Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎
☦︎

– أرى من الواجب أن أزيد في توضيح هذه النقطة. إنّ النساك يعرفون خبث الشيطان، ويعرفون أيضاً هزيمته وضعفه. يعلمون بالخبرة حقد الشيطان، لكننهم يعرفون أيضاً معرفة جيدة إحسان [المسيح] (1) وحبّه للإنسان حباً كليّ الحلاوة. وفي هذه الحرب يتفوّق إحسان المسيح وحبّه للإنسان. فإنّ الرب يأتي إلى النفس رويداً رويداً، وكلما زاد اقترابه منها زادها نعمة وفرحاً. فبعد كل معركة تجيء إلى النفس نعمة إلهية: فرح وسكينة وصفاء، وهي نعمة غير مدركة، يعجز البيان عن وصفها.

قال القديس غريغوريوس السينائي إنّ المبدأ الحقيقي للصلاة حرارة قلب تحرق الأهواء، وتنشئ في النفس بِشْراً فضلاً عن الفرح”. إننا لنشعر بهذا جيداً، لأننا نعيش حالة لم تكن لنأمن قبل، تهدأ فيها كل الأمور داخلنا ويسودها السكون. أما “صلاة يسوع” “يا ربي يسوع المسيح ارحمني” فتصير تمجيداً (ذوكصولوجية) “المجد لك يا الله”. حينذاك نواظب بنوع أخص على ترديد اسم يسوع، لأنّ “يسوع يكون ههنا” (يو 11: 28).

وذكر اسم يسوع بالعقل المتركز في القلب يتم برغبة شديدة وبدون جهد. وهو في كل مرة يُذكر فيها يحلّي القلب، ونشعر برغبة ملحَّة في أن نخسر هذه الساعة الإلهية، ونحنُّ إليها غاية الحنين.

إنّ شيخي الدائم الذكر كان يقضي ست ساعات مردّداً“صلاة يسوع” ولكنه كان يقول إنه لم يقضِ في هذه الصلاة سوى ربع الساعة…وفيها يأتي الفرح متدفّقاً كالأمواج، وحينذاك يدق القلب دقاً. وقد تكلّم كثيراً من الآباء عن وثبة القلب هذه.

– إني أذكر أيها الشيخ أنّ البار نيقوديموس أيضاً يشرح على هذا المنوال صلاة السيدة العذراء الكلية القداسة: “تعظّم نفسي الربّ، وتبتهج روحي بالله مخلّصي”.

فقد تذكّرتُ فعلاً في تلك اللحظة تعليم القديس نيقوذيموس حيث يقول: “ذاك يبتهج، من يثب قلبه ويقفز ويرقص من الفرح الممتد، البالغ أقصى غايته، فهو يتحمّس بطريقة ما ولهذا يسمي الآباء الصحويون هذه البهجة رقصة القلب أو وثبته، من فعل النعمة الإلهية ويضيف القديس نيقوذيموس قائلاً“إنّ قلبك يرقص إذا أرادت النعمة أن تفتقدك وكلما شاء الروح القدس أن يُجري فعله سرّياً داخل نفسك، خلال الصلاة الشريفة المسمّاة بالصلاة القلبية”.

وتحدّث العديد من آباء كنيستنا عن وثبة القلب ورقصه. نذكر على سبيل المثال القديس غريغوريوس بالاماس، الذي قال“…إنّ رقص القلب أشبه بمن يثبون بحماسة المحبة للخير، ويعتبر باسيليوس الكبير وأثناسيوس العظيم أنّ هذا هو آية النعمة”.

– أجل –قال الناسك القديس ذو الخبرة الواسعة– إنّ الأمر لكذلك. فإنّ نعمة المسيح تأتي إلى قلبنا بعد جهاد بطوليّ مرير مفعم بالألم فتضفي عليه السكينة والصفاء. لكنها لا تأتي إلى كل شخص بالطريقة عينها. الأمر يتوقّف على تقدّم المرء روحياً، وعلى فعل الروح القدس، الذي يفعل كما يشاء ما هو موافق…“إنّ بدء النعمة يتجلّى في الصلاة للبعض بصورة متفارقة وتوزيع الروح يتمّ بطرقٍ كثيرة…ويّشاهَد ويُعرف حسبما يشاء هو” مثال ذلك إيليا النبي. فقد أحسّ بروح عظيم قدير يبدّد الجبال، عقبه زلزال، وحفيف نسيم لطيف“وهناك كان الربّ”.

ويشرح البار غريغوريوس السينائي هذا فيقول“إنه يأتي كروح خوف إلى البعض، وبخاصة إلى المبتدئين، يبدّد جبال الأهواء، ويسحق القلوب المتحجّرة القاسية(يعني توبة ودموعاً يذرفها المرء بسبب حياة الخطيئة التي سبق له أن عاشها في ما انقضى من عمره) أما المتقدّمون فيأتي إليهم كزلزال يعني ابتهاجاً(وهذا هو الرقص الذي ذكرناه آنفاً)وإلهاباً محرقاً للقلب. وهو يأتي أيضاً إلى الأكثر تقدماً كنسيم لطيف“يشيع سلام نور”.

فالمبتدئون يتقبّلون بعض أفعال النعمة. أما المتقدّمون فيحظون بملء النعمة. سأقرأ لك هذه الفقرة من أقوال البار غريغوريوس:

“..على النمط الذي ظهر فيه لإيليا التسبيتي يظهر فينا أيضاً. فيأتي إلى البعض روح خوف، مُبدّداً جبال أهواء، ساحقاً صخوراً هي القلوب القاسية بحيث يجعل المرء يستمر متجمّداً من الهلع، ويمسي الجسد مائتاً. ويأتي أيضاً إلى آخرين كزلزال عنيف، يعني ابتهاجاً(وهو ما دعاه الآباء رقصاً) يُستقبل في أعماق الذات قبل كل شيء وهو غير مادي وجوهري. لأنّ ما ليس جوهر ولا كيان هو أيضاً موجود. وأخيراً يفعل الله سرياً حين يظهر بالروح في آخرين وبخاصة المتقدّمين في الصلاة كنسيم لطيف“يشيع سلام نور”، ولهذا قال الله إيليا في جبل حوريب إنّ الربّ ليس هنا أو هناك في بعض الأفعال (الإلهية) التي تُعطى للمبتدئين وحسب بل في نسيم نور، لطيف أيضاً، مبيّناً بهذا الجانبَ الكاملَ في الصلاة”. ومعنى هذا أنّ جهاد شخصي، وما نُظهر من اتضاع.

– فهل تأتي النعمة إذاً ثم تذهب من جديد؟

– أجل. إنّ النعمة تأتي وتذهب لكي تأتي من جديد، ثم تتوارى. الله يَرسل نعمته ثم يستردُّها. وفي بدء هذا الجهاد العقلي تكون المسافات التي تفصل بين استرداد النعمة وعودتها أكبر. إلاّ أنّ المسافة تقصر بعد الرياضة لفترة طويلة. والمجاهد يعرف هذا الافتقاد المتعدّد من جانب النعمة واختفاءاتها.

– لكن…لماذا يحدث هذا؟ وما الغاية من مجيئها ثم ذهابها؟

– تأتي النعمة لتعزية المجاهد وإسعاده. ثم تذهب لتتوفّر له إمكانية التمثل والطلب والتذلّل. أعني لكي يدرك المجاهد أنّ ما حدث هو عطية إلهية، وأننا بالتالي غير مستحقين تماماً لقبولها. وكثير من الرهبان يعرفون جيداً“لعبة النعمة” هذه من اختباراتهم، وقد تدوم سنوات طويلة بين مجيء وذهاب. ففي الحالة الأولى تعزّز النعمة الإلهية الراهب بمجيئها، وتفعم نفسه بتعزية إلهية، وكأنها تقول له“ها إني هنا)! وفي الحالة الثانية تذهب النعمة لكي يتمثّلها. وهذا هو العمل الأصعب. ويحتاج إلى جهد كثير وصلاة حارة لكي يتمثّل المرء النعمة التي نالها. لأنّ ثمة حالات تلقّى فيها بعض الرهبان النعمة الإلهية ولكنهم سرعان ما رفضوها. أفلم يحدث هذا الأمر عينه للرسول بطرس؟. فلقد تلقَّى على جبل ثابور نعمة غزيرة إلا أنه لم يكن حتى ذلك الحين جديراً بتمثُّلها. فانتهى به الحال على إنكار المسيح.

إنّ مرحلة التمثُّل هذه مرتبط بطلب مؤلم. فالمجاهد يدرك الآن أنّ النعمة موجودة (بظهورها) وهذا ما يدفعه إلى طلبها من جديد، باكياً. إنه ينتحب كطفل يفتّش عن أمه المتوارية.

“أين أنتَ، يا نوري؟

أين أنتَ يا فرحي؟

لَم تركتَني وقلبي يتألم؟

لَم تواريتَ عني ونفسي تنتحب؟

عندما جئتَ إلى نفسي أحرقتَ خطاياي.

تعالَ الآن أيضاً إلى نفسي

وأحرق خطاياي منم جديد،

خطاياي التي أخفتك عني

كما تخفي الغيومُ الشمسَ.

تعالَ إليَّ، وأبهجني بحضورك.

لَم تبطئ يا رب؟

أنت ترى أنّ نفسي تشقى مكدورة

وأني أعود إلى طلبك بعبرات

فأين تختفي؟

وكيف لا تراك نفسي

وأنت الحاضر في كل مكان.

إني لأطلبك بقلب قد أناخ عليه الألم بكلاكله.

هكذا كانت العذراء الكلية الطهارة مع يوسف

يفتشان عنك يوم كنت غلاماً فتياً. وقد أضناهما الحزن.

ترى بماذا فكّرت إبَّان حزنها

حين لم تعثر على ابنها الحبيب؟..” 

غضب القديس سيرافيم ساروف على أحد الإخوة وحزن، ففارقته نعمة الله. فاستفدح الحرمان منها واعتبره أعظم كارثة حلَّت به وحينذاك فقط عرف عذاب آدم ونحيبه لفقده الاتصال بالله وخروجه من الفردوس. وأقام القديس سيرافيم على صخرة لزمها ألف يوم وألف ليلة، يتضرّع طالباً النعمة الإلهية. ولم ينزل عنها إلاَّ بعد أن استعاد النعمة.

وتابع الشيخ الروحاني كلامه قائلاً:

– يتبينّ من هذا أنّ النعمة تنكفئ لكي تتيح للقلب أن يحب حباً أكثر، ويتعطّش تعطشاً أشد بعد خبر حلاوة النعمة وعرف ما يخلّفه غيابها من فراغ. وبعد أن تذوّق أيضاً مرارة الخطيئة يعود إلى طلب النعمة من جديد، فلا يحدث ذلك عنده شعوراً بالخيبة أو نقصاً في الإيمان ويجب أن أضيف إلى هذا أنّ النعمة الغزيرة بعد أن تكتنف العقل، وتقوده إلى الجذب، سرعان ما تفارقه(وبخاصة في البدء“لكي لا يموت” ويكون أشبه برضيع قد أسرَف في الطعام وتقيّأه. هذا ما يقوله القديس سمعان: “حينئذٍ بعد أن تكتنف(النعمة) العقل فجأة لوقت قصير تخطفه إياه إلى حال جذب، ثم تتركُه بسرعة- لكي لا يموت- بحيث لا يفهم شيئاً مما حدث بسبب السرعة القصوى ولا يتذكّر جمالاً أبصره، ولا يحتويه لئلا يأكل وهو رضيع غذاء الرجال الكاملين فيصاب فوراً بانهيار أو يتضرّر ويتقيَّأ فإنها(النعمة)من ذلك الحين ترشد وتقوّي وتعلّم آتية ومغادرة، فنحتاج إليها. لكنها لا تأتي لعوننا متى أردنا نحن- فإن هذا للكاملين – بل عندما نعجز وننهار تماماً فتشرق من بعيد وتجعلني أحسُّ بها في قلبي”.

إنّ لمجيء النعمة وذهابها ميزة خلاصية أيضاً. فهي تأتي قليلاً فتطهّر الإنسان من أحد الأهواء ثم تذهب. ولكنها تعود من جديد لتطهّره من هوى آخر. وتظل تعمل على هذا المنوال إلى أن يتمكّن المرء بمساعدة النعمة الإلهية المحيية من تطهير الجانب الانفعالي في النفس وبعد جهد كثير وتضحيات عديدة تحين اللحظة التي فيها تثبت النعمة تقريباً في القلب فيغمره صفاء مستديم. وسكينة غير منقطعة، وشعور بالحلاوة أبدي. فإنّ جبل ثابور يكون في النفس..السماء على الأرض… ملكوت يملأ القلب…الثالوث القدوس داخلنا…الإنسان حسب صورة الله ومثاله!…

تأملتُ في ما بلغه حب الله لنا، ذلك الحب العظيم!. لقد قرأتُ أخيراً في كتاب روحي ما يتفق وكلام الشيخ، وقد جاء فيه ما يلي: “ما لم تختبر بنفسك أفعال الشيطان وحبائله وهجماته فإنك لن تدرك لا بل إنك لن تقْدُر إحسانات الروح المعزي التي يمنحك إياها. وما لم تعرف الروح الذي يقتل فلن تعرف الذي يُحيي. ولن تعرف المسيح معطي الحياة معرفة حقه”.

ما أعظم حب المسيح لنا! فإنه يعرف مؤامرات الشرير ويعلم كيف يستعملها للخير. فهو يستخرج من المرّ حلاوة ويحوّل حقد الشيطان إلى حبّ لله. وبهذا ندرك أنّ الشيطان، مهما فعل، فسينتهي أخيراً إلى هدم ذاته. ولا ريب أنه يحارب الناس. أما الله فيدعه حراً لأنه شخص وهو بالتالي ذو حرية يحترمها الله، إلا أنّ الله بحبه وإحسانه للبشر يحدّ من عمل الشيطان الهدَّام.

سمعتُ ذات يوم ناسكاً يقول إنّ الله يحوّل بحبّه القليلَ من الكبرياء إلى اتضاع يجذب نعمته الإلهية. وهذا يعني أنّ المسيحي إذا تكبّر حلّ به السقوط تواً. فإذا تقبّل النعمة الإلهية بعد السقوط تاب واتضع أكثر. وهكذا يطهّر ذاته تدريجاً من خطيئة الكبرياء الشيطانية الدنسة. وبهذا يمكننا القول من جديد إنّ الشيطان يهدم ذاته ويتلاشى.

بعد هذا وقف الشيخ وقال:

– لقد حانت ساعة صلاة المساء. فهيَّا بنا لنتلو الصلاة بالحبل المعقود( كومبو سيخني) اذهبْ إلى تلك الغرفة وصلّ مردّداً الصلاة إلى أن أدعوك لكي نستأنف الحديث. يجب ألاَّ ننسى “صلاتنا ”الصغيرة أبداً.

دخلتُ القلاية التي أشار إليها. أصعدني إلى مكان عال جداً. وقد أحسن صنعاً حين كفَّ عن المسير فوجدتُ الفرصة مؤاتية لي لكي أستريح. وكانت القلاية عبارة عن غرفة ضيقة جداً كسائر قلالي الجبل المقدّس (آثوس). وكان في داخلها سرير صغير خشن مصنوع من بعض الألواح الخشبية المستندة إلى رجلين خشبيتين. وكان فوق الألواح غطاء (بطانيَّة). وليس فيها شيء يذكّرنا بالعالم. وكان في داخل القلاية أيضاً طاولة صغيرة عليها قنديل كاز اسودّتْ بلورته، ومقعد صغير يستخدمه الراهب أثناء الصلوات الليلية المتواصلة لفترة طويلة. وقد عُلّقتْ على الجدار أيقونة للسيد المسيح وإلى جانبها أيقونة للسيدة والدة الإله التي يحبها رهبان الجبل المقدس بنوع خاص. وهي قائدة الجبل وحاميته وسيّدته.

ولا بد أن نذكر أنّ من المتممات الضرورية للقلاية بعضَ العناكب وبخاصة في زوايا الغرفة. وأنَّى للشيخ أن يجد ساعة من الوقت يخصّصها للتنظيف الدقيق؟

وما كدتُ أدخل القلاية وأجيل فيها نظري بسرعة حتى سقطتُ على أرضها فأحدث سقوطي دوياً. وضممتُ كفيَّ وأسندتهما إلى أرض القلاية، ووضعتُ رأسي فوقهما. وأخذتُ أردّد “صلاة يسوع” تارة بتمتمة وطوراً بقوة. وكنت أردّد “الصلاة”كاملة، مع التشديد أحياناً على كلمة“يا ربي” وعلى اسم يسوع أحياناً أخرى، وعلى لفظ المسيح، أو على عبارة“ارحمني ” وذلك بقصد تركيز عقلي جيّداً في “الصلاة”…

لم أعرف كم مضى عليَّ من الوقت وأنا منطرح على أرض القلاية. فإنّ الزمن يتوقف في هذه الساعات… كنت أتأمل في خطيئتي، وفي حضوري بين آباء قديسين متألهين، فأبكي. وقلتُ من أعماق قلبي قولاً للقديس يوحنا الذهبي الفم، الذي أساء فهمه البعض ظانين أنه أراد به أن لا يسكن الرهبان الأديرة: “طوبى لكواكب المسكونة، لأنّ غرفتهم نقية خالية من كل ضجة، ونفسهم مُصفّاة من كل هوى، ومتحرّرة من كل مرض. وهي رقيقة، خفيفة، وأنقى بكثير من هواء عليل. أما العمل عندهم فهو ما كان لآدم في البدء قبل الخطيئة، يوم كان متسربلاً المجد ويكلّم الله بدالّة، مقيماً في ذلك المكان المفعم غبطة”.

بعد مرور وقت غير قليل سمعتُ صوت المريد يخبرني أن الشيخ ينتظرني لاستئناف الحديث. فعدتُ من جديد إلى الناسك المعتزل وفي نفسي مزيج من آيات الفرح والحزن بسبب قطع صلاتي.

سألني: كيف بدا لك هذا التوقُّف؟

فقلتُ: لا أستطيع أن أكلّمكم وأن أجيب على سؤالكم… (من يدري! فلعله كان يصلي من أجلي فقط إبَّان وجودي في القلاية. فحدث في نفسي من أثر ذلك ما بدا عليّ من انسحاق).

قلتُ بعد لحظات:

– لقد أحسستُ بصفاء يهيمن على نفسي، وبشعور من الأسى بسبب الخطيئة. وقد امتلأتُ في الوقت عينه فرحاً لأجل محبة يسوعي. أجل إنّ يسوع يحبني حباً جماً، فوق ما كنت أظن. ويخيل إليّ أنكم تشعرون دائماً بمثل هذا، وقد يكون نتيجة افتقاد نعمة المسيح، التي تأتي بقوة بعد سنوات طويلة من الصعود إلى جبل يسوع، وبعد ترديد“الصلاة”. الحاملة الحياة، ترديداً متواصلاً.

– إنّ الأمر لكذلك. لكنّ ثمرات“الصلاة”، هي من الكثرة بحيث يتعذّر على المرء إحصاؤها كلّها. فإنّ“الصلاة” أشبه بشجرة مثقلة بثمار في غاية من الحلاوة، والواحدة فيها خير من الأخرى.

– أعطني أنا المحروم من النعمة الإلهية بعض هذه الثمرات من ثمار“البرية الممتلئة نعمة”… ، قم من أجلي بعمل قطاف روحي، لكي أعرفها على الأقل…


(1) ما جاء بين قوسين [] غير موجود في النسخة الالكترونية التي أُرسلت لنا. ولكننا وضعناها لأن هذا هو سياق النص بحسب ما يتضح لنا. ونرجو ممن لديه نسخة مطبوعة من الكتاب، أن يقوم بعمل Scan للصفحة ويرسلها لنا لنقوم بتعديلها…. (الشبكة)

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
arArabic
انتقل إلى أعلى