Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
Email
☦︎
☦︎

لماذا هذا الكتاب؟ الجواب بسيط: لقد تغيّر هذا الزمان. ولكن ما المشكلة إذا تغيّر الزمان؟ أليس من البديهي أن يتغيّر هذا الزمان، وأن تتغير كل الأزمان؟

أجل، من البديهي القول بالتغيير، ولكن المهم أن نعرف مع التغيير، ماذا حصل وماذا يحصل؟ ينبغي أن ندرك النتائج التي تترتب على هذا التغيير الحاصل. وهنا السؤال: ما هي النتائج التي دخلت حياتنا بفعل التغيير؟

لقد تكلمتُ عن الجسد واللباس. هذه إحدى الأمور التي لم تكن في العصور الغابرة بهذه الضراوة والتفلّت. فقد كان الجسد قبل ثلاثة عقود تقريباً شيئاً من تابو. كانت خفاياه أمراً محرّم، وكان اللباس مشروط، ومشروطاً جداً. القبلة مثلاً اجتازت مخاضاً دام ثلاثة عقود، حتى بات السماح بها في الأفلام المصرية أمراً ممكناً. الجنس عموماً، كان أمراً قابعاً في الظلام، ومحاطاً بالسرية التامة. وكان التعاطي معه يتم بشيء من التكتّم والتعقيد.

أما وقد بلغنا زماننا هذا، فاللباس الفاحش جعل موضوع الجنس تحت الأضواء. ثم جاء الإعلام المرئي، فروّج للحرية الجنسية، الأمر الذي جعلنا نرى الشاشتين الصغيرة والكبيرة مكرستين للجسد، بامتياز. وفي الحقيقة يستحيل أن يكون هناك فيلم اليوم يخلو من مشاهد جنسية.

كل هذ، جعل الأجيال الطالعة قلقة ومتلهفة، فمن جهة، ما تزال تربيتنا العامة قائمة على التحفظ. ومن جهة ثانية، فإن هذه الأجيال طامحة إلى التحرر والتفلّت، والمناخ العام يسمح بذلك.

باختصار يشدّد الكتاب الذي بين أيديكم على مسألة برمجة الشهوات اليوم. وهذه البرمجة ذات مدلول بعيد غايته تحويل المجتمعات إلى حالة من الرخاوة والهشاشة وفقدان الانضباط. ترى من المستفيد من هذه اللعبة؟ هذا يترك لاستنتاجاتك وسعة اطلاعك عزيزي القارئ.

إلا أني أرى من خلال هذا الكتاب أن التفلّت من القيم لا سيما على صعيد الحرية الجنسية، وعلى صعيد إضرام الغرائز، غايته دمار الفرد والمجتمع، وتفكيك الأسرة، وبلبلة الأجيال. فحذار من التهاون. حذار من ضيق النظر. حذار من قبول التفاهات على أنها حقائق ووقائع. حذار من الفلتان لأنه نار محرقة حتماً. حذار من تأليه الجنس. حذار من تأليه الجسد. حذار من كثرة الآلهة.

أخيراً، زماننا قلق واضطراب. إنه قائم على باقات من الخوف وعدم الاستقرار. وإنسان هذا الزمان ممزق. لقد صعد إلى الفضاء لكنه دفين القيم والأخلاق. أخاف حقاً على الأجيال الفتية، وأخاف على أنسالها. ما أشقى الآتي!!!

قائمة بالمراجع الأجنبية والعربية:

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎
Scroll to Top