في العشرين من حزيران تعيد كنيسة القسطنطينية للقديس نيقولا كاباسيلاس. لا نعرف الا القليل عن حياته، فقد ولد في مدينة تسالونيكي عام 1322. تعليمه المسيحي اخذه على يد المتروبوليت دوروثيوس فلاتيوس -متروبوليت تسالونيكي من عام 1371 الى 1379، وأسس دير “الضابط الكل” وهو لا يزال موجوداً الى يومنا هذا ويعرف بدير “فلاتادون”-.
دخل مدرسة الفلسفة في القسطنطينية وبرع في فن الخطابة والكتابة، حتى ان بعض النقاد المعاصرين يعتبرون كتاباته تضاهي كتابات اليونانيين القدماء من جهة اللغة والبلاغة.
كان القديس نيقولا احد اعوان الامبراطور يوحنا السادس. تقول بعض المصادر بأن قديسنا دعي ليكون خلفاً لخاله نيلوس كاباسيلاس متربوليت تسالونيكي (1361-1363)، الا أنه بقي علمانياً. وهذا دليل على اهمية دور العلماني في الكنيسة. فالقداسة والمعرفة اللاهوتية ليست حكراً على الاكليروس.
عاش القديس نيقولا في أزمنة سادها صراع سياسي وجدل لاهوتي، ففي ايامه برزت مسألة الهدوئيين التي دافع عنها. وضع كاباسيلاس العديد من المؤلفات والعظات، الا ان شهرته تعود الى عملين هامين هما:
1. “الحياة في المسيح”، عربه البطريرك الياس الرابع وصدر عن منشورات النور.
2. “تفسير القداس الإلهي”، عربه الاب منيف (حمصي) وصدر عن منشورات معهد القديس يوحنا الدمشقي.
في كتابه “الحياة في المسيح” يشدد القديس نيقولا على ثلاث حقائق:
* المعمودية التي هي الولادة وبداية الحياة في المسيح لارواحنا. وتتلخص ب” محو الخطيئة، مصالحة الانسان مع الله، سكنى الله في الانسان، فتح اعين النفس بالاشعة الإلهية، تهيئة كل شيء للعالم الآتي…”.
*المسحة وهي تعطي المسيحيين على مدى الزمان المواهب النافعة للنفوس والتقوى والابتهالات والمحبة والنقاوة… وتعطي ايضا روح حكمة، روح فهم، روح مشورة، روح قوة، روح تقوى. مواهب عديدة توهب لمن يقبل هذه النعمة.
* سر الشكر وبه نحظى بالاشتراك الدائم مع الله. وبه نقدم عبادة حقيقية مرضية، ونصبح أبناء الله وأقرباء المسيح عندما نشترك في العشاء الروحي…
وفي كل هذه تلعب الارادة البشرية دورها في الحياة الجديدة وعليها يتوقف تقرير نوعيتها، ،فالاختيار من خصائصها وذلك بالحرية التي منحها اياها الرب احتراماً لمّا خلقه حراً مختاراً.