14- العبرانيين 4: 14-5: 6 – رئيس الكهنة العظيم

النص:

4: 14 فَإِذْ لَنَا رَئِيسُكَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ. 15 لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. 16 فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْناً فِي حِينِهِ.
5: 1 لأَنَّ كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ مَأْخُوذٍ مِنَ النَّاسِ يُقَامُ لأَجْلِ النَّاسِ فِي مَاِللهِ، لِكَيْ يُقَدِّمَ قَرَابِينَ وَذَبَائِحَ عَنِ الْخَطَايَا، 2 قَادِراً أَنْ يَتَرَفَّقَ بِالْجُهَّالِ وَالضَّالِّينَ، إِذْ هُوَ أَيْضاً مُحَاطٌ بِالضَّعْفِ. 3 وَلِهذَا الضَّعْفِ يَلْتَزِمُ أَنَّهُ كَمَا يُقَدِّمُ عَنِ الْخَطَايَا لأَجْلِ الشَّعْبِ هكَذَا أَيْضاً لأَجْلِ نَفْسِهِ. 4 وَلاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ هذِهِ الْوَظِيفَةَ بِنَفْسِهِ، بَلِ الْمَدْعُوُّ مِنَ اللهِ، كَمَا هَارُونُ أَيْضاً. 5 كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ لِيَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلِ الَّذِي قَالَ لَهُ:«أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ». 6 كَمَا يَقُولُ أَيْضاً فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ».

الشرح:

يُطلق الكاتب على الرب يسوع لقب “رئيس كهنة عظيم” وذلك انطلاقاً من الكهنوت اليهودي في العهد القديم. كهنوت تلك الفترة تضمّن ثلاثة وجوه:

  1.  يُطلع الكاهن الشعب على شرائع الله وأحكامه “ليُعلم بني إسرائيل جميع الفرائض التي كلمهم الرب بها بيد موسى” (لاويين 10: 11).
  2. الكاهن رجل بيت الله، يحلُّ له “الدخول الى خيمة الاجتماع (اي مكان العبادة) والاقتراب الى المذبح للخدمة في القدس” (خروج 28 :43).
  3.  يُقام الكاهن من اجل الناس فيما هو لله ليقرب تقادم وذبائح عن الخطايا”(لاويين 1و2و3).

أُسند هذا الدور في العهد القديم الى هارون شقيق موسى والى سلالته إذ قال الله لموسى “أفرز هارون لتقديسه قدس اقداس هو وبنوه الى الابد ليوقد امام الرب ويخدمه ويبارك باسمه الى الابد” (1 اخبار 23 :13 وخروج 28 :1)، لذلك يُذكر في نص الرسالة اليوم ان “ليس احدٌ يأخذ لنفسه هذه الكرامة بل مَن دعاه الله كما هارون”. أما يسوع فمدعو الى الكهنوت منذ البدء، إذ قيل عنه في المزامير “من البطن قبل كوكب الصبح انا ولدتك، الرب حلف ولن يندم انك انت الكاهن الى الابد على رتبة ملكيصادق” (مزمور 109: 3-4). يُذكر ملكيصادق في سفر التكوين (13: 18-20) وهو الذي بارك ابراهيم إذ “كان كاهناً لله العلي” ويُدعى “ملك ساليم اي ملك السلام، بلا ابٍ بلا امٍ بلا نسبٍ، لا بداءة ايام له ولا نهاية حياة، بل هو مشبه بابن الله، هذا يبقى كاهناً الى الابد” (عبرانيين 7 :1-3). صفات ملكيصادق تنطبق فقط على الرب يسوع إذ انه “ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور” (دستور الإيمان النيقاوي).

كان رئيس الكهنة يقرب الذبائح لاجل الشعب ولاجل نفسه كونه متلبساً بالضعف البشري. اما يسوع فقد “شابه اخوته في كل شيء” (عبرانيين 2 :17) “وجُرب في كل شيء مثلنا” فلم يخطأ، ولا يحتاج ان يقرب ذبيحة عن نفسه، أما عن خطايا الناس فقد قرب نفسه ذبيحةً “إذ برز مرة واحدة عند انقضاء الدهور… ودخل الى الاقداس ليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه فوجد فداءً ابدياً مبطلاً الخطيئة بذبيحة نفسه” (عبرانيين 9 :21و26). تجسد الكلمة واطلع البشر على شرائع الله واحكامه (متى 5و6و7) متمماً الوجه الاول من وجوه الكهنوت ثم دخل الى الاقداس اي الى المثال الذي قامت عليه خيمة الاجتماع “المسكن الحقيقي الذي نصبه الرب لا انسان” متمماً الوجه الثاني وهناك اتم الوجه الثالث إذ قدم نفسه ذبيحة عن خطايا الشعب. هكذا أتم يسوع في نفسه وجوه الكهنوت الثلاثة “واجتاز السموات” اي “صعد الى السماء بعينها ليظهر الآن امام وجه الله لاجلنا (عبرانيين 9: 24) “وإذ يبقى الى الابد له كهنوت لا يزول ومن ثم يقدر ان يخلص ايضاً الى التمام الذين يتقدمون به الى الله، إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم” (عبرانيين 7 :24-25).

هذا هو فحوى الاعتراف الذي يدعونا الكاتب للتمسك به. هكذا نشهد اننا مرتبطون بالعمل الخلاصي الذي اتمه الرب يسوع من اجلنا، حينها “نُقبل بثقة الى عرش النعمة لننال رحمة ونجد ثقة للاغاثة في اوانها” فالرب يصفح عن آثامنا ولا يذكر خطايانا وتعدياتنا فيما بعد إذ نسلك بحسب وصاياه الالهية.

نقلاً عن نشرة رعيتي
الأحد في 21 آذار 1993 / العدد 12

arArabic
انتقل إلى أعلى