Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
Email
☦︎
☦︎

الفصل الواحد والأربعون

الرد على اليونانيين. هل هم يعترفون بالكلمة؟ إن كان يعلن نفسه في نظام وترتيب الكون فماذا يمنع ظهوره في جسد بشري؟ أليس الجسد البشري جزءاً من الكل؟

1 ـ إن اليونانيين يناقضون أنفسهم، فإنهم يسخرون مما لا يدعو إلي السخرية، وفي ذات الوقت لا يشعرون بالخزي الذي هم فيه ولا يرونه فهم يتعبدون لأحجار وأخشاب(1).

2 ـ ومع أن حجتنا لا تنقصها البراهين والإيضاحات لكن هيّا بنا نخجلهم ببيان أمور لا تقبل المناقضة، وبالحري من تلك الأمور التي نراها نحن أنفسنا. فهل هناك أمر غير لائق(2) أو يدعو إلى السخرية فيما نقوله ونؤمن به، بأن الكلمة قد ظهر في الجسد؟(3) وهذا الأمر أيضاً كانوا سيشتركون معنا (في الإيمان به) لو كانوا مُحبين للحق(4)، دون أن يروا شيئاً من عدم اللياقة في ذلك.

3 ـ فإن كانوا ينكرون وجود كلمة الله بشكل مطلق فإن استهزاءهم هذا يكون على غير أساس، إذ أنهم يهزأون بما يجهلون(5).

4 ـ ولكن إن اعترفوا بوجود كلمة الله وأنه هو المهيمن على الكون(6)، وأن الآب خلق به الخليقة كلها، وأن الكل ينالون النور والحياة والوجود بعنايته، وأنه يملك على الكل، ولهذا فأنه يُعرف من أعمال عنايته، وبواسطته يُعرف الآب، فأتوسل إليك أن تتمعن لتدرك أنهم في هذه الحالة هم يهزأون بأنفسهم وهم لا يدرون.

5 ـ إن فلاسفة اليونانيين يقولون أن الكون جسم عظيم(7)، وهذا صحيح. لأننا نرى الكون وأجزاءه بحواسنا. فإن كان كلمة الله موجود في الكون الذي هو جسم، وإن كان (كما يقول الفلاسفة) موجود في الكون(8)، فما هو الأمر الغريب أو غير اللائق إن قلنا إنه اتحد بالإنسان أيضاً؟(9)

6 ـ لأنه لو كان حلوله في جسد أمر غير لائق لكان من غير اللائق أيضاً أن يوجد في الكون كله ويعطي بعنايته نوراً وحركة لكل الأشياء، لأن الكون أيضاً هو جسم.

7ـ فإن كان قد لاق به أن يرتبط بالكون وأن يُعرف في الكون كله، فإنه يليق به أيضاً أن يظهر في جسد بشري، وأن ينير هذا الجسد ويعمل به. لأن البشرية هي جزء من الكل (الكون كله) كغيرها من الأجزاء. فلو كان أمراً غير لائق(10) أن يتخذ الجزء كأداة(11) يُعَرِّف بها لاهوته للبشر، لكان أمراً غير معقول بالمرة أن يُعرَف بواسطة كل الكون.

الفصل الثاني والأربعون

إن اتحاده بالجسد مؤسس على علاقته بالخليقة ككل. وهو استخدم جسداً بشرياً لأنه أراد أن يعلن نفسه للإنسان.

1 ـ فكما أن الجسد كله يحيا ويستنير بواسطة (نفس)(12) الإنسان فلو قال أحد إنه من غير المعقول أن تكون قوة الإنسان موجودة في إصبع قدمه أيضاً اعتبر هذا الشخص غبياً. لأنه بينما يُسلّم بأن (نفس) الإنسان تسود كل أجزاء الجسم وتعمل فيها فإنه يستنكر وجودها في الجزء. هكذا أيضاً يجب على كل من يُسلّم ويؤمن أن كلمة الله هو في كل الكَوْن وأن الكَوْن كله يستنير ويتحرك بواسطته(13) أن لا يحسبه أمراً غير معقول أن جسداً بشرياً واحداً ينال منه حركة ونوراً.

2 ـ فإن كانوا ـ بسبب أن الجنس البشري مخلوق وقد وُجد من العدم ـ يعتبرون أن ظهور المخلّص في الجسد الذي نتحدث عنه هو أمر غير لائق فإنه يجب عليهم أن يبعدوه خارج الخليقة أيضاً لأنها هي أيضاً وُجدت من العدم بالكلمة(14).

3 ـ أما إذا لم يكن أمراً غير لائق أن يكون الكلمة في الخليقة رغم أنها مخلوقة كذلك يكون من اللائق أن يكون هو في (الجسد) البشري. لأنه يجب أن يفكروا بطريقة واحدة عن الكل والجزء معاً. لأن الإنسان أيضاً ـ كما سبق أن قلت ـ هو جزء من الكل(15).

4 ـ لذلك فليس من عدم اللياقة على الإطلاق أن يحل الكلمة في (الجسد) البشري في الوقت الذي تستمد منه كل المخلوقات نورها وحركتها وحياتها، كما يقول أحد شعرائهم(16) ” إننا به نحيا ونتحرك ونوجَد” (17).

5 ـ إذن فأي شيء فيما نقوله يستدعي الاستهزاء إن كان الكلمة قد استخدم هذا الجسد الذي سكن فيه كأداة ليُظهر فيه نفسه؟ لأنه لو لم يكن كائناً في الجسد لما استطاع أن يستخدمه. ولكن إن كنا قد قبلنا سابقَاً أنه موجود في الكون كله وفي الأجزاء فما هو الذي لا يمكن تصديقه عندما يُظهر ذاته في ذلك الجسد الذي هو كائن فيه؟

6 ـ لأنه بقدرته الذاتية هو موجود في الكل وفي الجزء ويضبط كل الأشياء بغير حدود. حتى أنه لو أراد أن يُعلن ذاته ويُعلن أباه بواسطة الشمس أو القمر أو السماء أو الأرض أو المياه أو النار لما تجاسر أحد بقول إن ما يفعله الكلمة هو في غير محله، إذ هو يمسك بكل الأشياء معاً في وقت واحد وهو في الحقيقة ليس موجوداً في الكل فقط بل كائن أيضاً في الجزء الذي نتحدث عنه، أي الجسد، وبطريقة غير منظورة يُظهر فيه ذاته. وبنفس الطريقة لا يمكن أن يكون أمراً غير معقول ـ إن كان الكلمة وهو الذي يضبط كل الأشياء ويعطيها الحياة وأراد أن يجعل نفسه معروفاً للبشر ـ قد استخدم جسداً بشرياً كأداة له يُظهر فيه الحق ويعلن الآب، لأن البشرية أيضاً هي جزء حقيقي من الكل.

7ـ وكما أن العقل موجود في الإنسان بكلّيته ومع ذلك يُعبر عنه جزء واحد من الجسم وأعني اللسان، دون أن يقلل أحد من جوهر العقل بسبب ذلك(18)؛ هكذا فإن كان الكلمة، وهو الكائن في كل الأشياء، قد استخدم الجسد البشري كأداة فإن ذلك لا يمكن أن يكون أمراً غير لائق. لأنه كما قلت سابقاً(19)، لو كان أمراً غير لائق أن يتخذ الجسد كأداة فإنه يكون أمراً غير لائق به أيضاً أن يكون في الكل.

الفصل الثالث والأربعون

جاء في شكل بشرى وليس في شكل أسمى لأنه: (1) جاء ليخلّص لا ليبهر الأنظار (2) لأن الإنسان وحده هو الذي أخطأ دون سائر المخلوقات. وبما أن البشر لم يريدوا أن يروا أعماله في الكون فقد جاء وعمل بينهم كإنسان في الدائرة التي حصروا أنفسهم فيها.

1 ـ والآن إذا سألوا قائلين: لماذا لم يظهر عن طريق أجزاء أخرى من الخليقة أكثر سمواً، وأن يستخدم أداة أشرف كالشمس أو القمر أو النجوم أو الكواكب أو النار أو الهواء(20) بدلاً من الإنسان وحده؟ فدعهم يعرفوا أن الرب لم يأتِ لكي يتظاهر أو يستعرض نفسه، بل جاء لكي يُشفي ويعلّم(21) أولئك الذين هم تحت الآلام.

2 ـ فطريقة الذي يريد أن يتظاهر هي مجرد أن يظهر ويبهر عيون الناظرين، أما الذي يأتي ليُشفي ويعلّم فطريقته هي ألاّ يكتفي بمجرد حلوله بيننا بل أن يقدّم ذاته لمساعدة من هم في احتياج، وأن يَظهر لهم بالقدر الذي يحتمله أولئك الذين هم في حاجة إليه، لئلا إذا زاد (ظهوره) عن القدر الذي يحتاجه المتألمون(22) فقد يسبب هذا اضطراباً لنفس الأشخاص الذين يحتاجونه مما يجعل ظهور الله عديم النفع بالنسبة لهم.

3 ـ ومن بين كل الخلائق لم يبتعد مخلوق منها عن الله سوى الإنسان وحده. فلا الشمس ولا القمر ولا السماء ولا الكواكب ولا الماء ولا الهواء انحرفت عن نظامها(23)، بل إذ عرفت خالقها وربها الكلمة فإنها باقية كما خُلقت. أما البشر وحدهم فإذ قد رفضوا الصلاح، فإنهم اخترعوا لأنفسهم أشكالاً من لا شيء بدلاً من الحق(24)، ونسبوا الكرامة الواجبة لله ومعرفته للشياطين ومنحوتات البشر(25).

4 ـ ولذلك، إذ لم يكن لائقاً بصلاح الله أن يهمل أمراً خطيراً كهذا(26)، ولأن البشر كانوا لا يزالون عاجزين عن أن يعرفوه أنه هو ضابط الكل ومدّبر الكل، لذلك اتخذ لنفسه جزءاً من الكل كأداة، أي ” الجسد البشري “(27) واتحد به(28) لكي لا يعجز البشر عن إدراكه في الجزء بعد أن عجزوا عن إدراكه في الكل. لكي بعدما عجزوا عن أن يدركوا قوته غير المنظورة(29) يمكنهم بالحري أن يدركوه ويتأملوا فيه عن طريق ما هو مشابه لهم.

5 ـ ولكونهم بشراً فإنهم يستطيعون بواسطة الجسد المماثل(30) لهم الذي اتخذه الكلمة، وبالأعمال الإلهية التي يعملها بواسطة هذا الجسد، أن يعرفوا أباه مباشرة وبأكثر سرعة(31)، إذ يدركون بالمقارنة أن هذه الأعمال ليست أعمالاً بشرية بل هي أعمال الله التي عملها الكلمة بالجسد(32).

6 ـ ولو كان من غير اللائق ـ كما يقولون ـ أن يُعرف الكلمة بواسطة أعمال الجسد لكان من غير اللائق أيضاً أن يُعرف بواسطة أعمال الخليقة كلها(33). لأنه كما أنه كائن في الخليقة ومع ذلك لا يشترك في طبيعتها بأي حال، بل بالحري فإن كل المخلوقات قَبِلت قوة منه، هكذا أيضاً عندما اتخذ الجسد كأداة له فإنه لم يشترك(34) في خواص الجسد بل بالحري فإنه قدّس الجسد.

7 ـ لأنه حتى أفلاطون الذائع الصيت بين اليونانيين(35) يقول إن مُنشئ الكَوْن إذ رأى الكَوْن مضطرباً وفي خطر أن ينحدر إلى حالة الاضمحلال فإنه جلس على دفة حياة الكَوْن لينقذ الكَوْن ويصحح مساره(36). فأي شيء إذاً لا يصدق عندما نقول إن البشرية عندما أخطأت(37) فإن الكلمة نزل إليها وظهر كإنسان(38) لكي يخلّصها من الاضطرابات بقيادته وصلاحه(39) الذاتي؟

الفصل الرابع والأربعون

وإن كان الله قد خلق الإنسان بكلمة فلماذا لا يخلّصه بكلمة؟ ولكن: (1) الخلقة من العدم تختلف عن إصلاح ما هو موجود فعلاً (2) والإنسان كان موجوداً وله حاجة معيّنة ويتطلب علاجاً معيناً. ولقد تأصل الموت في طبيعة الإنسان. فكان لابد للحياة أن تلتصق بالجسد وتصير فيه. لذلك تجسد الكلمة لكي يلتقي بالموت ويقهره في الجسد. تشبيه بالقش والاسبستوس.

1 ـ وربما بسبب الخجل(40) يوافقون على هذا(41)، ولكنهم يريدون أن يقولوا إن الله لو أراد أن يردَّ البشرية ويخلّصها كان يمكنه أن يفعل هذا بنطق عالٍ وبدون أن يتخذ كلمته جسداً، أي بنفس الطريقة التي أوجد بها البشرية من العدم في البدء(42).

2ـ ونجيب على اعتراضهم هذا بجواب معقول قائلين إنه في البدء لم يكن شيء موجوداً بالمرة. فكل ما كان مطلوباً هو مجرد “نطق” مع إرادة (إلهية) لإتمام الخلق(43). ولكن بعد أن خُلق الإنسان (وصار موجوداً) واستدعت الضرورة علاج(44) ما هو موجود، وليس ما هو غير موجود، عندئذٍ كان من الطبيعي أن يظهر الطبيب والمخلّص فيما هو موجود لكي يشفي الخلائق الموجودة. لهذا السبب قد صار إنساناً واستخدم جسده أداة بشرية.

3 ـ لأنه لو لم تكن هذه هي الطريقة الصحيحة فكيف كان ممكناً للكلمة، الذي اختار أن يستخدم أداه “بشرية”، أن يظهر؟ أو من أين كان سيأخذ ” هذه الأداة “(45) إلاّ من أولئك الموجودين فعلاً، والذين هم في حاجة (أن يأتي) بلاهوته في واحد مشابه لهم؟(46) لأن الأشياء غير الموجودة لم تكن هي المحتاجة للخلاص (بالتجسد) بل كان يكفيها مجرد كلمة أو صدور أمر، ولكنه الإنسان (المخلوق) الذي كان موجوداً فعلاً وكان منحدراً إلى الفساد والهلاك هو الذي كان محتاجاً أن يأتي الكلمة(47) ويستخدم أداة بشرية، ويعلن نفسه في كل مكان(48)، وكان هذا أمراً طبيعياً وصائباً.

4 ـ ثم ينبغي أن يُعرف هذا أيضاً، أن الفساد الذي جرى لم يكن خارج الجسد، بل كان ملتصقاً به(49)، وكان الأمر يحتاج إلى أن تلتصق به الحياة بدلاً من الفساد حتى كما صار الموت في الجسد تصير الحياة في داخل الجسد أيضاً.

5 ـ والآن لو أن الموت كان خارج الجسد لكان من الملائم أيضاً أن تصير الحياة خارج الجسد أيضاً. ولكن ما دام الموت قد صار داخل نسيج الجسد وبوجوده في كيانه صار سائداً عليه لذلك كان من اللازم أن تصير الحياة داخل نسيج الجسد أيضاً حتى إذا لبس الجسد الحياة بدل الموت فإنه يطرح عنه الفساد(50). وإضافة إلى ذلك فلو افترضنا أن الكلمة قد جاء خارج الجسد وليس فيه، لكان الموت قد هُزم منه (من الكلمة) بحسب قانون الطبيعة، إذ إن الموت ليس له سلطان على الحياة. ولكن رغم ذلك، كان الفساد سيظل باقياً في الجسد.

6 ـ لهذا السبب كان من الصواب أن يلبس المخلّص جسداً لكي إذا اتحد الجسد ” بالحياة ” لا يعود يبقى في الموت كمائت بل إذ قد لبس عدم الموت فإنه يقوم ثانية ويظل غير مائت فيما بعد. ولأنه كان قد لبس الفساد فإنه لم يكن ممكناً أن يقوم ثانية ما لم يلبس الحياة. وكما أن الموت بحسب طبيعته(51) لم يكن ممكناً أن يظهر إلاّ في الجسد لذلك لبس الكلمة جسداً لكي يلاقي الموت في الجسد ويبيده. لأنه كيف كان مستطاعاً البرهنة على أن الرب هو ” الحياة ” ما لم يكن قد أحيا ما كان مائتاً؟

7 ـ وكما أنه من الطبيعي أن القش تفنيه النار، فإذا افترضنا أن إنساناً أبعد النار عن القش فرغم أنه لم يحترق يظل مجرد قش قابل للاحتراق بالنار لأن النار لها خاصية إحراقه بطبيعتها. أما لو حدث أن إنساناً غلّف القش بمادة الأسبستوس(52) التي يقال عنها أنها لا تتأثر بالنار فإن القش(53) لا يتعرض لإحراق النار فيما بعد إذ قد تحصن بإحاطته بمادة غير قابلة للاحتراق.

8 ـ وبنفس الطريقة نستطيع أن نقول عن الجسد والموت. إنه لو كان الموت قد أُبعِدَ عن الجسد بمجرد إصدار أمر من الكلمة لبقى رغم ذلك قابلاً للموت والفساد بحسب طبيعة الأجساد(54). ولكي لا يكون الأمر كذلك فإن كلمة الله الذي بدون جسد(55) قد لبس الجسد لكي لا يعود الموت والفساد يُرهب الجسد لأنه قد لبس الحياة كثوب(56) وهكذا أبيد منه الفساد الذي كان فيه(57).

الفصل الخامس والأربعين

ومرة أخرى نقرر أن كل جزء من الخليقة يعلن مجد الله. فالطبيعة وهى تشهد لخالقها تقدم شهادة ثانية (بالمعجزات) للإله المتجسد. وإذ إنحرفت شهادة الطبيعة بسبب خطية الإنسان فقد أُجبرت على الرجوع إلى الحق بقوة أعمال المسيح. وإن لم تَكفِ هذه البراهين فليتأمل اليونانيون في الوقائع والحقائق الثابتة.

1 ـ إذن كان من الضروري أن يتخذ كلمة الله جسداً ويستخدم أداةً بشريةً لكي يُحيي الجسد أيضاً، وكما أنه معروف في الخليقة بواسطة أعماله فيجب أن يُعرف بعمله في الإنسان أيضاً، وأن يُظهر نفسه في كل مكان، وبذلك لا يترك أياً من المخلوقات مقفراً من ألوهيته ومعرفته(58).

2 ـ فإني أعود وأكرر(59) ما قلته سابقاً(60) إن المخلّص فعل ذلك حتى كما أنه يملأ كل الأشياء في كل مكان بحضوره هكذا أيضاً فإنه يملأ كل الأشياء من معرفته(61)، كما يقول الكتاب المقدس أيضاً: ” الأرض كلها امتلأت من معرفة الرب “(62).

3 ـ لأنه إن نظر الإنسان إلى السماء فإنه سيرى تنظيمه لها(63). ولكن إن كان لا يستطيع أن يرفع وجهه إلى فوق بل ينظر فقط بين الناس سيرى من خلال أعمال الله قوته التي لا مجال لمقارنتها بقوة البشر وسيعرف أن المسيح وحده بين البشر هو الله الكلمة (المتجسد)(64). وإذا ضل إنسان، وإذا حوّل أحد نظره إلى الشياطين وكان يخاف منهم، فيمكنه أن يرى المسيح يطرد الشياطين ويتيقن بهذا أن المسيح هو صاحب السلطان عليها(65). أو إذا نزل الإنسان إلى عمق المياه(66) وهو يتوهم أنها إله ـ كما كان المصريون مثلاً يعبدون الماء(67) ـ فإنه يمكن أن يرى طبيعة المياه تتغير بسلطانه (المسيح)(68) ويعرف أن المسيح الرب هو خالق المياه.

4 ـ أما إذا نزل إنسان إلى الهاوية، ووقف أمام أبطال العبادة الوثنية مرتعباً منهم كآلهة فإنه يمكن أن يرى حقيقة قيامة المسيح ونصرته على الموت، ويدرك بهذا أن المسيح هو وحده الرب والإله الحقيقي(69).

5 ـ لأن الرب لمَسَ(70) كل أجزاء الخليقة وحرّرها من كل خداع كما يقول بولس: ” إذ جرّد الرياسات والسلاطين وأشهرهم جهاراً ظافراً بهم في الصليب”(71)، لكي لا ينخدع أي إنسان(72) فيما بعد بل يجد كلمة الله الحق في كل مكان.

6 ـ وهكذا إذ يكون الإنسان مُحاصراً(73) من كل ناحية (بأعمال الخليقة) وإذ يرى ألوهية الكلمة مُعلنة في كل مكان ـ في السماء وفي الهاوية وفي الناس وعلى الأرض ـ فإنه لا يبقى مُعرّضاً للانخداع بأي فكر مُضل عن الله بل يَعبُد المسيح وحده وبه يأتي مباشرة ليعرف الآب.

7 ـ وعلى أساس هذه البراهين المعقولة(74) فإن اليونانيون بدورهم سيخزون. أما إن اعتبروا هذه البراهين غير كافية لتخجيلهم(75) فدعهم يتأكدون من صدق كلامنا بما سنقدمه (الآن) من حقائق ظاهرة أمام أنظار الجميع(76).

 

 


(1) 1 انظر فصل11/4، ويوضح القديس أثناسيوس أن عبادة الأصنام تتعارض مع كل منطق. انظر ضد الوثنيين فصل13، 20.

(2) 2 في فصل 6 يوضح القديس أثناسيوس أن التجسد كان أمر لائقاً ويتفق مع صلاح الله.

(3) 3 ظهور الكلمة في الجسد ثم صلبه من أجلنا هو بالنسبة لليونانيين أمر غير لائق ويستهزأون به. ولقد أشار القديس أثناسيوس إلى هذا الأمر في عدة مواضع من كتاباته. انظر تجسد الكلمة الفصول 1/1، 33/2، 48/3، 49/3، 53/2، 54/2 ضد الوثنيين 1/3 الرسالة إلى مكسيموس الفيلسوف1. المقالة الثالثة ضد الآريوسيين. فقرة35 وفي حياة انطونيوس74 حيث سجل ما قاله الأنبا انطونيوس لجماعة من الفلاسفة اليونانيين “كيف تسخرون منا عندما نقول أن المسيح ظهر كإنسان “.

(4) 4 أي ” لو كان اليونانيين مُحبين للحق “. وهو يقصد بالطبع فلاسفة اليونانيين كما جاء في فقرة5 من هذا الفصل، حيث كلمة ” فلاسفة filosofo…… ” تعنى مُحبي الحق. غير أن وصفهم بهذه الصفة يمكن أن يكون فيه نوع من السخرية حيث يفند القديس أثناسيوس ـ من خلال كتاباته الدفاعية ضد أفكارهم ـ “الأباطيل” التي يرددونها في تعاليمهم والتي تبيّن عدم محبتهم للحق. انظر ضد الوثنيين فصل1/7.

(5) 1 هنا يقصد الأبيكوريين. انظر فصل 2 وأيضاً في الفصل40/6 من ضد الوثنيين حيث نقول ” وإن شك أي إنسان فيما نقول وتساءل إن كان يوجد هناك كلمة الله على الاطلاق فإن إنساناً كهذا لابد وأن يكون معتوهاً إذ يشك في كلمة الله “.

(6) 2 هنا يقصد الأفلاطونيين الذين ينكرون حقيقة أن الكلمة هو مدبر الكون. انظر فصل 2. ولقد فند القديس أثناسيوس أفكارهم في كتابه ضد الوثنيين: الفصول 35ـ44، مستعيناً أيضاً بآراء من فلاسفتهم.

(7) 3 يشير القديس أثناسيوس هنا إلى ما قد سبق أن تحدث عنه بإسهاب في كتابه ضد الوثنيين: 28.

(8) 4 عن فعل ” الكلمة ” في الكون انظر ضد الوثنيين41/2.

(9) 5 الكلمة مع كونه في الكون كله إلاّ أنه تجسد أيضاً انظر فصل8/1، وفي تجسده لم يكن محصوراً في الجسد انظر فصل17.

(10) 1 استخدام القديس أثناسيوس للتعبير ” أمر غير لائق ” هو بقصد فلقد أثبت بعدة طرق أن تدبير التجسد لم يكن ” أمر غير لائق ” انظر فصل6 وهكذا فإنه يبرهن هنا على أنه لم يكن ” أمر غير لائق ” أيضاً أن يتخذ الكلمة جسداً بشرياً.

(11) 2 سبق للقديس أثناسيوس استخدام هذا التعبير ليصف به جسد المسيح. انظر فصل8 هامش رقم (8) ص21، وكان قد أشار من قبل إلى أن السيد المسيح قد استخدم جسده ليعرّف به لاهوته للبشر. انظر فصول 21/7، 42/5.

(12) 1 انظر فصل 17/3 انظر أيضاً ضد الوثنيين فصل5:4 حيث يذكر القديس أثناسيوس أن النفس ” في استطاعتها تحريك الجسد “.

(13) 2 ” كلمة الله ” يعمل في كل الأشياء التي بالكون ” فيعطيها نوراً وحياة ويحركها ويرتبها بإيماءة منه جاعلاً الكون واحداً ” انظر ضد الوثنيين44/2.

(14) 3 انظر فصل 11/1 أما الفلاسفة فيدعون أن الخليقة قد وُجدت لكنها لم تُخلق من العدم. انظر فصل2/3ـ4.

(15) 1 هذه الفقرة هي إيضاح أكثر للفقرة الأخيرة من الفصل السابق.

(16) 2 يقصد الشاعر اليوناني ابيمينسياس الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد والذي استشهد بقوله هذا بولس الرسول عندما خاطب اليونانيين في آريوس باغوس. انظر: أع28:17. وفي رسالته عن مجمعي أرمينيو وسيلفكيا فصل 39 يقتبس القديس أثناسيوس النصف الآخر لهذه الآية ” لأننا جميعاً ذريته ” ليؤكد بذلك إمكانية استخدام عبارات من خارج الكتاب المقدس شريطة أن تعبّر في استخدامها عن الإيمان الصحيح.

(17) 3 انظر أع28:17. عن أن الكلمة يعطى حياة لكل الأشياء. انظر المقالة الثالثة ضد الآريوسيين. فقرة 1. ضد الوثنيين فصل41.

(18) 1 في موضع آخر يوضح القديس أثناسيوس العلاقة بين ما يفكر فيه الإنسان بعقله وما يتكلم به بلسانه وذلك في مجال المقارنة بين كلمة البشر، وكلمة الله والرد على مَن اعتقدوا بأن الابن كلمة الله هو مثل البشر. انظر المقالة الثانية ضد الآريوسيين. فقرة 35.

(19) 2 يقصد الجملة الختامية في الفصل السابق. حيث تكلم عن أنه ليس بالأمر غير اللائق أن يوجد الكلمة في الجزء حيث أنه يوجد في الكل. وبالجملة الختامية لهذا الفصل فإنه يؤكد على هذه الحقيقة بأنه ليس هو بالأمر غير اللائق أن يُتخذ الجسد كأداة وهو جزء من كل البشرية طالما أن الكلمة هو أيضاً في الكون كله. وجدير بالذكر أنه في الفصول 41ـ45 يرد القديس أثناسيوس على اليونانيين بقوله أن التجسد هو أمر لا ينتقص من ألوهة الكلمة المتجسد، لأن كلمة الله إذ هو خالق الكون ومدبره فهو كائن في الكون كله يحفظه ويسيّره، وبالتالي فليس بالأمر غير اللائق بالله أن يظهر في جزء من هذا الكون أي في جسد بشري مستخدماً إياه كأداة لخلاص البشرية. وفي المقالات ضد الآريوسيين حيث نراهم قد أساءوا فهم وتفسير بعض آيات الكتاب المقدس التي تشير إلى الابن في الجسد، وبالتالي اعتقدوا أن الابن هو جزء من الخليقة منكرين بذلك ألوهيته وعمله الخلاصي، نجد في هذه المقالات أن القديس أثناسيوس يرد على هذه الهرطقة بقوله ” ليس في وسع جزء من الخليقة أن يكون خلاصاً للخليقة ” انظر المقالة الثانية69. إذن فقد كان دفاع القديس أثناسيوس في “تجسد الكلمة” عن أن التجسد هو عمل لائق بالله ولا ينتقص من ألوهيته بينما كان دفاعه في مقالات “ضد الآريوسيين” لإثبات أن الابن المتجسد ليس ضمن المخلوقات وأن كل ما ورد في هذه الآيات يخص الابن في الجسد ولا يخص ألوهيته.

(20) 1 في مقالته ضد الوثنيين: 27 يرد القديس أثناسيوس على الأفكار القائلة بأن النجوم ومثل هذه الأشياء أفضل من الإنسان، الأمر الذي جعل من يؤمن بهذه الأفكار يعبد هذه الأشياء.

(21) 2 عن أن المعلّم الصالح لا يتعالى على تلاميذه بل يتباسط معهم من أجل منفعتهم. انظر فصل1/1.

(22) 3 في موضع آخر يعطى القديس أثناسيوس مثالاً بما يفعله الطبيب لمساعدة المرضى فيقول ” لأنه في مرات كثيرة يضع الطبيب أدوية على الجروح حسب ما يرى هو أنها نافعة ومفيدة للمرض، رغم أن الكثيرين يظنون أنها غير مناسبة، والطبيب يهدف دائماً إلى شفاء مرضاه ” انظر رسالة عن ديونيسيوس السكندري: 6. ثم نلاحظ أن الحديث عن ” الشفاء ” الذي تممه كلمة الله بتجسده مستمد من نبوءة إشعياء 5:53 ” وبجراحاته شُفينا ” انظر فصل34/2 وأيضاً من مز20:107 ” أرسل كلمته فشفاهم ” انظر فصل40/5.

(23) 1 عن خضوع كل العناصر للخالق، انظر ضد الوثنيين37/1. وفي وقت لاحق عندما حارب القديس أثناسيوس الفكر الآريوسى شدّد على أن خضوع كل هذه العناصر لله لا تفرض أن هناك وحدة في الجوهر بينها وبين الله مثل وحدة الجوهر التي بين الآب والابن. فعلاقة الآب بالابن ليست مثل علاقة الخليقة بخالقها. انظر المقالة الثالثة ضد الآريوسيين. فقرة 10.

(24) 2 انظر فصل4/4.

(25) 3 فصل11/4 وأيضاً ضد الوثنيين فصل 9/2.

(26) 4 انظر فصل 6/4ـ9.

(27) 5 “الجسد البشري” ليس هو فقط جزءاً من الكل بل فيه أيضاً نفس بشرية. والقديس أثناسيوس يستعمل هنا تعبير “الجسد البشري” ليعبّر به عن الطبيعة البشرية الكاملة (جسداً ونفساً).

(28) 6 انظر فصل14/8.

(29) 7 انظر فصل12.

(30) 1 انظر فصول15،14.

(31) 2 انظر فصل12.

(32) 3 انظر فصل15.

(33) 4 هنا يكرر القديس أثناسيوس ما سبق أن اشار إليه في الفصل السابق مع التركيز على أن الكلمة يُعرف بواسطة أعمال الجسد.

(34) 5 انظر الفصول17،6.

(35) 6 انظر فصل2/3.

(36) 7 انظر أفلاطون d,e PolitikÒj 273. في كتابه ” ضد الوثنيين ” فصل 41/3 يستخدم القديس أثناسيوس هذا النص بتصرف فيقول عن الله أنه.. إذ رأى أن كل الطبيعة التي خُلقت زائلة وعُرضة للانحلال وفق نواميسها، ولكي لا تنتهي إلى هذا المصير، ولكي لا يتحطم الكون مرة أخرى ويعود إلى العدم لهذا فإنه خلق كل الأشياء بكلمته الأزلي وأعطى الخليقة وجوداً وكياناً وعلاوة على ذلك لم يرد أن يطرح به في عاصفة في اتجاه طبيعته لئلا يتلاشى من الوجود مرة أخرى “.

(37) 1 لم ينشغل القديس أثناسيوس مباشرةً بقضية لماذا تجسد الله الكلمة في ذاك الوقت بالتحديد وليس قبل أو بعد ذلك، هنا يشير فقط إلى أن هذا حدث عندما ” أخطأت البشرية ” وفي موضع آخر وفي سياق الرد على الآريوسيين يشير إلى هذا الأمر بطريقة غير مباشرة فيقول ” وكما أنه كان قادراً منذ البدء أن يرسل كلمته في أيام آدم أو في أيام نوح أو في أيام موسى لكنه لم يرسله إلاّ في آخر الدهور لأنه رأى أن هذا نافع لكل الخليقة ” انظر المقالة الأولى ضد الآريوسيين. فقرة 29.

(38) 2 في فصل 41 من مقالته ” ضد الوثنيين ” شدّد القديس أثناسيوس على أن الطبيعة قد خلقت بكلمة الله وهو الذي يحفظها ويدبرها كي لا تتلاشى، وهنا في فصل 43 يشدّد على أن كلمة الله المتجسد هو الذي أنقذ الكون وصحح مساره. وما أراد القديس أثناسيوس أن يوضحه بهذا هو أنه ليس فقط أن حضور الكلمة في الخليقة وأيضاً في جسد بشري هو أمر ممكن ولائق بل أن الخالق هو أيضاً المخلّص، والجدير بالملاحظة أن هذا الفكر هو أحد المحاور الرئيسية في مقالته هذه عن تجسد الكلمة.

(39) 3 وردت هذه الكلمات ” قيادته، وصلاحه ” في النص المشار إليه من ضد الوثنيين:41.

(40) 1 يقصد خجل اليونانيين من أنفسهم إذ أنهم يتعبدون للأحجار والأخشاب. انظر فصل41/1.

(41) 2 يشير إلى البراهين التي أوردها في الفصول41ـ43.

(42) 3 سبق أن حاجج كليسوس المسيحيين بهذا القول. انظر أوريجانوس في رده على كليسوس4/3. وفي موضع آخر يكرر القديس أثناسيوس هذا القول والذي جاء هذه المرة على لسان الآريوسيين. انظر المقالة الثانية ضد الآريوسيين. فقرة 68.

(43) 4 يكرر هنا القديس أثناسيويس تعليمه بأن إتمام الخلق كان عن طريق إرادة الله الصالحة، انظر فصلى 11،3. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التعليم ورد بكثرة من قبل في كتابات القديس ايريناؤس ويمثل محوراً رئيسياً في كتاباته اللاهوتية. انظر ضد الهرطقات 2/1/1، 2/1/4، 2/2/1ـ3، 2/9/2، 2/11/1، 2/47/2، 3/8/3، 4/20/1، 5/18/2.

(44) 5 انظر فصل43 هامش رقم (3) ص 124.

(45) 1 انظر فصل 8 هامش (7) ص 21، وأيضاً فصل15.

(46) 2 حيث إن الكلمة هو بلا جسد. انظر فصل1:8.

(47) 3 انظر الفصلين 8،6.

(48) 4 الكلمة رغم تجسده إلاّ أنه لم يكن محصوراً في الجسد، انظر فصل 17.

(49) 5 انظر الفصلين 7،5.

(50) 1 انظر الفصول 9، 20، 26 والملاحظ أن تعبير “لبس الجسد الحياة” مأخوذ من رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس الأولى53:15 ” لبس هذا المائت عدم الموت “.

(51) 2 أي بانفصال النفس عن الجسد كما يذكر القديس أثناسيوس في ” ضد الوثنيين3/4 “. ونتيجة لهذا الانفصال فإن الجسد هو الذي يموت لا النفس انظر ضد الوثنيين33/2.

(52) 3 انظر فصل28/3 حيث يذكر خواص مادة الاسبستوس.

(53) 4 عن تشبيه الجسد بالقش انظر فصل 8.

(54) 1 طبيعة الأجساد قابلة للموت حيث إنها مخلوقة. انظر فصل3/4.

(55) 2 انظر فصل8/1.

(56) 3 انظر القديس أثناسيوس: الرسالة إلى أدلفيوس فصل 7.

(57) 4 انظر المقالة الثانية ضد الآريوسيين. فقرة 68 حيث يوضح القديس أثناسيوس نفس هذا التعليم بأسلوب مشابه، وذلك في سياق رده على الآريوسيين الذين ينكرون ألوهية الكلمة المتجسد.

(58) 1 في هذه الفقرة يلخص القديس أثناسيوس البراهين الفعلية لسبب ظهور الله الكلمة في الجسد، والتي سبق أن عرضها بإسهاب في الفصول 41ـ45. وأيضاً يكرر السببين الرئيسيين للتجسد واللذين كانا قد ذكرهما بالتفصيل في الفصول (4ـ10)، (11ـ19) وهما القضاء على الموت وعدم ترك البشر خاليين من معرفته.

(59) 2 في فصل20/3 يبرر القديس أثناسيوس سبب تكراره لنفس الأقوال.

(60) 3 وهنا في هذا الفصل يكرر ما سبق أن أوضحه في الفصلين 15ـ16.

(61) 4 انظر فصل42.

(62) 5 إش 9:11.

(63) 6 انظر فصل12/3.

(64) 1 انظر الفصول 12، 15/4، 16/1.

(65) 2 انظر الفصلين 15/5، 48.

(66) 3 انظر فصل 15/2.

(67) 4 انظر ضد الوثنيين24/2.

(68) 5 عن تغيير طبيعة الماء، انظر فصل 18/6 وبالطبع هنا الاشارة إلى عرس قانا الجليل حيث حوّل السيد المسيح الماء إلى خمر.

(69) 6 انظر الفصلين15/6، 16/3.

(70) 7 في فصل44 رد القديس أثناسيوس على اعتراض اليونانيين بأن كلمة الله لا يمكن أن يظهر في مادة مخلوقة أي جسد بشري، وسبق أن أوضح في فصل 17 أن الكلمة لا يتدنس بحلوله في الجسد وهنا في هذا الفصل يوضح أن الرب ” لمس ” كل أجزاء الخليقة من أجل أن يحررها.

(71) 1 انظر كو 15:2.

(72) 2 ما يذكره القديس أثناسيوس هنا عن تحرر كل أجزاء الخليقة من كل خداع يماثل ما سبق أن ذكره في فصل43/3. ومن بين كل هذه الخلائق لم يضل سوى الإنسان ولهذا كان من الضروري أن يظهر الكلمة في جسد بشري.

(73) 3 الكلمة بسبب تجسده لم يكن “محصوراً في الجسد” كما توهم البعض انظر فصل17/1. بل الإنسان هو الذي أصبح ـ بسبب تجسد الكلمة ـ محاصراً بأعمال الكلمة في الخليقة انظر فصل16/3.

(74) 4 يقصد البراهين التي بدء في شرحها في فصل41/2.

(75) 5 سبق أن أشار القديس أثناسيوس إلى أنه يجب على اليونانيين أن يخجلوا من أنفسهم بسبب عبادتهم للأخشاب والأصنام انظر فصل41/1وفي فصل44/1 يذكر أنهم ربما بسبب خجلهم قد قبلوا البراهين التي أوضحها لهم. غير أنهم مع هذا يظنون أن هذه البراهين غير كافية (في رده على اليهود يشير ق. أثناسيوس إلى أنهم هم أيضاً ظنوا أن الأدلة المعطاة لهم غير كافية فصل38/1).

(76) 6 لإيضاح الفرق بين استخدام البراهين المعقولة والبراهين والأدلة من خلال الحقائق الظاهرة في سياق الحديث عن الأمور الإيمانية مثل القيامة انظر فصل30/1حيث يذكر القديس أثناسيوس أن القيامة ” يمكن إثباتها بالوقائع بوضوح أكثر من إثباتها بالحجج والمناقشات “. وفي كتابه عن ” حياة أنطونيوس “، يذكر القديس أثناسيوس ما حدث أثناء مقابلة بعض الفلاسفة اليونانيين للقديس انطونيوس وأنهم طلبوا منه ” حججاً ” بالكلام المقنع. أما هو فقد قدّم براهيناً بوقائع وأحداث تثبت إيمانه بالمسيح وقوته. (انظر حياة أنطونيوس فصل79).

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎
انتقل إلى أعلى