Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎
☦︎

في المقالات ورد ذكر مسألتين هامتين حشراً هنا وهناك بدون معالجة كاملة تستنفد الموضوع. فظروفي أثناء الكتابة كانت قاسية بسبب انهماكي في مشاغلي الخاصة الكنسية منها والحقوقية (1).

وقد رأيت أن أخصها بهذا الفصل ليتدارك المطالع ما قد يقع عليه من أخطاء لدى بعض المؤلفين.

فلوسكي عرض الموضوع بصورة مشوشة (الصفحة 144 من اللاهوت الصوفي) وغير سليمة. استند إلى مكسيموس المعترف فقط (2). وهو مولع بنهج ديونيسيوس المنحول أي اللاهوت السلبي فيطبقه باستمرار في كل مكان. أما يوحنا الدمشقي فقد فهم مكسيموس كما هو، مستعملاً الاعتدال وموفِّقاً بين أقوال الآباء ليختار أفضل الآراء. لوسكي يسير غالباً في خط الآباء الفلاسفة أي النيصصي، ديونيسيوس المنحول، مكسيموس. وبولغاكوف لاهوتي يفلسف الأمور فيشتط (الكلمة المتجسد، ص 220 و… فرنسي مترجم عن الروسية). ولكن من المعلوم أن أكابر آباء الكنيسة كانوا حقوقيين فاستعملوا لغة حقوقية على مايرى دي رينيون.

1 – المسألة الأولى

تتعلق المسألة الأولى بحالة آدم في الفردوس قبل الخطيئة وبعدها.

ففي الفردوس كان آدم يعيش حالة غبطة بدون أن يعرف الأمراض والأسقام أو الأهواء والشهوات المرفوضة. وكان مُعداً للخلود الأبدي. خلقه الله حرّاً صاحب سلطان في اختيار الخير أو الجنوح إلى الشر. حريته مجال حيوي لاختياره طاقته في الخير والاستفادة من نعمة الروح القدس ليصير إلهاً بالنعمة لا على أسلوب الشيطان الذي تكبّر إذ سعى نحو التأله بقدرته الذاتية، بل على أسلوب شفافيته لفعل الروح القدس.

ولكن آدم اختار المعصية. حريته عاكست حرية الله ومشيئته. ارتكب الخطيئة فدخل الفساد ارادته وطبيعته، فوقع فريسة للأهواء المرفوضة، خاضعاً للآلام وسائر الأعراض والتقلبات. ومات روحياً، فنتج عن موته الروحي موته الجسدي وانحلال الجسد بعد الموت وصيرورته تراباً. ودخلت الخطيئة إلى العالم وصار جميع الناس يرثون طبيعة آدم الساقطة فخضعوا مثله لشريعة الموت والانحلال (3).

وصرنا بعد ذلك لابسين الجلود فاقدين شفافيتنا الأولى. وفي رأي النيصصي ومكسيموس، بعد أن كان الجنس إمكانية إذ أن الله توقع [ليس كما يتوقع الإنسان] سقوطنا، صار ضرورة. فهو وسيلة للإبقاء على البشر بعد السقوط. لم يكن الجنس سبب القابلية للموت ولكن ترياقاً نسبياً ضدها (4).

وفي خدمة الجناز فردد مع غريغوريوس اللاهوتي أن الله شرع لنا الموت لكيلا يبقى الشر عادم الزوال. فالموت يقضي على الشر (5). والآباء الشرقيون لم يقولوا مقالة أوغسطين أننا مسؤولون عن خطيئة آدم الشخصية. لقد ضلّلته الترجمة اللاتينية لرومية 5: 12 (6). فنحن مسؤولون عن خطايانا الشخصية. ولكننا ورثنا عنه الطبيعة فقاسينا ما يقاسيه حامل الفساد. فكان الموت لجنس البشر (7). سقطت الطبيعة البشرية فكان سقوطها غير قابل للجبر. يد القدير وحدها كانت قادرة على أن تقيمها (8).

2 – المسألة الثانية

تتعلق بناسوت ربنا يسوع المسيح. الرسالة إلى العبرانيين تقول أنه صار مثلنا في كل شيء ما عدا الخطيئة (9). الروح القدس حلّ على مريم العذراء قبل الحبل، فطهرها، فحبلت بالابن الحبيب وأعطته طبيعة بشرية. مادامت مريم طاهرة مثل آدم وحواء قبل الخطيئة فمن المفروض نظرياً أن تكون طبيعة المسيح البشرية مثل طبيعة آدم وحواء في الفردوس. هذا نظرياً. أما في الواقع فمريم قاست في الجلجلة آلاماً مرة وماتت. ويسوع نفسه عرف الجوع والعطش والنوم والقلق والاضطراب أمام الموت، ونزاع الموت حتى صار عرقه قطرات دم. وذاق كأس الآلام المرّة. وثقب جسده بالمسامير والحربة وإكليل الشوك. وقاسى كل ما جلبته علينا خطيئة آدم وحواء من شقاء ما عدا الخطيئة. لم يكن فيه ميل إلى الخطيئة. لقد حمل وقرنا كله ما عدا الخطيئة. أثناسيوس الكبير وسواه من الآباء وترانيمنا الأرثوذكسية في أسبوع الآلام على الخصوص يروون ما قاساه يسوع ويجعلون ذلك أدوات لانقاذنا، أي أن يسوع قاساها عنا لننجو نحن منها ونتقدس بها.

ما الأمر إذاً؟ يسوع تحمل عنا كل شيء لننجو من العواقب جميعاً. ولكن، من المستحيل أن يكون فيه ميل إلى الخطيئة وإلا احتاج هو إلى من يفتديه. فهو معدن الطهارة. ولذلك صار قادراً أن يكون فادياً لنا ما زال ناسوته متحداً بلاهوته. فآلامه آلام إله متجسد قادرة على أن تمحو آلامنا وأوجاعنا. ولم يساونا فقط في كل ما ذكرت بل تجاوز ذلك فقبل أن يجربه الشيطان. ولكنه لم يسقط كما أن خوفه أمام الموت لم يكن خوف جبان بل كردة فعل الإنسان التام الإنسانية أمام الموت.

يسوع من أم بتول كآدم من طينة بتول. إلا أنه من أجلنا ومن أجل خلاصنا قد ارتضى متنازلاً لأن تكون طبيعته قابلة للأعراض التي نتعرض نحن لها ما عدا الميل إلى الخطيئة والأهواء الفاسدة. هذا لطف منه فأقبل إلى الآلام طوعاً وقاسى كل شيء طوعاً لا عن اضطرار أبداً (10). أليس هو -جل جلاله- القائل: “وإنما أنا أبذلها باختياري. فلي سلطان أن أبذلها، ولي سلطان أن أسترجعها أيضاً، تلك هي الوصية التي تقلقيتها من أبي”؟ (11).

ولكن تبقى لدينا مسألتان فرعيتان: 1- هل كان جسده في القبر قابلاً للانحلال؟ الدمشقي يقول أن الآباء الملهمين ذهبوا إلى أن جسد يسوع كان غير قابل للتلاشي في القبر. المرمور 16 الذي استشهد به بطرس الرسول (أعمال 2: 31) يتكلم صراحة عن أن الله لن يترك جسد يسوع يرى فساداً. أثناسيوس الكبير يتكلم عن لاهوته الذي أقام ناسوته. لأجلنا أخذ جسداً قابلاً للموت، ولكن اللاهوت قائم لكي يلبس الجسد، بعد الموت، عدم البلى. والدمشقي من بعد أنسطاسيوس السينائي وسواه يقيم تفريقاً بين نوعين من الفساد، فيجعل التلاشي في القبر توعاً منهما، لم يكن جسد يسوع قابلاً له (12). واستبعد الدمشقي الجنس والتناسل من ناسوت يسوع إذ لا جدوى منه (13).

وتبقى قضية أخيرة هي ولادة يسوع بدون آلام المخاض. فترانيم الكنيسة التي تذكر ذلك عديدة. فيقول ثيوطوكيون صلاة الغروب للحن السادس: “… من ذا لا يسبح ممجداً ولادتك البريئة من الطلق والنفاس…” وهكذا محا الله آلام الولادة التي قضى بها على حواء (14).

3 – نبذة تاريخية

ونظراً إلى أن الكرسي الأنطاكي قاوم البدعة وأصدر قراراً مجمعياً بإدانتها أضيف هنا نبذة تاريخية. فقد ظهرت بدعة القائلين بعدم الفساد في مصر لدى أقباط فريق يوليانوس وصحبه. قاومها سويروس الأنطاكي وفريقه منهم. فانقسم الأقباط إلى حزبين. تسللت البدعة إلى الأمبراطور جستنيانوس عبر أتباع أوريجانس المندسين (أسقف يافا). أصدر أمراً أمبراطورياً بها (15). قاومها بطريرك القسطنطينية فخلع. خلفه يوحنا الأنطاكي (من قرية سرمين) دون أن يقبلها. لاقت مقاومة في فلسطين ومصر وفرنسا. ولكن أنظار الدنيا اتجهت نحو بطريرك أنطاكية أنسطاسيوس الأول. دعا أساقفته إلى مجمع ضم 153 أسقفاً (16). أدانوها وأعلنوا استعدادهم للتخلي عن كراسيهم ووجهوا رسالة إلى الأمبراطور برفضها مع مبرراتهم لذلك. وهيأ أنسطاسيوس حطاب الوداع. ولكن وفاة الأمبراطور في العام نفسه 565 طوت الأمور. فجأ خليفته جوستينوس الثاني يلغي الأمر (17). وهكذا فشل الأمبراطور الكبير في فرض عقيدة منحرفة على الكنيسة. لقد قاسينا جداً من أمزحة الأباطرة وتقلباتها منذ أولهم قسطنطين حتى النهاية. وبقيت الأرثوذكسية صامدة. والفضل كل الفضل هنا لأنسطاسيوس بطل الإيمان حثاً (18).


(1) نرى هنا أنه من الجيد عرض نُبذة عن الشماس اسبيرو: من مواليد 1923 [أمدّ الله بعمره وجعل سنيه سلامية وخدمته مباركة] المزيرعة، اللاذقية/سوريا. درس الحقوق في جامعة دمشق وتخرج العام 1946. وسجل محامياً في نقابة اللاذقية 1947. و انصرف إلى ممارسة المحاماة والدراسات اللاهوتية والفلسفية والحقوقية والتحليل النفسي والتاريخ. في العام 1962 خاض المعارك الطائفية إلى جانب البطريرك ثيؤذوسيوس أبي رجيلية حتى فاز المطران الياس معوض بالبطركية. فانصرف إلى التأليف اللاهوتي. رسم شماساً في 1972 /11/3 . أهم مؤلفاته: [1]سر التدبير الإلهي، [2]يهوه أم يسوع، [3]يا يسوعاه، [4]الله في اللاهوت المسيحي، [5]التجليات في دستور الإيمان، [6]المزيفون، [7]فادي و ذيسبينا، [8]الاعتراف و التحليل النفسي، [9]المرأة في نظر الكنيسة ، [10]قرد أم إنسان ؟، [11]في التوبة، [12]طريق النساك… أهم نقاط الاهتمام: العقائد المسيحية، النسكيات الصوفيات والمجامع المسكونية. “عن كتاب سألتني فأجبتك”… (الشبكة)

(2) بغض النظر عن هذا الموضوع، الذي سيوضحه الشماس لاحقاً. هناك دائماً خطورة في الاعتماد على قول آبائي واحد. فقد يكون قد أسقط بعض الأفكار ولم يطرحها أو أنه لم يتوسع في شرح فكرة أخرى. فبتالي ستصلنا المعلومة منقوصة وستكبر المشكلة لو حاولنا أن نقوّل القديس ما لم يقله أو ما لم يقصده…. (الشبكة)

(3) كنت نقحت في العام 1951 ترجمة ضعيفة لكتاب القديس اينوكنديوس الروسي دون أن أستطيع الاستعانة بترجمة جراسيموس يارد العربية والأب لازروس مور الإنكليرية إذ أضاع إخوان نسختي منهما. وقد طبع في اللاذقية وعمان. يبقى الكتاب جيداً. في الصفحة 16 ومايليها طرق المؤلف الموضوع.

وأيضاً أثناسيوس الكبير في التجسد الإلهي 3-5 وضد الوثنيين 2-4، كيرللس الإسكندري مين 69: 745 [أو 740 الرقم غير واضح] و1197 و71: 377 و73: 128 و752 و76: 637 و640، ثيوذوريتوس القورشي مين 80: 125 و137 و1244، دوريثيوس غزة (ص 146-149 من طبعة [لا يوجد نص])، مكسيموس مين 90: 312 والمئويات 2: 76. أثناسيوس قال أن آدم مخلوق من العدم فكانت طبيعته قابلة بالتالي للانتهاء بالموت. إنما كانت النعة الإلهية تحفظه للخلود الأبدي. وعليه كثيرون منهم مكسيموس والدمشقي 2: 3 وفوتيوس (المكتبة، المجلد 3: 76 طبعة باريس 1962) وأيضاً نيميسيوس حمص، النفس، الفصل 3.

(4) لوسكي، العقائد الأرثوذكسية، العدد 48 ص 231-233.

(5) الخطبة 45: 9

(6) راجع حول هذا الموضوع، المواضيع التالية: “اللاهوت المقارن في نتائج وانتقال الخطيئة الجدية” و”نتائج الخطيئة الجدية“… (الشبكة)

(7) ايسيدوروس الفرمي، مين 1101 و1292 وبروكلوس أسقف القسطنيطينة. في مين اللاتيني 48: 685 و779 وثيوذوريتوس القورشي مين 80: 1244، 136، 1326 ومين 83: 40 و482 و245 وو..؛ مكسيموس المعترف، مين 90: 632 و… و312، أنسطاسيوس السينائي، على المزمور 50: 7 (1244). أما كيرللس فقد تعرض له مراراً، مين 69: 21 و856 و1100 و73: 656 و74: 784 و788 و789 و75: 1271 و76: 1205.

(8) الذهبي في عظته 11 على يوحنا.

(9) العبرانيين 4: 15. مكسيموس المعترف عالج الموضوع بأسلوبه اللاهوتي الخاص العسير الذي نقل الدمشقي بنوده الهامة. إلا أني تجنبت ذلك هنا إذ أنه مرهق للمطالع. عرضه ريو باختصار في كتابه عن مكسيموس (80-88). طرقت بورودين هذا الموضوع والموضوع السابق في كتابها (40-52 و188-208). وهي أيضاً عسيرة الفهم. وطرقه لوسكي في كتابيه “اللاهوت الصوفي” (109-131) و”على الصورة والمثال” (123-139). أجادت بورودين في تبيان الفوارق بين الغرب والشرق.

(10) أثناسيوس الكبير، في تجسد الكلمة 5-8، ضد ايريوس 2: 69 و3: 34 و56 وأثناسيوس المنحول ضد أبوليناريوس، مين 26: 1903 و…؛ ديديموس الأعمى، في الثالوث 3: 21؛ باسيليوس الكبير، الرسالة 261: 3؛ غريغوريوس اللاهوتي، الميمر 30: 3 و14 و21 والميمر 36؛ النيصصي، الرسالة 17 وضد أبوليناريوس؛ أبيغانيوس، الانكوراتوس 23؛ الذهبي الفم،  الميامر 11: 2، 23: 23: 1 ز2ز67: 1 و2 أو 2 و67: أو 2 على يوحنا، وميمره على المزمور 6، كتاب في البدع 10، أنسطاسيوس السينائي، مين 89: 13 و…، مكسيموس المعترف، الجوار مع بيروس، الدمشقي، في الإيمان 3: 20-28 في مين 64: 1084-1100 والمشيئتان، مين 95: 173-177.

(11) أنسطاسيوس السينائي، مين 89: 295 و293، الدمشقي 3: 28، أثناسيوس، في التجسد 9 و20.

(12) الدمشقي، مين 95: 176 ومايندورف.

(13) يوحنا 10: 18.

(14) تكوين 3: 16.

(15) فليش ومارتن يرى أمر فقط.

(16) بحسب تقدير شتاين و150 بحسب تقدير ديشين و195 بحسب تقدير فليش ومارتن نقلاً عن يوحنا الأفسسي (في مخائيل السرياني). وأيا كان الرقم فإنه يوضح قوة الكرسي الأنطاكي في العام 565. ولم يكن جميع الأساقفة حاضرين. ومع هذا فعدد الأساقفة كبير.

(17) Ernest Strin, Historie du Bass-Empire, t. ii, p. 233-235, 681, n. I et 687-689, Paris, 1949; Fliche et Martin, Hist. de l’Eglise, t. IV, p 480-1, Paris, 1948; Louise Duchesne, l’Eglise au VI siècle, p 270-3, Paris, 1925.

وفي كل من هذه المراجع الثلاث سيل من المراجع.

(18) {قبل أن نختم هذا الفصل وموضوع الفساد وعدم الفساد، نود أن ننقل ماجاء في محاضرة الأب الدكتور مسروب كريكوريان، بعنوان “المسيحانية في التقليد الليتورجي لدى الكنيسة الأرمنية”. وهي إحدى الكلمات التي أُلقيت أثناء لقاءات الكنيسة الأرثوذكسية مع الكنائس اللاخلقيدونية. وتم جمع هذه اللقاءات في كتاب أصدر بعنوان “مجمع خلقيدونية أيفرق أم يجمع؟ – نحو تقارب في المسيحيانية الأرثوذكسية”. تحرير: بولس غريغوريوس، وليم لازاريث ونيكوس. نقله إلى العربية: الأب ميشال نجم. إصدار منشورات النور بالاشتراك مع مجلس كنائس الشرق الأوسط 1987. وننقل من صفحة 165 ومايليها التي يتحدث فيها الأب مسروب عن ليتورجية الكنيسة الأرمنية، فيقول (كل ما سيأتي ضمن [] هو اقتباس من الكتاب):

[“يا مريم العذراء، في رحمك سكن الله المسيح مخلصنا بلا فساد فإياك نمجد” (هامش 27) “وأنت ولدت من العذراء القديسة بجسد غير فاسد فأنا نمجدك ونمدحك بلا انقطاع” (هامش 28) إن لافسادية جسد المسيح بكونها مسألة مهمة ودقيقة كانت موضوعاً لبحث طويل وحاد ولمجادلة أيضاً. فسويروس الأنطاكي (465-538) علّم “أن جسد الرب كان فاسداً على الصليب وأنه كان عرضة للفساد” (هامش 29) هذا التعليم الخاطئ عند سويروس رفضه ودحضه يوليانوس هاليكارنسوس (في القرنين الخامس والسادس)، لكن أتباعه أيضاً سقطوا في المغالاة وذهبوا إلى حد أنهم أعلنوا “أن جسد الرب ممتنع عن الألم وأنه خالد حتى قبل القيامة” (هامش 30).

لا تقبل الكنيسة الأرمنية هرطقة سويروس المختصة بتألم الله أي بتألم اللاهوت على الصليب أو رأي يوليانوس القائل بطيفية التجسد والمؤمن بأن جسد يسوع المسيح كان غير فاسد وغير قابل للفساد وأن المسيح، بكونه الوحدة الحقيقية غير الموصوفة للإله الكامل والإنسان الكامل، فقد تألم على الصليب:”] …. إلخ

ولاحقاً أثناء مناقشة المحاضرة التي ألقاها الأب مسروب، قال الأب صموئيل (ممثل الكنيسة القبطية كما يتضح) في تلك الجلسة (ص182):

[يُشك فيما إذا فهم التقليد الأرمني سويروس المرفوض عنده فهماً حقيقياً. في تاريخ ميخائيل السرياني يشير الكاتب إلى أنه في سنة 627 ب. م. وصلت الكنيستان السريانية والأرمنية إلى اتفاق في المسألة الموضوعة تحت البحث. فالحادثة يجب أن تُحترم].

فكان رد الأب مسروب، في نفس الصفحة:

[مؤخراً تفصحت الكنيسة الأرمنية تعاليم سويروس ويوليانوس عن كثب، وعلى الأخص من قبل البطريرك ملاخيا أورمنيان ورئيس الأساقفة جارجين يورسفيان والأستاذ أروند ترميناسيان].

لم نرغب في هذا العرض أن نُبين هرطقة أحد أو أي الآراء هي الصحيحة، ولكن ما أردنا قوله هنا أن الكنيسة الأرمنية تعتبر أعظم قديسي الكنائس اللاخلقيدونية هرطوقي. وبالتالي ما نود قوله، أن الكنائس غير الخلقيدونية لا يجمعهم الإيمان الواحد ولا يعتبروا أنفسهم كنيسة واحدة، بقدر مايجمعهم رفضهم لخلقيدونية.

واليوم أيضاً الكنيسة السريانية تمارس بعض الأسرار مع الكنيسة النسطورية دون غضاضة.

إذاً، متى تحرروا من عقدة خلقيدونية وصلنا للشركة. ولكن إن بقي التحزب للتاريخ والقومية والأشخاص، عوضاً عن المسيح، مهما كانت مكانة هؤلاء الأشخاص في الكنيسة، فلن نتحرك أي خطوة باتجاه عودة الشركة.


[(هامش 29) (Girq Thltoc “كتاب الرسائل” “تيلفيس 1901” ص60) إن الأرمن وعلى الأخص الجاثليقين نرسيس بغريوند (548- 557) ويفانيس جابتين (557-574) أدانوا وأبسلوا سويروس وهرطقته، أنظر كتاب الرسائل الصفحات 56، 57 و83 ويفانيس أوزنيكي (717 – 728) أنظر أروند فاردابت تريميناسين، علاقات الكنيسة الأرمنية بالكنائس السريانية (باللغة الأرمنية) (أجميازين 1918) ص 185-203. ومع ذلك فمن المفيد أن نشير إلى أن إسمه لا يذكر بين أولئك الهراطقة الذين أبسلوا في احتفالات وضع اليد –انظر ميك ماستوك، (كتاب الطقوس الكبير) (اسطنبول 1807) ص 259- 60. طقس وضع اليد على رجال الدين، الشمامسة والقسوس والآباء ورؤساء الآباء، المرجع المذكور ص 234 – 343.

(هامش 30) زوسروفيك الترجمان القرن الثامن، حرره الأب جارجين يوفسفين (أجمزين 1899) ص163. زوسروفيك دحض هرطقة يوليانوس (المرجع المذكور، الفصل الخامس ص 149- 84) وكذلك مجمع مالزجيرت (منزيكرت) الأرمني – السرياني الذي عقد في أيام الجاثليق يوفانيس أوزنيكي (زوسروفيك ص 75 – 86). إن أسم يوليانس هاليكانسوس (بودروم) لم يُذكر بين أسماء الهراطقة الذين يُبسلون أثناء خدمة وضع اليد على الإكليروس (طقس وضع اليد ص 259 -60)]}… (الشبكة)

References

References
1 سر التدبير الإلهي
2 يهوه أم يسوع
3 يا يسوعاه
4 الله في اللاهوت المسيحي
5 التجليات في دستور الإيمان
6 المزيفون
7 فادي و ذيسبينا
8 الاعتراف و التحليل النفسي
9 المرأة في نظر الكنيسة
10 قرد أم إنسان ؟
11 في التوبة
12 طريق النساك
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF

معلومات حول الصفحة

عناوين الصفحة

محتويات القسم

الوسوم

arArabic
انتقل إلى أعلى