، وأن يغضوا النظر عما هو زمنى، وأن يحولوا أنظارهم للأمور الأبدية، وأن لا يفكروا في المجد الأرضي، بل يجاهدوا فقط لأجل الأمور التي لا تفنى.

الفصل الثامن والأربعون

حقائق أخرى. عفة العذارى المسيحيات والنساك. الشهداء. قوة الصليب ضد الشياطين والسحر. المسيح أظهر بقوته أنه أعظم من البشر ومن الأرواح، وأعظم من السحرة، لأن هذه كلها تخضع لسلطانه كلية. إذاً فهو كلمة الله.

1 ـ وما عرضناه(21) ليس هو مجرد كلام بل هناك اختبارات(22) فعليّة تشهد بأنه حق.

2 ـ فمن يُرد دعه يذهب ليرى برهان الفضيلة في عذارى المسيح والشبان الذين يعيشون حياة العفة المقدسة(23)، ويرى أيضاً في الجوقات(24) الكثيرة من شهداء المسيح، اليقين والثقة في الخلود(25).

3 ـ ومن يُرد أن يمتحن أقوالنا السابقة بطريقة عملية فدعه ـ في وجود خداع الشياطين وضلالات المنجمين وأعاجيب السحر ـ يستعمل علامة الصليب التي يسخرون منها، وينطق فقط باسم المسيح(26)، فيرى كيف تهرب الشياطين من اسمه، ويَبْطُل التنجيم، ويتلاشى كل سحر وعرافة(27).

4ـ إذن من هو المسيح هذا وما أعظمه، ذاك الذي باسمه وبحضوره يحجب كل الأشياء ويلاشيها(28)، وهو وحده يَقوى على الكل وهو قد (أنار) المسكونة كلها بتعليمه؟(29) فليخبرنا اليونانيون الذين يُسرّون بالاستهزاء بدون خجل.

5 ـ فإنه لو كان إنساناً(30) فكيف استطاع إنسان واحد أن يَقوى على كل الذين يظن اليونانيين أنهم آلهة(31)، وأن يفضحهم بقوتـه ويُظهر أنهم لا شىء؟ أما إن دَعُوه ساحراً(32) فكيف يمكن لساحر أن يبيد كل أعمال السحر بدلاً من أن يدعمها ؟ لأنه لو كان قد قهر سحرة بعينهم، أو غلب ساحراً واحداً فقط، لجاز لهم أن يدّعوا أنه تفوق على الباقين بمهارته الأعظم(33) من مهارتهم

6 ـ أما إن كان صليبه قد ربح النصرة على كل سحر على الإطلاق، بل وعلى اسم السحر نفسه، فلابد أن يكون واضحاً أن المخلّص ليس ساحراً(34)، إذ إن الشياطين نفسها ـ التي يستدعيها السحرة ـ تهرب منه (باعتباره) هو سيدها(35).

7 ـ فليخبرنا اليونانيون الذين حصروا كل ذهنهم في الاستهزاء إذن مَن يكون هو؟ ربما يقولون إنه هو أيضاً كان شيطاناً، وهذا هو سبب قوته، فليقولوا ما يشاءون، فإن استهزاءهم يرتد عليهم. فإنه من الممكن تخجيلهم مرة أخرى بواسطة براهيننا السابقة، لأنه كيف يمكن لمن يطرد الشياطين أن يكون شيطاناً؟

8 ـ لأنه لو كان فقط قد طرد شياطين معينة لكان يمكن أن يُقال إنه برئيس الشياطين قد غلب الشياطين الأضعف، وهذا هو ما قاله اليهود له عندما أرادوا أن يهينوه(36). أما إن كان بمجرد ذكر اسمه قد تم استئصال كل جنود الشياطين وطُردت بعيداً فقد اتضح هنا أيضاً أن اليونانيون مخطئون، وأن ربنا ومخلصنا المسيح ليس قوة شيطانية، كما يظنون.

9 ـ إذن إن كان المخلّص ليس مجرد إنسان وليس ساحراً، ولا شيطاناً، ولكنه بألوهيته قد أبطل تعاليم الشعراء وضلالات الشياطين وحكمة اليونانيين، وطرحها في الظلام، فيجب أن يكون واضحاً وأن يعترف الجميع أن هذا هو بالحقيقة الكائن، ابن الله(37)، كلمة الآب وحكمته وقوته. وهذا هو السبب في أن أعماله أيضاً ليست أعمال إنسان، بل هي أسمى جداً من أعمال الإنسان، وهى حقاً أعمال الله سواء من جهة طبيعة هذه الأعمال ذاتها أو من جهة مقارنتها بأعمال باقي البشر(38).

الفصل التاسع والأربعون

ميلاده ومعجزاته. أنتم تدعون أسكيليبوس وهرقل وديونيسيوس آلهة بسبب أعمالهم. فقارنوا بين أعمالهم وأعمال المسيح، والعجائب التي تمت عند موته الخ.

1 ـ ومَن مِن البشر وُلِدَ قط وقد شكّل لنفسه جسداً من عذراء فقط؟(39) أو أي إنسان قط قد شفى أمراضاً كتلك التي شفاها رب الكل؟ أو مَن الذي أكمل نقصاً في الخلقة لإنسان، وجعل الأعمى منذ ولادته يُبصر ؟(40)

2 ـ لقد اعتبر اليونانيون أسكيليبوس إلهاً(41) لأنه مارس الطب واكتشف أعشاباً لعلاج الأجساد المريضة وهو لم يخلق هذه الأعشاب من الأرض بل اكتشفها بالخبرة التي من الطبيعة. وماذا يكون هذا العمل بالمقارنة بما فعله المخلّص الذي بدلاً من أن يشفى جرحاً فإنه أكمل طبيعة إنسان أعمى منذ ولادته وأعاد جسده سليماً؟(42)

3 ـ وقد عَبَد اليونانيون هيراكليس كإله لأنه حارب بشراً مثله(43) وفتك بوحوش برّية بخداعه. وأين هذا مما فعله الكلمة بطرده للأمراض والشياطين، بل والموت نفسه، من الإنسان ؟ وهم يعبدون ديونيسيوس لأنه علّم الإنسان شرب الخمور(44)، أما المخلّص الحقيقي ورب الكُلْ الذي علّم العفة والاعتدال فإن هؤلاء يهزأون به.

4 ـ بل وأكثر من ذلك، ماذا يقولون عن المعجزات الأخرى لألوهيته، فأي إنسان أظلمت الشمس وتزلزلت الأرض عند موته؟(45) فأي من البشر الذين يموتون كل يوم منذ القديم وإلى الآن(46) حدثت عند موته عجيبة كهذه؟!

5 ـ وإذ نترك الأعمال التي أكملها في جسده دعنا نتذكر تلك الأعمال التي تمت بعد قيامته. فأي إنسان ساد تعليمه وانتشر في كل مكان وهو نفس التعليم الواحد من أقاصي الأرض إلى أقاصيها، حتى إن عبادته قد انتشرت في كل البلاد؟(47)

6 ـ أو إن كان المسيح إنساناً كما يدّعون وليس هو الله الكلمة فلماذا لم تستطع آلهتهم أن تمنع عبادة المسيح من أن تمتد إلى نفس البلاد التي تُعبد فيها تلك الآلهة، بل بالحري فإن الكلمة بظهوره هنا قد أوقف عبادتها وفضح ضلالها بتعليمه ؟(48)

الفصل الخمسون

بموت المسيح افتضح ضعف المغالطين ومنافساتهم. قيامته لا مثيل لها حتى في الأساطير اليونانية.

1 ـ وقبل المسيح كان هناك ملوك وطغاة(49) كثيرون في العالم، كما سجلّ التاريخ أسماء العديد من الحكماء والسحرة بين الكلدانيين والمصريين والهنود(50). فمَن منهم استطاع ليس فقط بعد موته، بل في حياته أيضاً(51)، أن يملأ كل المسكونة بتعليمه وأن يرد كل تلك الجموع الغفيرة عن أباطيل الأوثان مثلما فعل مخلّصنا، إذ نقلهم من عبادة الأوثان إلى شخصه؟

2 ـ لقد ألّفَ فلاسفة اليونانيين كتابات كثيرة بحكمة(52) واضحة ومهارة فهل كان لهذه الكتابات تأثير مثل التأثير العظيم الذي لصليب المسيح؟(53) فالفلسفة والأفكار التي علّموا بها كانت مقبولة حتى وفاتهم فقط، ولكن حتى في أثناء حياتهم فإن هذا التأثير العظيم كان موضع تنافس متبادل بينهم. لأنهم كانوا يغارون من بعضهم البعض ويهاجم كل منهم الآخر(54).

3 ـ أما كلمة الله، فالعجيب جداً أنه بينما علّم بلغة أبسط(55) إلاّ أنه قد حجب بنور تعليمه (تأثير) أعظم الفلاسفة، وإذ جذب الجميع إلى نفسه فإنه قد ملأ كنائسه بينما أفرغ مدارسهم. والأمر المدهش أنه بنزوله إلى الموت كإنسان(56) أبطل أصوات الفلاسفة وتعاليمهم عن الأوثان.

4 ـ فهل هناك مَن كان موته يطرد الشياطين؟ أو مَن هو الذي ارتاعت الشياطين من موته كما فعلت عند موت المسيح؟ فحيث سُمّى اسم المخلّص(57) هناك يُطرد كل شيطان. ومَن هو الذي حرّر البشر من شهواتهم النفسانية حتى صار الزناة عفيفين(58) والقتلة لا يعودون يحملون السيف(59) والذين كان يتملكهم الجبن قبلاً صاروا شجعاناً؟(60)

5 ـ وبالإجمال، ما الذي أقنع سكان البلاد البربرية والوثنيين في كل مكان أن يتخلوا عن عنفهم الجنوني وأن يميلوا للسلام إلاّ الإيمان بالمسيح وعلامة الصليب؟ أو ما الذي أعطى للبشر مثل هذا اليقين بالخلود كما فعل صليب المسيح وقيامة جسده؟(61)

6 ـ فرغم أن اليونانيين(62) قد تكلموا بكل نوع من الأساطير الكاذبة لكنهم لم يستطيعوا أن يؤلفوا أساطير تنسب لأوثانهم القيامة، إذ لم يخطر ببالهم أبداً أن الجسد يمكن أن يحيا أيضاً بعد الموت(63). وهنا نحن نقبل ما يقولونه إذ بأقوالهم هذه يكشفون ضعف عبادتهم الوثنية، وذلك يؤدى للاعتراف بقيامة المسيح بالجسد، وبذلك أيضاً يُعرف عند الكل أنه ابن الله.

 

 


(1) 1 في فصل11/3 يوضح القديس أثناسيوس أن البشر بسبب تركهم الله كليةً أظلّمت أنفسهم واخترعوا لهم آلهة مزيفة وعبدوها. وعندما أتى كلمة الله الحقيقي أنهى كل هذه العبادات.

(2) 2 استشارة الأوثان (العرافة) بالطبع هي ضمن عبادات الأوثان. انظر فصل11/6 ولقد كانت هذه العرافة منتشرة في كل مكان انظر فصل47/1.

(3) 3 بواسطة قيامة المسيح اتضح أن الآلهة الوثنية كاذبة (انظر فصل5/6)، وأنهم بشر يفنون (انظر فصل47/3).

(4) 4 انظر فصل47/3.

(5) 1 عن سيادة المسيح على الأرواح النجسة والأوثان انظر فصل 32/4.

(6) 2 لقد تنازل الرب من أجل ضعف البشر انظر فصل 8/2.

(7) 3 عن انتصار المسيح على أعمال السحر انظر فصل 48.

(8) 4 انظر 1كو18:1ـ24 راجع فصل 15/1 حيث يستخدم القديس أثناسيوس نفس الشاهد.

(9) 5 يجرى القديس أثناسيوس مقارنة بين ما كان يحدث “في القديم” وما يجرى “الآن”، وسبق أن تحدث عن هذا في فصل 21/1.

(10) 1 في هذه الفقرة يلخص القديس أثناسيوس ما سبق أن ذكره بالتفصيل في مقالته ضد الوثنيين:23. ويقابل كل ما كان يحدث بما فعله السيد المسيح حينما ظهر في الجسد إذ أقنع كل المسكونة ليعبدوه وحده فهو القادر أن يعلّم العالم كله عن الآب (انظر فصل 14/3). ومع أنه وُلد في اليهودية إلاّ أنه صار يعبد في كل مكان (انظر فصل 37/5).

(11) 1 في هذا الفصل وما يليه يشرح القديس أثناسيوس ما تحدث عنه باختصار في الفصول السابقة ويوضح أن العرافة قد أبطلت بمجيء السيد المسيح، ويشير القديس أثناسيوس إلى نفس هذا الأمر في كتابه “حياة أنطونيوس” فصل32 حيث يشرح الفرق بين أن يتنبأ أحد بالحوادث وبين أن يتكهن بوقوعها.

(12) 2 انظر ضد الوثنيين فصل 24/2.

(13) 3 انظر فصل4:11. وفي كتابه حياة انطونيوس فصل23 يذكر القديس أثناسيوس أن الشياطين تحاول أن تضل المسيحيين ولا سيما الرهبان باتخاذها أشكالاً وصوراً أخرى غير المذكورة هنا.

(14) 4 يشرح القديس أثناسيوس بالتفصيل أوجه الغلبة بعلامة الصليب على ضلالات الشياطين. انظر الفصول 48، 50. انظر أيضاً حياة أنطونيوس:78.

(15) 1 هو الإله زحل.

(16) 2 هو الإله عطارد.

(17) 3 إله الجمال والرجولة والشعر والموسيقى عند قدماء اليونانيين.

(18) 4 في مقالته ضد الوثنيين فصل 15/2 يذكر القديس أثناسيوس أن الشعراء والكتّاب لم يكتفوا بذكر أسماء هذه الآلهة بل سجلوا أعمالها الفاضحة وانحطاط حياتها الأمر الذي أضل وأفسد حياة كل مَن كان يعبدها من البشر. وكان قد سبق في الفصول 12،11 من نفس المقال أن استعرض كل هذه الأعمال.

(19) 5 عندما يفكر الإنسان العاقل في الحياة الخالدة فإنه يتخلى بسهولة عن الأمور الزائلة. انظر ضد الوثنيين1:32.

(20) 6 سبب عدم استطاعة حكماء اليونانيين أن يقنعوا أحد بحياة الفضيلة هو أنهم هم أنفسهم كتبوا عن الفضائح الأخلاقية لآلهتهم وليس هذا فقط بل وكانوا يقلدونها. انظر ضد الوثنيين: الفصول12،11.

(21) 1 يقصد ما تم عرضه في الفصلين السابقين.

(22) 2 وردت كلمة اختبار “Pe‹ra“ في فصل 28/3 في سياق الحديث عن التجربة العملية للتأكد من شيء.

(23) 3 يعطى القديس أثناسيوس أهمية كبرى للعفة كفضيلة مسيحية، ويتضح ذلك من خلال نصوص بعضها منسوب إليه ومترجمة إلى اللغة السريانية والقبطية.

(24) 4 جوقات جمع جوقة. وفي مقالته ضد الوثنيين:43 يشّبه القديس أثناسيوس التناغم الحادث بين المخلوقات والذي يشهد بألوهية الكلمة الخالق بتناغم الأصوات التي تصدر عن جوقة من المرتلين.

(25) 5 سبق أن أشار القديس أثناسيوس إلى أن حياة العفة التي يعيشها الشبان والعذارى واستعدادهم للاستشهاد على اسم المسيح هي دليل على نصرة المسيح المصلوب وعلى قوة القيامة. انظر فصل 27.

(26) 6 انظر مر17:16 وراجع فصل30/6.

(27) 1 ذكر أوريجانوس أيضاً في رده على كيلسس أن عرافة وتنجيم المجوس قد أبطلت وتلاشت بمجرد ميلاد السيد المسيح. انظر الرد على كيلسس 1/60.

(28) 2 السيد المسيح هو كلمة الله، الذي بحضوره في الجسد غطى بأعماله كل أعمال البشر الذين سبقوه. انظر فصل 7:15.

(29) 3 هذا السؤال الموجه هنا لليونانيين يقابل السؤال ” مَن ذا الذي … ” الموجه في فصل 35 لليهود.

(30) 4 عن عدم إيمان اليهود واعتقادهم بعدم لياقة تأنس كلمة الله انظر فصل 33. وفي فصل 14/3 يرى أثناسيوس أنه يستحيل على مجرد إنسان أن يعلّم العالم كله عن الآب وأن يرده عن طريق الضلال إذ أن هذا العمل أكبر من قدرة مجرد إنسان.

(31) 5 البشر اخترعوا لأنفسهم آلهة من البشر. راجع فصل 15/2.

(32) 6 سبق أن ادّعى كثيرون أن المسيح يستعمل السحر. ولقد رد عليهم المدافعون والكتّاب الكنسيون. انظر على سبيل المثال: يوستينوس الشهيد في حواره مع تريفو فصل 69 وأوريجانوس في رده على كيلسس 1/6، 1/38، 1/68.

(33) 7 الترجمة الحرفية ” بمهارته الأفضل “. وهنا يستخدم القديس أثناسيوس كلمة الأفضل “kre‹twn” لوصف مهارة السيد المسيح بالمقارنة بمهارة السحرة من حيث الكم فقط ولم يستخدم كلمة الأعظم “me‹zwn “ بينما في محاربته للبدعة الآريوسية وفي سياق شرحه للآية “صائراً أفضل من الملائكة” عب3:1 (حسب الأصل اليوناني) شدّد على أن استخدام كلمة “أفضل” في المقارنة بين شيئين يوضح الفرق في النوع بينما استخدام كلمة ” أعظم ” يوضح الفرق في الكم.

(34) 1 في هذه الفقرة يتضح فكر القديس أثناسيوس بأن إبادة كل أعمال السحر يدل على أن السيد المسيح ليس هو العظيم بين السحرة وإلاّ لكان عليه أن يدعم هذه الأعمال، كما يتضح أن الفرق بين السيد المسيح وبين السحرة ليس في كم الأعمال التي قام بها كل منهم بل في نوعية هذه الأعمال (في الفصلين 18، 38 ركز القديس أثناسيوس على أن المسيح كان يشفى كل الأمراض).

(35) 2 حينما تعترف الأرواح بأن السيد المسيح هو سيدها (انظر أيضاً فصل32) فإن هذا معناه أن السيد المسيح ليس من بين السحرة إذ أن هؤلاء السحرة يطلبون مساعدة هذه الأرواح في الأعمال التي يعملونها.

(36) 3 انظر مت24:12، مر22:3، لو15:11. ” وعندما عاينوا معجزاته الإلهية أنكروا لاهوته ونسبوا هذه المعجزات للشيطان “… وأهانوه. راجع رسائل القديس أثناسيوس إلى الأسقف سرابيون عن الروح القدس. رسالة 22/4.

(37) 1 انظر مر39:15 وهى شهادة واعتراف قائد المئة وهو أول شخص أممي يعترف بألوهية السيد المسيح عند الصليب.

(38) 2 بهذه الفقرة يختم القديس أثناسيوس حديثه عن الوقائع الظاهرة التي تثبت ألوهية الكلمة المتجسد. وما سبق أن تحدث عنه في الفصلين 45،15 بشأن المقارنة بالآخرين من البشر، سوف يشرحه في الفصول التالية.

(39) 1 انظر الفصلين20/4، 35/7

(40) 2 انظر فصل 38/3 حيث يذكر القديس أثناسيوس نبوءة إشعياء عن مجيء المسيح وعمل المعجزات وخاصةً معجزة شفاء المولود أعمى. وأيضاً فصل 18/4 حيث يذكر معجزات الشفاء الكثيرة التي عملها المسيح ومن بينها أيضاً هذه المعجزة.

(41) 3 عن اتخاذ اليونانيين بشراً عاديين آلهة لهم. انظر ضد الوثنيين: 18.

(42) 4 وما فعله السيد المسيح يثبت بالطبع أنه الخالق. انظر فصل 18/4.

(43) 5 أي إنسان يثبت أنه ليس هو مجرد إنسان عندما يتغلب لا على بشر مثله بل على مَن يُظن أنهم آلهة انظر فصل 48/5.

(44) 1 كان الهنود أكثر من غيرهم يعبدون ديونيسيوس باعتباره إله الخمر انظر ضد الوثنيين24/2. ويذكر القديس أثناسيوس عن الأنبا انطونيوس أن مجرد الكلام عن الخمر واللحم كان يعد ترفاً بالنسبة له راجع حياة انطونيوس: 7.

(45) 2 انظر فصل 19/3، وراجع أيضاً فصل 37/7.

(46) 3 يقصد منذ السقوط إلى الآن.

(47) 4 يكرر القديس أثناسيوس في هذه الفقرة ما سبق أن أشار إليه في فصل 46/5.

(48) 5 راجع فصل 31/2.

(49) 1 في مقالته ضد الوثنيين: 9ـ11 يتحدث القديس أثناسيوس عن ملوك وطغاة كثيرون قد أقامهم البشر آلهة لهم وعبدوهم.

(50) 2 في فصل47/4 ذكر القديس أثناسيوس أن السحر الذي كان منتشراً بين الكلدانيين والمصريين والهنود كان يبعث الخوف والرهبة في كل مَن شهده.

(51) 3 في فصل 49/5 يقارن القديس أثناسيوس (في صيغة سؤال استنكارى) بين أعمال السيد المسيح التي تمت بعد موته وقيامته وأعمال أي إنسان آخر. وهنا في هذا الفصل (وباستخدام سؤال استنكارى أيضاً) يقارن بين أعمال السيد المسيح التي عملها أثناء حياته بالجسد وبين أعمال البشر.

(52) 4 في الفصول 71ـ79 من كتابه ” حياة انطونيوس ” يسرد القديس أثناسيوس الحوار الذي جرى بين الأنبا انطونيوس واثنين من الفلاسفة اليونانيين وفي الفصول 77ـ79 يورد رد الأنبا انطونيوس فيما يتعلق بعلاقة الإيمان بالحجج الفلسفية فيقول ” إننا نحن المسيحيين نتمسك بالسر لا في حكمة الحجج الفلسفية بل في قوة الإيمان أننا نحن الآن مدعمون بالإيمان بالمسيح أما أنتم فتعتمدون على مماحكاتكم الكلامية، هوذا خرافات الأوثان قد تلاشت، أما إيماننا فيمتد في كل مكان. هوذا أنتم بحججكم ومماحكاتكم لم تحولوا أحد من المسيحية إلى الوثنية أما نحن فإذ ننادى بالإيمان ندحض خرافاتكم. لأن الجميع يعترفون بأن المسيح هو الله وابن الله، وبينما أنتم بفصاحتكم لا تعطلون تعليم المسيح فإننا نحن فبمجرد ذكر المسيح مصلوباً نطرد كل الشياطين التي تخشونها كأنها آلهة. فحيث وُجدت إشارة الصليب ضعف السحر وتلاشت قوة العرافة” (فصل78).

(53) 1 الصليب أظهر النصرة على الموت. انظر فصل 29/1.

(54) 2 يرى القديس أثناسيوس أن عدم اتفاق اليونانيين فيما بينهم يدل على عدم صحة تعاليمهم، وعلى العكس من ذلك فإن اتفاق آباء الكنيسة على العقيدة السليمة يؤكد صحتها وحقيقتها، فيقول في كتاب دفاعه عن مجمع نيقية فصل 4: ” إن اليونانيين إذ لا يشهدون لنفس العقائد بل يشكك كل منهم في تعاليم الآخر فإن تعاليمهم لا تحوى أي حقيقة، أما القديسون الحقيقيون والذين يعلنون الحقيقة فهم متفقون معاً ولا يختلفون فيما بينهم فبالرغم من أنهم عاشوا في أزمنة مختلفة، إلاّ أنهم يتبعون نفس الطريق لكونهم أنبياء لله الواحد ويبشرون برأي واحد عن الكلمة.

(55) 3 انظر فصل 47/5.

(56) 4 موت السيد المسيح بالجسد اعتبره كل من اليهود والوثنيين أنه ضعف ودليل على أن السيد المسيح ليس هو الله انظر فصول31 وما بعده. غير أن المدهش هو أنه بالموت على الصليب صارت النصرة على الموت انظر فصول27ـ29.

(57) 5 انظر مر17:16 وراجع فصل30/6.

(58) 1 هنا يوضح القديس أثناسيوس ما سبق ذكره في فصل 49/3 عن الفرق بين تعاليم السيد المسيح وتعاليم الفلاسفة بالنسبة للأمور الأخلاقية.

(59) 2 استخدام السيف لا يدل على أن المرء يتمتع بفكر راجح ” كما لو أصيب إنسان بآفة في عقله وطلب سيفاً ليشهره ضد كل من تعبه وظن أن هذا هو العقل السليم ” انظر ضد الوثنيين4/1، كما أن السيف مؤذٍ ” فاليد تستطيع أن تستل السيف والفم يقدر أن يذوق السم لكن كليهما لا يعرف أن هذه مؤذية إن لم يقرر العقل ذلك ” انظر ضد الوثنيين31/5. والوثنيون تلطخت أذهانهم بالخطية انظر فصل14 ولهذا لم يستطيعوا أن يردوا الإنسان للصواب ويقنعوه بتغيير مسلكه.

(60) 3 في فصل 30 ذكر القديس أثناسيوس أن هذا التحول في حياة البشر هو برهان على حقيقة القيامة وإبطال الموت. راجع أيضاً فصل 28/1 حيث يشير إلى شجاعة الشبان في مواجهة الموت بعد أن صار ضعيفاً بقيامة السيد المسيح. وفي فصل 47/5 يركز عن أن تعاليم الفلاسفة لم تقنع أحداً بأن يحتقر الموت ويتأمل في الخلود ويتغاضى عن الزمنيات وينظر إلى الأبديات.

(61) 4 انظر فصل27.

(62) 5 يقصد الفلاسفة اليونانيين

(63) 6 فعلى سبيل المثال يصف كيلسس القيامة بأنها أمر ” رجس ومنفر ومستحيل انظر رد أوريجانوس على كيلسس 5/4 وراجع أيضاً 8/49.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
arArabic
انتقل إلى أعلى