عيد القيامة في 7 أبريل 334م.
مفهوم العيد
أحبائي… لقد جاء بنا الله مرة أخرى إلى موسم العيد، وخلال محبته المترفقة جمعنا معًا للتعييد. لأن الله الذي أخرج إسرائيل(1) من مصر لا يزال حتى الآن يدعونا إلى العيد، قائلاً على لسان موسى: احفظ شهر الثمار الجديدة “واعمل فصحًا للرب إلهك” (تث10:16)، وعلى لسان النبي “عيدي يا يهوذا أعيادك أوفي نذورك” (نا15:1).
فإن كان الله نفسه يحب العيد ويدعونا إليه، فليس محقًا يا إخوتي أن نؤجله أو نستهين به، إنما يلزمنا أن نأتي إليه بغيرةٍ وسرورٍ، حتى إذ نبدأ هنا بالفرح تشتاق نفوسنا إلى العيد السماوي.
إن عيدنا هنا بنشاط، فإننا بلا شك نتقبل الفرح الكامل الذي في السماء، وكما يقول الرب: “شهوة اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم. لأني أقول لكم إني لا آكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله (لو15:22، 16).
فنحن نأكل منه الآن أن كان يفهمنا سبب العيد وبمعرفتنا للمخلص، نسلك حسب نعمته كقول بولس “إذًا لنعيد ليس بخميرة عتيقة، ولا بخميرة الشر والخبث، بل بفطير الإخلاص والحق (1كو7:5). لأنه في هذه الأيام مات الرب، كي لا نعود نشتاق إلى أعمال الموت! لقد بذل حياته، حتى نحفظ حياتنا من شباك الشيطان!
وما هو أعجب جدًا، أن الكلمة صار جسدًا، حتى لا نعود نعيش بعد في الجسد بل بالروح نعبد الله، إذ هو الروح!
فمن لا يستعد هكذا، يفسد الأيام ولا يكون قد حفظ العيد، بل يكون إنسانًا جاحدًا يلوم النعمة… ولا يتضرع إلى الرب الذي خلصه في مثل هذه الأيام.
ليسمع مثل هذا الذي يتوهم أنه قد حفظ العيد، الصوت الرسولي يوبخه قائلاً “أتحفظون أيامًا وشهورًا وأوقاتًا وسنين. أخاف عليكم أن أكون قد تعبت فيكم عبثًا”(2).
الله يرفض أعياد اليهود الأشرار
فالعيد ليس من أجل الأيام بل من أجل الرب. فنحن نعيد له لأنه تألم من أجلنا، إذ “فصحنا أيضًا المسيح قد ذبح لأجلنا”(3).
وقد علم موسى اليهود ألا يكون العيد لأجل الأيام بل من أجل الرب قائلاً “هو فصح الرب”(4). لكن إذ فكر اليهود أن يحفظوا العيد بطل فصحهم بسبب اضطهادهم للرب، ولم يعد فصحهم بعد منسوبًا للرب، إنما صار منسوبًا إليهم(5)، لأنهم قد أنكروا يا أخوتي رب الفصح.
لأجل هذا حول الرب وجهه عن تعاليمهم قائلاً “رؤوس شهوركم وأعيادكم بغضتها نفسي”(6).
اشكروا المخلص ومجدوه
لهذا من يحفظ الفصح على منوالهم يوبخه الرب، وذلك كما فعل مع أولئك البرص الذين طهرهم. فقد أحب ذاك الذي قدم له الشكر، وغضب من الآخرين ناكري المعروف، لأنهم لم يعرفوا المخلص، بل انشغلوا بتطهرهم من البرص أكثر من ذاك الذي طهرهم.
لكن “واحد منهم لما رأى أنه شفي رجع يمجد الله بصوت عظيم. وخر على وجهه عند رجليه شاكرًا له. وكان سامريًا. فأجاب يسوع وقال أليس العشرة قد طهروا. فأين التسعة. ألم يوجد من يرجع ليعطي مجدًا لله غير هذا الغريب الجنس؟!(7).
لذلك وهبه شيئًا أعظم مما نال الآخرون، فأنه إذ تطهر من برصه سمع الرب يقول له “قم وامض. إيمانك خلصك”(8).
فمن يقدم الشكر والتمجيد له مشاعر رقيقة، لهذا فأنه يبارك “معينه” (الرب) من أجل ما وهبه من بركات.
ويلفت الرسول أنظار كل البشر إلى هذا الأمر قائلاً “مجدوا لله في أجسادكم(9) ويأمر النبي قائلاً: أعط مجدًا لله.
بالصليب تمجد ابن الله
وبالرغم من تلك الشهادة التي حملها رئيس الكهنة ضد مخلصنا، واحتقار اليهود له، وإدانة بيلاطس له في تلك الأيام لكن صوت الآب الذي جاءه كان مجيدًا وعظيمًا جدًا إذ يقول “مجدت وسأمجد أيضًا”(10). لأن تلك الآلام التي احتملها لأجلنا قد عبرت، لكن ما يخصه كمخلص يبقى إلى الأبد.
لننتفع بالذبيحة لكي لا ندان
وإذ نحن نذكر هذه الأيام، ليتنا لا ننشغل باللحوم بل بتمجيد الله.
ليتنا نكون كأغبياء من أجل ذاك الذي مات من أجلنا. وذلك كقول الرسول “لأننا إن صرنا مختلين فلله أو كنا عاقلين فلكم… إذ نحن نحسب هذا أنه إن كان واحد قد مات لأجل الجميع فالجميع إذا ماتوا. وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام”(11).
يلزمنا ألا نعيش بعد لأنفسنا بل نعيش كعبيد للرب.
وليس باطلاً تقبل النعمة، لأن الوقت مقبول(12)، ويوم الخلاص قد تبلج بموت مخلصنا.
فمن أجلنا نزل الكلمة، وإذ هو خالد، حمل جسدًا الموت، وذلك من أجل خلاصنا…
لقد ذبح ربنا حتى يبطل الموت بدمه!
وفي موضع معين، وبخ الرب بحق أولئك الذين اشتركوا في سفك دمه بغير سبب دون أن يستنيروا “بالكلمة”… قائلاً (على فم النبي) “ما الفائدة من دمي إذا نزلت (الحفرة)؟!”. هذا لا يعني أن نزول الرب إلى الجحيم كان بلا نفع، إذ انتفع منه العالم كله. لكن تعني أنه بعد ما تحمل الرب هذا كله، لا زال بعض الأشرار يرفضون الانتفاع من نزوله إلى الجحيم فيخسرون (ويدانون).
فهو ينظر إلى خلاصنا كاستنارة وربح عظيم، ويتطلع بالعكس إلى هلاكنا كخسارة.
لنتاجر في الوزنات، ولا نسكن كاليهود الأشرار
كذلك في الإنجيل، مدح الرب أولئك الذين ضاعفوا الوزنات، سواء ذلك الذي صارت وزناته عشرة عوض الخمسة أو أربع وزنات عوض الوزنتين… إذ ربحوا وجاءوا بالحساب حسنًا.
أما ذاك الذي ألقى بالوزنة كأنها ليست بذي قيمة، فقال “أيها العبد الشرير!… كان ينبغي أن تضع فضتي عند الصيارفة فعند مجيئي كنت آخذ الذي لي مع ربا. فخذوا منه الوزنة أعطوا للذي له العشر وزنات. لأن كل من له يعطى فيزداد ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه. والعبد البطال اطرحوه إلى الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الأسنان”(13).
لأنها هذه ليست إرادته أن تصير النعمة التي يهبنا إياها غير نافعة، بل يطلب منا أن نتحمل آلامًا لكي نأتي بالثمار التي هي له، كقول الطوباوي بولس “وأما ثمر الروح فهو محبة، فرح، سلام(14)، وإذ له هذا الشرح الصحيح للموقف أنه لا يملك شيئًا من عندياته، بل كل ما لدى الإنسان هو عطية من قبل الله، لهذا كان بولس يعلم بمبدأ صحيح، مشابه للسابق، بقوله “أعطوا الجميع حقوقهم”(15). وفي هذا كان بولس يشبه أولئك الذين أرسلهم رب البيت ليأتوا بثمار كرمه(16)، معلمًا البشر جميعهم أن يردوا ما نالوه.
أما إسرائيل فقد أحتقر (المرسلين) ولم يرد أن يرد (حق الله)، إذ كانت إرادتهم شريرة، بل وأكثر من هذا قتلوا المرسلين، ولم يخجلوا حتى من رب الكرم بل قتلوه هو أيضًا.
حقًا عندما جاء ولم يجد فيهم ثمارًا لعنهم في شجرة التين قائلاً “لا يكن منك ثمر بعد إلى الأبد”(17) فيبست ولم تعد مثمرة حتى تعجب التلاميذ من ذلك.
تحقق النبوات عن خراب إسرائيل
عندئذ تحقق ما نطق به الأنبياء “وأبيد منهم صوت الطرب وصوت الفرح، صوت العريس وصوت العروس، صوت الأرحية ونور السراج وتصير كل هذه الأرض خرابًا”(18)، إذ بطل عنهم كل خدمة الناموس، وهكذا سيبقون إلى الأبد بغير عيد.
وهم لا يحفظون بعد الفصح، لأنهم كيف يستطيعون أن يحفظوه؟! إنه لم يعد لهم بعد موطن إنما قد صاروا مشتتين في كل مكان إنهم (لا) يأكلون الفطير… حيث أنهم عاجزون عن تقديم ذبيحة الخروف، إذ أمروا أن يصنعوا هذا عندما يأكلون الفطير.
أنهم يعصون الناموس في كل شيء، وبحسب أحكام الله يحفظون أيامًا للحزن لا للسعادة.
هكذا أيضًا يكون حال الهراطقة الأشرار وأصحاب الإنشقاقات الأغبياء، أحدهما يذبح الرب والآخر يمزق ثوبه.
هؤلاء أيضًا محرومون من العيد، لأنهم يعيشون بغير تقوى ولا معرفة، ويتنافسون بنفس التصرف الذي حدث في أمر بارباس اللص حيث فضله اليهود عن المخلص، لهذا لعنهم الرب في شجرة التين.
غير أنه في محبته المترفقة ترك جذر (الشجرة) ولم يهلكه إذ لم يلعنه، إنما قال بأنه لا يجني منها أحد ثمرة قط. وبصنعه هذا أبطل الظل… وترك الجذر لكي نتطعم نحن فيه (أما هم ففي عصيانهم يبسوا). “وهم إن لم يثبتوا في عدم الإيمان (أن صاروا مسيحيين ورفضوا تشامخهم وخضعوا للرب) سيطعمون. لأن الله قادر أن يطعمهم أيضًا”(19).
إن كان الله قد لعنهم من أجل إهمالهم… فقد نزع عنهم الحمل الحقيقي.
لنفرح بالعيد
أما بالنسبة لنا، فقد جاءنا العيد.
لقد جاء اليوم المقدس الذي يلزمنا فيه أن نبوق داعين إلى العيد. ونفصل أنفسنا للرب بالشكر، ناظرين إلى أن هذا العيد هو عيدنا نحن. لأننا قد صار علينا أن نقدسه، لا لأنفسنا بل للرب، وأن نفرح فيه لا في أنفسنا بل في الرب، الذي حمل أحزاننا قائلاً “نفسي حزينة جدًا حتى الموت”(20).
فالوثنيين وكل الغرباء عن الإيمان يحفظون الأعياد لإرادتهم الذاتية، هؤلاء ليس لهم سلام إذ يرتكبون الشر في حق الله.
أما القديسون فإذ يعيشون للرب يحفظون العيد، فيقول كل منهم “مبتهجًا بخلاصك”، “أما نفسي فتفرح بالرب”(21).
فالوصية عامة بأن يفرح الأبرار بالرب، حتى إذ يجتمعون معًا يترنمون بذلك المزمور الخاص بالعيد وهو عام للجميع، قائلين “هلم نرنم للرب”(22) وليس لأنفسنا.
بين ذبح اسحق وذبح المسيح
هكذا فرح إبراهيم إذ رأى يوم الرب، لا يوم نفسه. تطلع إلى قدام فرأى يوم الرب ففرح(23).
وعندما جرب، قدم بالإيمان اسحق جاعلاً من ابنه الوحيد الذي نال فيه المواعيد ذبيحة. ولما منع من ذبحه تطلع فرأى المسيا في “الخروف”(24) الذي ذبح لله عوضًا عن ابنه.
لقد جرب الأب في ابنه، ولم يكن الذبح أمر بغير معنى، إنما كان فيه إشارة إلى الرب كما في إشعياء إذ يقول “كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه”(25)، إنما قد حمل خطايا العالم.
على هذا الأساس منع إبراهيم من أن يمد يده على الصبي، حتى لا يستغلها اليهود كفرصة ليزدروا بالصوت النبوي الذي ينطق بخصوص مخلصنا ناسبين إياه إلى ذبح اسحق، حاسبين أن كل هذا يشير إلى ابن إبراهيم.
ذبيحة اسحق مجرد رمز
لم تكن الذبيحة (من أجل اسحق)(26)، بل من أجل الذي قدم الذبيحة، إذ بهذا قد جرب. لقد قبل الله إرادة مقدم الذبيجة، لكنه منع تقديم الذبيحة. لأن موت اسحق لا يؤدي إلى تحرير العالم، إنما موت مخلصنا وحده الذي بجراحاته شفينا(27). فقد أقام الساقطين، وشفى المرض، وأشبع الجياع، وسد أعواز المحتاجين، وما هو أعجب أنه أقامنا نحن الأموات، مبطلاً الموت، محظرًا إيانا من الحزن والتنهد إلى الراحة والسعادة كالتي لهذا العيد، إلى الفرح الذي هو في السموات.
ولسنا نحن وحدنا الذين نتأثر بهذا، بل والسماء أيضًا تفرح معنا مع كل كنيسة الأبكار المكتوبة في السموات(28).
الكل يفرح معًا كما يعلن النبي قائلاً “ترنمي أيتها السموات لأن الرب قد فعل رحمة.. اهتفي يا أسافل الأرض. أشيدي أيتها الجبال ترنمًا، الوعر وكل شجرة فيه لأن الرب قد فدى يعقوب…”(29).
ومرة أخرى يقول “ترنمي أيتها السموات وابتهجي أيتها الأرض. لنشيد الجبال بالترنم لأن الرب قد عزى شعبه وعلى يائسيه يترحم”(30).
فرح في السماء وعلى الأرض
إذًا الخليقة كلها تحفظ عيدًا يا أخوتي، وكل نسمة تسبح الرب كقول المرتل(31)، وذلك بسبب هلاك الأعداء (الشياطين) وخلاصنا.
بالحق أن كان في توبة الخاطئ يكون فرح في السماء(32)، فكيف لا يكون فرح بسبب إبطال الخطية وإقامة الأموات؟!
آه. يا له من عيد وفرح في السماء!!
حقًا. كيف تفرح كل الطغمات السمائية وتبتهج، إذ يفرحوا ويسهروا في اجتماعاتنا ويأتون إلينا فيكونون معنا دائمًا، خاصة في أيام عيد القيامة؟!
أنهم يتطلعون إلى الخطاة وهم يتوبون.
وإلى الذين يحولون وجوههم (عن الخطية) ويتغيرون، وإلى الذين كانوا غرقى في الشهوات والترف والآن هم منسحقون بالأصوام والعفة.
وأخيرًا يتطلعون إلى العدو (الشيطان) وهو مطروح ضعيفًا بلا حياة، مربوط الأيدي والأقدام، فنسخر منه قائلين: “أين شوكتك يا موت. أين غلبتك يا هاوية” (1 كو 55:15).
فلنترنم الآن للرب بأغنية النصرة.
من هم الذين يعبدون؟
من هو هذا الذي إذ يأتي مشتاقًا إلى عيد سماوي ويوم ملائكي، يقول مثل النبي “فآتي إلى مذبح الله، إلى الله، بهجة فرحي، وأحمدك بالعود يا الله إلهي”(33).
والقديسون يشجعوننا أيضًا للسلوك بهذا المسلك قائلين “هلم نصعد إلى جبل الرب إلى بيت إله يعقوب”(34).
لكن هذا العيد ليس لأجل الدنسين، ولا يصعد إليه الأشرار، بل الصالحين والمجاهدين والذين يسلكون بنفس الهدف الذي هو للقديسين، لأنه “من يصعد إلى جبل الرب ومن يقوم في موضع قدسه؟! الطاهر اليدين والنقي القلب الذي يحمل نفسه إلى الباطل ولا حلف كذبًا”(35). لأنه كما يكمل المزمور قائلاً “يحمل بركة من عند الرب (وبرًا من إله خلاصه)”.
هذا واضح أنه يشير إلى ما يهبه الرب للذين عن يمينه قائلاً “تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم”(36)
أما الإنسان المخادع، وغير نقي القلب، والذي ليس فيه شيئًا طاهرًا… فهذا بالتأكيد غريب عن القديسين… ويحسب غير مستحقًا ليأكل الفصح، لأن “كل ابن غريب لا يأكل منه”(37).
لهذا عندما ظن يهوذا أنه قد حفظ الفصح، بينما كان قد دبر خداعًا ضد المخلص، أصبح غريبًا عن المدينة التي هي من فوق وبعيدًا عن الصحبة الرسولية، لأن الشريعة أمرت أن يؤكل الفصح بحرص لائق، أما هو بينما كان يأكل نفبه الشيطان ودخل إلى نفسه(38).
كيف نعيّد؟
ليتنا لا نعيد العيد بطريقة أرضية، بل كمن يحفظ عيدًا في السماء مع الملائكة!
لنمجد الله بحياة العفة والبر والفضائل الأخرى!
لتفرح لا في أنفسنا بل في الرب، فنكون مع القديسين!
لنسهر مع داود الذي قام سبع مرات، وفي نصف الليل كان يقدم الشكر من أجل أحكام الله العادلة!
لنبكر كقول المرتل “يا رب بالغداة تسمع صوتي، بالغداة أقف أمامك وتراني”! لنصم مثل دانيال!
لنصلي بلا انقطاع كأمر بولس. فكلنا يعرف موعد الصلاة خاصة المتزوجين زواجًا مكرمًا!
فإذ نحمل شهادة بهذه الأمور، حافظين العيد بهذه الكيفية نستطيع أن ندخل إلى فرح المسيح في ملكوت السموات.
وكما أن إسرائيل (في القديم) عندما صعد إلى أورشليم تنقى في البرية، متدربًا على نسيان العادات (الوثنية) المصرية، هكذا فأن الكلمة وضع لنا هذا الصوم المقدس الذي للأربعين يومًا، فنتنقى ونتحرر من الدنس، حتى عندما نرحل من هنا يمكننا بكوننا قد حرصنا على الصوم (هكذا) أن نصعد إلى جمال الرب العالي، ونتعشى منه، ونكون شركاء في الفرح السماوي.
فأنه لا يمكنك أن تصعد إلى أورشليم وتأكل الفصح دون أن تحفظ صوم الأربعين.
موعد العيد (39)
(1) خروج إسرائيل من مصر كان صورة رمزية لإنعتاق الإنسان من عبودية شهوات العالم. وإذ تم الخروج الأول بذبح الخروف… هكذا ذبح الحمل الحقيقي عنا، فبطلت الذبيحة الأولى إذ تحقق المرموز إليه. وبذا انتفت عن جماعة اليهود صفة إسرائيل وانتهت كل طقوسهم وكان يلزمهم أن يقبلوا المسيح ويصيروا مسيحيين، لكن إذ رفضوا السيد المسيح صاروا تحت اللعنة وانتفت عنهم صفة “الشعب المختار” وحكم عليهم بالخراب والتشتيت.
(2) غلا10:4،11.
(3) 1كو7:5.
(4) خر11:12.
(5) يو4:6.
(6) أش14:1.
(7) لو15:17-18.
(8) لو19:17.
(9) 1كو20:2.
(10) يو28:12.
(11) 2كو13:5-15.
(12) 2كو1:6،2.
(13) مت26:25-30.
(14) غلا22:5.
(15) رو7:13.
(16) مت33:21.
(17) 21:19.
(18) أر10:25.
(19) رو23:11.
(20) مت38:26.
(21) مز14:9، 9:35.
(22) مز1:95.
(23) يو56:8، عب17:11.
(24) تك15:22.
(25) أش7:53.
(26) النص الإنجليزي (was not properly the setting rights of Isaac.)
(27) أش5:53.
(28) عب23:12.
(29) أش23:44.
(30) أش13:49 لم يذكر النص الآية كاملة.
(31) مز6:150.
(32) لو7:15.
(33) مز4:43.
(34) أش3:2
(35) مز3:24.
(36) مت34:25.
(37) خر43:12.
(38) لو31:22
(39) لما كانت الخاتمة شبه مكررة فيما يختص بموعد العيد إلا من جهة المواعيد، لذلك استحسنت منعًا للتكرار عدم ورودها في الرسائل فيما بعد مكتفيًا بترجمة الجدول الخاص بأعياد القيامة في أيام القديس البابا أثناسيوس أن شاء الرب في آخر الكتاب…
ولكن في هذه الرسالة السابعة [الصحيح: السادسة] ذكر في النهاية أن أيام السبوت والآحاد يتوقف فيها الصوم (الانقطاعي) وذكر المترجم إلى الإنجليزية في الهامش بأنه لم تكن تحسب هذه الأيام على أنها أصوام عدا يوم السبت الذي هو قبل عيد القيامة مباشرة.
ونحن [بحسب الليتورجيا القبطية في الكنيسة القبطية التي يتبع لها المترجم] نصوم حاليًا 55 يومًا هي 40 يومًا + أيام البسخة (أسبوع الآلام) + 7 أيام بدلاً من السبوت لأنها لا تصام انقطاعيًا.
[بالنسبة لكنيستنا الأرثوذكسية، فالرجاء الرجوع إلى: المطران سلوان موسي، سلسلة إيماننا في الكلمة والأيقونة، سر الآلام، الباب الثاني: سر الآلام ليتورجياً وتاريخياً، الفصل الثاني: التطور التاريخي للصوم الكبير، ص 281-287.]